شاب شيعي من القطيف تنتهك انسانيته أمام العالم في الشارع في منظر يذكرنا بالعصور الجاهلية الأولى والطالبانية

حيث يضرب بشكل بشع للغاية بلا ذنب

غير أنه يحمل مطبوعات فيها أحاديث فضائل اهل البيت عليهم السلام

القطيف الجريحة: ادعاء ظالم فمحاكمة صورية.. تنتهي أخيراً بجَلد شاب قطيفي

القطيف الجريحة : شبكة راصد الإخبارية


لم يدر بخلد الشاب زهير ميرزا البراهيم (21 سنة) وهو للتو انتهى من المشاركة في الإحتفال السنوي المفتوح، الذي يحييه عموم أهالي محافظة القطيف والأحساء والدول الخليجية المجاورة، بمناسبة ليلة النصف من شعبان «الناصفة»، والتي تصادف ذكرى ميلاد صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف .. لم يدر بخلده وهو يتجه برفقة زملاءه الى مقر دراسته بمحافظة الاحساء، أنه سيكون على موعد مع بداية «حفلة» أخرى، طائفية هذه المرة عند الحاجز الأمني، المقابل لشركة الإسمنت عند مدخل محافظة الاحساء.. لتنتهي بتلفيق ادعاءات باطلة تقوده الى المخافر وأروقة المحاكم!

وتبدأ القصة كما يرويها لـ«شبكة راصد الأخبارية» طالب السنة الثانية انجليزي الشاب البراهيم «حي الكويكب بمدينة القطيف» حين كان هو وثلاثة من زملاءه الطلاب من « جامعة الملك فيصل بالاحساء» يعبرون الحاجز الأمني آنف الذكر في ساعة متأخرة من مساء 14 شعبان 1424هـ المصادف 10 اكتوبر 2003م، عندما استوقفهم رجال الأمن ليبدأوا مسائلتهم، ويروي الشاب ميرزا ما جرى بالقول «بمجرد أن عرف العسكري وهو "مطوع" برتبة رئيس رقباء على ما اذكر أننا من القطيف، أمرنا بإيقاف السيارة دون باقي السيارات المارة الأخرى و النزول منها جميعاً، ومع تكرر الأسئلة بدأ يتلفظ علينا بكلمات نابية بدأها بوصف لباسنا «الجينز» بأنه لباس المخنثين وأمرنا باستبدال ملابسنا في الشارع وأمام السيارات المارة وجعلنا في موقف لا نحسد عليه حتى ظن كل من نظر الينا أننا مقبوض علينا بسبب عمل مشين».

ويمضي السيد ميرزا في سرد حكايته «بعد ذلك اتجه رجل الأمن نحو تفتيش السيارة ولم يجد شيئاً يستدعي المسائلة، سوى أنه وقع على بعض البطاقات التي عادة ما توزع مجاناً في المناسبات العامة لدينا في القطيف سواءً في الوفيات وفيها بضع آيات قرآنية وأدعية للمتوفين، أو المناسبات السعيدة كمناسبة مولد الرسول الأكرم أو الامام المهدي المنتظر(عج)، والتي يحتوي عادة وجهها الأول على عبارات التهنئة بالمولد بينما الوجه الآخر يحتوي بعض الآيات القرآنية والأدعية النبوية المروية عن آل البيت عندها أمرنا العسكري بتجميع كل البطاقات التي لدينا والزمنا بحرقها فوراً في الشارع بعد أن استبقى بعضها لديه وهي تلك البطاقات التي تخصني أنا».

في تلك الأثناء اتجه رجل الأمن المسؤول نحو تركيز الأنظار عليّ شخصياً كما يروي السيد ميرزا مأساته لـ «شبكة راصد الأخبارية» بالقول « فوجئت عندها بأن العسكري يلقي علي تهمة حيازة طلاسم وأوراق سحر وشعوذة!!.. فحاولت عبثاً ايضاح الأمر له لكنه لم يسمع لي ولم يجبنا سوى بالعبارات النابية من قبيل «يا روافض يا سحرة يا مشعوذين»، ثم أمر باقتيادي الى «مركز شرطة العيون» الأقرب لنقطة التفتيش تلك بعد أن طلبوا من زملائي المضي في طريقهم».

ويواصل السيد البراهيم روايته بالقول «حُقق معي في شرطة العيون على مدى ثلاث ساعات منذ الخامسة فجراً وحتى الثامنة صباحا، وقد كانت كل الاسئلة مركزة على مصدر بطاقات الدعاء وما فائدتها ولماذا تتبادلونها.. فلم تتعدى اجابتاتي على أسألتهم سوى أن هذه كلها بطاقات تحتوي على أذكار قرآنية ونبوية شريفة وهي تباع لدينا في اسواق القطيف علناً، فما كان منهم إلا أن اقتادوني بعد انتهاء التحقيق الى المحكمة المستعجلة لتصديق "اعترافاتي"!!».

.. «في العاشرة والنصف تقريباً ادخلوني على أحدهم في المحكمة المستعجلة بالاحساء وطلب مني المصادقة على أقوالي، بزعم أن ذلك مجرد أمر روتيني وسينتهي كل شيء بمجرد تصديق الأقوال بالمحكمة، وهذا ما تم بالفعل، حيث أعادوني مرة أخرى الى شرطة العيون وليفرج عني في الثانية ظهراً بكفالة والدي.. ولينتهي عندها الفصل الأول من القصة».

بعد قرابة الخمسة أشهر من وقوع الحادثة المذكورة، وتحديداً في الأسبوع الأول من شهر محرم مطلع العام الهجري 1425هـ المصادف لأواخر شهر فبراير 2004م، أعيد فتح ملف القضية من جديد، كما يروي الشاب البراهيم لـ «شبكة راصد الأخبارية» ذلك بقوله «فوجئت بعد خمسة شهور من الحادثة بأتصال هاتفي من «المحكمة الكبرى بالقطيف» يطلب مني مراجعتهم، وبعد تردد على المحكمة دام أياماً بسبب عدم تواجد الشيخ، أدخلوني أخيراً على الشيخ عثمان، فكرر عليّ الشيخ نفس الأسئلة القديمة الواردة بتحقيق «مركز شرطة العيون» فكانت اجاباتي نفسها تقريباً.. عندها أصدر الشيخ حكمه بحقي بدعوى حيازة طلاسم واوراق السحر! وقد خيرني بين قضاء فترة في السجن أو الجلد سبعين جلدة! أو أن يرفع الأمر الى هيئة التمييز بالرياض».

بعد صدور حكم القاضي بدأت مساع جدية على مدى خمسة عشر شهراً في سبيل التخلص من هذا المأزق كما يقول السيد ميرزا الذي يواصل سرد روايته قائلاً « بعد حكم الشيخ كنت متخوفاً بشدة على مستقبلي الدراسي، ولم يكن لي من خيار سوى السعي وراء التخلص من هذه الورطة المختلقة والاتهام الظالم بالاستعانة بوساطات أهل الخير هنا وهناك، وقد التقيت بهذا الصدد سماحة الشيخ الصفار الذي أسدى الي مجموعة نصائح وتوجيهات رأى أنها كانت ستفضي الى نتائج ايجابية.. لولا أني فضلت المضي في معالجة القضية بطريقتي».

ويمضي السيد ميرزا القول « يوم الاربعاء 18 ربيع الأول 1426هـ «27 أبريل 2005م» تلقيت اتصالا هاتفياً من «مركز شرطة القطيف» وكان المتحدث سلمان الشاهين من قسم التحقيقات، وقد أبلغني أن عليّ مراجعة مركز شرطة القطيف لجهة مشكلتي القديمة نفسها، وفور حضوري مركز الشرطة طلبوا مني التوقيع على تعهد بالحضور لتنفيذ حكم المحكمة أي الجلد وذلك يوم السبت 21 ربيع الأول 1426هـ «30 أبريل 2005م».

وأخيراً ينهي السيد زهير ميرزا البراهيم رواية مأساته لـ «شبكة راصد الأخبارية» وهو يعتصر ألماً بالقول «هنا حاولت مجدداً وبصورة أكبر الحصول على تأجيل تنفيذ الحكم على أقل تقدير، أو تنفيذ الحكم لكن ضمن أسوار السجن بعيداً عن أنظار العامة، لكن محاولاتي كلها باءت بالفشل ولم تسفر سوى عن تأجيل تنفيذ الحكم أياما قليلة.. حيث نفذ فيّ حكم الجلد «70 جلدة» عند مجمع البنوك في سوق مياس وسط مدينة القطيف يوم الأربعاء 25 ربيع الأول 1426هـ «4 مايو 2005م»، وقد وضعت - بلا ذنب- موضع المجرمين من الزناة والخمارين ... ولا أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل».