في ذات مساء
أحلى سكون الليل وأخذت أمتع ناظري به وأشاهد النجوم وهي تتعانق لتنشر الودبينها من خلال نافذتي الصغيره
وإذا هي كذالك فإذا بهاتفي النقال يرن....
من معي هي صديقتي "ياسمين"
لماسمعت صوتها وطلبت مقابلتي شعرت وكأني أحلق مع النجمات ولم أعر للوقت إهتماماً _فقد كان الوقت متأخراً_
قابلتها فلم تسعني الفرحه أخذت أتجاذب أطراف الود والعتب معها
وهي في صمت غريب
وكأنها بعالم أخر
راودتني بعض الشكوك حيال هذه الزياره المفاجئه
فإذا بها تنهار أمامي باكيه
مابال زهرتي ذبلت
إنه هو إصبع الإتهام يشير إليه
مرت أمامي لحظات تعالت فيها صرخات حبيبتي فملئت أرجاء البيت فرحةً
ففارس أحلامها قد أتى ليملىء عليها حياتها بالحب ...والتقدير... والتضحيه والتفاهم ...الحنان
فيمسح عنها عذاب السنين التي حرمتها من حنان والدها منذ نعومة أظافرها الرقيقه
أمسكت بيدي وأخذت تدور بي وتدور وسط هذه الدنيا الواسعه
التي لم تسعها ولم تسع فرحتها بطولها وعرضها أخذت تحدثني عنه
إنه "زيد"
ذاك الشاب ...الوسيم...صاحب أخلاق طيبه مؤمن يخاف الله لايفارق مسجداً
فهو شاب طموح جامعي مثقف على قدر طيب من العلم والمعرفه
مرت الأيام على هذه المرحله الجديده في حياتها وكانت تحدثني عن "زيد"
فأستشعرت من خلال حديثها أن شخصيته متناقضه أفعاله لاتتطابق مع أقواله كثيراًبما يعدُها بأشياء لكنه سرعان ماتتغير وذلك لسيطرةً تفرضها عليه شخصيه مقربةً منه...
ياترى من هذه الشخصيه ؟؟؟
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة زهرة الجنان; الساعة 15-05-2005, 07:57 PM.
كنت أقف حيال هذا الموضوع مكتفة الأيدي لأستطيع أن أقدم النصيحه المباشره لها أوتنبيهها لأي أمر ما خشية أن تفكر بتقكير لايليق بما أعنيه وأقصده فهي تراه كالملاك فهو حبيبها وقريبها بالنسب وقرابته لها أقوى من علاقتي وقرابتي بها
بدأت مراسيم الزفاف في ليلة قمريه
تراقصت دموع الفرح في عيني فزهرتي إرتدت ثوبها الأبيض وأصبحت عروس أخذت تختال على ذلك الجسر الطويل
فرحةً فحياتها الجديده ستبدأ الليله وستدخل القفص الذهبي بما يسمونه
تكاد تصل إبتسامتها إلى الأفاق تكللها روح بريئه
فهي لم تكمل سن17 من عمرها
زهرة بيضاء طوقت بالايمان تبث من حولها المحبة والصفاء
تستأنف حياتها لتجد مايسرها حيناً
وتصدم بما يشوب حياتها حيناً أخرى
فلم يكن "زيد"كما خططت له "ياسمين"
تكاد حياتها الجديده تسلبها مني فلم أعد أراها أو ألتقي بها إلا في المناسبات
فهو إبن لإمرأه فرضة شخصيتها المسيطره على حياة من حولها لتصل حدود سيطرتها كنتيها فما تأمر به الأم يجري على الكل حتى "ياسمين"
لتصب الأم أول أوامرها "ياسمين" تتوقف عن إكمال دراستها التي لم يتبقى منها سوى القليل لتكون خادمة المنزل تحملت خدمة جميع أفراد هذه الأسره كبيرها وصغيرها أثقل على كاهل هذه الزهره فلم تعد تتحمل إهانة من هذا وذاك بل وصل الأمر
أن تجرىء الأخوه والأخوات بتطاولهم عليها بالأمر والنهي والزجر وقلة الإحترام
إخوة على قدر لابأس به من العلم والثقافه والمسؤليه فمنهم المعلم والطبيب والمسؤل و....
غابت عن أذهانهم الرحمة والرأفه فلم يعد ظاهراً في معاملتهم غير تأثرهم بشخصية والدتهم الجافه المسيطره
أثقل كاهلها
عبء هذه الأسره ومايزيد تعبها أكثر "زيد"
الذي لم يعر الوضع أي إهتمام أتت إليه تجر أذيال التعب علها تجد منه سنداً لها فهو لايعلم بما يحدث لها لانه يقبع خارج المنطقه ولايتواجد مع أسرته إلايومين وليته يقضي يوماً واحداً على الأقل ينظر إلى حاجات هذه المسكينه
لكنها تتفاجىء بقبوله للوضع ويكثر من توصياته لوالدته وإخوته الكرام "هالله هالله بالوالده وإخواني ترى رضاهم من رضاي"
فزيد لايعرف غير هذه الجمله
بقيت "ياسمين "في شقاء وعناء ؟تأخرت في أولى سنواتها عن الإنجاب علها رحمةً منه جلا شأنه حاولت "ياسمين " جاهدة إقناع "زيد" لإكمال دراستها لتشغل نفسها بشىء لمصلحتها وتتنفس قليلاً بعيدةًعن أجواء تلك العائله ولكنه مع الأسف الشديد يؤمن ببعض مايؤمن به معشر الشباب "المرأه ليس لها سوى زوجها وبيتها"(أي بيت هذا وأي زوج صاغه لك القدرهذاياياسمين)!!!؟؟؟؟
زهرتي صغيرة السن لكنها كبيرة الفكر والعقل فهي تجيد النقاش والحوار السمح الجيد وذلك بحكم إطلاعها الكافي على الكتب الدينيه الثقافيه التوعوية لكن مناقشتها لم تكن في محلها "فزيد" لايسمع إليها وكأن في أذانه وقر
تلجأ زهرتي إلى والدتها بعد أن مل الصبر منها
لتجد الحل الشافي من والدتها!!!!؟؟؟؟
بنيتي عيب على الزوجه أن تشتكي زوجها وأهله وتخرج أسرارها إلى خارج مملكتها الخاصه "حلي
المشاكل بينك وبين زيد ولاتخلين أحد يتدخل بينكم حتى لو كنت انا"
بنيتي الله أمرنا بالصبر فالصبر مفتاح الفرج والحياة الزوجيه لابد من وقوع المشاكل فيها لذا يجب عليك التحمل ومواجهة الواقع
نصيحتي إليك كأم تحب الخير لإبنتها ان لاتخرجي أسرارك مرة أخرى خارج بيتك
وأتمنى أني لأراك شاكية باكية منه "فالزوجه ليس لها كل يوم زوج"
الله الله في خالتك ام زوجك فهي انا تماماً وتحب الخير لك بنيتي ولكنك لاتعلمين ذلك
والله الله في زيد فالله أمرنا بإطاعته في كل شىء
فلاتعكري عليه صفوه حياته بشكواك لأمه واخوته فيأخذ عليك مأخذ غير طيب
تعتقد الام انها وضعت يدها على الجرح لكنها لاتعلم أن ابنتها عملت بماقالته لها قبل أن تطلب مساعدتها
عادت ياسمين إلى قعر دارها تجر أذيال الخيبة وراءها قست على نفسها كثيراً لتلتقيها ألوان العذاب في هذه الأسره
مرت السنين ولم يتغير وضع حالها الأليم فقدر الله لها أن تحبل لعلها ترزق بطفل تسعدى به
بقيت تعيش هذه الزهره تحت ضغوطات نفسيه كبيره في أثناء حبلها وبعد وضعها فلم تكمل فرحتها بتلك الطفله القمريه
فلم تستمع برعايتها وعنايتها لتلك الطفله كبقية الفتايات في أولى مراحله فالجده طالتها بسيطرتها
فكانت تأمر ياسمين وحينما تنفذ لايقبل منها ذلك ويقال لها بصريح العباره "أنت صغيره لاتفقهين بالحياة شىء فلست أهلاً للمسؤليه"
إلى أن فقدت ياسمين ثقتها بنفسها وتحطمت بكل معنى التحطيم فليست هذه الحياة التي رسمتها لها
لم تعد تتحمل هذا الوضع القاسي لمنعها من حريتها الشخصيه في مقر حياتها
ساءت حالتها النفسيه فأصبحت تعيش في عالم أخر خيالي
ربما يكون هذا العالم الذي أحبت أن تعيشه فهي تعوض حرمنها في هذا العالم الخيالي لتجعل منه مثالي لكن الواقع أقسى وأقوى مماحلمت به تدهورت حالتها النفسيه والصحيه مما إضطر لعرضها على طبيب نفساني
تعليق