بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إمبراطورية الشر أم الخير تنتظر العالم؟
لاحظ تقرير إن استنتاج مفهوم الإمبراطورية في العصر الحديث لم يعد يرتبط باتساع الامتداد الجغرافي من طريق احتلال الأرض بقدر ما يرتبط بالقدرة على التحكم في اقتصاديات العالم وتوافر السيولة النقدية والتقدم العلمي والتكنولوجي والسيطرة على التجارة العالمية وبعض الجوانب المدنية الأخرى المرئية وغير المرئية، وهي كلها مزايا تتوافر لأمريكا أكثر مما تتوافر لأية دولة من الدول الكبرى، وأمريكا تدرك ذلك تماماً وتعرف كيف توجه هذه القدرات المتعاظمة لتحقيق مصالحها بصرف النظر عن مصالح الآخرين، كما تعرف كيف تستغل جوانب الضعف والنقص في غيرها من الدول لكي تبسط نفوذها بحيث تتحول هذه الدول إلى توابع تدور في فلكها وتنفذ أوامرها ووصل الأمر بالقوة الأمريكية إلى الحد التي تستطيع معه توقيع العقوبات الاقتصادية على الدول الأخرى (المارقة) التي ترفض الانصياع لسياستها، وأضاف التقرير ساعدت الظروف والأوضاع المضطربة على أن تتدخل في كثير من مناطق العالم برغبة من أهلها في الغالب وبدعوة منهم للمساعدة في حفظ أمنهم وكيانهم، وقد أفلحت في أن ترسي ولو ظاهرياً قواعد الديمقراطية في عدد من الدول التي كانت تعاني من الحكم الديكتاتوري وتسهم في تسوية النزاعات السياسية والإقليمية وتعمل باسم السلام الأمريكي أسوة بالتعبير القديم (السلام الروماني) وأدت التغييرات العالمية في مجال السياسة والعلاقات الدولية والبحث العلمي والتقدم التكنولوجي إلى أن يصبح مفهوم الإمبراطورية مفهوماً أيدلوجياً له أبعاد جديدة تختلف عن مجرد الوجود العسكري وإخضاع الشعوب بطريقة مباشرة واستغلال مواردها الاقتصادية لمصلحة القوة المهيمنة، وهو يعتمد على الإنجازات العلمية الهائلة، خصوصاً تكنولوجيا الاتصال لنشر أفكار والثقافة والتحكم في عقول الناس وهو كلها خصائص تتوافر لأمريكا وتسوغ لها أن تصبح الإمبراطورية القوية الوحيدة، وأشارت الدراسة إلى أن هذا التحول دفع الكثير من المفكرين الأمريكيين إلى الشك في ما إذا كانت هذه الهيمنة في مصلحة أمريكا والإنسان الأمريكي الذي يؤمن بالنظام الجمهوري ويعتز بالديمقراطية والعدالة والكرامة الفردية، فالنظام الإمبراطوري يتعارض تماماً مع نظام الحكم الجمهوري الذي يؤلف عنصراً أساسياً في الفكر الأمريكي منذ حروب الاستقلال، لذا فإن قيام إمبراطورية أمريكية تضطلع المهمات التي يتصورها ساسة أمريكا في الوقت الحاضر قد يحمل بين ثناياه بذور انهيار أمريكا دولة جمهورية ومجتمع ديمقراطي، لكن فكرة الإمبراطورية الأمريكية الكبرى والوحيدة تلقى في الوقت ذاته كثيراً من القبول والرضا لدى قطاعات كبيرة من المجتمع الأمريكي الذي تبهره مظاهر العظمة والقوة ويشعر بالفخر والكبرياء إزاء المكانة الذي تتمتع بها أمريكا الآن ولا يرى ما يمنع من أن تصبح أمريكا إمبراطورية – بل أنها إمبراطورية فعلاً مادام لديها كل مسوغات النظام الإمبراطوري من حيث القوة العسكرية والهيمنة السياسية والسيطرة الاقتصادية والتقدم العلمي والتفوق التكنولوجي وزادت من قوة هذه الاتجاه أحداث أيلول وما شعر به الأمريكيون من مهانة لن يمحوها سوى الالتجاء إلى القوة لتغلب على المخاوف الداخلية والسيطرة على العالم كله، وليس فقط على قوى الإرهاب، ويرى بعض المفكرين الذين يناصرون فكرة الإمبراطورية الأمريكية أنها ستكون نوعاً مختلفاً من الإمبراطوريات بحكم الظروف القائمة فعلاً، وأنها ستقوم أيضاً على أسس ومفاهيم مختلفة تتناقض تماماً مع كل الأسس والمفاهيم التي كان يعتنقها النظام الإمبراطوري القديم، فيما يرى الكاتب فيكتور ديفيد هانسون وهو أحد كتاب مجلة ناشيونال ريفيو الأمريكية أنها إمبراطورية من نوع مضحك، في مقارنة بين الإمبراطورية الرومانية باعتبارها المثال الأعلى الفذ للنظام الإمبراطوري وبين الأسس التي تقوم عليها الإمبراطورية الأمريكية ودافع هانسون عن الشعب الأمريكي بأن شعب لا يعاني من طموحات أو تطلعات إمبريالية وأن الأوضاع في أمريكا تختلف اختلافاً جذرياً عما كان سائداً في الإمبراطورية الرومانية، لأن اتجاهات الدولة السياسية وتوجهاتها الفكرية وتاريخها ونظرتها إلى الحياة كلها أمور لا تؤهلها على رغم التفوق العلمي والتكنولوجي والحربي لأن تقوم بالدور التي كانت تقوم به أي من الإمبراطوريات الكبرى المعروفة في التاريخ سواء أكانت هي أثينا أم الإمبراطورية الرومانية أم الإمبراطورية العثمانية أم أخيراً الإمبراطورية البريطانية وأوضح هانسون فليس ثمة وجه للمقارنة التي يعقدها بعض الأوربيين وبين الرئيس بوش ويوليس قيصر أو وصف الرؤساء والعسكريين الأمريكيين الحاليين بالصفات التي كانت روما تصف بها رجالها وعرض أكثر من مثال على عدم التشابه بين مفهوم الماضي للإمبراطورية والواقع الأمريكي الراهن وقال إذا حدث أن قامت إمبراطورية أمريكية فإنها ستكون إمبراطورية مضحكة وهزلية بين سائر الإمبراطوريات لافتقارها إلى كل العناصر والمقومات اللازمة لقيام كيان إمبراطوري بالمعنى الدقيق للكلمة فأمريكا تعطي أكثر مما تأخذ ولا تسلم في الوقت نفسه من انتقادات الآخرين بل أيضاً من معارضة مفكريها وأدبائها للسياسة التي تنتهجها في التعامل مع الغير بينما كان أدباء الإمبراطوريات الأخرى وشعراؤها يشيدون بإنجازاتها ويمجدون زعماءها ويعملون على تخليد ذكراهم فيما يجد الأمريكيون لذة في السخرية من الزعماء الأمريكيين.
إن العدوان السافر على آل الرسول (عليهم السلام ) ليس خطأ ، بل هو حقد دفين وبغض لئيم لعترة المصطفى(صلى الله عليه و آله وسلم)
بسام محمد حسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إمبراطورية الشر أم الخير تنتظر العالم؟
لاحظ تقرير إن استنتاج مفهوم الإمبراطورية في العصر الحديث لم يعد يرتبط باتساع الامتداد الجغرافي من طريق احتلال الأرض بقدر ما يرتبط بالقدرة على التحكم في اقتصاديات العالم وتوافر السيولة النقدية والتقدم العلمي والتكنولوجي والسيطرة على التجارة العالمية وبعض الجوانب المدنية الأخرى المرئية وغير المرئية، وهي كلها مزايا تتوافر لأمريكا أكثر مما تتوافر لأية دولة من الدول الكبرى، وأمريكا تدرك ذلك تماماً وتعرف كيف توجه هذه القدرات المتعاظمة لتحقيق مصالحها بصرف النظر عن مصالح الآخرين، كما تعرف كيف تستغل جوانب الضعف والنقص في غيرها من الدول لكي تبسط نفوذها بحيث تتحول هذه الدول إلى توابع تدور في فلكها وتنفذ أوامرها ووصل الأمر بالقوة الأمريكية إلى الحد التي تستطيع معه توقيع العقوبات الاقتصادية على الدول الأخرى (المارقة) التي ترفض الانصياع لسياستها، وأضاف التقرير ساعدت الظروف والأوضاع المضطربة على أن تتدخل في كثير من مناطق العالم برغبة من أهلها في الغالب وبدعوة منهم للمساعدة في حفظ أمنهم وكيانهم، وقد أفلحت في أن ترسي ولو ظاهرياً قواعد الديمقراطية في عدد من الدول التي كانت تعاني من الحكم الديكتاتوري وتسهم في تسوية النزاعات السياسية والإقليمية وتعمل باسم السلام الأمريكي أسوة بالتعبير القديم (السلام الروماني) وأدت التغييرات العالمية في مجال السياسة والعلاقات الدولية والبحث العلمي والتقدم التكنولوجي إلى أن يصبح مفهوم الإمبراطورية مفهوماً أيدلوجياً له أبعاد جديدة تختلف عن مجرد الوجود العسكري وإخضاع الشعوب بطريقة مباشرة واستغلال مواردها الاقتصادية لمصلحة القوة المهيمنة، وهو يعتمد على الإنجازات العلمية الهائلة، خصوصاً تكنولوجيا الاتصال لنشر أفكار والثقافة والتحكم في عقول الناس وهو كلها خصائص تتوافر لأمريكا وتسوغ لها أن تصبح الإمبراطورية القوية الوحيدة، وأشارت الدراسة إلى أن هذا التحول دفع الكثير من المفكرين الأمريكيين إلى الشك في ما إذا كانت هذه الهيمنة في مصلحة أمريكا والإنسان الأمريكي الذي يؤمن بالنظام الجمهوري ويعتز بالديمقراطية والعدالة والكرامة الفردية، فالنظام الإمبراطوري يتعارض تماماً مع نظام الحكم الجمهوري الذي يؤلف عنصراً أساسياً في الفكر الأمريكي منذ حروب الاستقلال، لذا فإن قيام إمبراطورية أمريكية تضطلع المهمات التي يتصورها ساسة أمريكا في الوقت الحاضر قد يحمل بين ثناياه بذور انهيار أمريكا دولة جمهورية ومجتمع ديمقراطي، لكن فكرة الإمبراطورية الأمريكية الكبرى والوحيدة تلقى في الوقت ذاته كثيراً من القبول والرضا لدى قطاعات كبيرة من المجتمع الأمريكي الذي تبهره مظاهر العظمة والقوة ويشعر بالفخر والكبرياء إزاء المكانة الذي تتمتع بها أمريكا الآن ولا يرى ما يمنع من أن تصبح أمريكا إمبراطورية – بل أنها إمبراطورية فعلاً مادام لديها كل مسوغات النظام الإمبراطوري من حيث القوة العسكرية والهيمنة السياسية والسيطرة الاقتصادية والتقدم العلمي والتفوق التكنولوجي وزادت من قوة هذه الاتجاه أحداث أيلول وما شعر به الأمريكيون من مهانة لن يمحوها سوى الالتجاء إلى القوة لتغلب على المخاوف الداخلية والسيطرة على العالم كله، وليس فقط على قوى الإرهاب، ويرى بعض المفكرين الذين يناصرون فكرة الإمبراطورية الأمريكية أنها ستكون نوعاً مختلفاً من الإمبراطوريات بحكم الظروف القائمة فعلاً، وأنها ستقوم أيضاً على أسس ومفاهيم مختلفة تتناقض تماماً مع كل الأسس والمفاهيم التي كان يعتنقها النظام الإمبراطوري القديم، فيما يرى الكاتب فيكتور ديفيد هانسون وهو أحد كتاب مجلة ناشيونال ريفيو الأمريكية أنها إمبراطورية من نوع مضحك، في مقارنة بين الإمبراطورية الرومانية باعتبارها المثال الأعلى الفذ للنظام الإمبراطوري وبين الأسس التي تقوم عليها الإمبراطورية الأمريكية ودافع هانسون عن الشعب الأمريكي بأن شعب لا يعاني من طموحات أو تطلعات إمبريالية وأن الأوضاع في أمريكا تختلف اختلافاً جذرياً عما كان سائداً في الإمبراطورية الرومانية، لأن اتجاهات الدولة السياسية وتوجهاتها الفكرية وتاريخها ونظرتها إلى الحياة كلها أمور لا تؤهلها على رغم التفوق العلمي والتكنولوجي والحربي لأن تقوم بالدور التي كانت تقوم به أي من الإمبراطوريات الكبرى المعروفة في التاريخ سواء أكانت هي أثينا أم الإمبراطورية الرومانية أم الإمبراطورية العثمانية أم أخيراً الإمبراطورية البريطانية وأوضح هانسون فليس ثمة وجه للمقارنة التي يعقدها بعض الأوربيين وبين الرئيس بوش ويوليس قيصر أو وصف الرؤساء والعسكريين الأمريكيين الحاليين بالصفات التي كانت روما تصف بها رجالها وعرض أكثر من مثال على عدم التشابه بين مفهوم الماضي للإمبراطورية والواقع الأمريكي الراهن وقال إذا حدث أن قامت إمبراطورية أمريكية فإنها ستكون إمبراطورية مضحكة وهزلية بين سائر الإمبراطوريات لافتقارها إلى كل العناصر والمقومات اللازمة لقيام كيان إمبراطوري بالمعنى الدقيق للكلمة فأمريكا تعطي أكثر مما تأخذ ولا تسلم في الوقت نفسه من انتقادات الآخرين بل أيضاً من معارضة مفكريها وأدبائها للسياسة التي تنتهجها في التعامل مع الغير بينما كان أدباء الإمبراطوريات الأخرى وشعراؤها يشيدون بإنجازاتها ويمجدون زعماءها ويعملون على تخليد ذكراهم فيما يجد الأمريكيون لذة في السخرية من الزعماء الأمريكيين.
إن العدوان السافر على آل الرسول (عليهم السلام ) ليس خطأ ، بل هو حقد دفين وبغض لئيم لعترة المصطفى(صلى الله عليه و آله وسلم)
بسام محمد حسين
تعليق