بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبة رسول الله في التمسّك بالثقلين
روي ابن سعد بسنده عن أبي سعيد الخُدريّ عن رسول الله صلّيالله علیه وآله أ نّه قال: إنِّـي أُوشِـكُ أن أُدْعَي فَأُجيبَ، وإنِّـي تَارِكٌ فِيكُـمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي، كِتَابُ اللَهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إلَی الاَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. وإنَّ اللَّطِيفَ الخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَ نَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي يَرِدَا عَلَیَّ الحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تُخَلُفُونِّي فِيهِمَا ! [15]
قال الشيخ المفيد في « الإرشاد »: ثمّ كان ممّا أكّد له رسول الله صلّيالله علیه وآله من الفضل وتخصّصه منه بجليل رتبته ما تلا حجّة الوداع من الامور المتجدّدة لرسول الله صلّي الله علیه وآله والاحداث التي اتّفقت بقضاء الله وقدره. وذلك أ نّه تحقّق من دنوّ أجله ما كان قدّم الذكر به لاُمّته. فجعل يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذّرهم الفتنة بعده والخلاف علیه ويؤكّد وصايته بالتمسّك بسنّته والإجماع علیها والوفاق، ويحثّهم علی الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين، ويزجرهم عن الاختلاف والارتداد. وكان فيما ذكره من ذلك صلّيالله علیه وآله ما جاءت به الرواية علی اتّفاق واجتماع من قوله:
أَيُّهَا النَّاسُ ! إنِّي فَرُطُكُمْ وَأَنْتُمْ وَارِدُونَ عَلَیَّ الحَوْضَ. أَلاَ وَإنِّي سَائِلُكُمْ عَنِ الثَّقَلَيْنِ!
فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا، فَإنَّ اللَّطِيفَ الخَبِيرَ نَبَّأَنِي أَ نَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي يَلْقَيَانِي. وَسَأَلْتُ رَبِّي ذَلِكَ فَأَعْطَانِيهِ. أَلاَ وَإنِّي قَدْ تَرَكْتُهُمَا فِيكُمْ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، لاَ تَسْبِقُوهُمْ فَتَفَرَّقُوا، وَلاَ تَقْصُرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا، وَلاَ تُعَلِّمُوهُمْ فَإنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ.
أَيُّهَا النَّاسُ ! لاَ أُلْفِيَنَّكُمْ بَعْدِي تَرْجِعُونَ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ! فَتَلْقَوْنِي فِي كَتِيبَةٍ كَبَحْرِ السَّيْلِ الجَرَّارِ ! أَلاَ وَإنَّ علی بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَیهِ السَّلاَمُ أَخِي وَوَصِيِّي، يُقَاتِلُ بَعْدِي عَلَی تَأْوِيلِ القُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَی تَنْزِيلِهِ.
وَكَانَ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مَجْلِساً بَعْدَ مَجْلِسٍ بِمِثْلِ هَذَا الكَلاَمِ وَنَحْوِهِ.
ثُمّ إنّه عقد لاُسامة بن زيد بن حارثة الإمرة، وأمره وندبه أن يخرج بجمهور الاُمّة إلی حيث أُصيب أبوه من بلاد الروم، واجتمع رأيه علیه السلام علی إخراج جماعة من مقدّمي المهاجرين والانصار في معسكره، حتّي لايبقي في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ويطمع في التقدّم علی الناس بالإمارة، ويستتبّ الامر لمن استخلفه من بعده، ولاينازعه في حقّه منازع. فعقد له الإمرة علی ما ذكرناه، وجدّ صلّيالله علیه وآله وسلّم في إخراجهم، وأمر أُسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلی الجرف، وحثّ الناس علی الخروج إليه والمسير معه، وحذّرهم من التلوّم والإبطاء عنه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبة رسول الله في التمسّك بالثقلين
روي ابن سعد بسنده عن أبي سعيد الخُدريّ عن رسول الله صلّيالله علیه وآله أ نّه قال: إنِّـي أُوشِـكُ أن أُدْعَي فَأُجيبَ، وإنِّـي تَارِكٌ فِيكُـمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي، كِتَابُ اللَهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إلَی الاَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. وإنَّ اللَّطِيفَ الخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَ نَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي يَرِدَا عَلَیَّ الحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تُخَلُفُونِّي فِيهِمَا ! [15]
قال الشيخ المفيد في « الإرشاد »: ثمّ كان ممّا أكّد له رسول الله صلّيالله علیه وآله من الفضل وتخصّصه منه بجليل رتبته ما تلا حجّة الوداع من الامور المتجدّدة لرسول الله صلّي الله علیه وآله والاحداث التي اتّفقت بقضاء الله وقدره. وذلك أ نّه تحقّق من دنوّ أجله ما كان قدّم الذكر به لاُمّته. فجعل يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذّرهم الفتنة بعده والخلاف علیه ويؤكّد وصايته بالتمسّك بسنّته والإجماع علیها والوفاق، ويحثّهم علی الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين، ويزجرهم عن الاختلاف والارتداد. وكان فيما ذكره من ذلك صلّيالله علیه وآله ما جاءت به الرواية علی اتّفاق واجتماع من قوله:
أَيُّهَا النَّاسُ ! إنِّي فَرُطُكُمْ وَأَنْتُمْ وَارِدُونَ عَلَیَّ الحَوْضَ. أَلاَ وَإنِّي سَائِلُكُمْ عَنِ الثَّقَلَيْنِ!
فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا، فَإنَّ اللَّطِيفَ الخَبِيرَ نَبَّأَنِي أَ نَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي يَلْقَيَانِي. وَسَأَلْتُ رَبِّي ذَلِكَ فَأَعْطَانِيهِ. أَلاَ وَإنِّي قَدْ تَرَكْتُهُمَا فِيكُمْ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، لاَ تَسْبِقُوهُمْ فَتَفَرَّقُوا، وَلاَ تَقْصُرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا، وَلاَ تُعَلِّمُوهُمْ فَإنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ.
أَيُّهَا النَّاسُ ! لاَ أُلْفِيَنَّكُمْ بَعْدِي تَرْجِعُونَ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ! فَتَلْقَوْنِي فِي كَتِيبَةٍ كَبَحْرِ السَّيْلِ الجَرَّارِ ! أَلاَ وَإنَّ علی بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَیهِ السَّلاَمُ أَخِي وَوَصِيِّي، يُقَاتِلُ بَعْدِي عَلَی تَأْوِيلِ القُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَی تَنْزِيلِهِ.
وَكَانَ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مَجْلِساً بَعْدَ مَجْلِسٍ بِمِثْلِ هَذَا الكَلاَمِ وَنَحْوِهِ.
ثُمّ إنّه عقد لاُسامة بن زيد بن حارثة الإمرة، وأمره وندبه أن يخرج بجمهور الاُمّة إلی حيث أُصيب أبوه من بلاد الروم، واجتمع رأيه علیه السلام علی إخراج جماعة من مقدّمي المهاجرين والانصار في معسكره، حتّي لايبقي في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ويطمع في التقدّم علی الناس بالإمارة، ويستتبّ الامر لمن استخلفه من بعده، ولاينازعه في حقّه منازع. فعقد له الإمرة علی ما ذكرناه، وجدّ صلّيالله علیه وآله وسلّم في إخراجهم، وأمر أُسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلی الجرف، وحثّ الناس علی الخروج إليه والمسير معه، وحذّرهم من التلوّم والإبطاء عنه.
تعليق