تويت
سلام.. لآية الصبر علي بن الحسين (ع)..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلام.. لآية الصبر علي بن الحسين (ع)
إذا كان للصبر ان يتجسد في رجل، فما أظنه يكون إلا زين العابدين ومولى الصابرين علي بن الحسين (عليه السلام). ذلك الإمام الخالد والرجل الفذ الذي تحمل ما أشفقت له الجبال في رحلة الصبر الطويلة، وما اكتنفها من أهوال ومشاق جسيمة لا طاقة لمخلوق على تحملها، سوى ابن الوحي والنبوة...
لله أنت.. وأبوك وجدك.. ما أصبرك على البلوى والمكاره.. إن القلم ليعجز عن وصفك.. وأنّى للكلمات أن ترقى إلى قمتك الشامخة أو تلج إلى بحرك المتلاطم لتقرب صورة للعقل عن ذاتك أو للسان عن صفاتك؟!
فمن ذا الذي رأى ما رأيت يوم الطف من غدر الناس لأبيك (عليه السلام) وتقاعس الأمة عن نصرته، حتى جُعجع به في كربلاء وحوصر هو وعياله وثلةٌ من الصابرين أمثالك، يستنزلون قطر السماء بعد أن منع عليهم ماء الأرض. ويدعون الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) فيجيبونهم بالسهام والنبال والبرم والسباب حتى قضوا واحد تلو الآخر صابرين محتسبين.
من رأى عباساً تقطع كفاه، وعلياً يذبح، ورضيعاً يطلب له الماءُ فيجابُ بنبلةٍ تذبحه من الوريد إلى الوريد بين يدي والده، من رأى سيد شباب أهل الجنة يهوي صريعاً على الأرض بعد أن يشبع ضرباً بالسيف وطعناً بالرمح ورمياً بالسهام والحجارة. ثم بعد ذلك يحزُّ من القفا نحرهُ بيد أشقى الأشقياء.
أنت وحدك الذي رأيت.. رأيت ووعيت.. وصبرت.. وكنت تسمع أيضاً.. تسمع صرخات الأبطال في ساحة الوغى فتتوق نفسك للانضمام إليهم.. وتسمع نداء الحسين الخالد.. ألا من ناصر ينصرنا.. ألا من ذاب عن حرم رسول الله. وتثب من مكانك مستعيناً بعصاك محاولاً القيام ولكن دون جدوى.. فلقد كتب عليك الصبرُ. والعلة علتان، علة في البدن، وعلة في السماء قضت أن يعيش الامتداد الطبيعي للنبوة والإمامة لينال عهد الله الذي لا يناله الظالمون. وقضت ان لا ينقطع نسل محمد (صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة.
ما أعظم صبرك يا ابن الحسين (عليه السلام) صبرت على العطش وصبرت على فراق الأحبة، وعلى المرض، وعلى حرق الخيام واستغاثات اليتامى والثكالى، جنباً إلى جنب مع عمتك الصابرة زينب الكبرى (عليها السلام)، وصبرت على الأسر وثقل القيد إذ لم تبرح الجامعة عنقك ويديك ورجليك وتحملت سفاهة أهل الجور وتجرؤَهم على مقامك مقام الأنبياء، كما وصبرت على جهل الناس الذي كشفته بعلمك وظلمهم الذي دفعته بحلمك وكفرهم الذي صرفته بإيمانك وضلالهم الذي أنرته بنور هداك.. وقفت شامخاً ترفع (صحيفتك السجادية) مناراً يهتدي به العباد، وشهرت (رسالة الحقوق) سيفاً بوجه الظلم والظالمين... فالسلام عليك من صابرٍ عظيم لا يرقى إليه الطير ولا ينحدر عنه السيل...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلام.. لآية الصبر علي بن الحسين (ع)
إذا كان للصبر ان يتجسد في رجل، فما أظنه يكون إلا زين العابدين ومولى الصابرين علي بن الحسين (عليه السلام). ذلك الإمام الخالد والرجل الفذ الذي تحمل ما أشفقت له الجبال في رحلة الصبر الطويلة، وما اكتنفها من أهوال ومشاق جسيمة لا طاقة لمخلوق على تحملها، سوى ابن الوحي والنبوة...
لله أنت.. وأبوك وجدك.. ما أصبرك على البلوى والمكاره.. إن القلم ليعجز عن وصفك.. وأنّى للكلمات أن ترقى إلى قمتك الشامخة أو تلج إلى بحرك المتلاطم لتقرب صورة للعقل عن ذاتك أو للسان عن صفاتك؟!
فمن ذا الذي رأى ما رأيت يوم الطف من غدر الناس لأبيك (عليه السلام) وتقاعس الأمة عن نصرته، حتى جُعجع به في كربلاء وحوصر هو وعياله وثلةٌ من الصابرين أمثالك، يستنزلون قطر السماء بعد أن منع عليهم ماء الأرض. ويدعون الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) فيجيبونهم بالسهام والنبال والبرم والسباب حتى قضوا واحد تلو الآخر صابرين محتسبين.
من رأى عباساً تقطع كفاه، وعلياً يذبح، ورضيعاً يطلب له الماءُ فيجابُ بنبلةٍ تذبحه من الوريد إلى الوريد بين يدي والده، من رأى سيد شباب أهل الجنة يهوي صريعاً على الأرض بعد أن يشبع ضرباً بالسيف وطعناً بالرمح ورمياً بالسهام والحجارة. ثم بعد ذلك يحزُّ من القفا نحرهُ بيد أشقى الأشقياء.
أنت وحدك الذي رأيت.. رأيت ووعيت.. وصبرت.. وكنت تسمع أيضاً.. تسمع صرخات الأبطال في ساحة الوغى فتتوق نفسك للانضمام إليهم.. وتسمع نداء الحسين الخالد.. ألا من ناصر ينصرنا.. ألا من ذاب عن حرم رسول الله. وتثب من مكانك مستعيناً بعصاك محاولاً القيام ولكن دون جدوى.. فلقد كتب عليك الصبرُ. والعلة علتان، علة في البدن، وعلة في السماء قضت أن يعيش الامتداد الطبيعي للنبوة والإمامة لينال عهد الله الذي لا يناله الظالمون. وقضت ان لا ينقطع نسل محمد (صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة.
ما أعظم صبرك يا ابن الحسين (عليه السلام) صبرت على العطش وصبرت على فراق الأحبة، وعلى المرض، وعلى حرق الخيام واستغاثات اليتامى والثكالى، جنباً إلى جنب مع عمتك الصابرة زينب الكبرى (عليها السلام)، وصبرت على الأسر وثقل القيد إذ لم تبرح الجامعة عنقك ويديك ورجليك وتحملت سفاهة أهل الجور وتجرؤَهم على مقامك مقام الأنبياء، كما وصبرت على جهل الناس الذي كشفته بعلمك وظلمهم الذي دفعته بحلمك وكفرهم الذي صرفته بإيمانك وضلالهم الذي أنرته بنور هداك.. وقفت شامخاً ترفع (صحيفتك السجادية) مناراً يهتدي به العباد، وشهرت (رسالة الحقوق) سيفاً بوجه الظلم والظالمين... فالسلام عليك من صابرٍ عظيم لا يرقى إليه الطير ولا ينحدر عنه السيل...