بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

أما بعد..

قال الله تعالى : {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } الزمر18

وقال: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ } محمد17

وقال: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } الأنعام90

وقال: {وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } مريم76

وقال:{قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ } الأنعام104

وقال: {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } الزمر41

وقال: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً } النساء17

صدق الله الله العلي العظيم

لم يكن لطاهر العاملي أن يعضب على شخص كشخص وإن كان هذا الشخص هو حسين إيران الذي كان يحمل أفكاراً ذات بعد خطير على مستوي الفرد والجماعة ويروج لها على جميع الأصعدة وكان مقتنعاً تمام الإقتناع بصوابيتها ويواجه كل من كان يخالفه في نظرته إلى الواقع، وكان طاهر العاملي دائماً يتألم لما يراه أمامه من أن هناك شخصاً ـ وليس بالضروة أن يكون فقط حسين إيران ـ ينتمي إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام الذين قال الله تعالى بحقهم: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } الأحزاب33 ثم يحمل عنهم وعن الأنبياء على نبينا وآله وعليهم أفضل الصلاة والصلام أفكاراً تتناقض وتتنافى مع هذه الآية المباركة بل مع كل القرآن..

ولعل منشاء ذلك هو اقتناعه بشخصية عرفت وأشتهرت بترويج مثل هذه الأفكار في المجتمع وعلى جميع الأصعدة والذي حذر العلماء والفقهاء والمراجع منها ومن أفكارها..

وكنا نجد أنفسنا أمام تداعيات تستوجب منا بل من كل شخص غيور على المذهب أن يبذل ما بوسعه من أجل تصحيح ما يمكن تصحيحه أو الرد على ما يمكن الرد عليه حتى لا ينخدع فيه الناس..

وحتى لا نطيل في الماضي المؤلم:

لقد جاء الأخ حسين إيران وبعد فترة ليست بالوجيزة ليشرح للأخوة ما كان عليه وما آلت إليه الأمور معه وما بدر منه وتجاه الأخوة الذين كانوا يتصدون للفكر الذي يحمله كما ويطلب تقدير الموقف، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون ويستمر في نهجه الصحيح الذي أتهجه أخيراً فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ } محمد17

كما نسأل الله سبحانه وتعالى يجعلنا نبتعد عن مواضع الشبهات: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7، وأن يوفقنا لأن نتمسك بالعروة الوثقى حيث قال الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } البقرة256..

وأخيراً.. أخي الكريم حسين صدقني أحيك فيك هذه الروح الرياضية التي تنم عن طينة طيبة، ولا أحمل شيئاً في نفسي تجاهك وتجاه أي موالي وأسال الله سبحانه وتعالى بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها، أن يحشرك ويحشرني ويحشر كل موال مع محمد وآل محمد، أدعو الجميع ونفسي إلى الأستفادة من هذه التجربة التي أفتخر ويفتخر بها الجميع..