إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إصــلاح الــزوج

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إصــلاح الــزوج

    إصــلاح الــزوج



    الزوج عماد الأسرة، وأساس استقرارها وهنائها، ومنبع التفاؤل والأمل فيها، وأي كلام عن إصلاح الأسرة لا يكون الزوج طرفا فيه فهو كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه فلن تبلغ الأسرة شأوها في الاستقرار والصلاح إذا كان الأب بعيدا كل البعد عن منهج الإصلاح ومقوماته.

    وقد يطرأ ما يعكر صفو الحياة الزوجية، ويطيح باستقرارها، ويهدم المودة الربانية التي سكبها الله سبحانه بين الزوجين، فيتحول المنزل إلى كابوس نتيجة تصرفات شيطانية وعشوائية من رب الأسرة، حيث يصعق الأولاد والزوجة بكثير من هذه التصرفات التي تهز مشاعرهم وتسلب السكينة من قلوبهم، وتحيل حياتهم إلى ذهول واضطراب بدلا من أن تتحول إلى مودة واستقرار.

    وانطلاقا من حرص الإسلام على الأسرة واستقرارها جعل للمرأة سبلا مختلفة لإصلاح الزوج ورده إلى الأسرة الهانئة، والحياة الرغيدة، والمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه.

    قال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (النساء: 128).

    التباعد، والإعراض: ألا يكلمها ولا يأنس بها.

    ".. في هذه الآية ينظم القرآن حالة النشوز حين يخشى وقوعها من ناحية الزوج، فتهدد أمن المرأة وكرامتها، وأمن الأسرة كلها كذلك. إن القلوب تتقلب والمشاعر تتغير والإسلام منهج حياة يعالج كل جزئية فيها ويتعرض لكل ما يعرض لها".

    وهذه الآية وإن كانت تعرض للمراحل الأخيرة التي قد تمر بها الأسرة، وهو أن تتخلى الزوجة عن بعض حقوقها من أجل أن تحافظ على الروابط الأسرية المقدسة، إلا أنها قد أطلقت للزوجة العنان في كثير من الخيارات وأوضحت أن الصلح خير، وبقاء الرابطة الزوجية أفضل الحلول وأسلمها، "والصلح خير: فينسم على القلوب التي دبت فيها الجفوة والجفاف نسمة من الندى والإيناس".

    إن الإسلام جعل كل أطراف البيت يتحملون مسؤولية تجاه استقرر البيت وهدوئه وطمأنينته, فحمل الزوج المسؤولية تجاه إصلاح بيته وإصلاح زوجه, وبالمقابل حمل الزوجة كذلك مسؤولية حماية بيتها ورعايته ومسؤولية إصلاح زوجها ورعايته، فكانت هذه المسؤوليات الملقاة على عاتق كل واحد كحزام الأمان بالنسبة للأسرة حتى لا ينفرط عقدها، ولا ينفر ودها.

    وإن السنة النبوية الشارحة للقرآن والمبينة له وضحت كثيرا من المفاصل الأخرى في هذه المسؤوليات.

    وفي حالتنا هذه، وهي حال إعراض الزوج ونفوره، وقسوة قلبه و نشوزه، سمح الإسلام للمرأة أن تتدخل لتعالج الموقف وترد الزوج إلى العيش الرغيد والبيت السعيد، وأن تستخدم بعض الطرق المختلفة والمتنوعة حسب أحوال الناس ومعيشتهم، منها:

    1 – الحوار بالتي هي أحسن:
    من المشاكل التي تعاني منها الأسر اليوم قلة الطرق الحوارية بين الزوجين، وهي دائما مقطوعة، أو سالكة بصعوبة، وهي لا تكون إلا في حالات محدودة ومعدودة.

    إن حكمة المرأة للمحافظة على بيتها تقتضي منها تذليل الصعوبات في هذه الطرق الحوارية، وجعلها أمرا طبيعيا في الحياة الزوجية، يطرح فيه المشاكل التي تعانيها الزوج بحكمة وعقلانية، محافظة كل الحفاظ على احترام الزوج ومكانته.

    2 - التفاني في خدمته:
    وهو أمر مطلوب شرعا في الحالات العادية، وهو مطلوب أكثر في مثل هذه الحالات؛ لأنه أقرب لتقبل الزوج وأسرع للدخول إلى قلبه، وأوثق للعلاقة الزوجية والآيات والأحاديث أكثر من أن تحصى في وجوب طاعة الزوجة لزوجها، والأهم من ذلك: لا بد أن يعلم الرجل أن من أسباب السعادة: المرأة، ومن أسباب الشقاء كذلك: المرأة، فلا بد أن تظهر المرأة لزوجها أسباب السعادة والهناء، قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "من سعادة ابن آدم ثلاثة ومن شقوة ابن آدم ثلاثة، من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح، ومن شقوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء".

    فلا بد أن يلحظ الزوج أهمية الزوجة الصالحة في البيت، وأنها من أهم أسباب الحياة السعيدة، ولا يكون ذلك إلا بالتفاني في خدمته وخدمة بيته.

    3 – تدخل والد الزوجة:
    وفي حال عدم نجاح الممارسات المختلفة والمتنوعة فإنه لا بد من خطوة أخرى تكون أثقل وأقوى قي نفس الزوج، وهي تدخل والد الزوجة الصالح، ونؤكد على كلمة "الصالح"؛ الذي يكون أكبر اهتمامه هو المحافظة على حياة ابنته وأسرتها، ويسعى دوما إلى تخفيف حدة التوتر بين ابنته وزوجها بحكمة وعقلانية،
    ووالد الزوجة هنا صاحب قلب كبير، ووعي ناضج، ولسان كالعسل، ودعابة لطيفة تتسرب إلى القلب لتزيل منه ما كان من غضب ونفور.

    4- تدخل الأصدقاء الصالحين:
    الأصدقاء الصالحون ليسوا أقل تأثيرا في نفوس الزوج، وخاصة إذا كانوا أصحاب مكانة عند الزوج، وكلامهم له تأثير في نفسه وتصرفاته, وكانوا أصحاب علم وأمانة.


    5- تدخل الأقارب الصالحين:
    وربما تكون هذه في مراحل متقدمة من الشقاق، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} (النساء: 35).

    ومع ذلك فهي إحدى الوسائل المهمة والناجعة والناجحة في إعادة شريان الحياة للحياة الزوجية، فتنفض عنها الغبار، وتزيل عنها ما لحقها من أدران الجاهلية حيث يبين الحكمان الحقوق والواجبات لكلا الطرفين.

    إن تقصير الزوجة في متابعة أخطاء زوجها، ومحاولة تصحيحها، والتقليل منها، وإهمالها في ذلك ليولد الكثير من المشاكل التي يكون البيت في غنى عنها، منها:

    1 – نشوز الزوج وإعراضه ونفوره.

    2- انقطاع الحوار والتفاهم بين الزوجين.

    3- ضياع الأولاد بين الأبوين المتنافرين.

    4- انهدام الرابطة الزوجية.

  • #2
    السلام عليكم :


    أختي العزيزة الشمس الحارقة ...


    موضوعك غاية في الروعة وهو من المسائل الحياتية التي تلامس واقع حياة كل

    المتزوجات وحتى غير المتزوجات.. فإما أن تكون المرأة صاحبة العلاقة

    المباشرة أي أن زوجها لديه هذه المشكلة أو أنها تعرف قريبة أو صديقة لها

    تعاني من زوجها .. وتختلف درجة المعاناة من زوجة لأخرى .. ولكن أتساءل :

    ما هو موقف المرأة لو أنها إبتليت بزوج لايقدر عشرتها ولايقدس الحياة

    الزوجية ؟؟


    لابد أن تطرح المرأة هذا السؤال على نفسها قبل أن تقع فيه يوما ما .. لأننا

    طالما نسمع بإنحراف إمراة وأسفي أنها كانت من أشد المتمسكات بدينها يوما

    ما لمجرد إنحراف زوجها .. وتزداد خطورة إنحراف الزوج إن كان من أصحاب

    الوجاهة الإجتماعية ومن أهل التدين خصوصا .. هنا تحصل الإنتكاسة للمرأة

    الضعيفة وإن كانت تبدو قوية يوما ما .. ذلك لأن عصف الحياة وبلاءها يقتلع

    الإيمان الظاهري لدى أكثر الناس أيا كان جنسهم.. ولذلك فحتى تمتلك المرأة

    المبادرة وقدرة الصمود في وجه تلك العواصف لابد أن تتهيأ فكريا لهذه

    العواصف قبل أن تفاجأها .. فإن سمعت في أعماقها نداءا شيطانيا يدعوها

    للإنقلاب والتبدل فعليها أن تعيد برمجة تفكيرها بشكل يتوافق مع إيمانها وإلا

    فإن الأيام لابد أن تسلبها لاسمح الله هذا التمسك القشري بالإيمان .. وهذه سنة

    الحياة :

    أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء

    والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر

    الله قريب ..


    وكذلك :

    بسم الله الرحمن الرحيم . الم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم

    لايفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن

    الكاذبين .


    وهنا تكمن أهمية الإستعداد وتوطين النفس لمواجهة البلاء أيا كان نوعه ومن

    ذلك إبتلاءها بهكذا زوج لايقدر العشرة . فإن كانت المرأة قد إستعدت لمواجهة

    هذا البلاء بقلب ثابت على التقوى فإنها ستتمكن بإذن الله من تجاوز هذه المحنة

    إما بالتأثير على زوجها بتوفيق الله . وإما بتحجيم أثر هذه المحنة وعدم

    السماح لها بتدميرها وتدمير أبنائها . فإنه :

    ومن يتق الله يجعل له فرجا ومخرجا


    أما إن لم تهتم المرأة بهذا الإستعداد وتركت للنداء الشيطاني ليختفي في

    ظلمات أعماق النفس فإنها على خطر عظيم . ولن تتمكن من إصلاح زوجها ذلك أن

    فاقد الشيء لا يعطيه .


    والحديث يطول وأعتذر عن الإطالة .


    أسأل الله أن يلهمنا وإياكم الصبر والثبات على هدى محمد وآله الطاهرين .



    عاطر تحياتي

    أخوكم

    نسيم الكويت
    التعديل الأخير تم بواسطة نسيم الكويت; الساعة 31-05-2005, 07:18 PM.

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيكِ أختي العزيزة موضوع في غاية الأهمية والروعة ..

      أتمنى أن يقرأه كل المقلبين على الزواج أو المتزوجين ليهموا بتغيير سلوكهم الغير جيد ..

      والله الموفق...

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X