تعيين مرجع جديد للطائفة الإسماعيلية في السعودية
أفادت معلومات متواترة أن الطائفة الإسماعيلية في السعودية أعلنت عن تولي السيد عبدالله المكرمي مهام "الداعي" لأبناء الطائفة، وهي الصفة الإسمية للمرجعية الإسماعيلية الأعلى في التسلسل الهرمي للطائفة.وإن كانت التقارير الأولية ألمحت إلى إحتمالية حدوث خلافات حول خلافة الراحل إلا ان الأمور بدت وكأنها تسير بانسيابية واضحة ومتفق عليها لصالح "الداعي" الجديد السيد عبدالله المكرمي .
وتوفي صباح يوم أمس الخميس المرجع الديني للطائفة الإسماعيلية في السعودية السيد حسين بن علي المكرمي عن عمر يناهز الـ80 عاماً، وذلك إثر صراع مع مرض ألم به في الأشهر الأربع الأخيرة .وأغمض الزعيم الديني عينيه وهو يرى تقدماً ملحوظاً باتجاه رؤية موقف طائفته الصغيرة التي تحتل موقعا مهما في جنوب السعودية منذ أكثر من نصف قرن من الزمن .
وبدأ الراحل علاقة تصحيحية مع الطائفة السنية ذات الأغلبية الوافرة والتي تتولى زمام الحكم في البلاد،في ظل تنامي رغبة الحوار داخل المجتمع السعودي ،والإعتراف بتنوع الطيف المذهبي خلال مؤتمرات الحوار الوطني السعودي،والتي شارك الإسماعليون في إحدى جلساتها .
ورغم عدم الاعتراف رسميا بالطائفه الا انها ظلت تمارس شعائرها التعبدية بحرية كما يتمتع ابناؤها بمناصب مرموقة فى الجيش واجهزة الامن وبعض قطاعات الدولة ،وكان منهم السيد علي المسلم الذي احتل منصب المستشار لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
وفي ظل ظروف الإنفتاح الجديدة بُدأ في اعطائهم حرية التحرك بينما قدم صحافي سعودي معروف على خطوة رائدة ، حين قدم تحقيقا عن الطائفة الإسماعيلية في عقر دارها.
وذلك حين غامر سعيد السريحي على نشر مقابلة طويلة مع السيد المكرمي في الاسبوع الأخير لوفاته، مما عُدّت خاتمة حسنة له في حياته الطويلة، كما تصح تسميتها بالمكاشفات،إذ تحدث الراحل عن كل شيء بوضوح وتجرّد.
وبدا كرسي ولاية أبناء الطائفة الإسماعلية في السعودية شاغراً إثر رحيل المرجع الإسماعيلي السيد حسين المكرمي صباح يوم أمس الخميس بعد صراع طويل مع المرض،فاتحا ًبذلك مرحلة جديدة من الشقاق على منصب "الداعي"،وهو الصفة الإسمية للمرجع الإسماعيلي،في ظل فرضيات حُسمت حول الخليفة المرتقب.
وكان الراحل المكرمي قد حصل على الكرسيّ ذاته إثر شقاق حصل بينه وبين السيد محسن علي المكرمي أدى إلى إنشقاق طفيف في لُحمة الطائفة الإسماعيلية قبل عقد من الزمن،وذلك عندما رفض محسن الإنصياع إلى وصية الداعي السابق التي أعلن فيها عن تولي السيد حسين المكرمي ولايته. وبلغ الخلاف مبلغه إلى أن قام أحد أنصار السيد حسين المكرمي بمحاولة إغتيال السيد محسن قبل أربع أعوامٍ تقريباً،عندما هرع المسلح مداهماً للسيد محسن وفتح النار عليه ،مانتج عنه اصابته بعدة طلقات نقل على إثرها إلى المستشفى،إلا أنه نجا من الموت المحقق.
وكان من المتوقع في ظل هذه الأجواء المشحونة أن يكون السيد علي بن حسين المكرمي في فوهة المدفع، إذ يرغب أنصار والده الراحل في أن يشاهدوه خليفةً له،ومتولي أمور بيت مالهم الذي يقدر دخله بملايين الدولارات،إضافة إلى كونه يتولي شؤون الطائفة في الظل في أيام والده الأخيرة كما تشير المعلومات المتواترة. وترتكز غالبية أفراد الطائفة الإسماعيلة في مدينة نجران جنوب السعودية،وتحديداً في قرية "خشيوة" التي هي منبع الدعوة الإسماعيلية في السعودية،إلا أن الراحل حسين المكرمي لم يكُ يقطنُ فيها نتيجة للخلافات مع منافسه سابق الذكر،واكتفى بالسكن في قرية "النصلة".
وإلى آخر أيام حياته فإن الراحل المكرمي حظي بعلاقة جيدة مع الدولة لم تشبها شائبة،حتى في ظل القلاقل التي شهدتها "نجران" بعد صدامات بين رجال الأمن السعوديين وأفراد من الطائفة الإسماعيلية،ثبت فيما بعد بأنها ليست ذات بعد ديني بقدر ماهي ذات بعد جنائي .
وساد الهدوء معقل الطائفة الإسماعيلية بعد إنتهاء المواجهات بطريقة لاتخلو من الحكمة الحكومية،كون أن المواجهات حدثت في اقليم جغرافي يعتبر نسيجاً حساساً بحكم قربه من الحدود اليمنية،وتماسّه مع نسيج عرقي مذهبي يربطُ الساكنين على الضفتين .
وتحدث الراحل في آخر لقاءه عن الإنتماء الوطني :"الانتماء الوطني امر طبيعي يكبر مع الانسان في مراحل حياته, تختلط فيه مشاعر الحنين الى الماضي ومتعة الحاضر وامل المستقبل, وتاريخنا يثبت ان صفحتنا بيضاء واخلاصنا لوطننا وامتنا وقيادتنا لم يكن يوما من الايام موضع شك. اننا ننتمي الى هذا الوطن ونحبه بدون شروط وندرك ان اهم ما ندفع اليه انفسنا ونربي عليه اولادنا هو دفعهم الى المشاركة والتفاعل والتعاون مع الاخرين, فسعادتنا جميعا ستكون اكثر وضوحا وبهجة عندما ننظر الى الحياة على انها ميدان للتعاون وليس للتنافس وعندما نجعل المشكلات بين ايدينا جميعا نبحث لحلها بدلا من الصراع مع الاخرين من خلالها وعندما يستطيع كل طرف منا ان يعبر عن مشاعره الخاصة مع مراعاة شعور وافكار الاخرين. وذلك لن يتم ولن يبلغ النضج الا حينما نقرر مراجعة وفحص اسلوبنا في التفكير ومبادئنا وافعالنا وميولنا, واماحينما تكون هناك فرقة واحدة او مجموعة تشابكت مصالحها ترى الناس وكأنهم اشياء تتوقع منهم الموافقة على ما تراه وتعتقده وتقوله. فالوضع يختلف والاحباط حاصل لا محالة والقلق وعدم التوازن حتميان نسأل الله السلامة لهذا الوطن الغالي وحكومته وشعبه".
وقال في حديثه الاسماعيلية عندنا نحن ليست الا مرحلة لا تختلف عن مسار الحياة قبلها ولا بعدها. وولاؤنا لاهل البيت قديم قدم دخول همدان عامة في الديانة الاسلامية على يد امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه اذ بقيت هذه المنطقة او بعض من يسكنها على ولائهم لآل البيت بعيدا عن الغلو فيهم ولا التقصير في حقهم, وكانت قيادة هذا المذهب تتحرك في كثير من الجهات لعل ابرزها في الجزيرة هي دولة الصليحيون ثم من تلاهم من الدعاة ولعل انتقال مركز القيادة الى نجران جاء على يد الداعي محمد بن اسماعيل المكرمي الذي تولى امر الدعوة بعد وفاة الداعي ابراهيم بن محمد المكرمي عام 1094هـ فحصل بينه وبين الزيود حرب دفعت به الى القنفذة ثم استدعاه اتباع المذهب الى نجران بعد ذلك التاريخ وبقي فيها حتى توفي عام 1129هـ وتم استقرار مركز الدعوة في نجران من ذلك التاريخ الى يومنا هذا".
ويضيف في الحديث ذاته: " نحن نصلي خلف امام الحرم عند قدومنا الى مكة المكرمة ونصلي الصلاة جماعة في مكة وفي غيرها في الفروض الخمسة وفيما لحق بها من صلاة الجنائز والعيدين والاستسقاء اما ما عداها من التطوعات والتهجدات وصلاة القيام فنحن لا نصليها الا فرادى وذلك ما يجعل بعض الاخوان يلاحظونه علينا في شهر رمضان فيحكمون علينا من خلاله ولا يحاولون فهم وجهة نظرنا في ذلك."
والمكارمة يراد بها الإسماعيلية السليمانية التي افترقت عن الإسماعيلية الداودية سنة 999هـ ، وقد غلب على هذه الفرقة لقب المكارمة وذلك لأن زعمائها من قبيلة المكارمة في أرض اليمن مقر الدعوة الطيبية السليمانية.
يذكر أن عدة آلاف من أتباع الطائفة الإسماعيلية يستقرّون في جنوب شرق المملكة منذ مئات السنين، ولم تقطع صلتهم بجذورهم في اليمن التي انحدروا منها، وتعدّ الإسماعيلية فرقة من الفرق الباطنية التي تنتسب إلي الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ومنهم الإسماعيلية القرامطة التي ظهرت في البحرين والشام بعد أن شقّوا عصا الطاعة علي الإمام الإسماعيلي نفسه، ومنهم سليمان بن الحسن بن بهرام (أبو طاهر) الذي دام حكمه قرابة 30 عامًا وقد هاجم الكعبة وسرق الحجر الأسود عام 319هـ.
ومنها الإسماعيلية الفاطمية التي تعدّ أمّ الحركات الإسماعيلية، وقد مرّت هي الأخرى بدورين رئيسيين؛ دور الستر الإمام الذي يبدأ من موت الإمام إسماعيل عام 143هـ إلى ظهور عبيد الله المهدي، والدور الثاني يطلق عليه دور الظهور، ويبدأ بالداعية الحسن بن حوشب الذي يرجع إلي الفضل في تأسيس المذهب الإسماعيلي باليمن عام 266هـ، وامتد نشاطه إلي شمال إفريقيا، ويجيء بعد ابن حوشب عليّ بن الفضل الذي ادّعي النبوة، وأعفى أتباعه من الصوم والصلاة، أما الفرقة الثالثة فهي الإسماعيلية الحشاشون، والتي استقرت بالشام وفارس وبلاد الشرق.
وتنتشر الإسماعيلية في اليمن في منطقة حراز التي تبعد عن العاصمة صنعاء قرابة 90 كيلو مترًا ويعرفون بالإسماعيلية البهرة –تجار البهارات-، وانتشر فكرهم الشيعي إلي الهند وبنجلاديش وباكستان والبهرة أنفسهم وعادا للانقسام فيما بينهم إلي فرقتين البهرة والداودية التي تنتسب إلي الداعي قطب شاه داود، ويتواجدون بكثرة في الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجري، والفرقة الثانية هي البهرة السليمانية التي تنتسب إلي الداعي سليمان بن الحسن، والذين يعيشون في اليمن حتى يومنا هذا.
أفادت معلومات متواترة أن الطائفة الإسماعيلية في السعودية أعلنت عن تولي السيد عبدالله المكرمي مهام "الداعي" لأبناء الطائفة، وهي الصفة الإسمية للمرجعية الإسماعيلية الأعلى في التسلسل الهرمي للطائفة.وإن كانت التقارير الأولية ألمحت إلى إحتمالية حدوث خلافات حول خلافة الراحل إلا ان الأمور بدت وكأنها تسير بانسيابية واضحة ومتفق عليها لصالح "الداعي" الجديد السيد عبدالله المكرمي .
وتوفي صباح يوم أمس الخميس المرجع الديني للطائفة الإسماعيلية في السعودية السيد حسين بن علي المكرمي عن عمر يناهز الـ80 عاماً، وذلك إثر صراع مع مرض ألم به في الأشهر الأربع الأخيرة .وأغمض الزعيم الديني عينيه وهو يرى تقدماً ملحوظاً باتجاه رؤية موقف طائفته الصغيرة التي تحتل موقعا مهما في جنوب السعودية منذ أكثر من نصف قرن من الزمن .
وبدأ الراحل علاقة تصحيحية مع الطائفة السنية ذات الأغلبية الوافرة والتي تتولى زمام الحكم في البلاد،في ظل تنامي رغبة الحوار داخل المجتمع السعودي ،والإعتراف بتنوع الطيف المذهبي خلال مؤتمرات الحوار الوطني السعودي،والتي شارك الإسماعليون في إحدى جلساتها .
ورغم عدم الاعتراف رسميا بالطائفه الا انها ظلت تمارس شعائرها التعبدية بحرية كما يتمتع ابناؤها بمناصب مرموقة فى الجيش واجهزة الامن وبعض قطاعات الدولة ،وكان منهم السيد علي المسلم الذي احتل منصب المستشار لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
وفي ظل ظروف الإنفتاح الجديدة بُدأ في اعطائهم حرية التحرك بينما قدم صحافي سعودي معروف على خطوة رائدة ، حين قدم تحقيقا عن الطائفة الإسماعيلية في عقر دارها.
وذلك حين غامر سعيد السريحي على نشر مقابلة طويلة مع السيد المكرمي في الاسبوع الأخير لوفاته، مما عُدّت خاتمة حسنة له في حياته الطويلة، كما تصح تسميتها بالمكاشفات،إذ تحدث الراحل عن كل شيء بوضوح وتجرّد.
وبدا كرسي ولاية أبناء الطائفة الإسماعلية في السعودية شاغراً إثر رحيل المرجع الإسماعيلي السيد حسين المكرمي صباح يوم أمس الخميس بعد صراع طويل مع المرض،فاتحا ًبذلك مرحلة جديدة من الشقاق على منصب "الداعي"،وهو الصفة الإسمية للمرجع الإسماعيلي،في ظل فرضيات حُسمت حول الخليفة المرتقب.
وكان الراحل المكرمي قد حصل على الكرسيّ ذاته إثر شقاق حصل بينه وبين السيد محسن علي المكرمي أدى إلى إنشقاق طفيف في لُحمة الطائفة الإسماعيلية قبل عقد من الزمن،وذلك عندما رفض محسن الإنصياع إلى وصية الداعي السابق التي أعلن فيها عن تولي السيد حسين المكرمي ولايته. وبلغ الخلاف مبلغه إلى أن قام أحد أنصار السيد حسين المكرمي بمحاولة إغتيال السيد محسن قبل أربع أعوامٍ تقريباً،عندما هرع المسلح مداهماً للسيد محسن وفتح النار عليه ،مانتج عنه اصابته بعدة طلقات نقل على إثرها إلى المستشفى،إلا أنه نجا من الموت المحقق.
وكان من المتوقع في ظل هذه الأجواء المشحونة أن يكون السيد علي بن حسين المكرمي في فوهة المدفع، إذ يرغب أنصار والده الراحل في أن يشاهدوه خليفةً له،ومتولي أمور بيت مالهم الذي يقدر دخله بملايين الدولارات،إضافة إلى كونه يتولي شؤون الطائفة في الظل في أيام والده الأخيرة كما تشير المعلومات المتواترة. وترتكز غالبية أفراد الطائفة الإسماعيلة في مدينة نجران جنوب السعودية،وتحديداً في قرية "خشيوة" التي هي منبع الدعوة الإسماعيلية في السعودية،إلا أن الراحل حسين المكرمي لم يكُ يقطنُ فيها نتيجة للخلافات مع منافسه سابق الذكر،واكتفى بالسكن في قرية "النصلة".
وإلى آخر أيام حياته فإن الراحل المكرمي حظي بعلاقة جيدة مع الدولة لم تشبها شائبة،حتى في ظل القلاقل التي شهدتها "نجران" بعد صدامات بين رجال الأمن السعوديين وأفراد من الطائفة الإسماعيلية،ثبت فيما بعد بأنها ليست ذات بعد ديني بقدر ماهي ذات بعد جنائي .
وساد الهدوء معقل الطائفة الإسماعيلية بعد إنتهاء المواجهات بطريقة لاتخلو من الحكمة الحكومية،كون أن المواجهات حدثت في اقليم جغرافي يعتبر نسيجاً حساساً بحكم قربه من الحدود اليمنية،وتماسّه مع نسيج عرقي مذهبي يربطُ الساكنين على الضفتين .
وتحدث الراحل في آخر لقاءه عن الإنتماء الوطني :"الانتماء الوطني امر طبيعي يكبر مع الانسان في مراحل حياته, تختلط فيه مشاعر الحنين الى الماضي ومتعة الحاضر وامل المستقبل, وتاريخنا يثبت ان صفحتنا بيضاء واخلاصنا لوطننا وامتنا وقيادتنا لم يكن يوما من الايام موضع شك. اننا ننتمي الى هذا الوطن ونحبه بدون شروط وندرك ان اهم ما ندفع اليه انفسنا ونربي عليه اولادنا هو دفعهم الى المشاركة والتفاعل والتعاون مع الاخرين, فسعادتنا جميعا ستكون اكثر وضوحا وبهجة عندما ننظر الى الحياة على انها ميدان للتعاون وليس للتنافس وعندما نجعل المشكلات بين ايدينا جميعا نبحث لحلها بدلا من الصراع مع الاخرين من خلالها وعندما يستطيع كل طرف منا ان يعبر عن مشاعره الخاصة مع مراعاة شعور وافكار الاخرين. وذلك لن يتم ولن يبلغ النضج الا حينما نقرر مراجعة وفحص اسلوبنا في التفكير ومبادئنا وافعالنا وميولنا, واماحينما تكون هناك فرقة واحدة او مجموعة تشابكت مصالحها ترى الناس وكأنهم اشياء تتوقع منهم الموافقة على ما تراه وتعتقده وتقوله. فالوضع يختلف والاحباط حاصل لا محالة والقلق وعدم التوازن حتميان نسأل الله السلامة لهذا الوطن الغالي وحكومته وشعبه".
وقال في حديثه الاسماعيلية عندنا نحن ليست الا مرحلة لا تختلف عن مسار الحياة قبلها ولا بعدها. وولاؤنا لاهل البيت قديم قدم دخول همدان عامة في الديانة الاسلامية على يد امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه اذ بقيت هذه المنطقة او بعض من يسكنها على ولائهم لآل البيت بعيدا عن الغلو فيهم ولا التقصير في حقهم, وكانت قيادة هذا المذهب تتحرك في كثير من الجهات لعل ابرزها في الجزيرة هي دولة الصليحيون ثم من تلاهم من الدعاة ولعل انتقال مركز القيادة الى نجران جاء على يد الداعي محمد بن اسماعيل المكرمي الذي تولى امر الدعوة بعد وفاة الداعي ابراهيم بن محمد المكرمي عام 1094هـ فحصل بينه وبين الزيود حرب دفعت به الى القنفذة ثم استدعاه اتباع المذهب الى نجران بعد ذلك التاريخ وبقي فيها حتى توفي عام 1129هـ وتم استقرار مركز الدعوة في نجران من ذلك التاريخ الى يومنا هذا".
ويضيف في الحديث ذاته: " نحن نصلي خلف امام الحرم عند قدومنا الى مكة المكرمة ونصلي الصلاة جماعة في مكة وفي غيرها في الفروض الخمسة وفيما لحق بها من صلاة الجنائز والعيدين والاستسقاء اما ما عداها من التطوعات والتهجدات وصلاة القيام فنحن لا نصليها الا فرادى وذلك ما يجعل بعض الاخوان يلاحظونه علينا في شهر رمضان فيحكمون علينا من خلاله ولا يحاولون فهم وجهة نظرنا في ذلك."
والمكارمة يراد بها الإسماعيلية السليمانية التي افترقت عن الإسماعيلية الداودية سنة 999هـ ، وقد غلب على هذه الفرقة لقب المكارمة وذلك لأن زعمائها من قبيلة المكارمة في أرض اليمن مقر الدعوة الطيبية السليمانية.
يذكر أن عدة آلاف من أتباع الطائفة الإسماعيلية يستقرّون في جنوب شرق المملكة منذ مئات السنين، ولم تقطع صلتهم بجذورهم في اليمن التي انحدروا منها، وتعدّ الإسماعيلية فرقة من الفرق الباطنية التي تنتسب إلي الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ومنهم الإسماعيلية القرامطة التي ظهرت في البحرين والشام بعد أن شقّوا عصا الطاعة علي الإمام الإسماعيلي نفسه، ومنهم سليمان بن الحسن بن بهرام (أبو طاهر) الذي دام حكمه قرابة 30 عامًا وقد هاجم الكعبة وسرق الحجر الأسود عام 319هـ.
ومنها الإسماعيلية الفاطمية التي تعدّ أمّ الحركات الإسماعيلية، وقد مرّت هي الأخرى بدورين رئيسيين؛ دور الستر الإمام الذي يبدأ من موت الإمام إسماعيل عام 143هـ إلى ظهور عبيد الله المهدي، والدور الثاني يطلق عليه دور الظهور، ويبدأ بالداعية الحسن بن حوشب الذي يرجع إلي الفضل في تأسيس المذهب الإسماعيلي باليمن عام 266هـ، وامتد نشاطه إلي شمال إفريقيا، ويجيء بعد ابن حوشب عليّ بن الفضل الذي ادّعي النبوة، وأعفى أتباعه من الصوم والصلاة، أما الفرقة الثالثة فهي الإسماعيلية الحشاشون، والتي استقرت بالشام وفارس وبلاد الشرق.
وتنتشر الإسماعيلية في اليمن في منطقة حراز التي تبعد عن العاصمة صنعاء قرابة 90 كيلو مترًا ويعرفون بالإسماعيلية البهرة –تجار البهارات-، وانتشر فكرهم الشيعي إلي الهند وبنجلاديش وباكستان والبهرة أنفسهم وعادا للانقسام فيما بينهم إلي فرقتين البهرة والداودية التي تنتسب إلي الداعي قطب شاه داود، ويتواجدون بكثرة في الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجري، والفرقة الثانية هي البهرة السليمانية التي تنتسب إلي الداعي سليمان بن الحسن، والذين يعيشون في اليمن حتى يومنا هذا.
تعليق