تويت
كان الشيخ المرحوم من مواليد قرية من قرى الجنوب اللبناني ومن بقايا الرعيل الأول من اهل العلم والفضيلة التي تمتع به الجنوب اللبناني والتي اضفت على اهل ذلك البلد وطبعت اثار العلم والعمل والتضحية فقد كان الرجل حقاً طيباً كريماً سمحاً دمث الاخلاق عظيم السجايا كبير الهمة وعالي النفس ولقد رأيته عدة مرات وعاشرته عن قرب وعن كثب كان متواضعاً زاهداً في ملبسه ومأكله وكان رحمه الله كريماً مضيافاً يجد كل من يدخل بيته طيبة نفسه وسخاوتها على مائدة طعامه وحسن اخلاقه في التعامل مع الغريب والقريب والشريف والوضيع وكان حقاً يدخل القلوب من جميع ابوابها وكان خير ما يمتاز به حبه للخير وحبه الفائق للأمام الحسين (عليه السلام) فقد رأيت بيته في شهر محرم الحرام مضيفاً للخطباء العراقين القادمين من سوريا وإيران يوزعهم على القرى والأرياف اللبنانية وكان يعطي الخطباء حقوقهم وان لم يحصل الخطيب على كامل حقه من اهل المجلس كان هو يعطي من كيسه الخاص وقد كان يشجع اهل القرية والقرى المحيطة بقريته على إرتياد المجالس الحسينية ويدعوا اهلها لإنعقادها في بيوتهم وقراهم وكان يقول لهم ان المجالس الحسينية مجالس بركة وخير في بيوتكم لاتفوتنكم هذه الفرصه علموا انفسكم حب سيد الشهداء وكان يعرفه الشارد والوارد مشهوراً رغم بساطته وقلة ما في يده تراه غني النفس معطاءاً سهل المعيشة.
جل حديثه عن اهل الزمان السالف من الطيبين من اهل العلم والورع وكانت له ذكريات طيبة في عراق اهل البيت عليهم السلام وكان محباً للنجف الأشرف حيث ذكرياته من عهد الطفولة والشباب التي قضاها قرب عتبة الامام علي امير المؤمنين عليه السلام رغم معاناته التي قضاها بتلك الديار من النظام البعثي الفاسد المخلوع وما تلّقاه من اذى وألم القتلة المجرمين إلاّ انه كان يذكر ايام زمانه السالفه بحسرة واشتياق لها رهيب وقد كان لها تأثير نفسي كبير على حياته ووقع خطير فقد كان يعبر عن حبه للعراق والنجف الاشرف مسقط راسه بحبه لأهلها واحترامه لهم حتى حسده اقرب المقربين منه على هذه الخصلة وكان قدس الله سره لايعبأ بذلك فلقد اصطحبني ذات ليله من ليالي شهر عاشوراء معه بسيارته لكي يتفقد احد الخطباء خدام الحسين وكان قد سكن هذا الخطيب بمدرسة جبل عامل الدينية في مدينة صور فقال لي قم معي لكي نزور هذا الخطيب المسكين ونأتي به الى بيتي اخشى ان يستوحش لحاله في المدرسة الدينية علماً ان الشيخ الخطيب رجل غريب عن هذه الديار واهلها وليس احداً يعرفه سواي ولا يعرف احد سواي.
هذا جانب من سيرته وخلقه واحسانه الذي عرفته منه كان حقاً من البقية الباقية من السلف الطاهر والرعيل الماضي من اهل الخير والصلاح الذي إن رايته ذكّرتْك رؤيته وهيبته جبل عامل وعلماءه الأبرار الأخيار
بزهدهم وتقواهم وطيبتهم وحبهم للخير واهل الخير ليس كما ترى في يومناً هذه. توفي الشيخ رحمه الله آثر حادث تدهورت سيارته وهوفي طريقه لزيارة احد معارفه وبعد وفاته حدثني اخي فضيلة الشيخ احمد سعيد الخالدي المخزومي إنه راه بعد دفنه بعالم الرؤيا إنه في روضة من رياض الجنة والعلماء حوله وهو يسقيهم الماء بمجلس عزاء للحسين عليه السلام وكان قد التفت الي وقال قم ياشيخ واقرا لنا مجلسا للحسين عليه السلام فقلت بنفسي ياسبحان الله هذا الشيخ حتى في الجنة وهو يطلب مني ان اقرا المجلس امام اهل الجنة وكنت قد افقت من رؤيتي هذه.
رحم الله الشيخ لقد قضى عمره بالعمل الصالح وحب الخير وبذله لااهله او غيرهم فسلام عليك ايها الرجل الطيب والعبد الصالح يوم عشت وعاشت بك النجف الاشرف طيبة وجبل عامل بخير وببركة وجودك وسلام عليك يوم مت سعيداً مغفوراً مرحوماً ويوم تبعث حيا مع الحسين عليه السلام لانك كنت تحبه وتحث الناس على عقد مجلسه وإقامة ذكر الحسين في كل بيت فهنيئاً لك هذه الروح التي قل ما تحملها الرجال وتحويها الابطال مثل هذه الروحية فما اكثر الاشخاص واقل الرجال.
http://wadyalgary.com/sheik-shemsaldeen.htm
تعليق