تويت
[frame="1 80"]
مرعلي في أحدى الخطب التي القاها سماحة اية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف) في صحن مرقد امير المؤمنين (عليه السلام ) بتاريخ 25/7/2003موضوع الإفتاء وأردت أن يطلع عليه الاخوة لتعم به الفائده حيث قال شهيد المحراب :-هناك ظاهرة أشار إليها القرآن الكريم ، وتحدث عنها النبي الأعظم (ص)وأئمة أهل البيت (ص)وهي ظاهرة الفتوى بغير علم ، أو الحديث بغير علم ،فهي من أخطر الظواهر التي تشهدها مجتمعاتنا الإسلاميه ، وهي أن يأتي من لا علم له بالشريعة الإسلاميه ، ولا بعقيدة الاسلام ومعارفه ، ولا يعرف القرآن الكريم معرفة صحيحه ، كما لا يوجد لديه اطلاع كامل على السنه الشريفه ، ويفتي بغير علم .
يفتي برأيه وذوقه وحسب ميوله الخاصه ووفق الظنون والاستحسانات ، ثم إن لديه شيء من القدره على الكلام ، أو يتناول بعض الامور ، ومن خلال ذلك يعطي الفتوى ، ويريد أن يوجه الناس بفتواه .
هذه من الظواهر التي تعيشها المجتمعات الدينيه منذ بداية الرساله الاسلاميه وحتى يومنا هذا ، فهي لم تختص بعصر أو زمان ، ولذلك نحتاج دائماً الى الانتباه إليها ومعالجتها .
وسأكتفي بمجموعة من الروايات الشريفه التي تتحدث عن الافتاء بغير علم .
في حديث موثق عن الامام الباقر (عليه السلام ) (من أفتى الناس بغير علم ولا هدىً من الله لعنته ملائكة الرحمه وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه ).
وعن الامام الصادق (عليه السلام ) ( إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك : إياك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم ).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، - وهذا الحديث يشمل مساحة واسعة من الناس ، لا سيما أولئك الذين يتحدثون على المنابر ، أو من وراء المنصات ، أو في صلاة الجمعة والجماعة ، أو يفتون الناس – قال ( يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به شيئاً من الجوارح .
فيقول : أي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئاً.
فيقال له : خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها ، فسفك بها الدم الحرام ، وانتهب بها المال الحرام ، وانتهك بها الفرج الحرام ، وعزتي (وجلالي ) لأعذبنك بعذاب لا اعذب به شيئاً من جوارحك ).
هذا هو حال كلمة الضلال التي تصدر من الانسان ، واما إذا كانت الكلمه كلمة هدايه فينطبق عليها قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام ) ( والله لئن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ).
وعن الصادق (عليه السلام) ( العامل على غير بصيره كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعداً ) . فمن ينحرف عن الطريق كلما يزداد سرعة كلما يبتعد أكثر .
وسأقرأ مجموعة من النصوص الدينيه التي وردت عن اهل البيت (عليهم السلام ) فيها إشارة الى هذه الظاهره وإدانتها وبيان حكمها والموقف الشرعي منها ، والذي يتلخص بعدة امور :
أولاً- لابد للانسان من طلب العلم ومعرفة الحقيقه . لذلك جاء في النصوص ( طلب العلم فريضة ) . وفي بعضها (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمه ).
فطلب العلم ومعرفة الحقيقه من الواجبات الشرعيه التي تؤهل الانسان لمواجهة ظاهرة الافتاء بغير علم .
ثانياً- أخذ العلم من أهله ، كما ورد في النص الشرعي ، وأهل العلم هم أولئك الذين اشار الله سبحانه وتعالى الى الاخذ منهم فقال ( فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وهم الانبياء والائمة الاطهار ومراجع الدين الذين اوكل اليهم صاحب الامر (عجل الله فرجه الشريف ) في الاخذ عنهم ( وأما الحوادث الواقعه فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله ).
وهؤلاء المراجع لابد ان نعرف مواصفاتهم التي تجعلهم من اهل العلم وهي :
1- ان يكون على علم بمستوى تناول القرآن الكريم والسنه النبويه تناولاً كاملاً في جميع الاطراف ، ويستنبط من ذلك الحكم الشرعي ، وهذا هو الذي يسمى ب( الاجتهاد المطلق ) والذي إذا تعدد يجب الرجوع الى الاعلم .
2- ان يكون عادلاً ومتقياً وعلى مستوى عال في العداله والتقوى .
3- ان يكون خبيراً بشؤون المجتمع وقضاياه ، حتى يتمكن من تطبيق العناوين والاحكام الشرعيه على موضوعاتها الخارجيه تطبيقاً صحيحاً ، يمكن للانسان ان يأخذ منه .
4- ان يكون على بصيرة من امره . والبصيره مصطلح يستخدمه الشارع المقدس للتعبير عن الوعي والادراك ، ليتمكن من الوصول الى الحقيقه والى المصاديق الصحيحه لهذه العناوين .
نسأل الله تعالى ان لا نفتي بغير علم ، وان نسير وراء اهل العلم الذين جعلهم الله تعالى قدوة وهداية للناس ، كما نسأله تعالى ان يزيدناعلماً
( وقل ربي زدني علماً ) . أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحقق لنا ذلك ، وان ينزل بركاته ورحمته عليكم ، أيها المؤمنون المتعبدون ، وأن يحقق النصر للمسلمين في جميع مواقعهم .[/frame]
مرعلي في أحدى الخطب التي القاها سماحة اية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف) في صحن مرقد امير المؤمنين (عليه السلام ) بتاريخ 25/7/2003موضوع الإفتاء وأردت أن يطلع عليه الاخوة لتعم به الفائده حيث قال شهيد المحراب :-هناك ظاهرة أشار إليها القرآن الكريم ، وتحدث عنها النبي الأعظم (ص)وأئمة أهل البيت (ص)وهي ظاهرة الفتوى بغير علم ، أو الحديث بغير علم ،فهي من أخطر الظواهر التي تشهدها مجتمعاتنا الإسلاميه ، وهي أن يأتي من لا علم له بالشريعة الإسلاميه ، ولا بعقيدة الاسلام ومعارفه ، ولا يعرف القرآن الكريم معرفة صحيحه ، كما لا يوجد لديه اطلاع كامل على السنه الشريفه ، ويفتي بغير علم .
يفتي برأيه وذوقه وحسب ميوله الخاصه ووفق الظنون والاستحسانات ، ثم إن لديه شيء من القدره على الكلام ، أو يتناول بعض الامور ، ومن خلال ذلك يعطي الفتوى ، ويريد أن يوجه الناس بفتواه .
هذه من الظواهر التي تعيشها المجتمعات الدينيه منذ بداية الرساله الاسلاميه وحتى يومنا هذا ، فهي لم تختص بعصر أو زمان ، ولذلك نحتاج دائماً الى الانتباه إليها ومعالجتها .
وسأكتفي بمجموعة من الروايات الشريفه التي تتحدث عن الافتاء بغير علم .
في حديث موثق عن الامام الباقر (عليه السلام ) (من أفتى الناس بغير علم ولا هدىً من الله لعنته ملائكة الرحمه وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه ).
وعن الامام الصادق (عليه السلام ) ( إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك : إياك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم ).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، - وهذا الحديث يشمل مساحة واسعة من الناس ، لا سيما أولئك الذين يتحدثون على المنابر ، أو من وراء المنصات ، أو في صلاة الجمعة والجماعة ، أو يفتون الناس – قال ( يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به شيئاً من الجوارح .
فيقول : أي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئاً.
فيقال له : خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها ، فسفك بها الدم الحرام ، وانتهب بها المال الحرام ، وانتهك بها الفرج الحرام ، وعزتي (وجلالي ) لأعذبنك بعذاب لا اعذب به شيئاً من جوارحك ).
هذا هو حال كلمة الضلال التي تصدر من الانسان ، واما إذا كانت الكلمه كلمة هدايه فينطبق عليها قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام ) ( والله لئن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ).
وعن الصادق (عليه السلام) ( العامل على غير بصيره كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعداً ) . فمن ينحرف عن الطريق كلما يزداد سرعة كلما يبتعد أكثر .
وسأقرأ مجموعة من النصوص الدينيه التي وردت عن اهل البيت (عليهم السلام ) فيها إشارة الى هذه الظاهره وإدانتها وبيان حكمها والموقف الشرعي منها ، والذي يتلخص بعدة امور :
أولاً- لابد للانسان من طلب العلم ومعرفة الحقيقه . لذلك جاء في النصوص ( طلب العلم فريضة ) . وفي بعضها (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمه ).
فطلب العلم ومعرفة الحقيقه من الواجبات الشرعيه التي تؤهل الانسان لمواجهة ظاهرة الافتاء بغير علم .
ثانياً- أخذ العلم من أهله ، كما ورد في النص الشرعي ، وأهل العلم هم أولئك الذين اشار الله سبحانه وتعالى الى الاخذ منهم فقال ( فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وهم الانبياء والائمة الاطهار ومراجع الدين الذين اوكل اليهم صاحب الامر (عجل الله فرجه الشريف ) في الاخذ عنهم ( وأما الحوادث الواقعه فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله ).
وهؤلاء المراجع لابد ان نعرف مواصفاتهم التي تجعلهم من اهل العلم وهي :
1- ان يكون على علم بمستوى تناول القرآن الكريم والسنه النبويه تناولاً كاملاً في جميع الاطراف ، ويستنبط من ذلك الحكم الشرعي ، وهذا هو الذي يسمى ب( الاجتهاد المطلق ) والذي إذا تعدد يجب الرجوع الى الاعلم .
2- ان يكون عادلاً ومتقياً وعلى مستوى عال في العداله والتقوى .
3- ان يكون خبيراً بشؤون المجتمع وقضاياه ، حتى يتمكن من تطبيق العناوين والاحكام الشرعيه على موضوعاتها الخارجيه تطبيقاً صحيحاً ، يمكن للانسان ان يأخذ منه .
4- ان يكون على بصيرة من امره . والبصيره مصطلح يستخدمه الشارع المقدس للتعبير عن الوعي والادراك ، ليتمكن من الوصول الى الحقيقه والى المصاديق الصحيحه لهذه العناوين .
نسأل الله تعالى ان لا نفتي بغير علم ، وان نسير وراء اهل العلم الذين جعلهم الله تعالى قدوة وهداية للناس ، كما نسأله تعالى ان يزيدناعلماً
( وقل ربي زدني علماً ) . أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحقق لنا ذلك ، وان ينزل بركاته ورحمته عليكم ، أيها المؤمنون المتعبدون ، وأن يحقق النصر للمسلمين في جميع مواقعهم .[/frame]
تعليق