إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سؤال : ما هو معنى الإمامة ، وما هو مفهومها عند الشيعة الإمامية ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال : ما هو معنى الإمامة ، وما هو مفهومها عند الشيعة الإمامية ؟

    سؤال : ما هو معنى الإمامة ، وما هو مفهومها عند الشيعة الإمامية ؟

    جواب : لكي نجيب على هذا السؤال لابد أن نشير أولاً إلى المعنى اللغوي لكلمة " الإمامة " .

    معنى الإمامة :

    الإمامة : هي تقدم شخص على الناس على نحو يتبعونه و يقتدون به .

    أما الإمام ، فهو : من يُقتدى به ، و هو الذي يتقدم على الناس و هم يأتمون به ، و يقتدون به في قول أو فعل أو غير ذلك ، سواءً كان الإمام المتقدم عليهم محقا في تقدمه هذا أم لا [1] .

    و قد استعمل القران الكريم كلمة " أئمة " بالمعنى المتقدم في إمامة الحق و الباطل على حد سواء حيث قال : { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ... } [2] .

    كما استعمل القرآن " الأئمة " في كلٍ من أئمة الحق والباطل على إنفراد ، فقال في أئمة الحق : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ } [3] ، و قال أيضا : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } [4] .

    و قال في أئمة الباطل و الظلال : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ } [5] ، و قال أيضا : { ... فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ } [6] .

    ثم إن الإمام إما أن تكون إمامته شاملة ومطلقة فتكون عامة تشمل جميع الجهات ، كقول الله سبحانه و تعالى بالنسبة إلى النبي إبراهيم الخليل ( عليه السَّلام ) : { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } [7] .

    و إما أن تكون غير شاملة بل مقيدة بحدود خاصة ، فيكون إماما ضمن تلك الحدود و في تلك الجهة المصرحة بها ، كما في إمام الجماعة أو الجمعة أو بالنسبة إلى إمامة الحجاج أو غير ذلك .

    مفهوم الإمامة عند الإمامية :

    أما الإمامة عند الشيعة الإمامية فهي : زعامة و رئاسة إلهية عامة على جميع الناس ، و هي أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، و هي لطف من ألطاف الله تعالى ، إذ لابد أن يكون لكل عصر إماما و هاديا للناس ، يخلف النبي ( صلى الله عليه وآله ) في وظائفه و مسئولياته ، و يتمكن الناس من الرجوع إليه في أمور دينهم و دنياهم ، بغية إرشادهم إلى ما فيه خيرهم و صلاحهم .

    و الإمامة ليست إلا استمراراً لأهداف النبوة و متابعة لمسؤولياتها ، و لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفترض الطاعة منصوب من قبل الله تعالى ، و ذلك لقول الله تعالى : { … إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [8] .

    و قوله تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ } [9] .

    ثم أن الإمامة عند الإمامية ، لابد و أن تكون بتعيين من قبل الله تعالى ، و لا يكون الإمام إماماً إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أو لسان الإمام الذي يكون قبله ، و ليست الإمامة بالإختيار و الإنتخاب .

    و هناك الكثير من الأحاديث المروية عن الرسول المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) يٌصرّح فيها بعدد الأئمة من بعده ، و يذكر أسماءهم واحداً واحداً ، و لقد تواترت هذه الأحاديث بصيغ مختلفة لكن بمضمون واحد ذكرها علماء السنة و محدثيهم كما ذكرها محدثو الشيعة و علمائهم ، و فيما يلي نذكر بعض النماذج من هذه الأحاديث :

    1. أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، المتوفى سنة : 256 هجرية : بسنده عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " يكون إثنا عشر أميراً " فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي أنه قال : " كلهم من قريش " [10] .

    2. أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، المتوفى سنة : 216 هجرية : عن حصين ، عن جابر بن سمرة ، قال : دخلت مع أبي على النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) فسمعته يقول : " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة " قال : ثم تكلّم بكلام خفي عليّ ، قال : فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : قال : " كلهم من قريش " [11] .

    3. أبو عبد الله أحمد بن حنبل بن هلال الشيباني ، المتوفى سنة : 241 هجرية : عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) يقول في حجة الوداع : " لا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناواه لا يضرّه مخالف و لا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر أميراً كلهم من قريش " [12] .

    4. سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، المتوفى سنة : 1294 هجرية ، بالإسناد إلى جابر ، قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين ، و إن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي و أخرهم القائم المهدي " [13] .

    5. سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، المتوفى سنة : 1294 هجرية ، بالإسناد إلى جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " يا جابر إن أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ـ ستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ـ ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم القائم ، اسمه اسمي و كنيته كنيتي ، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإيمان " [14] .

    ثم أن الأئمة المعصومون ( عليهم السَّلام ) هم الضمان الإلهي لبقاء الإسلام و نقاء العقيدة ، و الرجوع إليهم و التمسك بحبل ولائهم أمان من الفرقة و الضياع و التشتت ، و هذا المعنى هو ما تشير إليه الأحاديث الكثيرة المتواترة المروية عن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) أمثال حديث الثقلين [15] ، و حديث الأمراء [16] ، و غيرها .



    ---------------------------------------------

    [1] قال الراغب : " و الإمام : المُؤتَّمُ به ، إنسانا كان أو يقتدى بقوله و فعله ، أو كتاباً أو غير ذلك ، محقاً كان أو مبطلا ، و جمعه أئمة " مفردات غريب القرآن : 24 ، و يراجع أيضا : مجمع البحرين : 1 / 108 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .

    [2] سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 71 .

    [3] سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية : 73 .

    [4] سورة السجدة ( 32 ) ، الآية : 24 .

    [5] سورة القصص ( 28 ) ، الآية : 41 .

    [6] سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 12 .

    [7] سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 124 .

    [8] سورة الرعد ( 13 ) ، الآية : 7 .

    [9] سورة فاطر ( 35 ) ، الآية : 24 .

    [10] صحيح البخاري : 9 / 729 ، حديث : 2034 ، طبعة : دار القلم / بيروت .

    [11] صحيح مسلم : 3 / 1452 ، طبعة : دار إحياء التراث العربي / بيروت .

    [12] مسند أحمد بن حنبل : 5 / 90 ، طبعة : دار صادر / بيروت .

    [13] ينابيع المودة : 3 / 104 ، طبعة : المطبعة الحيدرية ، النجف / العراق .

    [14] ينابيع المودة : 2 / 593 ، طبعة المطبعة الحيدرية ، النجف / العراق .

    [15] حديث الثقلين : هو قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " إني أوشك أن أدعى فأجيب ، و إني تاركٌ فيكم الثقلين : كتاب الله عَزَّ و جَلَّ و عترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، و عترتي أهل بيتي ، و إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظُرُوني بمَ تَخْلُفُوني فيهما " مسند أحمد بن حنبل : حديث : 10707 .

    [16] حديث الأُمراء : هو قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " يكون من بعدي إثنا عشر أميراً ، كلهم من قريش " صحيح الترمذي : 4/ 501 ، حديث : 2223 ، طبعة : دار الكتاب العربي / بيروت

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

    فيا لله وللشورى!!
    فيا لله وللشورى!!

    بارك الله مولانا
    والسلام على من اتبع الهدى

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X