بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الإسـلام ( السنـي ) خطر يهدد الأمن والسلم العالميين

اللهّــم صَــلِ عَلــى مُحَمَّــدٍ وآل مُحَمّــد وعَجِّل فَرجَهُم وأهْلِک أعْدَائَهم اهل السنة الجماعه

بهاء الموسوي
baha1970@hotmail.com

يعتبر الإسـلام السني أن كتب الصحاح التي تناقلت أحاديث الرسول محمد وافعاله وما نص عليه ، هي صحيحة مائة بالمائة ولذا سميت بـ الصحاح وهي ستة جمعها اشخاص غالبيتهم ليسوا بعرب ، المفارقة الكبيرة أن غالبية الصحاح هذه والتي يبلغ مجموعها ستة ، بما فيها المسانيد ، تعتمد في أغلب أحاديثها على راوي للحديث يدعى ( أبو هريرة ) ، ويقولون عنه انه صحابي عاصر النبي ولكن لفترة وجيزة جدا ، فكيف جمع وروى عن الرسول مئات الألوف من الأحاديث بفترة قصيرة جدا عاصر فيها النبي ولم يكن رفيقا ً له او ملازما له في تلك الفترة القصيرة بشكل كامل ؟؟؟
الكاتب محمود أبو ريّـة (*) وهو كاتب مصري اسلامي ( سني ) ألفَ كتابا ً خاصا عن ابو هريرة أسماه (( شيخ المضيرة .. أبو هريرة )) . قبل ان نتناول مضمون ما كـُتب في هذا الكتاب ، لنتعرف على معنى المضيرة ؟ المضيرة : هي أكله تشبه الى حد كبير ( الثريد ) ، يذكر الكتاب أن أبا هريرة يعشق أكلها ، وكان يحضر الولائم التي تقام فيها هذه المضيرة ، حتى لقب بهذا اللقب شيخ المضيرة الذي كان يعرف به آنذاك ، ولهذا يقول الكاتب في كتابه أن معاوية بن ابي سفيان كان اذا أراد شيئا من ابا هريرة دعاه الى وليمة المضيرة !!؟ وكان ابا هريرة من المقربين جدا من معاوية هذا الشخص السفاح الذي تناولنا سيرته بشكل موجز في الحلقة الماضية .
يشرح الكتاب أن ابا هريرة لم يعاصر النبي الا فترة وجيزة جدا ولم يكن من المقربين الى النبي وهو كما يروي الكتاب من الرواة الضعاف جدا في الحديث ( وضاع ) ، وهو شخصية انتهازية يروي الحديث عن النبي كما تشتهي نفسه ، مثلا يقول في هذا الكتاب ان معاوية اذا اراد حديثا يتناسب وافكاره او كما تشتهي نفسه أوعز الى أبو هريرة ليرويه عن النبي ، وكان معاوية يغدق عليه من الاموال لقاء ذلك ، اضافة الى انه يقيم له وليمة على شرفه تكون فيها المضيرة التي يعشقها أبا هريرة هي على الوجبة الرئيسية لتلك الوليمة . ويقول في كتابه أيضا ان الخليفة الثاني ( عمر بن الخطاب ) كان يضرب أبا هريرة بالدرة ضربا ً شديدا ، ويقول له لا تفتري وتكذب على رسول الله في أحاديثك التي ترويها ، بعد ما وصل الى عمر ان أبا هريرة يفتري ويروي من الاحاديث الكاذبة ما انزل الله ولا النبي بها من سلطان ، وذلك إرضاءً لمعاوية أو أرضاء ً لنفسه ، وقد عرف عنه كرهه لأهل بيت النبي وخصوصا الامام علي بن أبي طالب ، ولهذا كان يبعد الكثير من الاحاديث التي قالها النبي بحق علي أو أهل بيته . ولهذا فأن ابا هريرة وضع آلاف من الاحاديث التي لا تمت للدين او للرسول بصلة .
مشكلة الاسلام السني وعلمائهم انهم يقدمون الشخص على النص ، أي اذا كان راوي الحديث هو من الثقات المعتبرين لدى علماء وفقهاء السنة هو حديث صادق ومعتبر حتى لو خالف النص القرآني . ولهذا فقد ذكر في صحيح البخاري نقلا عن ابو هريرة أن الرسول قد جامع عائشة في الحيض ، وهذا كما نعرف انه مخالف للنص القرآني الذي يحرم مقاربة النساء في المحيض ، فالحديث صحيح مادام من رواه هو شخص ثقة . وذكر أيضا في صحيح البخاري نقلا عن ابو هريرة نفسه ان النبي كان في احد الايام يصلي ويتغمز بعينه مع زوجته عائشة !!؟؟ وهذين الحديثين مناقضين تماما للنصوص القرآنية ، إضافة الى ما بهما من إساءة لشخص النبي الكريم . هذان نموذجان فقط من بعض الاحاديث الموضوعة التي نسبت الى الراوي ابو هريرة وهي مثبتة في اغلب الصحاح ومنها البخاري . كالتي تمجد معاوية هذه الشخصية الإجرامية وتعتبره صحابيا ، والكثير من الأحاديث التي لا تمت للدين بصلة ، والتي شكلت منعطفا ً خطيرا ً في تاريخ الاسلام وتمزقه وانحرافه عن نهجه الصحيح . أما أحاديث العنف والقتال الموضوعة من قبل هذه الشخصية الكاذبة ( حسب ما يقوله ابو ريـّة في كتابه ) والتي يستند اليها الإسلام السني في قتله للابرياء تحت مسميات كثيرة منها الردة او الاتهام بالكفر والزندقة والخروج عن الملة هي أحدى الأسباب الرئيسية التي يشهدها العالم الآن والتي ترجع أسبابها الى تلك الحقب والتي تم على أثرها قتل مئات الالوف من المسلمين ناهيك عن غيرهم من الديانات ، نتيجة الاستناد الى هذه الاحاديث الموضوعة ، التي تكفر هذا وتجرم ذاك . . جدير ذكره ان شخصية ابا هريرة وما استند عليه الكاتب محمود ابو ريـّة في كتابه عنه ، هي من كتب الصحاح نفسها وكتب السيرة المعتبرة لدى الاسـلام السني . السؤال كيف استطاع شخص مثل ابو هريرة الذي لم يعاصر النبي إلا فترة وجيزة ولم يكن من المقربين للرسول ، كيف استطاع ان يجمع مئات الالوف من الاحاديث ويعتبر أكبر راوي للحديث عن النبي (ص) ؟؟؟
إن مصادر التشريع في الاسلام هي القرآن وسـنة النبي ، وافعاله وتقريره ، وبما ان اكبر راوي للحديث او السنة مطعون فيه فكيف يكون أحد مصادر التشريع صحيح ؟؟ وكيف يمكن الاستناد في التشريع الى سنة النبي ، بعدما اوضحنا إن أحد اكبر رموز ناقلي ورواة الحديث وهي سنة النبي وافعاله وتقريره هي منسوبة لشخصية مثل ابو هريرة !!؟؟ الذي يعتبر في الاسلام السني من الثقات !؟ اذن يجب اعادة النظر فيما كتب تأريخيا عن النبي وعن الاحاديث المنسوبة اليه التي فيها الكثير من التجني على الدين وعلى الشريعة وعلى شخص الرسول نفسه .
ختاما يقول فقهاء الاسلام السني اننا لو طعنا بشخص أبو هريرة معنى ذلك اننا نكذب الصحاح ونطعن بما جاء فيها من أحاديث كثيرة وكثيرة جدا وبالتالي فان الفكر الاسلامي السني الذي يعتمد عليها سيصبح فكرا ملغيا ً ، وأن القاعدة الأساسية للتشريع وسن القوانين هي قاعدة هشة . ولهذا كما قال الدكتور والكاتب المصري أحمد صبحي منصور انك لا تستطيع السؤال ونبش التأريخ عن شخصيات الماضي لأنها عند الإسلام السني من المحرمات وإذا أردت ذلك قيل لك ( أش . . أسكت ) . وعليه فأن فقهاء الاسلام السني يخشون مناقشة مثل هذا الموضوع وغيره ولا يسمحون لأحد ان يناقش فيه لانه يعتبر من المحرمات ، وان حاولت مناقشتها فستتهم بالزندقة والردة عن الدين وسيهدر دمك ، ذلك لأنه يمس جزءا مهما من العقيدة التي يرتكزون عليها ، وبالتالي ستصبح هذه العقيدة مطعون فيها ومبنية على أساس هش لو انت أبرزت الحقائق للعلن ، معنى ذلك وحسب القاعدة أن ما بني على خطأ فهو خطأ . ولنا عودة . والســـــــــــلام . 20 / 5 / 2005


(*) الشيخ محمود أبو ريـّه من الكتاب البارزين في مصر

مطلوب إستيراد كتب الصحاح مطابق للمواصفات القياسية للديمقراطية