إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قلعة تاروت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قلعة تاروت

    قلعة تاروت





    تقف قلعة تاروت عبر السنين شامخة، تحيي كل واصل لقلب المدينة، أو عابر إلى جزيرة تاروت «5 كيلومترات شرق محافظة القطيف». قلعة تليدة، بدون مبالغة، فالأثريون يقدرون عمرها بـ 5 آلاف عام، وخلف هذه القلعة - التي كانت في سنوات سابقة حصنا منيعا استعصى على غزاة الجزيرة ـ يمتد الحي الأثري الأبرز في تاروت، فما إن تدخله حتى تنتقل إلى حقبة غابرة من التاريخ، وذكريات (الهول يا مال) القادمة من مياه الخليج. أزقة، أقواس ونقوش إسلامية، وحميمية بيوتها التي يتكئ أحدها على الآخر، ويستعين بعضها ببعض..

    و«الديرة» هي المدينة الأقدم في تاروت، حيث يعود تاريخها إلى عهد الفينيقيين، ويغلب عليها ضيق الممرات وتلاصق المنازل وكثرة الزخارف والأقواس الإسلامية. تحولت (الديرة) اليوم إلى شقاء، يرزح تحته ساكنوها

  • #2
    مخاوف الأهالي

    وفي جولة خاطفة لـ (اليوم) في أزقة حي الديرة وبيوتاته، تكفي لتنذر ان كارثة قادمة في المستقبل.. فقد فعل الزمن فعلته في الجدران والأسقف، بل وصل حتى إلى القواعد، مما سبب مخاوف كبيرة للساكنين في الحي، من خطر قد يقع في أية لحظة!! خاصة بعدما انهار أحد هذه المساكن دفعة واحدة، وتتابعت التشققات في جدران وأساسات المنازل المجاورة له بصورة سريعة، لتنذر باقتراب الخطر. وفي إحدى الليالي شعر الأهالي بهزة خفيفة، رافقتها أصوات أشبه بالزلزال، فأيقنوا أن أساسات منازلهم على وشك الانهيار.

    الصدفة تكشف الانهيار

    بعض بيوت الحي التي لم يتجاوز عمر بنائها بضع سنين، ومنها البيت الذي انهار فجأة، وهو المبني منذ 16 عاما فقط، جعل بعض السكان يستبعد العامل الزمني، كسبب رئيسي لحالة الانهيار المتزايدة، وأيد ذلك ما جرى صدفة لأحد الساكنين، حينما استعان بإدارة المياه لمعالجة انسداد مياه الصرف الصحي في بيته، فكشفت فرقة الصيانة وجود تسرب في شبكة المياه، تنحدر إلى أساسات ذلك المبنى المنهار، وسارعت إدارة المياه إلى إصلاح هذا التسريب.

    بيوت تنهار

    يقول مستدعي فرقة معالجة الصرف الصحي (حجر آل حسين)، وهو أحد ساكني المنازل المهددة، شاهدت قواعد المنزل المنكوب الخرسانية بارزة، بدون قواعد ترابية أثناء الحفر لمعالجة المشكلة.. مضيفاً: الشبكة منهارة، وذات أنابيب أسمنتية قديمة، وترمم بوصلات من الأنابيب البلاستيكية، فتنهار بين الحين والآخر.

    يؤيد ذلك جعفر آل سيف (صاحب المبنى المنكوب)، الذي قال: بدأ المبنى ينهار تدريجيا، كما بدأت الجسور والجدران تتشقق، فاستشرت مهندسا معماريا، فقرر أن السبب في ذلك هو تسرب المياه، وحذرنا من السكنى فيه

    تعليق


    • #3
      تبادل الاتهامات

      (اليوم) حملت هم القضية لتضعها بين يدي رئيس بلدية تاروت شلاش الشمري، الذي أرجع أصل المشكلة إلى إدارة المياه!!

      فيما نفى مدير مصلحة المياه في القطيف المهندس زيتون الخالدي أن يكون لتسرب المياه أي دور في انهيار المبنى، أو التصدعات في المباني المجاورة.. وأرجع المشكلة إلى أن المنازل في منطقة الديرة قديمة جدا، ولم تبن على أساسات سليمة، مما يجعلها عرضة للسقوط.

      مبان حديثة تنهار

      وهذا ما نفى صحته جعفر آل سيف، بقوله: المبنى حديث البناء، ولم يتعد 16 عاماً.
      ويتضح للزائر للمنازل المجاورة للمنزل القابل للسقوط وبدون تأمل أو إمعان نظر أن شيئاً يحاول ابتلاع هذه المنازل، من تحت قواعدها، حيث تمضي فجوة في الإسفلت محيطة الجدران من كل جانب، وتعطي التشققات البارزة في الغرف والجسور والممتدة على طول المبنى دلالة واضحة على ما تعرض له من اختلال في توازنه، بعد انجراف التربة في أسفل القواعد.

      الصدفة تكشف الكارثة

      ويثبت تقشر طلاء الصبغ حديث الدهن في واجهة المنزل تشبع الجدران بالمياه، كما تظهر الصور الفوتوغرافية للحفرة التي قامت بها إدارة المياه بغرض الصيانة كميات المياه المغمورة، والتي كانت تهدر لفترة طويلة من الزمان، دون أن يكتشفها أحد، والتي فعلت


      فعلتها في أساسات المباني المجاورة. وكان من سوء التدبير أن أجلت إدارة المياه ـ حسب ما يقوله حجر آل محمد حسين ـ إصلاح التسرب ليوم آخر، بعد انتهاء وقت العمل، فكان أن أهدرت كميات أكبر، بعد قطع وصلة الشبكة، وأثناء عمل مضخة المياه حسب موعدها الليلي. وأكدت الصور ما يدعيه الأهالي من أن شبكة المياه، التي مضى عليها أكثر من 40 عاماً منهارة ومتداعية، ولا يمكن لها أن تحمل مياها صحية للأهالي القاطنين.

      البلدية صامتة

      بينما تتداعى جدران المنازل الأخرى في الديرة، لتشكل خطراً على المارة والمساكن المجاورة؛ تكتفي البلدية بخط كلمتها المشهورة (آيل للسقوط)، وتمضي بعيداً، لتترك المبنى يسقط واحداً تلو الآخر.

      وبينما كرة المسؤولية يتقاذفها المسؤولون، يعيش أهل الديرة حياتهم في انتظار القدر، القادرون منهم تركوا الديرة ورحلوا مخلفين وراءهم منازل مهجورة تزيد الحي معاناة وأسى فوق أساه، فهذه البيوت الخالية تتعرض للعبث والتخريب وخطر إشعال الحريق من قبل بعض المراهقين والأطفال. بل صارت موطنا للقوارض والحشرات، وساترا للصوص، الذين يتسللون منها بسهولة إلى البيوت المأهولة.

      تعليق


      • #4
        لا أحد يستجيب
        أما الباقون الذين ضاقت بهم الحيلة فمكثوا فيها، فهم إما عائلات تتجاوز 12 فردا، وعائلها ضعيف الحال، أو امرأة مسنة تعيش بمفردها، وإذا سألتهم عن وضعهم فإنك تقلب عليهم المواجع، وتحرك في صدورهم حرقة الآه، فهذا شيخ مسن في الثمانين من


        عمره، يمشي الهوينا متوكئا على عصاه، تتساءل كيف يقوى على مراجعة الدوائر الحكومية، والدخول في متاهة المعاملات؟! وقد حكى أنه قدم عدة شكاوى، ولم يبت في أمرها حتى الآن. وتلك مواطنة أخرى؛ تتحدث بمرارة وألم، وتهيب بالمسؤولين أن يتحركوا، في رجاء شديد جدا وإنساني عاجل، بتقديم المساعدة بأسرع وقت ممكن، قبل أن يقع الفأس في الرأس.

        الآثار تختفي

        وتحكي أكوام الجدران المتداعية حجم الإهمال الذي تتعرض له هذه المنطقة المتميزة، رغم ما تحمله من أهمية تاريخية للمنطقة، بالإضافة إلى العبث في واجهتها الحضارية، وما أبقاه الزمان من شيء إلا ما يمكن أن يصفه العابر بأنه طيف باهت من الماضي.

        ويؤيد انهيار المنازل بسبب تسريب المياه الحالي ما تذهب إليه بعض تحليلات الباحثين من أن بيوتات الديرة الأثرية تقبع فوق كومة من آثار الماضين قبل 5 آلاف سنة من الآن، وهذه المياه إذا واصلت التسرب فإنها تنخر في أكوام الحضارة السالفة، فلا تبقي تحت هذه الأساسات غير هوة تبتلع المنزل بمن فيه.



        هذه هي الديرة اليوم.. تقف على شفا الانهيار.. تنتظر من ينقذها.


        الإهمال يزيل بقايا «عشتار» وغزو البرتغاليين

        على ساحل الخليج، إلى الشرق من محافظة القطيف، تطل (تاروت) الجزيرة الصغيرة، القديمة، واحة من النخيل والعيون، استوطنها البشر في حقبة مبكرة من التاريخ، تتوغل إلى نحو 5000 سنة، إذ يعتبر الفينيقيون والكنعانيون من أبرز سكانها، ويؤيد ذلك ما عثر عليه من الآثار، التي تفاوتت أزمنتها التاريخية بين عصور السلالات الأولى لحضارة ما بين النهرين، وحتى العصر الإسلامي مروراً بالعهد العثماني.

        وكانت تاروت في فترة من الزمن ميناء ترسو فيه السفن القادمة من موانئ الخليج الأخرى القادمة من بحر العرب، أو من موانئ الهند، ولذلك كانت من أهم الثغور البحرية لمنطقة القطيف وما يليها. وتعتبر قلعة تاروت من أهم المعالم التاريخية في المنطقة الشرقية، وهي عبارة عن صرح منيع البناء، يتربع فوق تلة تتوسط جزيرة تاروت، تطل على سواحل الجزيرة. ويميل غالبية الباحثين إلى أنها بنيت على يد البرتغاليين منذ أكثر من 500 سنة أبان احتلالهم للمنطقة، وأجزاء أخرى من منطقة الخليج، وكانوا يستخدمونها مركزا دفاعيا أيام الحصار، الذي يفرض على المنطقة. وتظهر المشاهدات أسفل القلعة طبقات متباينة التركيب، تؤيد ما يذهب إليه المؤرخون، من أن القلعة المنيعة ومنطقة الديرة بنيتا على أنقاض حضارة سالفة.

        فبعض الأساطير تشير إلى ان الملكة البابلية عشتار (2500 عام قبل الميلاد) هي من بنتها، حين نفاها الملك جلجامش من مملكتها في بلاد ما بين النهرين، فبنت معبدها في هذه البقعة، ويعزز ذلك تركيب اسم تاروت، الذي اشتق من اسم الملكة والمعبد (عشتاروت)، أما الشاهد الأكبر على هذه الأسطورة فهو التمثال الكامل للملكة عشتار، الذي عثر عليه خلال الحفريات في منتصف القرن الماضي في جزيرة تاروت، والذي يوجد الآن في المتحف الوطني في الرياض.



        وتتكون القلعة من 4 أبراج، يقوم كل واحد منها في ركن من أركانها، فناؤها مستطيل، تتوسطه بئر عميقة، يعتقد أنها لتخزين المؤونة في فترات الحصار. ويزخر متحف الرياض الوطني بكثير من المقتنيات الأثرية ذات الدلالة التاريخية الهامة، التي تم اكتشافها في منطقة قصر تاروت الأثري، وكان آخر ما اكتشف هو مدفع حربي قديم، يعود بتاريخه لنفس الحقبة الزمنية، وهو موجود في متحف الدمام الإقليمي.

        وتقع (الديرة) في الجزء الخلفي من واجهة القصر، وتعتبر الديرة المسكن الأول للإنسان في هذه الجزيرة، تستقر على هضبة كبيرة، وكانت تحفها البساتين من كل جانب، ومن اللحظة التي تلج فيها لهذه المنطقة الأثرية تشعر برهبة المكان وجلاله، وينبعث إليك طيف من الدفء والحنان، وأنت تعبر في أزقتها الضيقة وطرقاتها الترابية، والبيوتات فيها متلاصقة، وهي مبنية من الحجارة والطين، وتتكون من طابقين في أغلبها، وتزين جدرانها النقوش والزخارف والكتابات والأقواس الإسلامية، وتعكس بواباتها الخشبية القديمة هوية وثقافة ساكنيها، أما أرضها فهي ذات كنوز غنية، إذ مازال يعثر فيها بين آونة وأخرى على مخلفات من الحضارات البائدة، كالتماثيل والأواني والجرار، بالإضافة إلى بعض السيوف والعملات النقدية القديمة.

        ويعود سور القلعة إلى ما قبل الحقبة البرتغالية، التي عاشتها المنطقة، وقد أنشئ ليحمي الديرة من هجمات الأعداء وسطوات اللصوص، ويلمها بكل ما فيها من ازدحام منازلها وأسواقها وحاراتها وسوابيطها (الممرات المسقفة)، إلا أنه اندثر الآن.. ولم تبق إلا بيوت قد تلقى المصير نفسه... مجرد أطلال.
        مازالت جزيرة تاروت تزخر بكنوز أثرية لم يكشف النقاب عن أكثرها، وتم تسوير أكثر من 3 مواقع أثرية بمساحات كبيرة، منذ أكثر من 20 عاماًَ، ولكن كنوزها المطمورة لم تر النور بعد. ولا يتجاوز عدد ساكني منازل الحي 500 نسمة، يقطنون في أقل من 60 منزلا، بعد أن كانت350 منزلاً، قبل 20 عاماً من الآن. ومازال زوار القلعة من أغلب الجنسيات يدرعون القلعة والديرة على مدار العام، كما تعتبر الديرة محط دراسات طلبة الهندسة المعمارية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك فيصل.
        ويقول عمدة جزيرة تاروت عبدالحليم حسن آل كيدار: من الواجب الوطني النظر إلى هذه المنطقة الأثرية، خصوصاً بعد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأخيرة للقلعة، كما يؤكد كيدار على عدم إزالة المنازل الأثرية في القلعة إلا بعد التنسيق بين البلدية والهيئة العليا للسياحة

        م ن ق و ل

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X