إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هل نعيد أكتشاف هذه الشخصية الفذة(الامام الخميني)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل نعيد أكتشاف هذه الشخصية الفذة(الامام الخميني)

    [frame="3 80"]الامام الخميني : هل نعيد اكتشافه؟[/frame]

    تمثل المائة سنة الاخيرة ردحا مكثفا من الاحداث التاريخية لم يشهد قرن سابق مثلها من التلاحق والتراص والخطورة على مسيرة البشرية، وهي المائة التي احتضنت بين دفتي البدء والختام حياة شخصية استثنائية هي حياة الامام الخميني«قدس».
    ثمة رجال تاريخيون ارتبطت أسماؤهم ببعض الاحداث، لكن ليس بينهم من يصبح هو نفسه معيارا للتصنيف التاريخي. الامام الخميني هو من النصف الآخر الذي لا يمكن العثور عليه في كل قرن: انه رجل تقاس حقبات التاريخ به، فهناك ما قبل الامام وهناك عصر ما بعد الامام، وهما عصران مختلفان تماما.
    عصر ما قبل الامام هو عصر الطغيان المادي، عصر الجبابرة، والقيم الاستهلاكية، يقابله بعد نهوض الامام عصر اتصف ببصمات الامام، عصر الروحانية والقيم الانسانية الاصيلة، عصر المستضعفين والمسحوقين، عصر الصحوة الاسلامية. فالامام الخميني«قدس» هو الفيصل في تحديد أزمتنا الثقافية، السياسة والاجتماعية الراهنة، انه ليس رجلا تاريخيا بالمعنى العادي، انه رجل يغير بل يصنع التاريخ.
    لهذا السبب نبدو نحن المستضعفين في كل الارض، ونحن المسلمين بالاخص، ونحن المولعين بالامام بشكل أكثر تحديدا، أكثر حاجة ليس لنتغنى على الاطلال وانشاد اشعار المديح والرثاء، بل لان نستلهم الامام مجددا، ونغرف من معينه الفياض الذي لم نستكمل سبر فكره ومواقفه وسلوكه. والعودة الى الامام ليست من نوع الترف الفكري أو تمجيد الذات. انه نوع من اعادة اكتشاف الامام الخميني.
    ثمة ما يشدنا الى هذه التجربة المعطاء ما يتعلق بتكامل الابعاد في شخصية الامام الجامعة للفقاهة والفلسفة والعرفان والوعي السياسي والاجتماعي، لكن ايضا هناك من الجوانب ما هو بحاجة الى كثير من السبر والتعمق.
    من الجوانب البارزة تلك الشفافية التامة في شخصية الامام بين المعرفة والارادة والسلوك، فالدارس لا يستطيع ان يجد فارقا ولو ضئيلا بين التنظير والممارسة، انه انسجام كامل بين المستويين النظري والتطبيقي، ولو اخذنا أكثر المسائل تجريدا برأي البعض وهي الايمان بالله تعالى فإن الباحث لا يمكنه التمييز بين هذا التوحيد النظري والسلوك التوحيدي في حياة الامام ، فالسياسة مثلا تغدو لها سلوك عرفاني تقوده رؤية صافية للاحداث والمستجدات، تصبح اللعبة السياسية سلوكا تقوائيا ترتفع فيه الممارسة السياسية الى حدود عبادة الله وخدمة البشر المستضعفين واذلال الطغاة المستكبرين.
    ليس في مثل هذه السياسة المخلصة ذات البعد الالهي، حجب ناشئة عن الجهل أو الخمول والدعة، أو نزعة شهوانية سلطوية، يل انها تستند الى رؤية تخترق كل هذه الحجب النفسية والادران الدنيوية لترى الحقيقة واضحة. اذ كيف نفسر ان سماحته قد حدد ركني سياسته الدولية والاستراتيجية وهما العداء ل«اسرائيل» واميركا، منذ الاربعينات والخمسينات. عندما حدد وأصاب ان «اسرائيل» غدة سرطانية، وان اميركا هي أم مصائبنا، لم يشوش بصيرته الثاقبة ذلك النزوع المشبوه الى تكبير خطر «الالحاد الشرقي الشيوعي» على حساب العداء «للغرب الامبريالي» وعلى رأسه الولايات المتحدة الى حد التنظير الاسلاموي بحتمية التحالف مع اهل الكتاب «الحلف الاطلسي» ضد الالحاد السوفياتي الكافر.
    رفض الامام مبكرا «هذه النزعة ذات التبرير الفقهي وكان واضحا» في ان خطر اميركا هو أكبر بكثير رغم الموقف من الاتحاد السوفياتي ومخاطره وأطماعه. وها هم اليوم بعض من سوق لمقولة التحالف الاسلامي- الاميركي يكتشفون فجأة انهم كانوا ألعوبة في يد الشيطان الأكبر، وان ما قاله الامام قبل عشرات السنين هو الحق والحقيقة.
    كان ذلك ناشئا «من معادلة بسيطة جدا» لكنها صعبة التحقق، لقد كان الامام صادقا مع الله ومع نفسه ومع الاخرين، آمن بربه فصدق ايمانه في حياته، وعم كل سلوكه، مرن نفسه عقليا «وروضها روحيا الى أن أصبحت مطواعة لاوامر الله بحب واقبال وليس خوفا».
    تعامل مع الناس كل الناس ابتداء «من عائلته والمقربين منه الى اقصى فرد يمكن ان يسمعه بالشفافية نفسها. فليس لابنه أي منصب رسمي لمجرد انه ابنه، انما هو مجاهد مثل غيره من المجاهدين».
    لم يدع الامام الناس الى التغيير لانه في الثورة نتائج ايجابية على مستقبلهم وحياتهم فقط، بل ان الثورة تحتاج الى جهاد واستشهاد وتضحيات. كان الامام واضحا في دعوة الناس اليها لتنتصر الثورة وبعد ذلك يحرزون نتائجها. كان صادقا «الى حد لا يشعر احد بالفارق بين ما يقوله وما يفعله او يشعر به، حتى عندما اعلن انه تجرع السم بقبوله القرار ،۵۹۸ لقد احس الناس ان الامام يكاد فعلا» يتجرع السم بهذا القبول، وأنه يكاد يسري في احشائه الشريفة وما لبث ان انتقل الى الرفيق الاعلى بعد مدة قصيرة. هذا الصدق مع الله والنفس والبشر جعله اقرب الى الناس من أي شيء آخر، ولهذا قدموا انفسهم بين يديه شهداء وجرحى ومجاهدين، وهذا سر العلاقة بين الامام والناس. بهذا انتصر الامام، وبهذا انتصرت الامة وحققت ثورتها المباركة لانها صدقت مع نفسها ونظرت الى امكانياتها الهائلة التي تستطيع ان تصنع الشيء الكثير اذا صدقت مع ربها ومع نفسها. انه جانب بسيط في تلك الشخصية العظيمة لهذا الفرع المبارك من الدوحة النبوية، واهل البيت العظام والطريق مفتوحة للجميع لاعادة اكتشاف تلك المناحي العديدة التي تحتاج الى استلهام.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X