
في اجراء غير مسبوق اصدر مدير «مركز الإشراف التربوي بصفوى» السيد عبد الله محمد القويعي قراراً ادارياً يقضي بموجبه حذف كلمة «الإمام» من كافة المخاطبات الرسمية الصادرة عن ادارة «مدرسة علي بن أبي طالب الإبتدائية بصفوى» تحت ذريعة أن ذلك «مخالف للمسمى الوزاري للمدرسة» على حد نص القرار..
وتفيد مصادر عليمة اتصلت بها «شبكة راصد الأخبارية» أن هذا القرار الذي اتخذ في ظاهره بعداً ادراياً روتينياً، هو في حقيقته أبعد مايكون عن الروتين الاداري بل هو أقرب ما يكون للممارسة الطائفية المكشوفة بالنظر للظروف التي احاطت بصدوره، والأجواء المتشنجة التي استطاع بعض المشرفين المتشددين صناعتها على مدى سنوات في المدرسة ذاتها وفي مركز الاشراف، وأن كل ذلك ليس بمعزل عن الملاسنات المفتعلة التي تنشب بين الحين والآخر بين بعض المشرفين من جهة والمعلمين والموظفين الاداريين من جهة أخرى حول تضمين صفة «الإمام» تحديداً في المراسلات الرسمية أو أوراق العمل المعدة كما درج على ذلك منسوبوا المدرسة منذ سنوات.
لذا فالقرار الأخير كما تؤكد مصادر مطلعة لم يأت من فراغ بل جاء تتويجاً لممارسات طائفية جرت على مدى سنوات، وأعقبت سلسلة اجراءات متشددة صدرت عن ادارة مركز الاشراف التربوي بصفوى أو بغطاء منها، ومورست على أيدي من يفترض أنهم مشرفون تربويون.
وينقل بهذا الصدد أحد التربويين ممن كان على صلة بالمدرسة المذكورة مثالا على إحدى الممارسات الطائفية السابقة التي وصفها بالشهيرة بالقول « تخيلوا أن لوحة تعريفية بالإمام علي بن أبي طالب مقتبسة من أحد المناهج الدراسية الرسمية، كانت موضوعة عند مدخل المدرسة منذ سنوات طويلة وتحديداً منذ أيام المدير الأسبق فريح رشيد الشرطان والذي سيظل يذكره الأهالي بكل خير لروحه المتسامحة طوال مدة خدمته التي تجاوزت الثلاثين سنة في صفوى... تصوروا أن هذه اللوحة لم تعجب المدير السابق لمركز الاشراف التربوي بصفوى السلفي خالد النعيمي « وكان حينها المركز يتخذ من المدرسة نفسها مقراً».. فعمل جاهداً مع أكثر المدراء الذين تعاقبوا على ادارة المدرسة في سبيل ازالة هذه اللوحة التعريفية أو استبدالها، الى أن نجح أخيراً في اقناع أحد المدراء السابقين وهو حمزة ماجد أبو طاهر الذي رضخ للأمر واستبدل اللوحة التعريفية تلك بأخرى طبقاً لمزاج مدير مركز الاشراف..

أضف الى ذلك ما ذكره مصدر آخر لـ«شبكة راصد الأخبارية» حول ما جرى قبل سنتين حين تم بضغطٍ من أحد مدرسي التربية الاسلامية في مدرسة الامام علي نفسها ويدعى عائض القحطاني حظر اقامة صلاة الجماعة، والتي كانت تقام بإمامة أحد المعلمين الشيعة وهو الأستاذ خضر الغاشي الذي كان يؤم طلاب المدرسة، فما كان من القحطاني آنف الذكر إلا أن الّبَ عليه ادارة «مركز الاشراف التربوي» الذين لم يكتفوا بدورهم بمنع اقامة الصلاة جماعة وانما عوقب المعلم الغاشي بالنقل من المدرسة في قضية شهيرة وصلت تداعياتها لادارة التعليم ووزارة الداخلية.. واللافت كما يؤكد ذات المصدر أنه ظهر فيما بعد -وبعيداً عن هذه القضية- أن المعلم القحطاني هو من اؤلئك الذين تصفهم صحافتنا بـ«بالفئة الضالة وأرباب الفكر المنحرف» وقد أعتقل ستة أشهر جرّاء تورطه في نشاطات متطرفة مشبوهة، ثم أعيد الى عمله بعد الافراج عنه ونقل كما يعتقد الى مدرسة دار العلوم الثانوية بصفوى.
المثير في الأمر كما يشير أحد التربويين أنه من الدارج انشاء مدارس وجامعات كثيرة بطول البلاد وعرضها تحت مسميات مشابهة من قبيل الإمام الشافعي أو الإمام أبو حنيفة أو الأمام محمد بن سعود وأمثال ذلك، ولكن عندما يصل الأمر لعلي بن أبي طالب وهو رابع الخلفاء الراشدين يصبح أمر ادراج صفة «الامام» قبل اسمه الشريف «مخالفة» في عرف مركز الاشراف التربوي بصفوى و«لوبي» التطرف المسيطر عليه!!.
فالقرار الأخير القاضي بعدم ذكر صفة «الإمام» مسبوقة لإسم علي بن أبي طالب جاء كما يؤكد مطلعون بعد حملة قادها الـ «لوبي» الطائفي المتنفذ في ادارة مركز الإشراف التربوي بصفوى. هذا اللوبي ليس معنياً بأي طروحات نسمعها في الاعلام من قبيل التعايش السلمي بين فئات ومكونات المجتمع، واحترام معتقدات أو حتى مشاعر أبناء الطوائف الأخرى..
المصــــــــــــــدر
تعليق