إيران تسوق الشرق الأوسط الإسلامي
طرحته بديلا عن المشروع الاميركي ومجلس التعاون
إيران تسوق "الشرق الأوسط الإسلامي" بدأت إيران اخيرا بتسويق فكرة مشروع الشرق الأوسط الإسلامي، كبديل لمشروع الشرق الأوسط الأميركي، ومجلس التعاون الخليجي. ويتولى هذه المهمة عدد من كبار المسؤولين الايرانيين الذين قاموا خلال الأسبوع الماضي بزيارات إلى عدد من دول الخليج، بينهم رئيس السلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله هاشمي شاهرودي، الذي زار مملكة البحرين وصرح علنا بأن احد أهداف زيارته "دراسة مشروع الشرق الأوسط الإسلامي مقابل المشروع الأميركي المسمى بالشرق الأوسط الكبير والتأكيد على أهمية التعاون بين دول المنطقة، وزيادة تبادل الوفود لإحباط المؤامرات الأجنبية". وحرص المسؤول الإيراني خلال زيارته على شرح موقف بلاده من قضايا العالم الإسلامي وحقوق الإنسان، داعياً إلى المحبة والوحدة والتضامن بين مسلمي العالم والانفتاح بين دول المنطقة والاستفادة المتبادلة فيما بينها تجاريا واقتصاديا وتكنولوجيا. كما اجتمع الشاهرودي خلال زيارته الى البحرين بعلماء الدين الشيعة والسنة وبحث معهم فرص نجاح هذا المشروع الجديد.
وفي نفس الوقت قام المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي بزيارة رسمية إلى الكويت بناء على دعوة وزير الإعلام الكويتي أنس الرشيد، وأجرى مباحثات مع المسؤولين الكويتيين حول تعزيز العلاقات الإيرانية الكويتية التي شهدت نمواً مضطرداً في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية. وأكد اصفي خلال زيارته أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستغل نفوذها في أي نقطة من العالم لتعزيز الأمن والاستقرار العالميين.
وما لبثت ان انتهت زيارة آصفي، حتى وصل الى الكويت امين سر المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني الدكتور حسن روحاني تلبية لدعوة رسمية. واعلن في طهران، ان وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي سيزور السعودية اليوم للقاء وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والتباحث معه في التطورات والمستجدات في المنطقة.
وتسعى إيران من خلال طرح هذا المشروع، في هذا الوقت بالذات، الى الاستفادة من حالة القلق والترقب الموجودة في بعض دول الخليج والمنطقة بسبب الضغوط التي تتعرض لها من الولايات المتحدة للموافقة على مشروع الشرق الأوسط الكبير، وكذلك الاستفادة من حالة الجمود التي يواجهها حاليا مجلس التعاون الخليجي وتصاعد الاصوات المتسائلة عن جدوى استمراره بهذه الصيغة.
كما تسعى إيران من خلال هذه المبادرة الى استقطاب اكبر عدد من الدول المتضررة من المشروع الأميركي، لا سيما الدول التي تنظر الى مشروعها على انه "الذي يسعى لديمقراطية الدول العربية حسب تفصيل ومصلحة أميركا وإسرائيل والسيطرة على المنطقة". وتحاول ايضا الاستفادة من حالة الرفض والغليان الشعبي الموجودة في المنطقة لتشكيل جبهة في وجه الهيمنة الأميركية والغرور الإسرائيلي، وتخفيف الضغط الأوروبي – الاميركي الممارس ضدها على خلفية برنامجها النووي.
ويقلل بعض المراقبين من فرص نجاح فكرة المشروع الإيراني، في ظل السيطرة الأميركية الحالية، وانعدام التنسيق الحقيقي بين دول المنطقة، الا انهم ينظرون اليه على انه بداية لبلورة أفكار جديدة يمكن ان تملأ الفراغ الذي يعيشه هذا الجزء من العالم، وصولا الى صيغة جديدة، تكون بديلا مقبولا للمشروع الأميركي ومنطلقا لتحالف واسع يضم الدول التي تعاني من الضياع في ظل التحالفات الدولية القائمة.
ويقول عبدالله حسني وهو متخصص في الشأن الإيراني، إن نجاح أي مشروع في المنطقة يتوقف على مدى قدرة الجميع على التحلي بروح المسؤولية والتفاهم والتنازل وتقدير الوضع والظروف الراهنة، للوصول الى الهدف المطلوب. ويضيف إن على الدول الكبيرة والقوية أن تتنازل عن كبريائها أولًا، وعلى الدول الصغيرة أن تكون واقعية في تعاملها مع المتغيرات والمستجدات. ويدعو إيران في هذا السياق الى وقف أسلوب الوصايا على العالم الإسلامي والأسلوب الثوري، والتخلي عن حالة الشعور بالغرور القومي الفارسي المتمركز في الثقافة الفارسية، وان تكون واقعية في البحث عن علاج للتحديات الكبيرة وأهمها الاقتصادية. كما يدعو الدول العربية الى التخلي كذلك عن حالة الشك والشعور بالضعف أمام قوة إيران العسكرية والسكانية والاستعانة بالاتفاقات الخارجية، وان تعمل الجميع لأجل بناء مستقبل أفضل لأبناء المنطقة.. فالمصير واحد، وان تعددت والاعراق.
هل ستنجح إيران في الترويج وإقناع زعماء المنطقة بمشروعها؟
هل سيصبح المشروع أحد المهام الأساسية للرئيس القادم للجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
هل سيكون هذا المشروع بداية لولادة مشروع وتحالف شرق أوسطي؟
طرحته بديلا عن المشروع الاميركي ومجلس التعاون
إيران تسوق "الشرق الأوسط الإسلامي" بدأت إيران اخيرا بتسويق فكرة مشروع الشرق الأوسط الإسلامي، كبديل لمشروع الشرق الأوسط الأميركي، ومجلس التعاون الخليجي. ويتولى هذه المهمة عدد من كبار المسؤولين الايرانيين الذين قاموا خلال الأسبوع الماضي بزيارات إلى عدد من دول الخليج، بينهم رئيس السلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله هاشمي شاهرودي، الذي زار مملكة البحرين وصرح علنا بأن احد أهداف زيارته "دراسة مشروع الشرق الأوسط الإسلامي مقابل المشروع الأميركي المسمى بالشرق الأوسط الكبير والتأكيد على أهمية التعاون بين دول المنطقة، وزيادة تبادل الوفود لإحباط المؤامرات الأجنبية". وحرص المسؤول الإيراني خلال زيارته على شرح موقف بلاده من قضايا العالم الإسلامي وحقوق الإنسان، داعياً إلى المحبة والوحدة والتضامن بين مسلمي العالم والانفتاح بين دول المنطقة والاستفادة المتبادلة فيما بينها تجاريا واقتصاديا وتكنولوجيا. كما اجتمع الشاهرودي خلال زيارته الى البحرين بعلماء الدين الشيعة والسنة وبحث معهم فرص نجاح هذا المشروع الجديد.
وفي نفس الوقت قام المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي بزيارة رسمية إلى الكويت بناء على دعوة وزير الإعلام الكويتي أنس الرشيد، وأجرى مباحثات مع المسؤولين الكويتيين حول تعزيز العلاقات الإيرانية الكويتية التي شهدت نمواً مضطرداً في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية. وأكد اصفي خلال زيارته أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستغل نفوذها في أي نقطة من العالم لتعزيز الأمن والاستقرار العالميين.
وما لبثت ان انتهت زيارة آصفي، حتى وصل الى الكويت امين سر المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني الدكتور حسن روحاني تلبية لدعوة رسمية. واعلن في طهران، ان وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي سيزور السعودية اليوم للقاء وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والتباحث معه في التطورات والمستجدات في المنطقة.
وتسعى إيران من خلال طرح هذا المشروع، في هذا الوقت بالذات، الى الاستفادة من حالة القلق والترقب الموجودة في بعض دول الخليج والمنطقة بسبب الضغوط التي تتعرض لها من الولايات المتحدة للموافقة على مشروع الشرق الأوسط الكبير، وكذلك الاستفادة من حالة الجمود التي يواجهها حاليا مجلس التعاون الخليجي وتصاعد الاصوات المتسائلة عن جدوى استمراره بهذه الصيغة.
كما تسعى إيران من خلال هذه المبادرة الى استقطاب اكبر عدد من الدول المتضررة من المشروع الأميركي، لا سيما الدول التي تنظر الى مشروعها على انه "الذي يسعى لديمقراطية الدول العربية حسب تفصيل ومصلحة أميركا وإسرائيل والسيطرة على المنطقة". وتحاول ايضا الاستفادة من حالة الرفض والغليان الشعبي الموجودة في المنطقة لتشكيل جبهة في وجه الهيمنة الأميركية والغرور الإسرائيلي، وتخفيف الضغط الأوروبي – الاميركي الممارس ضدها على خلفية برنامجها النووي.
ويقلل بعض المراقبين من فرص نجاح فكرة المشروع الإيراني، في ظل السيطرة الأميركية الحالية، وانعدام التنسيق الحقيقي بين دول المنطقة، الا انهم ينظرون اليه على انه بداية لبلورة أفكار جديدة يمكن ان تملأ الفراغ الذي يعيشه هذا الجزء من العالم، وصولا الى صيغة جديدة، تكون بديلا مقبولا للمشروع الأميركي ومنطلقا لتحالف واسع يضم الدول التي تعاني من الضياع في ظل التحالفات الدولية القائمة.
ويقول عبدالله حسني وهو متخصص في الشأن الإيراني، إن نجاح أي مشروع في المنطقة يتوقف على مدى قدرة الجميع على التحلي بروح المسؤولية والتفاهم والتنازل وتقدير الوضع والظروف الراهنة، للوصول الى الهدف المطلوب. ويضيف إن على الدول الكبيرة والقوية أن تتنازل عن كبريائها أولًا، وعلى الدول الصغيرة أن تكون واقعية في تعاملها مع المتغيرات والمستجدات. ويدعو إيران في هذا السياق الى وقف أسلوب الوصايا على العالم الإسلامي والأسلوب الثوري، والتخلي عن حالة الشعور بالغرور القومي الفارسي المتمركز في الثقافة الفارسية، وان تكون واقعية في البحث عن علاج للتحديات الكبيرة وأهمها الاقتصادية. كما يدعو الدول العربية الى التخلي كذلك عن حالة الشك والشعور بالضعف أمام قوة إيران العسكرية والسكانية والاستعانة بالاتفاقات الخارجية، وان تعمل الجميع لأجل بناء مستقبل أفضل لأبناء المنطقة.. فالمصير واحد، وان تعددت والاعراق.
هل ستنجح إيران في الترويج وإقناع زعماء المنطقة بمشروعها؟
هل سيصبح المشروع أحد المهام الأساسية للرئيس القادم للجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
هل سيكون هذا المشروع بداية لولادة مشروع وتحالف شرق أوسطي؟
تعليق