بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
لما هلك أبوبكر واستخلف عمر، خرج عمر الى المسجد فقعد، فدخل عليه رجل، فقال: يا خليفة ابي بكر، إني رجل من اليهود وأنا علامتهم، وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن اخبرتني بها أسلمت.
قال عمر: ما هي؟
قال اليهودي: ثلاثة وثلاثة وواحدة، فإن شئت سألتك، وإن كان في القوم أحد أعلم منك فأرشدني اليه.
قال عمر: عليك بذاك الشاب ـ يعني علي بن ابي طالب، عليه السلام ـ
فأتي علياً (عليه السلام) فسأل.
فقال علي (عليه السلام): لم قلت: ثلاثاً وثلاثاً وواحدة، ألا قلت سبعاً؟
قال اليهودي: إني إذاً لجاهل، إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت.
قال الامام علي (عليه السلام): فإن أجبتك تسلم؟
قال اليهودي: نعم.
قال (عليه السلام): سل.
قال اليهودي: أسألك عن أول حجر وضع على وجه الارض، وأول عين نبعت، وأول شجرة نبتت؟
قال (عليه السلام): يا يهودي، أنتم تقولون: أول حجر وضع على وجه الارض، الحجر الذي في بيت المقدس، وكذبتم، هو (الحجر الاسود) الذي نزل مع آدم (عليه السلام) من الجنة.
قال اليهودي: صدقت والله، إنه لبخط هارون وإملاء موسى (عليهما السلام).
قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): وأما العين، فأنتم تقولون: إن أول عين نبعت على وجه الارض: العين التي ببيت المقدس، وكذبتم وهي العين التي شرب منها الخضر، وليس يشرب منها أحد إلا حي.
قال اليهودي: صدقت والله، إنه لبخط هارون وإملاء موسى (عليهما السلام).
قال علي (عليه السلام): وأما الشجرة، فأنتم تقولون: إن أول شجرة نبتت على وجه الارض الزيتون، وكذبتم، هي العجوة ـ نوع من التمر ـ نزل بها آدم (عليه السلام) من الجنة.
قال اليهودي: صدقت والله، إنه لبخط هارون وإملاء موسى (عليهما السلام).
ثم قال: والثلاث الأخرى، كم لهذه الأمة من إمام هدى، لا يضرّهم من خذلهم؟
قال الامام علي (عليه السلام): إثنا عشر إماماً.
قال اليهودي: صدقت والله، إنه لبخط هارون وإملاء موسى (عليهما السلام).
قال: وإين يسكن نبيكم في الجنة؟
قال الامام (عليه السلام): في أعلاها درجة، وأشرفها مكاناً: في جنّات عدن.
قال: صدقت والله، إنه لبخط هارون وإملاء موسى (عليهما السلام).
قال: فمن ينزل معه في منزله؟
قال علي (عليه السلام): إثنا عشر إماماً.
قال: صدقت والله: إنه لبخط هارون وإملاء موسى (عليهما السلام).
قال: قد بقيت السابعة، كم يعيش وصيه بعده؟
قال الامام (عليه السلام): ثلاثين سنة.
قال: ثم هو يموت أو يقتل؟
قال (عليه السلام): يضرب على قرنه فتخضّب لحيته.
قال: صدقت والله، إنه لبخط هارون وإملاء موسى. ثم أسلم وحسن إسلامه.