أوساط ديبلوماسية تميّز بين موقفي واشنطن وباريس من نزع سلاح "حزب الـله"
مرحلة ما بعد الانتخابات حرجة ومربكة للجميع
ادخل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله سلاح المقاومة في الحملة الانتخابية في جبل لبنان الجنوبي بعدما اعتبره والرئيس نبيه بري شعاراً وحيداً لانتخابات دائرتي الجنوب الاحد الفائت. على انه دمجه في انتخابات بعبدا- عاليه بشعار آخر فاجأ به السياسيين الحاضرين والحشود هو 10452 كيلومتراً مربعا والذي اطلقه الرئيس الراحل بشير الجميل اثناء مقاومته الجيش السوري من منتصف السبعينات حتى عام 1982. فحمّله نصرالله بُعداً اضافياً لتأكيد رفضه تنفيذ القرار 1559 والتخلي عن سلاح الحزب، مشيرا الى ان هذا الشعار يشمل جغرافيا، الى مزارع شبعا،القرى السبع الواقعة داخل دولة اسرائيل. وهو تالياً سيفتح باباً جديداً لسجال محلي وخارجي متى تخطى هذا الموقف استنفار الناخبين في انتخابات بعبدا- عاليه الى جعله مبرراً جديداً لتمسك "حزب الله" بسلاحه.
على ان ما ادلى به نصرالله مساء الاربعاء عكس بدوره حدة المنافسة على مستوى الحشد والاستقطاب واستنفار المشاعر في انتخابات الاحد المقبل بين اللائحتين اللتين يدعمهما الرئيس ميشال عون ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الا ان احتفال الرويس ابرز كذلك حاجة جنبلاط في انتخابات قاسية ينبغي ان يكون الانتصار فيها كبيراً الى الاستعانة بنصرالله بالذات رمزاً ضرورياً لتأكيد وحدة اللائحة والحؤول دون اي "تشطيب" فيها من الناخبين الشيعة، تجنباً لتكرار ما حصل في انتخابات الدائرة الثانية في بيروت في 29 ايار الفائت سواء بالاقبال الضعيف او بالتشطيب.
فللمرة الثانية في ايام يعلن نصرالله وجنبلاط تضامنهما وتحالفهما في انتخابات 2005 مقروناً باستنفار لافت للشارع. بعد مهرجان بنت جبيل في ذكرى تحرير الجنوب في حضور جنبلاط وتهديد نصرالله بقطع اليد التي تمتد الى سلاح "حزب الله"، اتى مهرجان الاربعاء ليعكس اهتماماً داخلياً للحزب هو حمل ناخبيه على تأييد لائحة جنبلاط. وهو تالياً، على وفرة الاشارات التي وجهها الى الخارج- كمهرجان بنت جبيل- حيال سلاح المقاومة واستعداده للحوار الداخلي حوله بمعزل عن اي تدخل اجنبي، فان استعانته بشعار طبع لسنوات طويلة فريقاً لبنانياً مسيحياً خوّنوه وعزلوه واقتصوا منه واستبعدوه، ابرز حافزاً جديداً للحزب لعدم التخلي عن سلاحه اذ اكد للبنانيين ان مزارع شبعا والقرى السبع من داخل شعار الرئيس الراحل انطلاقاً من ان الـ10452 كيلومتراً قريبا كل لا يتجزأ، وللخارج انه ليس في صدد الخوض في تجريد نفسه من السلاح اياً تكن الضغوط.
الا ان المناورة البارعة في ظاهرها التي اطلقها نصرالله الاربعاء انه افتتح الحوار اللبناني - اللبناني حول سلاح حزبه من خلال شعار يجمع اللبنانيون عليه وان ملغوماً بما سيختلفون معه او في بينهم عليه، وهو القرى السبع. سجال كهذا، وعلى غرار موقفه من مزارع شبعا اذ اعتبرها اراضي سورية، فان المجتمع الدولي سيرفض الخوض في مادة جديدة للجدل العبثي بازاء القرى السبع الموثقة لديه على انها تبعاً لقرار تقسيم فلسطين عام 1948 اراض فلسطينية ثم اضحت بحكم الامر الواقع اراضي تابعة لدولة اسرائيل. الا انها ليست في اي حال اراضي لبنانية حتى يكون ثمة من يطالب باستعادتها.
وهي حجة المنظمة الدولية التي تعتبر مزارع شبعا اراضي سورية الى ان تثبت الدولة اللبنانية بوثائق انها ليست كذلك.
لكن نصرالله اغفل قرية لبنانية مئة في المئة في الحضن السوري هي النخيلة مسقط رئيس سابق للحكومة اللبنانية هو خالد شهاب التي انتزعتها سوريا من الدولة اللبنانية وطلبت الى هذه عدم التحفظ عنها عندما رسم لبنان عام 2000 "الخط الازرق" مع الامم المتحدة. كما سبق ان طلبت سوريا ايضاً من "حزب الله"، على ما يتردد، عدم الخوض في موضوعها لاسباب تتصل بحصولها على مساحة النخيلة التي تقدر بمليون و200 الف متر مربع وتضم 52 منزلاً وسكانها لبنانيون.
وبعيداً من كل السجال الدائر او الذي سيدور في ما بعد حيال مصير سلاح "حزب الله" فان معلومات رجحت ان يربط في مرحلة لاحقة ان يصار الى ربط هذا السلاح بسلاح المخيمات الفلسطينية، في ما يمكن اعتباره مناورة سياسية جديدة قابلة للتفجر في الداخل ومع الخارج سبق لنصرالله ان لمح اليها.
ولذلك فان ربط شعار السيادة الكاملة الذي اطلقه بشير الجميل بالقرى السبع يعكس في أبسط الأحوال نظرة متشائمة يوجهها نصرالله الى الحوار اللبناني اللبناني حول مصير سلاح "حزب الله". وكأنه لا يريد ان يكون ثمة حوار.
يحمل ذلك مرجعاً رسمياً كبيراً، وعلى نحو غير مباشر، على وصف مرحلة ما بعد الانتخابات بانها حرجة ومربكة للجميع، في السلطة الجديدة وخارجها، لان ثمة تركة ملفات ثقيلة تنتظر مرحلة ما بعد الانتخابات بينها، الى الامن السائب، سلاح الحزب والمخيمات والعلاقات اللبنانية - السورية والاقتصاد مع ترجيحه مشقة الخوض في اي اصلاح داخلي لاسباب عزاها المرجع الى فلتان الانفاق وسط فضائح جعلت من مؤسسات الدولة بمعظم مرافقها مستشفيات وضماناً اجتماعياً وصناديق تعاضد وادارات تنفق على سبعة ملايين شخص في بلد سكانه اربعة ملايين.
في انتظار تمييز
وفي واقع الامر فان ملف سلاح المقاومة يظل بنداً اول عند نصرالله بمقدار ما هو كذلك عند اوساط ديبلوماسية بارزة معنية بالقرار 1559 ترى ضرورة الخوض بعد انتخابات 2005 في تنفيذ البنود العالقة في القرار. الا انها تحرص على التمييز بين الموقفين الاميركي والفرنسي حيال مقاربة تنفيذ القرار وان اجمعا على ان تنفيذه حتمي. ففيما يصر الاميركيون على تنفيذه سريعاً يبدو الفرنسيون اكثر استمهالاً لاسباب يعزونها، وفق الاوساط الديبلوماسية المعنية اياها، الى ضرورة ان يتأتى تنفيذ بند "حزب الله" في القرار من حوار لبناني- لبناني حتى وان لم يتوصل الى نتائج سريعة، الا انهم يعولون على نحو رئيسي على هذا الحوار اعتقاداً منهم ان سلاح الحزب ملف داخلي في وسع اللبنانيين مناقشته في ما بينهم.
بذلك يفترق الفرنسيون عن الاميركيين لمجرد تأكيدهم ان في الامكان تنفيذ هذا البند تدريجاً، الا ان الشرط الرئيسي لذلك هو اطلاق آلية حوار لبناني- لبناني لا بد ان تبدأ من مكان ما، وتعكس ارادة لبنانية في مناقشة جدية لهذا الموضوع حتى اذا اخفقوا تلقوا مساعدة من المجتمع الدولي.
وبحسب ما تلمح اليه الاوساط الديبلوماسية البارزة والمعنية، فان من غير المستبعد في مرحلة ما بعد الانتخابات تلمس تمييز واضح وعلني بين الموقفين الاميركي والفرنسي وخصوصاً ان باريس ترى في سلاح "حزب الله" قنبلة موقوتة في الاستقرار الداخلي اللبناني يجب تفكيكها بعناية.
على ان موقفاُ كهذا يؤدي بطبيعة الحال الى مزيد من التصلب يبديه "حزب الله" ما دام واثقاً من ان أحداً ليس في وسعه ان يفرض عليه تنفيذ القرار بالقوة او مجاناً.
مرحلة ما بعد الانتخابات حرجة ومربكة للجميع
ادخل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله سلاح المقاومة في الحملة الانتخابية في جبل لبنان الجنوبي بعدما اعتبره والرئيس نبيه بري شعاراً وحيداً لانتخابات دائرتي الجنوب الاحد الفائت. على انه دمجه في انتخابات بعبدا- عاليه بشعار آخر فاجأ به السياسيين الحاضرين والحشود هو 10452 كيلومتراً مربعا والذي اطلقه الرئيس الراحل بشير الجميل اثناء مقاومته الجيش السوري من منتصف السبعينات حتى عام 1982. فحمّله نصرالله بُعداً اضافياً لتأكيد رفضه تنفيذ القرار 1559 والتخلي عن سلاح الحزب، مشيرا الى ان هذا الشعار يشمل جغرافيا، الى مزارع شبعا،القرى السبع الواقعة داخل دولة اسرائيل. وهو تالياً سيفتح باباً جديداً لسجال محلي وخارجي متى تخطى هذا الموقف استنفار الناخبين في انتخابات بعبدا- عاليه الى جعله مبرراً جديداً لتمسك "حزب الله" بسلاحه.
على ان ما ادلى به نصرالله مساء الاربعاء عكس بدوره حدة المنافسة على مستوى الحشد والاستقطاب واستنفار المشاعر في انتخابات الاحد المقبل بين اللائحتين اللتين يدعمهما الرئيس ميشال عون ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الا ان احتفال الرويس ابرز كذلك حاجة جنبلاط في انتخابات قاسية ينبغي ان يكون الانتصار فيها كبيراً الى الاستعانة بنصرالله بالذات رمزاً ضرورياً لتأكيد وحدة اللائحة والحؤول دون اي "تشطيب" فيها من الناخبين الشيعة، تجنباً لتكرار ما حصل في انتخابات الدائرة الثانية في بيروت في 29 ايار الفائت سواء بالاقبال الضعيف او بالتشطيب.
فللمرة الثانية في ايام يعلن نصرالله وجنبلاط تضامنهما وتحالفهما في انتخابات 2005 مقروناً باستنفار لافت للشارع. بعد مهرجان بنت جبيل في ذكرى تحرير الجنوب في حضور جنبلاط وتهديد نصرالله بقطع اليد التي تمتد الى سلاح "حزب الله"، اتى مهرجان الاربعاء ليعكس اهتماماً داخلياً للحزب هو حمل ناخبيه على تأييد لائحة جنبلاط. وهو تالياً، على وفرة الاشارات التي وجهها الى الخارج- كمهرجان بنت جبيل- حيال سلاح المقاومة واستعداده للحوار الداخلي حوله بمعزل عن اي تدخل اجنبي، فان استعانته بشعار طبع لسنوات طويلة فريقاً لبنانياً مسيحياً خوّنوه وعزلوه واقتصوا منه واستبعدوه، ابرز حافزاً جديداً للحزب لعدم التخلي عن سلاحه اذ اكد للبنانيين ان مزارع شبعا والقرى السبع من داخل شعار الرئيس الراحل انطلاقاً من ان الـ10452 كيلومتراً قريبا كل لا يتجزأ، وللخارج انه ليس في صدد الخوض في تجريد نفسه من السلاح اياً تكن الضغوط.
الا ان المناورة البارعة في ظاهرها التي اطلقها نصرالله الاربعاء انه افتتح الحوار اللبناني - اللبناني حول سلاح حزبه من خلال شعار يجمع اللبنانيون عليه وان ملغوماً بما سيختلفون معه او في بينهم عليه، وهو القرى السبع. سجال كهذا، وعلى غرار موقفه من مزارع شبعا اذ اعتبرها اراضي سورية، فان المجتمع الدولي سيرفض الخوض في مادة جديدة للجدل العبثي بازاء القرى السبع الموثقة لديه على انها تبعاً لقرار تقسيم فلسطين عام 1948 اراض فلسطينية ثم اضحت بحكم الامر الواقع اراضي تابعة لدولة اسرائيل. الا انها ليست في اي حال اراضي لبنانية حتى يكون ثمة من يطالب باستعادتها.
وهي حجة المنظمة الدولية التي تعتبر مزارع شبعا اراضي سورية الى ان تثبت الدولة اللبنانية بوثائق انها ليست كذلك.
لكن نصرالله اغفل قرية لبنانية مئة في المئة في الحضن السوري هي النخيلة مسقط رئيس سابق للحكومة اللبنانية هو خالد شهاب التي انتزعتها سوريا من الدولة اللبنانية وطلبت الى هذه عدم التحفظ عنها عندما رسم لبنان عام 2000 "الخط الازرق" مع الامم المتحدة. كما سبق ان طلبت سوريا ايضاً من "حزب الله"، على ما يتردد، عدم الخوض في موضوعها لاسباب تتصل بحصولها على مساحة النخيلة التي تقدر بمليون و200 الف متر مربع وتضم 52 منزلاً وسكانها لبنانيون.
وبعيداً من كل السجال الدائر او الذي سيدور في ما بعد حيال مصير سلاح "حزب الله" فان معلومات رجحت ان يربط في مرحلة لاحقة ان يصار الى ربط هذا السلاح بسلاح المخيمات الفلسطينية، في ما يمكن اعتباره مناورة سياسية جديدة قابلة للتفجر في الداخل ومع الخارج سبق لنصرالله ان لمح اليها.
ولذلك فان ربط شعار السيادة الكاملة الذي اطلقه بشير الجميل بالقرى السبع يعكس في أبسط الأحوال نظرة متشائمة يوجهها نصرالله الى الحوار اللبناني اللبناني حول مصير سلاح "حزب الله". وكأنه لا يريد ان يكون ثمة حوار.
يحمل ذلك مرجعاً رسمياً كبيراً، وعلى نحو غير مباشر، على وصف مرحلة ما بعد الانتخابات بانها حرجة ومربكة للجميع، في السلطة الجديدة وخارجها، لان ثمة تركة ملفات ثقيلة تنتظر مرحلة ما بعد الانتخابات بينها، الى الامن السائب، سلاح الحزب والمخيمات والعلاقات اللبنانية - السورية والاقتصاد مع ترجيحه مشقة الخوض في اي اصلاح داخلي لاسباب عزاها المرجع الى فلتان الانفاق وسط فضائح جعلت من مؤسسات الدولة بمعظم مرافقها مستشفيات وضماناً اجتماعياً وصناديق تعاضد وادارات تنفق على سبعة ملايين شخص في بلد سكانه اربعة ملايين.
في انتظار تمييز
وفي واقع الامر فان ملف سلاح المقاومة يظل بنداً اول عند نصرالله بمقدار ما هو كذلك عند اوساط ديبلوماسية بارزة معنية بالقرار 1559 ترى ضرورة الخوض بعد انتخابات 2005 في تنفيذ البنود العالقة في القرار. الا انها تحرص على التمييز بين الموقفين الاميركي والفرنسي حيال مقاربة تنفيذ القرار وان اجمعا على ان تنفيذه حتمي. ففيما يصر الاميركيون على تنفيذه سريعاً يبدو الفرنسيون اكثر استمهالاً لاسباب يعزونها، وفق الاوساط الديبلوماسية المعنية اياها، الى ضرورة ان يتأتى تنفيذ بند "حزب الله" في القرار من حوار لبناني- لبناني حتى وان لم يتوصل الى نتائج سريعة، الا انهم يعولون على نحو رئيسي على هذا الحوار اعتقاداً منهم ان سلاح الحزب ملف داخلي في وسع اللبنانيين مناقشته في ما بينهم.
بذلك يفترق الفرنسيون عن الاميركيين لمجرد تأكيدهم ان في الامكان تنفيذ هذا البند تدريجاً، الا ان الشرط الرئيسي لذلك هو اطلاق آلية حوار لبناني- لبناني لا بد ان تبدأ من مكان ما، وتعكس ارادة لبنانية في مناقشة جدية لهذا الموضوع حتى اذا اخفقوا تلقوا مساعدة من المجتمع الدولي.
وبحسب ما تلمح اليه الاوساط الديبلوماسية البارزة والمعنية، فان من غير المستبعد في مرحلة ما بعد الانتخابات تلمس تمييز واضح وعلني بين الموقفين الاميركي والفرنسي وخصوصاً ان باريس ترى في سلاح "حزب الله" قنبلة موقوتة في الاستقرار الداخلي اللبناني يجب تفكيكها بعناية.
على ان موقفاُ كهذا يؤدي بطبيعة الحال الى مزيد من التصلب يبديه "حزب الله" ما دام واثقاً من ان أحداً ليس في وسعه ان يفرض عليه تنفيذ القرار بالقوة او مجاناً.