إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كيف نفهم العرب بأقلام مخططى تل ابيب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نفهم العرب بأقلام مخططى تل ابيب

    إسرائيل 2020) .. كيف نفهم العرب بأقلام مخطّطي تل أبيب؟


    مؤلف الكتاب هو آدام مازور، رئيس طاقم التخطيط في الحكومة الإسرائيلية، الذي يحاول عبر خطوات أكاديمية إعطاءنا لمحة شديدة الاختصار عن ثلاث نقاط: قيود المخطّط الاقتصادي الإسرائيلي، الأسلوب التنموي المختار وحيثياته الواقعية، تقييم المسار الاقتصادي الإسرائيلي إلى غاية اليوم كخطوة إلى استشراف المستقبل.


    في النقطة الأولى يمكن تلخيص محتوى الكتاب بالقول إن المخطّط الإسرائيلي فرض عليه أن يخطّط تحت قصف المدافع، وفي وسط بيئة اجتماعية عالية التعقيد، تمتاز بثلاث خصائص كلّها في غير صالحه، موجات هجرة كبيرة، تباين عرقي رهيب، ووجود عنصر بشري يمكن اعتبارها عدوًّا بكل بساطة، أي عرب 1948، لكن المخطط الإسرائيلي استثمر قابليات التوجيه الاجتماعي على نطاق واسع، ففرض وضعية استنفار جماعي كانت نتائجها الآنية في صالحه.


    في النقطة الثانية، يعطينا الكتاب ثلاثة نماذج تنموية أتيحت أمام المقرر الإسرائيلي، الأسلوب الأمريكي المعتمد على تركيز عالٍ لرأس المال، ووجود نخبة جيدة التكوين ويد عاملة غير محدودة المهارات، والأسلوب الشرق آسيوي المعتمد على إعادة تنظيم الخراب والفقر الكبير في الرأس المال، والتكلفة الرخيصة لليد العاملة، وهنالك الأسلوب الأوروبي الغربي المعتمد على مساحة اختيار كبيرة، وبصورة أخرى وفرة في اليد العاملة المدرّبة، والتنوع العرقي القائم على حقيقة كون أوروبا منطقة استقطاب للهجرات، تمامًا كإسرائيل التي تشابهها في النقص الحاد في الوسائل المالية الحكومية، وبعد مقارنة موضوعية سوف يقنعنا آدم مازور بصواب اختيار المخطّط الإسرائيلي للنموذج الغربي، ويورد الحقائق الداعمة للاختيار.


    في النقطة الثالثة يقدّم المؤلّف لمحة مختصرة عن المعايير التي يمكن بواسطتها تقييم الأداء الاقتصادي لأي بلد على المستوى الكلّي، ويقدّرها بثلاثين معيارًا مقارنًا، يعتمدها كوسيلة لقياس الأداء الاقتصادي الإسرائيلي بالمقارنة مع البيئة المشابهة أي الاقتصاديات الأوروبية الحديثة، ويعطي المؤلّف نتائج عالية الدقة.


    هذا هو العرض العام للكتاب، لكنه لا يفي بقيمته الحقيقية، التي يمكن الحديث عنها من ثلاث نوافذ، النافذة الأولى للمؤلّف الذي يعطي الانطباع بأنّه اعتمد على حصيلة عمل خلايا تفكير شديدة الاحتراف. وبالإمكان القول دون تحفظ (برافو سيد مازور)، لأن الأسلوب الإحصائي والطريقة العلمية في الاختيار لكل نقطة، تقنعك أنك أمام شخص يعرف جيّدًا عمله.
    ويمكن القول أيضا إنّه لا توجد كلمة واحدة زيادة في هذا الكتاب. إنّه عمل منهجي في القمة من الناحية الإحصائية الاقتصادية البحتة. النافذة الثانية للكتاب هي الحقائق التي يوردها مازور والقائلة بأن الاقتصاد الإسرائيلي قد داوم على تحقيق نسبة نمو عالية للغاية، بفضل فترات طويلة من اللاحرب واللاسلم، نسب نمو تطاول الستة في المائة. ومن ناحية تكنولوجية فإن إسرائيل تقف على بعد عشرين سنة لا أكثر من أحسن اقتصاد أوروبي.


    وتفصيلا فإن إسرائيل تحقّق مستوى أداء غير مسبوق في الكثير من القطاعات خصوصًا البحث العلمي، الذي يخصّص له عائد صافٍ لا يقل عن 2 في المائة للبحث العلمي المدني، دون حديث عن البحث العلمي التابع للقطاع العسكري الذي لا تنزل ميزانيته الصافية عن الست في المائة. هذه الحقيقة المذهلة تعني من بين أشياء كثيرة أن المفاوض الفلسطيني بل والعربي، عندما يحجم عن مساندة الانتفاضة أو يقدّم مبادرات سلام جيّدة التعليب، فإنه بكلمة أخرى يوفّر للاقتصاد الإسرائيلي فرصة للتطور لا تقدّر بثمن، فرصة سوف تجعله بعد سنوات فقط قادرًا على مفاوضة العرب من منطق أقوى، وسوف يأتي وقت نستورد فيه طعامنا ولباسنا من تل أبيب! النافذة الثالثة للكتاب، هي المنطق العنصري الذي تحاول إسرائيل تطبيقه على مراحل في نقطتين، يلخّصهما الكاتب في سياقي «إسرائيل في محيط سلام» و«إسرائيل في مسار الدول المتقدمة». وأسفل هاتين النقطتين البريئتين سوف يصارحك الكاتب بأشد الأفكار عنصرية، إذ أنه كرجل ذي منصب يتحدّث فيه باسم دولته.


    سيقول لك بأن إسرائيل لا تعترف بالحدود، وأنها في طريق التوسع إن عاجلا أو آجلا، وبصيغة أخرى هي طرف لا يؤتمن على سلام! أكثر من هذا فإن منطق (الأغيار)، أي الشعوب الأخرى غير الشعب اليهودي، التي تعتبر في فهمه غير جديرة بالحياة، هذا المنطق اللاإنساني عنصر أساسي في الفكر الإسرائيلي، بلسان المخطّط الإسرائيلي الأكبر، ومن الأفضل التعامل معه بواقعية وإجادة تدوير أوراق التفاوض مع تل أبيب، بدلاً من الاستمرار في التصديق بأن الذئب الذي يسمى تل أبيب هو نعجة، لمجرّد انه يلبس نظارتين شَمْسِيَتَيْنِ. هناك ما هو أفظع، فالكاتب يصارحك بأن دولته لا تقيم وزنا للأمم المتحدة، بل وتسير ضدها وضد المجتمع الدولي.



    عندما تنتهي من الكتاب، سوف تصل لنتيجتين، الأولى نصها «الإسرائيليون يعرفون العالم العربي أكثر من بعض قادته»، والثانية، إذا كان سلوك الدبلوماسية العربية الحالي، هو عصارة أمينة لفكرها، فإنها لا تمتلك فكرًا!
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X