كان الملا محمد تقى المجلسى احد كبار علماء المسلمين وكان يهتم كثيرا بتربية ابنه ويعتنى بمسائل الحرام والحلال كى لا ينبت لحم ابنه وجلده من المال الحرام .

وكان محمد باقر بن الملا محمد تقى صبيا مشاكسا ، ففى احدى الليالى خرج الأب للصلاة والعبادة فى المسجد الجامع فى اصفهان وكان ذلك الصبى ايضا مرافقا لوالده.

بقى محمد باقرفى صحن المسجد وأخذ يلعب مرحا ، فرأى فى احدى زوايا المسجد قربة مليئة بالماء ، فقام بخرقها واراق مائها على الأرض وعند انتهاء الصلاة وحينما خرج الأب من المسجد ، تأثر لدى مشاهدته لذلك المنظر ، فأخذ بيد ابنه وانطلق نحو بيته ثم التفت الى زوجته قائلا: (انك تعلمين اننى ادقق كثيرا فى تربية ولدى ولقد شاهدت اليوم منه عملا جعلنى افكر فاننى مع ما اعتنيت به من امر طعامه ان يكون حلالا ، فاننى لا ادرى لماذا قام بهذا العمل السيء ، فالآن اخبرينى عما فعلتيه انت حتى ارتكب ابننا عملا كهذا؟).

فكرت المرأة قليلا ثم قالت: فى الحقيقة انه عندما كنت حاملا بمحمد باقر ، ذهبت يوما الى بيت جارنا وكانت هناك رمانه لفتت نظرى نحوها ، فادخلت ابرة فيها وامتصصت قليلا من مائها .

فتأوه الملا محمد تقى المجلسى لدى سماعه كلام زوجته وعرف السر الكامن فى هذا المجال .