دمج الثورة وتشرين ونائب واحد للرئيس
دمشق ثانية في مرمى النار وتشكيل حكومة جديدة
نصر المجالي من لندن: من المحتمل أن يصدر في وقت قريب مرسوم سوري بتعيين فاروق الشرع نائبا وحيدا لرئيس الجمهورية بعد أن تأكد تنحي عبد الحليم خدام عن مناصبه الحزبية والسياسية وعدم إعادة انتخاب النائب الثاني محمد زهير مشارقه لعضوية القيادة القطرية وهذا يعني أنه هو الآخر سيتقاعد، وقالت مصادر سورية إن الرئيس السوري يفكر جديا بإقالة الحكومة الحالية التي يرأسها محمد ناجي عطري وتشكيل حكومة جديدة، وفي تطور آخر، فإن الرئيس السوري بشار الأسد الذي ترأس البارحة أول اجتماع للقيادة القطرية الجديدة أصدر مرسوما قضى بدمج مؤسسة تشرين للصحافة والنشر التي تصدر صحيفة (تشرين) والمؤسسة العربية السورية لتوزيع المطبوعات، بمؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر التي تصدر صحيفة (الثورة) بحيث ترتبط بوزير الإعلام ويصبح اسم المؤسسة المحدثة،مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، ومركزها مدينة دمشق.
وحسب المرسوم، فإن المؤسسة الجديدة سيكون من مهامها، اصدار الصحف والمجلات والمطبوعات الدورية وغير الدورية المختلفة وممارسة الاعمال الطباعية التجارية للقطاعين العام والخاص وإجراء البحوث والدراسات الاستراتيجية والعمل على توثيق المعلومات التي تخدم اهداف المؤسسة، وتوزيع الصحف والمجلات والمطبوعات الدورية وغير الدورية المحلية والعربية والأجنبية داخل سورية وخارجها. ولا يعرف بعد ما إذا كانت صحيفتا (تشرين) أو (الثورة) ستستمران في الصدور أم لا.
وفي الوقت الذي بدأ فيه الرئيس بشار الأسد إجراء اتصالات مع القيادة القطرية الجديدة لحزب البعث الحاكم من أجل وضع الخطط المستقبلية لرسم سياسات البلاد خارجيا وداخليا، فإن دمشق وجدت نفسها ثانية في مرمى النار الأميركية وذلك في غضون ساعات معدودات.
إذ بعد تحذير الرئيس الأميركي جورج بوش لسورية مرة أخرى بسبب ما أسماه بالتقارير التي تثير القلق حول استمرار وجود عناصر من الاستخبارات السورية في لبنان بالمخالفة لقرار مجلس الأمن، فإن متحدثا باسم الخارجية الأميركية عاد ليل أمس ليحذر دمشق من مغبة استمرار وجود رجال استخباراتها على الأراضي اللبنانية.
وكان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، من السياسيين اللبنانيين لا يملكون دليلاً "قاطعاً" ضد سورية "ولكن بالنظر إلى مناخ الشك واغتيال الصحافي سمير قصير في الأوان الأخير، فإنه مقتنع بأن عناصر الاستخبارات السورية تحوم في مناطق الجبل وبيروت".
وسارع السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى للرد على تلك التصريحات، وأبلغ شبكة سي إن إن قوله البارحة الآتي "من العار لسياسيين أميركيين أن يحطوا من قدرهم بتصديق مثل هذه التقارير"، مشيرا إلى أن هذه المزاعم التي عبر عنها الرئيس الأميركي جورج بوش الجمعة "هي مشابهة للاتهامات التي قالت إن العراق يحتفظ بأسلحة دمار شامل والتي تم دحضها لاحقا".
وقال مصطفى، الذي ترشحه بعض المصادر لتولي منصب وزير الخارجية خلفا لفاروق الشرع إن سورية خرجت من لبنان بالكامل، واصفا التقارير بأنها لا تستند إلى "أساس وهي تأتي من ضمن حملة شريرة ضد سورية".
وأوضح السفير السوري أن المزاعم بأن بعض الرموز السياسية اللبنانية مستهدفة، فضلا عن تقارير بأن عناصر الاستخبارات السورية لا تزال تنشط في لبنان، نبعت من تعليقات أطلقها زعيم في المعارضة اللبنانية، دون أن يسمي هذه الشخصية. وأكد مصطفى أنه من مصلحة سورية أن يكون لديها علاقات جيدة مع لبنان.
وإلى هذا، فإن الرئيس بشار الأسد دعا في أول اجتماع له مع القيادة القطرية الجديدة لحزب البعث أمس إلى تطوير العمل الحزبي وتوسيع وتكثيف الاتصال بالجماهير. وشدد الأسد في الاجتماع الذي عقده مع الأعضاء الجدد للقيادة في قصر الروضة في دمشق ، على وضع برنامج زمني من اجل وضع توصيات المؤتمر العاشر للحزب موضع التنفيذ.
وقالت مصادر سورية مسؤولة إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الكثير من التغييرات الحكومية والسياسية في قيادة الدولة والمؤسسات الرسمية وذلك في ضوء القرارات والتوصيات التي صدرت عن المؤتمر القُطري العاشر لحزب البعث الحاكم، وقالت إن من ابرز هذه التغييرات تشكيل حكومة سورية جديدة ستضم الكثير من الكوادر الشابة والمؤهلة حتى تكون قادرة على مواكبة تطورات هذه المرحلة وتقديم برنامج متكامل لتسريع آليات الاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري .
إن التشكيل الحكومي القادم في سورية سيحمل بعض المفاجآت، لافتة الى ان المؤتمر القُطري العاشر اشترط ان يكون رئيس الوزراء السوري عضوا في القيادة القطرية بحكم منصبه وهو الامر الذي يسقط كل التكهنات التي كانت تتحدث عن امكانية تكليف شخصية مستقلة او غير حزبية في تشكيل الحكومة الجديدة، لكن المصادر تؤكد انه ستتم زيادة عدد الوزراء المستقلين في الحكومة المقبلة وربما إلغاء ودمج بعض الوزارات القائمة الان واحداث حقائب وزارية جديدة ولا سيما وزارة للشباب والرياضة وهي احدى توصيات المؤتمر القطري.
ويجري تداول العديد من الاسماء لشغل هذا المنصب ولكن يبدو ان هناك توجها لزيادة عدد العنصر النسائي في الحكومة الجديدة وتضم الحكومة الحالية برئاسة ناجي عطري وزيرتين وهما الدكتورة بثينة شعبان وزيرة المغتربين والدكتورة ديالا الحاج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وكانت مداولات المؤتمر القُطري قد ركزت على ضرورة منح المرأة فرصة اكبر في تحمل المسؤوليات الحكومية. ولأول مرة فقد اصبحت احدى النساء السوريات عضوا في القيادة القُطرية للحزب وهي شهتات قاكوش.
وأجمعت مصادر سورية مطلعة على ان يتم اختيار امرأة وتعيينها محافظة وهو امر سيحدث لأول مرة وتضيف المصادر ان تغييرات اكثر اهمية تطال المناصب العليا في الدولة ولا سيما نائبي الرئيس وهما عبدالحليم خدام وزهير مشارقة اللذان خرجا من القيادة القُطرية الجديدة وبالتالي فان امكانية استمرارهما في موقعيهما الحالي أصبحت ضعيفة جدا على الرغم من ان الدكتورة بثينة شعبان كانت نفت ان يكون اقصاء خدام ومشارقة عن القيادة القطرية الجديدة يعني تلقائيا تركهما لمنصبهما كنائبين لرئيس الجمهورية.
وأخيرا، هناك من يرشح وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ليصبح النائب الاول للرئيس للشؤون السياسية على ان يتم اسناد حقيبة الخارجية الى الدكتور وليد المعلم نائب وزير الخارجية أو الدكتور عماد مصطفى السفير السوري لدى واشنطن، ولم تستبعد المصادر ان يتم الاكتفاء بنائب واحد للرئيس لأن تجربة السنوات الماضية قد ولدت بعض المعطيات غير المشجعة. ووفق المصادر نفسها فان التغييرات ستطال ايضا قيادات فروع الحزب والمحافظين، مشيرة الى ان هناك عددا من المحافظين وامناء الفروع قد اصبحوا اعضاء في القيادة القُطرية الجديدة.
دمشق ثانية في مرمى النار وتشكيل حكومة جديدة
نصر المجالي من لندن: من المحتمل أن يصدر في وقت قريب مرسوم سوري بتعيين فاروق الشرع نائبا وحيدا لرئيس الجمهورية بعد أن تأكد تنحي عبد الحليم خدام عن مناصبه الحزبية والسياسية وعدم إعادة انتخاب النائب الثاني محمد زهير مشارقه لعضوية القيادة القطرية وهذا يعني أنه هو الآخر سيتقاعد، وقالت مصادر سورية إن الرئيس السوري يفكر جديا بإقالة الحكومة الحالية التي يرأسها محمد ناجي عطري وتشكيل حكومة جديدة، وفي تطور آخر، فإن الرئيس السوري بشار الأسد الذي ترأس البارحة أول اجتماع للقيادة القطرية الجديدة أصدر مرسوما قضى بدمج مؤسسة تشرين للصحافة والنشر التي تصدر صحيفة (تشرين) والمؤسسة العربية السورية لتوزيع المطبوعات، بمؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر التي تصدر صحيفة (الثورة) بحيث ترتبط بوزير الإعلام ويصبح اسم المؤسسة المحدثة،مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، ومركزها مدينة دمشق.
وحسب المرسوم، فإن المؤسسة الجديدة سيكون من مهامها، اصدار الصحف والمجلات والمطبوعات الدورية وغير الدورية المختلفة وممارسة الاعمال الطباعية التجارية للقطاعين العام والخاص وإجراء البحوث والدراسات الاستراتيجية والعمل على توثيق المعلومات التي تخدم اهداف المؤسسة، وتوزيع الصحف والمجلات والمطبوعات الدورية وغير الدورية المحلية والعربية والأجنبية داخل سورية وخارجها. ولا يعرف بعد ما إذا كانت صحيفتا (تشرين) أو (الثورة) ستستمران في الصدور أم لا.
وفي الوقت الذي بدأ فيه الرئيس بشار الأسد إجراء اتصالات مع القيادة القطرية الجديدة لحزب البعث الحاكم من أجل وضع الخطط المستقبلية لرسم سياسات البلاد خارجيا وداخليا، فإن دمشق وجدت نفسها ثانية في مرمى النار الأميركية وذلك في غضون ساعات معدودات.
إذ بعد تحذير الرئيس الأميركي جورج بوش لسورية مرة أخرى بسبب ما أسماه بالتقارير التي تثير القلق حول استمرار وجود عناصر من الاستخبارات السورية في لبنان بالمخالفة لقرار مجلس الأمن، فإن متحدثا باسم الخارجية الأميركية عاد ليل أمس ليحذر دمشق من مغبة استمرار وجود رجال استخباراتها على الأراضي اللبنانية.
وكان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، من السياسيين اللبنانيين لا يملكون دليلاً "قاطعاً" ضد سورية "ولكن بالنظر إلى مناخ الشك واغتيال الصحافي سمير قصير في الأوان الأخير، فإنه مقتنع بأن عناصر الاستخبارات السورية تحوم في مناطق الجبل وبيروت".
وسارع السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى للرد على تلك التصريحات، وأبلغ شبكة سي إن إن قوله البارحة الآتي "من العار لسياسيين أميركيين أن يحطوا من قدرهم بتصديق مثل هذه التقارير"، مشيرا إلى أن هذه المزاعم التي عبر عنها الرئيس الأميركي جورج بوش الجمعة "هي مشابهة للاتهامات التي قالت إن العراق يحتفظ بأسلحة دمار شامل والتي تم دحضها لاحقا".
وقال مصطفى، الذي ترشحه بعض المصادر لتولي منصب وزير الخارجية خلفا لفاروق الشرع إن سورية خرجت من لبنان بالكامل، واصفا التقارير بأنها لا تستند إلى "أساس وهي تأتي من ضمن حملة شريرة ضد سورية".
وأوضح السفير السوري أن المزاعم بأن بعض الرموز السياسية اللبنانية مستهدفة، فضلا عن تقارير بأن عناصر الاستخبارات السورية لا تزال تنشط في لبنان، نبعت من تعليقات أطلقها زعيم في المعارضة اللبنانية، دون أن يسمي هذه الشخصية. وأكد مصطفى أنه من مصلحة سورية أن يكون لديها علاقات جيدة مع لبنان.
وإلى هذا، فإن الرئيس بشار الأسد دعا في أول اجتماع له مع القيادة القطرية الجديدة لحزب البعث أمس إلى تطوير العمل الحزبي وتوسيع وتكثيف الاتصال بالجماهير. وشدد الأسد في الاجتماع الذي عقده مع الأعضاء الجدد للقيادة في قصر الروضة في دمشق ، على وضع برنامج زمني من اجل وضع توصيات المؤتمر العاشر للحزب موضع التنفيذ.
وقالت مصادر سورية مسؤولة إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الكثير من التغييرات الحكومية والسياسية في قيادة الدولة والمؤسسات الرسمية وذلك في ضوء القرارات والتوصيات التي صدرت عن المؤتمر القُطري العاشر لحزب البعث الحاكم، وقالت إن من ابرز هذه التغييرات تشكيل حكومة سورية جديدة ستضم الكثير من الكوادر الشابة والمؤهلة حتى تكون قادرة على مواكبة تطورات هذه المرحلة وتقديم برنامج متكامل لتسريع آليات الاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري .
إن التشكيل الحكومي القادم في سورية سيحمل بعض المفاجآت، لافتة الى ان المؤتمر القُطري العاشر اشترط ان يكون رئيس الوزراء السوري عضوا في القيادة القطرية بحكم منصبه وهو الامر الذي يسقط كل التكهنات التي كانت تتحدث عن امكانية تكليف شخصية مستقلة او غير حزبية في تشكيل الحكومة الجديدة، لكن المصادر تؤكد انه ستتم زيادة عدد الوزراء المستقلين في الحكومة المقبلة وربما إلغاء ودمج بعض الوزارات القائمة الان واحداث حقائب وزارية جديدة ولا سيما وزارة للشباب والرياضة وهي احدى توصيات المؤتمر القطري.
ويجري تداول العديد من الاسماء لشغل هذا المنصب ولكن يبدو ان هناك توجها لزيادة عدد العنصر النسائي في الحكومة الجديدة وتضم الحكومة الحالية برئاسة ناجي عطري وزيرتين وهما الدكتورة بثينة شعبان وزيرة المغتربين والدكتورة ديالا الحاج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وكانت مداولات المؤتمر القُطري قد ركزت على ضرورة منح المرأة فرصة اكبر في تحمل المسؤوليات الحكومية. ولأول مرة فقد اصبحت احدى النساء السوريات عضوا في القيادة القُطرية للحزب وهي شهتات قاكوش.
وأجمعت مصادر سورية مطلعة على ان يتم اختيار امرأة وتعيينها محافظة وهو امر سيحدث لأول مرة وتضيف المصادر ان تغييرات اكثر اهمية تطال المناصب العليا في الدولة ولا سيما نائبي الرئيس وهما عبدالحليم خدام وزهير مشارقة اللذان خرجا من القيادة القُطرية الجديدة وبالتالي فان امكانية استمرارهما في موقعيهما الحالي أصبحت ضعيفة جدا على الرغم من ان الدكتورة بثينة شعبان كانت نفت ان يكون اقصاء خدام ومشارقة عن القيادة القطرية الجديدة يعني تلقائيا تركهما لمنصبهما كنائبين لرئيس الجمهورية.
وأخيرا، هناك من يرشح وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ليصبح النائب الاول للرئيس للشؤون السياسية على ان يتم اسناد حقيبة الخارجية الى الدكتور وليد المعلم نائب وزير الخارجية أو الدكتور عماد مصطفى السفير السوري لدى واشنطن، ولم تستبعد المصادر ان يتم الاكتفاء بنائب واحد للرئيس لأن تجربة السنوات الماضية قد ولدت بعض المعطيات غير المشجعة. ووفق المصادر نفسها فان التغييرات ستطال ايضا قيادات فروع الحزب والمحافظين، مشيرة الى ان هناك عددا من المحافظين وامناء الفروع قد اصبحوا اعضاء في القيادة القُطرية الجديدة.