الحوزة العلمية
حوزة الإمام الرضا عليه السلام تحت إشراف وإدارة العلامة سماحة الشيخ جواد الجاسم - الهفوف
حوزة الإمام الرضا عليه السلام تحت إشراف وإدارة العلامة سماحة الشيخ جواد الجاسم - الهفوف
الحوزة العلمية تسمية عربية تطلق على المكان أو الناحية التي تخصص للدرس والتحصيل وتبعاً للأصل اللغوي للكلمة ، فإن الحوزة يمكن أن تخصص لمختلف أوجه النشاط الإنسان ولكن الكلمة ارتبطت في لغة الخطاب الشيعي بتلقي العلم حتى بات مفهوماً تلقائياً أن الحوزة لابد أن تكون علمية .
الحوزة العلمية إذاًَ ليست معهداً علمياً واحداً كما يتصور الكثير ولكنها وصف يتصرف الى مدينة بأكملها كحوزة النجف الأشرف أو قم المقدسة أو مشهد المقدس أو حوزة أصفهان ، أو حوزة السيدة زينب باعتبار هذه المدن ساحة لتلقي العلم في عديد من المدارس الدينية .
ولا ترتبط الحوزة العلمية بجهة رسمية أو سياسية وإنما هي مستقلة يديرها مؤسسها من مراجع التقليد أو أصحاب الفضيلة والسماحة وححج الإسلام .
وكانت الحوزة مقصورة على الشباب دون الفتيات ولكن في السنوات الأخيرة دخلت الفتيات الميدان وصار لهن مدارس ومعاهد وحوزات وتوسعت فرصة مواصلة التعليم الديني للنساء وقد وضعت اللبنة الأولى لحوزة نسائية في مدينة قم المقدسة عام 1406 هـ 1986م وهذا لا يعني أن يكون قبل ذلك نساء متعلمات تعليماً حوزوياً ولكن لم يكن لهن معاهد مستقلة .
والمساجد هي مقر الدراسة فهناك يلقى الشيوخ على تلاميذهم مختلف الدروس ولكن المدارس هي مقر الإقامة والمذاكرة .
وقد تطورت الحوزات فقد أضحت شبيهة بالمعاهد الأكاديمية وأصبحت الدروس تلقى في فصول دراسية ويتم اختبار الطالب الدارس للمواد الحوزوية في جميع المراحل بدءاً من المقدمات ومروراً بالسطوح الأولى والعليا وانتهاء بالبحث الخارج .
مراحل التعليم بالحوزة :-
يمر التعليم في الحوزة بثلاث مراحل رئيسة يمكن أن تقابل في التعليم الأكاديمي درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة ودرجة الأستاذية والأستشارية والبروفوسرية وتفوق تلك الدرجات بكثير نظراً لما يطرح في الدراسات من عمق في البحث وتوغل في التخصصات التي تدرس وأولى هذه المراحل
هي مرحلة المقدمــات :
وتتراوح مدتها من ثلاث الى خمس سنوات بحسب جد وتحصيل الطالب وهذه المرحلة بمنزلة دروس تمهيدية في اللغة والبيان والبديع والفقه والأصول وعلم الكلام والفلسفة .
ومن الكتب المقررة في هذه المرحلة :
أولاً :- في النحو والصرف .
أ-كتاب قطر الندى وبل الصدى لابن هشام .
ب- كتاب شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم
جـ- كتاب شرح ابن عقيل للألفية لابن عقيل .
د- كتاب شرح السيوطي للألفية للسيوطي ويختار الطالب أحد هذه الكتب الثلاثة الأخيرة ثم ينتقل الى الكتب الأكثر تخصصاً وهو :-
هـ- كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام .
ثالثاً:- وأما علم الصرف .
1- التصريف
2- شذ العرف في فن الصرف
3- شرح النظام الشافية ابن الحاجب .
ثالثاً :- وأما في علم المنطق فيدرس الطالب الكتب التالية : -
1- المنطق للشيخ محمد رضا المظفر
2- حاشية التهذيب للعلامة عبدالله اليزدي .
3- شرح الشمسية .
4- شرح المنظومة في المنطق للسبزواري .
رابعاً :- وفي علم الأصول الفقهية يدرس :-
أ- معالم الدين وملاذ المجتهدين للعاملي
ب- الحلقة الأولى من دروس في علم الأصول للشهيد الصدر
جـ- الحلقة الثانية من دروس في علم الأصول للشهيد الصدر .
د- أصول الفقه للشيخ محمد رضا المظفر .
خامساً :- وفي علم الفقه : -
أ- الرسالة العلمية كل طالب حسب مرجعه .
ب- شرائع الإسلام للمحقق الحلي .
ج- شرح اللمعة الدمشقية للشهيدين .
د- الفقه الاستدلالي للأيرواني .
سادساً :- في البلاغة :-
أ- جواهر البلاغة . للهاشمي
ب- مختصر المطول لسعد الدين التفتازاني .
جـ- المطول في البلاغة .
سابعاً :- في علم الكلام :
1-شرح الباب الحادي عشر للعلامة الحلي والمقداد السيوري
2- كشف المراد في شح تجريد الاعتقاد للخواجة نصير الدين الطوسي والشرح للعلامة الحلي .
ثامناً :- في الفلسفــة : -
1- المنهج الجديد في تعليم الفلسفة للمصباح اليزدي .
2- منظومة السبزواري في الفلسفة للملاهادي السبزواري .
تاسعاً :- علم الحديث والرجال .
1- البداية في علم الدراية .
2- الهداية الى علم الدراية .
3- الكمال الى علم الرجال .
المرحلة الثانية :- مرحلة السطوح :
ومدتها تتراوح بين ثلاث سنوات الى ست سنوات ويبدأ الطالب خلالها في التخصص في مجال الفقه والأصول .
ويمكن تقسيم هذه المرحلة الى قسمين سطوح أولى وسطوح عليا ويدرس في السطوح الأولى الكتب التالية .
أولاً :- في علم الفقه :
1- شرح اللمعة الدمشقية للشهدين .
2- الفقه الاستدلالي للشيخ محمد باقر الايراوني
ثانياً :- في علم أصول الفقه :
1- الحلقة الثانية من دروس في علم الأصول للشهيد الصدر
2- أصول الفقه للشيخ محمد رضا المظفر .
ثالثاً :- في المنطق :
1-شرح الشمسية .
2- شرح المنظومة في المنطق للسبزواري .
رابعاً :- في الكلام .
1- كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد للخواجة نصيرالدين الطوسي والشرح للعلامة الحلي .
خامساً :- في الفلسفة .
1- شرح المنظومة في الفلسفة للملاهادي السبزواري .
وأما السطوح العليا :-
فيكون الدرس فيها أكثر عمقاً ويدرس فيها في الفقه .
1-المكاسب للشيخ الأنصاري البيع والخيارات .
وفي علم أصول الفقة .
1- الرسائل للشيخ الأنصاري .
2- الكفاية للأخوند الخرساني .
المرحلة الثالثة :- البحث الخارج
وهي مرحلة تؤهل الطالب لكي يضع قدمه على أبواب الاجتهاد وهي أعمق مراحل الدراسة حيث لا يكون فيها الدرس وفق كتاب كما كان في مراحل المقدمات والسطوح وإنما يكون الدرس وفق أعمق النظريات الفقهية والأصولية والحديثية والرجالية والفسفية والكلامية .
وليست هناك فترة محددة لانجازها فقد تستغرق سنوات محددة أقلها عشر سنوات وقد تستغرق عمر الطالب حتى نهايته .
ويدرس فيها الفقه بصورة معمقة وفق مسائل العروة الوثقى أوغيرها من الكتب .
ويدرس الأصول الفقهية وفق الكفاية .
الألقاب الحوزوية :-
إن الدارس في كل مرحلة يعطي لقباً علمياً يرتفع كلماً تدرج في السلم التعليمي حتى يبلغ ذروته فإذا كان لا يزال في مرحلة المقدمات فهو إما طالباً أو مبتدئاً وإذا انتقل الى مرحلة السطوح يمنح لقب " ثقة الإسلام " وإذا التحق بالبحث الخارج يصبح حجة الإسلام وإذا أجيز بالاجتهاد فإنه يحمل لقب " آيه الله " وإذا بدأ يمارس عملية الاستنباط ويلقى البحث الخارج وفق آرائه فإنه يلقب بـ " آية الله العظمى " إما إذا أسس قاعدة شعبية له في الحوزة واتسعت دائرة مقلدية وثبت قواعده بسلوكة وعلمه بين الشيعة وفي العالم الإسلامي يصبح مرجعاً للتقليد مع احتفاظه بلقب آية الله العظمى .
الحوزة وجهاد العلماء .
الحوزة هي تراث الجهاد الدؤوب لعلماء الدين فلقد كان سعيهم العلمى الدقيق والعميق هو السبب في نمو الثراء الثقافي للتشيع وإن زهدهم وتقواهم وقناعتهم لمن الأمور التي جسدت النماذج العلمية العملية للضيلة في العقول والإنظار كما أن جهادهم ضد الجائرين والمستعمرين جعل الحوزة في طليعة النضال الاجتماعي والسياسي في البلاد . وإن تعاطف وتعاون علماء الدين مع الناس جعل منهم الملجأ والملاذ للآلام الناس ومعاناتهم وجعل منهم رفيقاً لهم في العسر واليسر .
هذا الوجه المشرق للحوزة تعرض للسطو والتزييف في القرن الأخير حيث كانت الضربات واللطمات تنهال على الحوزة من كل ناحية لكي يجردوها من وجاهتها ويقضوا على قوتها وصلابتها ويزيلوا الاعتماد عليها والثقة بها من نفوس الناس . ولقد كان هذا السعي متعدد الجبهات فدعاة التجديد راحوا يقفون بوجه الحوزة وعلماء الدين باسم الإصلاح فضخموا ما في الحوزة من نقاط ضعف ونقص وأبرزوها للعيان كما أن القوى الاستعمارية كان العدو الآخر للحوزة وعلماء الدين فبذلوا قصارى جهدهم للقضاء على هذا الرصيد الضخم من حب الناس للحوزة وعلماء الدين .
فدعاة التجديد راحوا يقفون بوجه الحوزة وعلماء الدين باسم الإسلاح فضخموا ما في الحوزة من نقاط ضعف ونقص وأبرزوها للعيان كما أن القوى الاستعمارية كان العدو الآخر للحوزة وعلماء الدين فبذلوا قصارى جهدهم للقضاء على هذا الرصيد الضخم من حب الناس للحوزة وعلماء الدين .
إن هاتين الجبهتين المناهضتين لعلماء الدين وضعت كل منها يدها في يد الأخرى في العديد من الحالات فأنهالتا هجاء وطعناً في علماء الدين على نسق واحد ووتيرة متسقة ووظفنا كل الطاقات للقضاء على قواعد الصلة الوثيقة بين الناس والحوزويين .
وتحت وطأة هذه الجهود المركزة والمبرمجة والمنسقة أخذت الحوزة العلمية تضعف وتضمحل يوماً بعد آخر فقد الكثيرين من مخاطبيها وأصيبت أكثر بسوء الظن ووقعت رهن الإبهام والغموض المتزايد فيما يخص قابليتها ومستقبلها العلمي وفي كلمة واحدة باتت الحوزة في جو يسيطر عليه الغموض والضباب وتحوطه الظلمة والحلكة دون أن تؤمل لنفسها بمستقبل زاهر مضيء وراحت تقضي أيام الاحتصار الشاقة في قلق واضطراب .
ولكن أنفاس العلماء الربانيين وجهادهم المتواصل وتضحياتهم الروحية والمعنوية والمادية منحت كيان الحوزة المهشم دفء النور والأمل ومسحت عن روحها وبدنها ماران عليها واعادت لها مجدها التليد .
المصدر: حوزة الإمام الرضا عليه السلام تحت إشراف وإدارة العلامة سماحة الشيخ جواد الجاسم - الهفوف
http://www.bagyat.com/hawza/index.ph...8636e9e9faf303