معنى ان أكون عراقيا
بصفتي إنسانا عراقيا، كانت ولا تزال مواطنته مؤجلة، يمكنني وبسبب خبرة الألم التي أحملها أن أرفض كل الاقتراحات التي تقدمت بها سلطة الاحتلال من اجل أن اكون من وجهة نظرها مواطنا سويا. فأنا غير مؤهل للقبول بما تقترحه علي. أفضل أن أبقى مشردا في الغابات والصحارى على أن أكون مسخا محنطا في تابوتها. أفضل أن أكون طائرا تائها على أن أكون ببغاء في قفصها. أفضل أن أكون نسرا جائعا وهائما ومطاردا على أن أكون قردا في سيركها. إن ما عشته في حياتي من ألم وشقاء وتعاسة وضجر وحرمان وفاقة وجوع وعزلة يكفيني زادا لتمردي وعصياني وجنوحي العاصف الى المستحيل.
لن يهنأ العراقيون بمواطنة من أي مستوى وأي نوع في دولة الاحتلال. وهم لم ينتظروا كل هذا الزمن الدامي من أجل أن يهبهم محتل مواطنة، هي رهن تصوراته الفاسدة عما يستحقه الاخر، حتى وإن كان هذا الآخر على أرضه وفي بيته. حين يتكلم الامريكي عن حق المواطنة فإنه لا يفكر بالعراقيين. الانسان الوحيد الذي تليق به هذه الصفة من وجهة نظره هو الامريكي، فحسب. وفي مستوى ادنى يقف الاوربي والاسترالي، أما الآخر فإنه لا يزال في مستوى أدنى من أن يكون مواطنا كريما وحرا.
ليس العراق وطنا، والعراقيون ليسوا مواطنين، هذا ما قاله سلوك المحتل منذ اللحظات الأولى التي اجتاحت فيها قواته الهمجية بلادنا. لذلك أجد أن من حقي أن أعلن رفضي لمفهوم العراق المفكك والمجزأ، الذي أقترحته سلطة الاحتلال من خلال نظام المحاصصة الطائفية والعرقية، هذا التظام الذي يلغي وإلى الأبد حلم المواطنة لدى العراقيين ويوزعهم غنائم بين كتل مريبة لن يهدأ لها بال قبل أن ينشب بعضها مخالبه في جسد البعض الآخر. لا اريد لعراقيتي أن تكون مادة لحرب، سأكون فيها الخاسر الوحيد.
افضل أن أكون مواطنا مؤجلا على أن أضع مواطنتي رهن الاعتقال الطائفي والعرقي. لذلك فانا أنظر بعين الريبة والشك إلى كل من يتغزل بالموازئيك أو الفيسفساء العراقية. ذلك لان هؤلاء يريدون من وراء هذا الغزل طمس الهوية العراقية واستبدالها بهويات متناحرة. وما ينبغي أن نسعى اليه حقا: هوية موحدة تجعلنا مواطنين في بلد يليق بنا ونليق به. بلد يحتضننا مثلما تحتضن بلدان العالم المتحضر أبناءها، بغض النظر عن انتمائهم العائلي وأفكارهم الميتافيزيقية.
بصفتي إنسانا عراقيا، كانت ولا تزال مواطنته مؤجلة، يمكنني وبسبب خبرة الألم التي أحملها أن أرفض كل الاقتراحات التي تقدمت بها سلطة الاحتلال من اجل أن اكون من وجهة نظرها مواطنا سويا. فأنا غير مؤهل للقبول بما تقترحه علي. أفضل أن أبقى مشردا في الغابات والصحارى على أن أكون مسخا محنطا في تابوتها. أفضل أن أكون طائرا تائها على أن أكون ببغاء في قفصها. أفضل أن أكون نسرا جائعا وهائما ومطاردا على أن أكون قردا في سيركها. إن ما عشته في حياتي من ألم وشقاء وتعاسة وضجر وحرمان وفاقة وجوع وعزلة يكفيني زادا لتمردي وعصياني وجنوحي العاصف الى المستحيل.
لن يهنأ العراقيون بمواطنة من أي مستوى وأي نوع في دولة الاحتلال. وهم لم ينتظروا كل هذا الزمن الدامي من أجل أن يهبهم محتل مواطنة، هي رهن تصوراته الفاسدة عما يستحقه الاخر، حتى وإن كان هذا الآخر على أرضه وفي بيته. حين يتكلم الامريكي عن حق المواطنة فإنه لا يفكر بالعراقيين. الانسان الوحيد الذي تليق به هذه الصفة من وجهة نظره هو الامريكي، فحسب. وفي مستوى ادنى يقف الاوربي والاسترالي، أما الآخر فإنه لا يزال في مستوى أدنى من أن يكون مواطنا كريما وحرا.
ليس العراق وطنا، والعراقيون ليسوا مواطنين، هذا ما قاله سلوك المحتل منذ اللحظات الأولى التي اجتاحت فيها قواته الهمجية بلادنا. لذلك أجد أن من حقي أن أعلن رفضي لمفهوم العراق المفكك والمجزأ، الذي أقترحته سلطة الاحتلال من خلال نظام المحاصصة الطائفية والعرقية، هذا التظام الذي يلغي وإلى الأبد حلم المواطنة لدى العراقيين ويوزعهم غنائم بين كتل مريبة لن يهدأ لها بال قبل أن ينشب بعضها مخالبه في جسد البعض الآخر. لا اريد لعراقيتي أن تكون مادة لحرب، سأكون فيها الخاسر الوحيد.
افضل أن أكون مواطنا مؤجلا على أن أضع مواطنتي رهن الاعتقال الطائفي والعرقي. لذلك فانا أنظر بعين الريبة والشك إلى كل من يتغزل بالموازئيك أو الفيسفساء العراقية. ذلك لان هؤلاء يريدون من وراء هذا الغزل طمس الهوية العراقية واستبدالها بهويات متناحرة. وما ينبغي أن نسعى اليه حقا: هوية موحدة تجعلنا مواطنين في بلد يليق بنا ونليق به. بلد يحتضننا مثلما تحتضن بلدان العالم المتحضر أبناءها، بغض النظر عن انتمائهم العائلي وأفكارهم الميتافيزيقية.
تعليق