بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على البشير النذير والسراج المنير سيدنا محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين صفوة الخلق اجمعين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لتتبعن سنن من كان قبلكم ....... حتى لو دخلوا جحر ضب
لدخلتموه .
لقد تبعناهم وتتبعناهم ودخلنا جحر الضب .. وهم خرجوا منه للآفاق لقد وصلوا درب التبانه وعرفوا مسالكها
وطرقها.. وكواكبها وأنجمها.. ومجراتها وسدمها .. ونحن ما زلنا في الجحر عالقين .. تائهين ..مكابرين .. ولكلمة الحق واليقين نابذين ومقاتلين ... وعليها متمردين ... هذا هو حالنا منذ مئات السنين , فأين مكمن
الخطأ هل هو في المنهج .... وحاشا لله أن يكون فيه .... أم هو في متبنيه ؟!
إن الطريق إلى .. جحر الضب .. بدأ مع أول خطوة خطيت في الطريق للسقيفه ,
إن الطريق المؤدي للسقيفه يمـــر من هنا فلو مروا بغير هذه المحطه لما وصلوا لها ,
إن أول خطوة كانت في مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما طلب الكتف والدواة
ولم يعطها ,
عندما طلب أن يكتب الكتاب ومنع منه ,
عندما أراد أن يعصم الأمه من الضلال فأستعصت عليه ,
عندما حال بعضهم بين الرسول وبين أمته , في الوقت الذي كانت الأمه في أشد وأمس الحاجــــه لرسولها وتوجيهاته لإتمام البناء الذي بناه
ومن المفارقات العجيبه التي تؤرق الأمه وتهز أركان هذا البناء أن من بينهم من يحمد هذا العمل ويجله ويقدره ويقف في خندق المعارضين لرسول رب العالمين .... المأساة ما زالت تتكرر وأغصانهاتتجذر الحزب المعارض لوصية رسول الله لم يندثر ولم يمت فهو في كل عصر وكل مصر حاضر وموجود
حديث الوصيه لا يمكن القدخ فيه سنداً ولا متناً فطرق إخراجه وصيغه قد تعددت وقد أوردت هنا
واحدة منها لتكون محل بحثنا ومن باب الزموهم بما الزموا به انفسهم
صحيح البخاري ج: 6 ص: 2680
26 باب كراهية الاختلاف
6932 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال : لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم - قال : وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب - قال : هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده.
قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
واختلف أهل البيت اختصموا ، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال : قوموا عني .
قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هلم اكتب لكم كتاب وفي صيغه اخرى أتوني بكتف ودواة
اكتب لم كتاب لـــــــــــــــــــــن تضلوا بعده ..... هذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لقد ضمن لهم ولنا عدم الضلال فكان الرد عليه بالضلال .
لنرى ماذا يرد عمر قائلاً :
يقول عمر : إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله
فأنقسم الحضور إلى فريقين
فريق مؤيد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم أهل الأيمان ممن انطبقت عليهم آيات القرآن أظهروا السمع والطاعه لله والتسليم والوداعه لرسوله .
وفريق مؤيد لعمر ... مهزله ... بل والله منتهى المهزله أن يكون عمر نداً لرسول الله ويوضع في كفة الميزان الأخرى بل وكفته تكون الراجحه .... هنا سقطت عدالة الصحابه سقوطاً ذريعاً و مريعاً ... فهذا جزء منهم يقدم عمر على رسول الله قولاً وعملاً ... فما حكم من قدم احداً على رسول الله ... وما حكم من اخذ بقول احداً وترك قول رسول الله ... وما حكم من تولى احداً دون رسول الله ؟؟؟
الآن نستعرض آيات الذكر الحكيم ولنرى من وافقها ومن خالفها :
يقول المولى تبارك وتعالى
والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * سورة النجم - سورة 53 - آية 4
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل يصمد قول عمر هذا أمام الآيه أم ... لا ؟ وهل كان يعلم بوجود هذه الآيات التي يبري ويزكي فيها الخالق جل جلاله منطق ونطق نبيه أم تراه نسيها كما تناسى غيرها ؟!!!
ويقول المولى تبارك وتعالى
يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا سورة النساء - سورة 4 - آية 59
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل وافق قول عمر الآيه أم خالفها ؟ مجرد سؤال !!
المصيبه أن التنازع هوفي الرد على رسول الله وليس الرد الى رسول الله ... طامه كبرى
ففريق مع الآيه .... وفريق منابذ لها... غلبه الوجع !! ... والكل عدول المحسن كالمسيء والمسيء كالمحسن !!
الكل عدول هكذا العداله ... وإلا فلا ... المولى تبارك وتعالى يفرق بينهم ونحن نساوي بينهم ... ضرب من ضروب الرد على الله !
ويقول المولى تبارك وتعالى :
(( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ))سورة النساء - سورة 4 - آية 65
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
من كان له التحكيم والحكم هل هو رسول الله ...أم عمر ؟ وهل كان في انفسهم حرج ام لم يكن وهل سلموا أم لم يسلموا ؟
ارونا كيف تطبقون عدالة الصحابه على الآيات فهل تثبت هذه العداله ام ستكون هباءاً منثورا!
ويقول المولى تبارك وتعالى
يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون سورة الأنفال - سورة 8 - آية 20
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل اظهر الطاعه بهذا القول ولم يولي أم ...لا ؟ وهل سمع بطلب الرسول أم لم يسمع ؟
لقد ضربتم بنصوص القرآن عرض الحائط إنتصاراً لعدالة الصحابه !... كيف لايكون هذا ومن تنتصرون لهم هم من ضربوا بها عرض الحائط قبلكم .
ويقول المولى تبارك وتعالى ً
واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين سورة الأنفال - سورة 8 - آية 46
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل اظهروا الطاعه ام أن فريقاً منهم أظهرها وفريق آخر خالفها ؟
فهل يستوي من اطاع ... مع من لم يطع وليته أكتفى بذلك وإنما شكك
في عصمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !
ويقول المولى تبارك وتعالى
قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين سورة النور - سورة 24 - آية 54
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل أظهروا الطاعة عمر ومن دار في فلكه لتحصل الهدايه والتي هي عكس الضلال أم ...لا ؟ مجرد سؤال جوابه في الآيه .
ويقول المولى تبارك وتعالى ً
يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم سورة محمد - سورة 47 - آية 33
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل أظهروا الطاعة عمر ومن دار في فلكه لئلا تبطل اعمالهم أم ...لا ؟ أسئله مجرده !!
ويقول المولى تبارك وتعالى ً:
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا سورة الأحزاب - سورة 33 - آية 36
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل أختار عمر أم لم يختر وهل أختار ما يوافق الرسول أم ما يوافق رأيه وهواه ؟
ويقول المولى تبارك وتعالى ً
يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون سورة الحجرات - سورة 49 - آية 2
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
واختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ،... ومنهم من يقول ما قال عمر
ومنهم من يقول ما قال عمر.... !!!!!!
رأي عمر هو الآن المقـــــدم ...على رأي رسول الله !!
أمـر عمر هو الآن المقـــــدم ... على أمر رسول الله !!
لقد أرتفع الصوت فمن كان السبب في رفع هذا الصوت المخالف لرسول الله ؟!
آيات الذكر الحكيم آيات واضحات غير قابلة للتأويل ولا التبديل ولا التغير والتزوير
مفادها ... أن كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حـــق لا يخالطه الباطل و الهـــوى بأي شكل من الأشكال ولا بأي حال من الأحوال ولا في أي وقت من الأوقات
وأمره واجب الطاعه دون تردد ولا تسويف ولاتفكير ولا تدبير ولا تخيير ولآ تفحيص ولا تمحيص وحكمه نافذ كحكم الله تبارك في علاه , فالراد عليه كالراد على الله جل جلاله .
الخطاب القرآني الذي تقدم كله ... للمؤمنين ... فمن التزم به فهو مؤمن ومن خرج عليه فقدأخرج نفسه بنفسه ..
وما على الرسول إلا البلاغ . .
الآن أيها القاري الكريم امامك آيات الذكر الحكيم ... وكذلك متن الحديث ... ما عليك سوى عمل مقارنه ومقابله بين الآيات وبين الحديث فهل سيصمد قول عمر ... أم سيصمد قول الله جل في علاه .
الموضوع إلى هنا أنتهى عند كل منصف يرجوا الله واليوم الآخر...
ولكن هناك من هو غير منصف ومكابر
يريد منا أن نبقى في الجحر ولسوف نلقمه الحجرو نلجمه ونلزمه كلمة الحق بإذن المولى تبارك وتعالى ونقيم عليه وعلى سواه الحجه الدامغه و بالبينات اللامعـــــه .
بالله نستعين
( كأن )... هذه الآيات المحكمات لم تكن موجودة في قاموس المعارضين اللذين تصدوا... وصدوا الوصية التي أرادها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضمانة للأمه من الضلال وأولهم بل وزعيمهم عمر. .
ولقد وجه البعض هذا الموقف من عمر وجهة عاطفيه فأزداد عليهم بلل الطين ,
يقول هؤلاء إن عمر كان مشفقاً ورحيماً بالرسول ..أراد أن لا يتعب الرسول بكتابة الكتاب !!
كلام يضحك الثكلى جوابه في دموع إبن عباس وايضاً لدينا جـــــواب :
فنقول أين كانت هذه الشفقة وهذا الوجد والحنين في أحد وحنين .. عندما آثر حياته على حياة رسول الله وأسلمه لسيوف اعداء الله ورسوله !!
أشفق عليه من كتابة كتاب ولم يشفق عليه من سيوف الكلاب !!
إن هذا والله لهو عجب العجاب .. فمن تولى هذا الفكر خاب والله خــاب !!
ما زلنا بفضل الله نقف على أرض صلبه اصلب من الصم الصياخيد ... ولدينا المزيد .. فصبراً .
يقولـــون ... عمر لم يقل رسول الله يهجر وإنما قال غلبه الوجع ... لا بأس فكلاهما أمر من الأخرى
وإن لطفوها الرواة وكتاب التاريخ فلقد اساءوا حيث ضنوا أنهم أحسنوا ... فجملة غلبه الوجع ليس لهاإلا
..فهم واحد وهو..
رسول الله مغلوب.. والوجع غالب .. فمن المسيطر هل هو المغلوب أم الغالب ؟!
القاري المنصف هو من سيجيب .
الآن ندخل في تفصيل الرواية مفصلاً مفصل ولسوف نقف على مبهمات بواطنها وفلتات لسان قائلها فالمرء مخبوء تحت لسانه ... وهذا ما سوف نسبره بعزة العزيز وقدرة القدير تقرباً لذاته ووقوفاً مع
اهل الحق وذواته رسول الله وأهل بيته الطاهرين اللهم صلي وسلم عليهم أجمعين .
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هلم اكتب لكم كتاب وفي صيغه اخرى أتوني بكتف ودواة اكتب لم كتاب لن تضلوا بعده ... هذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هل هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أمـــر وقضاء أم .. لا ؟
هل هو واجب الإنفاذ والتنفيذ أم .. لا ؟
هل هناك مجال لنتردد ونرد على هذا الأمــر أم .. لا ؟
هل تصمد دعوى المحبه والشفقه أمام الآيات المحكمات أم .. لا ؟
هل فعل عمر يسقط الآيات .... أم الآيات تسقط فعل عمر ؟!
هل نقدم قول عمر وفعله وتقريره أم نقدم كلام الله ورسوله وفعله وتقريره ؟!
هل رسول الله مؤيد من ربه ومزكى عن الهوى في قوله وفعله أم .. لا ؟!
أم كما اراد عمر أن يوهم الحاضرين بإمكانية حدوث خطأ من رسول الله قد يؤثر على الأمه !!!
هل كان عمر حريصاً على الأمه اكثر من خالقها جل جلاله ؟!
هل كان عمر حريصاً على الأمه اكثر من رسول الله ؟!
هل لعمر وجود بين الخالق تعالى ورسوله حتى يدخل في أمر رسوله ؟!
هل كان عمر مستثنى من الآيات التي سبقت أم تشمله ؟!
هل قول عمر فيه رد على الله ورسوله أم ..لا ؟
هل الوحي قرآن فقط أم قرآن وغير قرآن ؟
هل أنقطع الوحي عن رسول الله في أيامه الأخيره أم .. لا ؟
وهنا بيت القصيد
هل تبادر لذهن عمر ومن دار في فلكه أن ما أراد رسول الله أن يكتبه كان وحياً ؟!
من أين له أن يعلم إن كان وحياً او غير وحي ؟!
أم تراه قد حــجر على الوحي !!
لماذا تصدا وتصدوا لهذه الوصيه وهي .. تحتمل.. أن تكون وحياً أم تراه كان أميناً على الوحي يعرف ما هو وحي وما هو غير وحي ولا هذه ولا تلك تجيز له تصديه هذا !!
فهو بذلك وقف موقف المتصدي لأمر الله ووحيه ودخل وأدخل من دار في فلكه في حكم الرادين على الله قبل رسوله ,
فهنا رد على الله وهناك رد على رسوله وكلتاهما أشنع وأبشع من الأخرى .
لماذا تصدا .. وتصدوا.. لهذه الوصيه ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم ينطق بها .
لماذا اصروا على دفنها وهي لم ترى النور بعد ؟
هل الإعتراض يكون على شيء قد عرف... أم يكون على شيء لم يعرف ؟
إذا كان الإعتراض على شيء لم يعرف ... ماذا يعني هذا ... الا يعني أنه توجس وتخوف من شيء ماء في نفس المعترض ؟!
يقول عمر حسبنا كتاب الله !!
كلمة حــق يراد بها باطل ...
على من نزل كتاب الله يــا عمر هل نزل عليك او ربما على بيت الخطاب بيت النبوه لو لم تكن في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !!
إن الله جل في علاه قد أنزل القرآن على.. من غلبه الوجع .. فهل كنت تعلم هذا أم جهلته أم تجاهلت عليه
ماذا تعني هذه الجمله ؟!
ألا تعني اننا في غنى عن هذه الوصيه ؟!
ألا تعني أن كتاب الله باقي وأنت راحل !!
لقد قال
غلبه الوجـــــــــع ..........وأردف قائلاً حسبنا كتاب الله .
فالأولى تفسر الثانيه ...............والثانيه تفسر الأولى .
لقد وضح المقال................ وانفظح لســان الحال .
من دار في فلك عمر يقولون ... ما قال عمر .. بمعنى أن الرأي ما قال عمر ,
يالهذه الجرأه على الله ورسوله . يقولون هذا على مسمع من الله ورسوله ,
لقد بداء عصر عمر لقد بداء الإختلاف والإفتراق ,
الرسول مخطي وعمر مصيب ... هذا هو لسان الحال.. وإن.. لم يقال .
من هم هؤلاء اللذين داروا في فلك عمر ؟؟؟
من هم هذه العصبه التي تولت عمر ونابذت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنون اللذين وقفوا مع رسول الله ؟
إن الروايات واضحه وتحمل الدليل على أن عمر لم يكن لوحده في هذا التصدي فهو من أبتدأه وهناك من أعانه فالتصدي كان قوياً ولم يكن فردياً بحيث أن النزاع قد ظهر والصوت قد ارتفع بين مؤيد ومعارض وكأن الجمع أنقسم لفريقين حتى أن النساء قد دخلوا في هذا النزاع ,
هناك إصـــــرار شـديد من المتصدين طغى على المؤيدين لدرجة الإختصام مما جعل رسول الله روحي له الفداء صلى الله عليه وآله وسلم يطردهم من حضرته
إن الأحداث التي تلت وفاة رسول الله تحمل المؤشرات عن هوية هؤلاء فأين هم ذوي البصائر والأبصار ليبصروهم وليميزوهم ويعرفوهم ؟!
ويبقى السؤال الأكبر الا وهو .. لماذا لم يكتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الكتاب بعد ذلك الموقف ؟
جوابه إن هذا الكتاب هو كتاب تأكيدي على أمر اذاعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والكل يعرفه وسمعه وحفظه ووعاه وهناك من هو خائف أن يصاغ هذا الأمر كوصيه أخيره لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهنا ظهر الإعتراض والتصدى والطعن في قدرة رسول الله وعصمته ما استطاعوا لذلك سبيلا ,
فالمولى جل جلاله قد اكمل الدين على لسان رسول رب العالمين وهنا ترك الباري عز وجل الأمه تواجه مصيرها وخيارها وليهلك من هلك عن بينه فالدنيا دار إبتلاء وليست دار بقاء ,
فسبحانه وتعالى من نزه نفسه عن الظلم أن يظلم عباده ويكتب عليهم الضلال وإنما هم من أختاروا ذلك .
من هنا بدأت أول خطوة من خطوات الطريق المؤدي لجحر الضب الذي نحن فيه الآن .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيد الخلق
أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين
اللهم صلي على البشير النذير والسراج المنير سيدنا محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين صفوة الخلق اجمعين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لتتبعن سنن من كان قبلكم ....... حتى لو دخلوا جحر ضب
لدخلتموه .
لقد تبعناهم وتتبعناهم ودخلنا جحر الضب .. وهم خرجوا منه للآفاق لقد وصلوا درب التبانه وعرفوا مسالكها
وطرقها.. وكواكبها وأنجمها.. ومجراتها وسدمها .. ونحن ما زلنا في الجحر عالقين .. تائهين ..مكابرين .. ولكلمة الحق واليقين نابذين ومقاتلين ... وعليها متمردين ... هذا هو حالنا منذ مئات السنين , فأين مكمن
الخطأ هل هو في المنهج .... وحاشا لله أن يكون فيه .... أم هو في متبنيه ؟!
إن الطريق إلى .. جحر الضب .. بدأ مع أول خطوة خطيت في الطريق للسقيفه ,
إن الطريق المؤدي للسقيفه يمـــر من هنا فلو مروا بغير هذه المحطه لما وصلوا لها ,
إن أول خطوة كانت في مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما طلب الكتف والدواة
ولم يعطها ,
عندما طلب أن يكتب الكتاب ومنع منه ,
عندما أراد أن يعصم الأمه من الضلال فأستعصت عليه ,
عندما حال بعضهم بين الرسول وبين أمته , في الوقت الذي كانت الأمه في أشد وأمس الحاجــــه لرسولها وتوجيهاته لإتمام البناء الذي بناه
ومن المفارقات العجيبه التي تؤرق الأمه وتهز أركان هذا البناء أن من بينهم من يحمد هذا العمل ويجله ويقدره ويقف في خندق المعارضين لرسول رب العالمين .... المأساة ما زالت تتكرر وأغصانهاتتجذر الحزب المعارض لوصية رسول الله لم يندثر ولم يمت فهو في كل عصر وكل مصر حاضر وموجود
حديث الوصيه لا يمكن القدخ فيه سنداً ولا متناً فطرق إخراجه وصيغه قد تعددت وقد أوردت هنا
واحدة منها لتكون محل بحثنا ومن باب الزموهم بما الزموا به انفسهم
صحيح البخاري ج: 6 ص: 2680
26 باب كراهية الاختلاف
6932 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال : لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم - قال : وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب - قال : هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده.
قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
واختلف أهل البيت اختصموا ، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال : قوموا عني .
قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هلم اكتب لكم كتاب وفي صيغه اخرى أتوني بكتف ودواة
اكتب لم كتاب لـــــــــــــــــــــن تضلوا بعده ..... هذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لقد ضمن لهم ولنا عدم الضلال فكان الرد عليه بالضلال .
لنرى ماذا يرد عمر قائلاً :
يقول عمر : إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله
فأنقسم الحضور إلى فريقين
فريق مؤيد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم أهل الأيمان ممن انطبقت عليهم آيات القرآن أظهروا السمع والطاعه لله والتسليم والوداعه لرسوله .
وفريق مؤيد لعمر ... مهزله ... بل والله منتهى المهزله أن يكون عمر نداً لرسول الله ويوضع في كفة الميزان الأخرى بل وكفته تكون الراجحه .... هنا سقطت عدالة الصحابه سقوطاً ذريعاً و مريعاً ... فهذا جزء منهم يقدم عمر على رسول الله قولاً وعملاً ... فما حكم من قدم احداً على رسول الله ... وما حكم من اخذ بقول احداً وترك قول رسول الله ... وما حكم من تولى احداً دون رسول الله ؟؟؟
الآن نستعرض آيات الذكر الحكيم ولنرى من وافقها ومن خالفها :
يقول المولى تبارك وتعالى
والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * سورة النجم - سورة 53 - آية 4
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل يصمد قول عمر هذا أمام الآيه أم ... لا ؟ وهل كان يعلم بوجود هذه الآيات التي يبري ويزكي فيها الخالق جل جلاله منطق ونطق نبيه أم تراه نسيها كما تناسى غيرها ؟!!!
ويقول المولى تبارك وتعالى
يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا سورة النساء - سورة 4 - آية 59
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل وافق قول عمر الآيه أم خالفها ؟ مجرد سؤال !!
المصيبه أن التنازع هوفي الرد على رسول الله وليس الرد الى رسول الله ... طامه كبرى
ففريق مع الآيه .... وفريق منابذ لها... غلبه الوجع !! ... والكل عدول المحسن كالمسيء والمسيء كالمحسن !!
الكل عدول هكذا العداله ... وإلا فلا ... المولى تبارك وتعالى يفرق بينهم ونحن نساوي بينهم ... ضرب من ضروب الرد على الله !
ويقول المولى تبارك وتعالى :
(( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ))سورة النساء - سورة 4 - آية 65
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
من كان له التحكيم والحكم هل هو رسول الله ...أم عمر ؟ وهل كان في انفسهم حرج ام لم يكن وهل سلموا أم لم يسلموا ؟
ارونا كيف تطبقون عدالة الصحابه على الآيات فهل تثبت هذه العداله ام ستكون هباءاً منثورا!
ويقول المولى تبارك وتعالى
يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون سورة الأنفال - سورة 8 - آية 20
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل اظهر الطاعه بهذا القول ولم يولي أم ...لا ؟ وهل سمع بطلب الرسول أم لم يسمع ؟
لقد ضربتم بنصوص القرآن عرض الحائط إنتصاراً لعدالة الصحابه !... كيف لايكون هذا ومن تنتصرون لهم هم من ضربوا بها عرض الحائط قبلكم .
ويقول المولى تبارك وتعالى ً
واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين سورة الأنفال - سورة 8 - آية 46
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل اظهروا الطاعه ام أن فريقاً منهم أظهرها وفريق آخر خالفها ؟
فهل يستوي من اطاع ... مع من لم يطع وليته أكتفى بذلك وإنما شكك
في عصمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !
ويقول المولى تبارك وتعالى
قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين سورة النور - سورة 24 - آية 54
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل أظهروا الطاعة عمر ومن دار في فلكه لتحصل الهدايه والتي هي عكس الضلال أم ...لا ؟ مجرد سؤال جوابه في الآيه .
ويقول المولى تبارك وتعالى ً
يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم سورة محمد - سورة 47 - آية 33
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل أظهروا الطاعة عمر ومن دار في فلكه لئلا تبطل اعمالهم أم ...لا ؟ أسئله مجرده !!
ويقول المولى تبارك وتعالى ً:
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا سورة الأحزاب - سورة 33 - آية 36
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
هل أختار عمر أم لم يختر وهل أختار ما يوافق الرسول أم ما يوافق رأيه وهواه ؟
ويقول المولى تبارك وتعالى ً
يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون سورة الحجرات - سورة 49 - آية 2
و يقول عمر :
إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
واختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ،... ومنهم من يقول ما قال عمر
ومنهم من يقول ما قال عمر.... !!!!!!
رأي عمر هو الآن المقـــــدم ...على رأي رسول الله !!
أمـر عمر هو الآن المقـــــدم ... على أمر رسول الله !!
لقد أرتفع الصوت فمن كان السبب في رفع هذا الصوت المخالف لرسول الله ؟!
آيات الذكر الحكيم آيات واضحات غير قابلة للتأويل ولا التبديل ولا التغير والتزوير
مفادها ... أن كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حـــق لا يخالطه الباطل و الهـــوى بأي شكل من الأشكال ولا بأي حال من الأحوال ولا في أي وقت من الأوقات
وأمره واجب الطاعه دون تردد ولا تسويف ولاتفكير ولا تدبير ولا تخيير ولآ تفحيص ولا تمحيص وحكمه نافذ كحكم الله تبارك في علاه , فالراد عليه كالراد على الله جل جلاله .
الخطاب القرآني الذي تقدم كله ... للمؤمنين ... فمن التزم به فهو مؤمن ومن خرج عليه فقدأخرج نفسه بنفسه ..
وما على الرسول إلا البلاغ . .
الآن أيها القاري الكريم امامك آيات الذكر الحكيم ... وكذلك متن الحديث ... ما عليك سوى عمل مقارنه ومقابله بين الآيات وبين الحديث فهل سيصمد قول عمر ... أم سيصمد قول الله جل في علاه .
الموضوع إلى هنا أنتهى عند كل منصف يرجوا الله واليوم الآخر...
ولكن هناك من هو غير منصف ومكابر
يريد منا أن نبقى في الجحر ولسوف نلقمه الحجرو نلجمه ونلزمه كلمة الحق بإذن المولى تبارك وتعالى ونقيم عليه وعلى سواه الحجه الدامغه و بالبينات اللامعـــــه .
بالله نستعين
( كأن )... هذه الآيات المحكمات لم تكن موجودة في قاموس المعارضين اللذين تصدوا... وصدوا الوصية التي أرادها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضمانة للأمه من الضلال وأولهم بل وزعيمهم عمر. .
ولقد وجه البعض هذا الموقف من عمر وجهة عاطفيه فأزداد عليهم بلل الطين ,
يقول هؤلاء إن عمر كان مشفقاً ورحيماً بالرسول ..أراد أن لا يتعب الرسول بكتابة الكتاب !!
كلام يضحك الثكلى جوابه في دموع إبن عباس وايضاً لدينا جـــــواب :
فنقول أين كانت هذه الشفقة وهذا الوجد والحنين في أحد وحنين .. عندما آثر حياته على حياة رسول الله وأسلمه لسيوف اعداء الله ورسوله !!
أشفق عليه من كتابة كتاب ولم يشفق عليه من سيوف الكلاب !!
إن هذا والله لهو عجب العجاب .. فمن تولى هذا الفكر خاب والله خــاب !!
ما زلنا بفضل الله نقف على أرض صلبه اصلب من الصم الصياخيد ... ولدينا المزيد .. فصبراً .
يقولـــون ... عمر لم يقل رسول الله يهجر وإنما قال غلبه الوجع ... لا بأس فكلاهما أمر من الأخرى
وإن لطفوها الرواة وكتاب التاريخ فلقد اساءوا حيث ضنوا أنهم أحسنوا ... فجملة غلبه الوجع ليس لهاإلا
..فهم واحد وهو..
رسول الله مغلوب.. والوجع غالب .. فمن المسيطر هل هو المغلوب أم الغالب ؟!
القاري المنصف هو من سيجيب .
الآن ندخل في تفصيل الرواية مفصلاً مفصل ولسوف نقف على مبهمات بواطنها وفلتات لسان قائلها فالمرء مخبوء تحت لسانه ... وهذا ما سوف نسبره بعزة العزيز وقدرة القدير تقرباً لذاته ووقوفاً مع
اهل الحق وذواته رسول الله وأهل بيته الطاهرين اللهم صلي وسلم عليهم أجمعين .
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هلم اكتب لكم كتاب وفي صيغه اخرى أتوني بكتف ودواة اكتب لم كتاب لن تضلوا بعده ... هذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هل هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أمـــر وقضاء أم .. لا ؟
هل هو واجب الإنفاذ والتنفيذ أم .. لا ؟
هل هناك مجال لنتردد ونرد على هذا الأمــر أم .. لا ؟
هل تصمد دعوى المحبه والشفقه أمام الآيات المحكمات أم .. لا ؟
هل فعل عمر يسقط الآيات .... أم الآيات تسقط فعل عمر ؟!
هل نقدم قول عمر وفعله وتقريره أم نقدم كلام الله ورسوله وفعله وتقريره ؟!
هل رسول الله مؤيد من ربه ومزكى عن الهوى في قوله وفعله أم .. لا ؟!
أم كما اراد عمر أن يوهم الحاضرين بإمكانية حدوث خطأ من رسول الله قد يؤثر على الأمه !!!
هل كان عمر حريصاً على الأمه اكثر من خالقها جل جلاله ؟!
هل كان عمر حريصاً على الأمه اكثر من رسول الله ؟!
هل لعمر وجود بين الخالق تعالى ورسوله حتى يدخل في أمر رسوله ؟!
هل كان عمر مستثنى من الآيات التي سبقت أم تشمله ؟!
هل قول عمر فيه رد على الله ورسوله أم ..لا ؟
هل الوحي قرآن فقط أم قرآن وغير قرآن ؟
هل أنقطع الوحي عن رسول الله في أيامه الأخيره أم .. لا ؟
وهنا بيت القصيد
هل تبادر لذهن عمر ومن دار في فلكه أن ما أراد رسول الله أن يكتبه كان وحياً ؟!
من أين له أن يعلم إن كان وحياً او غير وحي ؟!
أم تراه قد حــجر على الوحي !!
لماذا تصدا وتصدوا لهذه الوصيه وهي .. تحتمل.. أن تكون وحياً أم تراه كان أميناً على الوحي يعرف ما هو وحي وما هو غير وحي ولا هذه ولا تلك تجيز له تصديه هذا !!
فهو بذلك وقف موقف المتصدي لأمر الله ووحيه ودخل وأدخل من دار في فلكه في حكم الرادين على الله قبل رسوله ,
فهنا رد على الله وهناك رد على رسوله وكلتاهما أشنع وأبشع من الأخرى .
لماذا تصدا .. وتصدوا.. لهذه الوصيه ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم ينطق بها .
لماذا اصروا على دفنها وهي لم ترى النور بعد ؟
هل الإعتراض يكون على شيء قد عرف... أم يكون على شيء لم يعرف ؟
إذا كان الإعتراض على شيء لم يعرف ... ماذا يعني هذا ... الا يعني أنه توجس وتخوف من شيء ماء في نفس المعترض ؟!
يقول عمر حسبنا كتاب الله !!
كلمة حــق يراد بها باطل ...
على من نزل كتاب الله يــا عمر هل نزل عليك او ربما على بيت الخطاب بيت النبوه لو لم تكن في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !!
إن الله جل في علاه قد أنزل القرآن على.. من غلبه الوجع .. فهل كنت تعلم هذا أم جهلته أم تجاهلت عليه
ماذا تعني هذه الجمله ؟!
ألا تعني اننا في غنى عن هذه الوصيه ؟!
ألا تعني أن كتاب الله باقي وأنت راحل !!
لقد قال
غلبه الوجـــــــــع ..........وأردف قائلاً حسبنا كتاب الله .
فالأولى تفسر الثانيه ...............والثانيه تفسر الأولى .
لقد وضح المقال................ وانفظح لســان الحال .
من دار في فلك عمر يقولون ... ما قال عمر .. بمعنى أن الرأي ما قال عمر ,
يالهذه الجرأه على الله ورسوله . يقولون هذا على مسمع من الله ورسوله ,
لقد بداء عصر عمر لقد بداء الإختلاف والإفتراق ,
الرسول مخطي وعمر مصيب ... هذا هو لسان الحال.. وإن.. لم يقال .
من هم هؤلاء اللذين داروا في فلك عمر ؟؟؟
من هم هذه العصبه التي تولت عمر ونابذت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنون اللذين وقفوا مع رسول الله ؟
إن الروايات واضحه وتحمل الدليل على أن عمر لم يكن لوحده في هذا التصدي فهو من أبتدأه وهناك من أعانه فالتصدي كان قوياً ولم يكن فردياً بحيث أن النزاع قد ظهر والصوت قد ارتفع بين مؤيد ومعارض وكأن الجمع أنقسم لفريقين حتى أن النساء قد دخلوا في هذا النزاع ,
هناك إصـــــرار شـديد من المتصدين طغى على المؤيدين لدرجة الإختصام مما جعل رسول الله روحي له الفداء صلى الله عليه وآله وسلم يطردهم من حضرته
إن الأحداث التي تلت وفاة رسول الله تحمل المؤشرات عن هوية هؤلاء فأين هم ذوي البصائر والأبصار ليبصروهم وليميزوهم ويعرفوهم ؟!
ويبقى السؤال الأكبر الا وهو .. لماذا لم يكتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الكتاب بعد ذلك الموقف ؟
جوابه إن هذا الكتاب هو كتاب تأكيدي على أمر اذاعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والكل يعرفه وسمعه وحفظه ووعاه وهناك من هو خائف أن يصاغ هذا الأمر كوصيه أخيره لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهنا ظهر الإعتراض والتصدى والطعن في قدرة رسول الله وعصمته ما استطاعوا لذلك سبيلا ,
فالمولى جل جلاله قد اكمل الدين على لسان رسول رب العالمين وهنا ترك الباري عز وجل الأمه تواجه مصيرها وخيارها وليهلك من هلك عن بينه فالدنيا دار إبتلاء وليست دار بقاء ,
فسبحانه وتعالى من نزه نفسه عن الظلم أن يظلم عباده ويكتب عليهم الضلال وإنما هم من أختاروا ذلك .
من هنا بدأت أول خطوة من خطوات الطريق المؤدي لجحر الضب الذي نحن فيه الآن .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيد الخلق
أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين
تعليق