إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التطور بين السلب والإيجاب !!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التطور بين السلب والإيجاب !!

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قال أمير المؤمنين(ع)‏
    ‏(( واعلموا عباد الله إن المؤمن يستحل العام ما استحل عاماً أول، ويحرّم ‏العام ما حرّم عاماً أول، وإن ما أحدث الناس لا يحل لكم شيئاً مما حرم ‏عليكم، ولكن الحلال ما أحل الله، والحرام ما حرم الله، فقد جربتم الأمور ‏وضرستموها ووعُظتم بمن كان قبلكم، وضُربت لكم الأمثال ودعيتم إلى الأمر ‏الواضح.))

    من الأمور اللازمة التي تستتبع استمرار حركة الزمن حصول مجموعة من ‏المتغيرات الخارجية على الأفراد والمجتمعات سواء في الطابع الحياتي أم في الطابع الفكري ‏والثقافي فتضاف إلى كل مجتمع مجموعة من العادات وتدخل عليه أمور من التقاليد تعرف ‏عند علماء الاجتماع بالعادات والتقاليد المستحدثة
    وتمثل هذه المتغيرات أو العادات المستحدثة تطوراً في حياة الشعوب بعيداً عما لهذا التطور ‏من إيجابية أو سلبية‏ ومع وجود موجة من التطور الحياتي في الخارج تطرح عدة أسئلة بعد دورانها في الأذهان ‏فيسأل عن النظرة الدينية لهذه التطورات وهل يمكن أن تكسب الشرعية أم لا؟؟؟
    هل أن الدين في قوانينه وتشريعاته يواكب هذا التطور والتقدم الحضاري أم أنه لا زال ‏بعيداً عنه؟؟؟
    هل تخضع التشريعات السماوية للتغيـير والتبدل نتيجة الظروف الخارجية أم أنها ثابتة غير ‏قابلة للتغيـير أبداً؟؟؟
    هل يوجد للدين الإسلامي في هذه المتغيرات أراء ونظريات مع انقطاع حبل التشريع ‏وحصولها حديثاً أم لا يوجد ذلك؟؟؟
    هذه التساؤلات ولا أظن أنها تقف عند هذا المقدار بل لا زال منها الشيء الكثير تذكر متى ‏وقع الحديث عن التطور والتقدم في الحياة الخارجية، أو التعبير بالحياة العصرية أو الحياة ‏المتطورة خصوصاً وقد أصبحنا نعيش اليوم في عصر العولمة.‏
    فلو رجعنا لما قال الإمام علي (ع) في خطبته لقد تضمنت كلمة أمير المؤمنين المتقدمة ‏الإشارة إجمالاً لموضوعنا الذي نحن بصدد الحديث عنه فتعرض(ع) لما ينبغي أن يكون من ‏المؤمنين المتمسكين بدينهم وتعاليم قادتهم الهداة ولكي يتضح هذا المعنى نحتاج بيان المقصود ‏من الكلمات الصادرة عنه (ع) ‏
    فنقول:‏
    إن المستفاد من كلامه(ع) أنه بصدد التنبيه والإشارة إلى بطلان العمل بكل ما لم يثبت أنه ‏حجة معتبرة من الشارع المقدس فكأنه(ع) بصدد بيان بطلان العمل بالرأي والقياس كما ‏نهى عن متابعة البدع ولذا أشار إلى أن المؤمن لا يسوغ له تغيـير ما كان ثابتاً من الحكم ‏الشرعي المقرر من قبل الشارع المقدس فإذا ثبت عنده حلية أمر من الأمور فليس له ‏الحكم والقول بحرمته كما أنه لو ثبت عنده حرمة أمر من الأمور فإن ذلك يمنعه من القول ‏بحليته لأن المدار في الحكم بالحلية والحرمة يدور مدار ما صدر من الشارع المقدس في عالم ‏التشريع فلا مجال للإنسان المسلم في إعمال رأيه ونظره في تغيـير الأحكام وتبديلها ثم ‏أشار(ع) إلى أن كل ما ابتدعه الناس من الأمور والأشياء لا توجب إثبات حلية لتلك ‏الأمور إذ عرفت أن منشأ الحكم بالحلية والحرمة يدور مدار ما يصدر من الشارع المقدس ‏فما صدر من الشارع الحكم بحليته حكم بكونه حلالاً وما صدر من الشارع الحكم بحرمته ‏يـبقى أنه حرام وإن خالف الناس في كلا الأمرين فابتدعوا في كليهما أمراً آخر خلاف ما ‏هو الصادر من الشارع.‏

    مفهوم التطور:‏
    وقد بينا فما سبق بيانه في كلام أمير المؤمنين(ع) أن التغيـير المتصور عما كان موجوداً في ‏عصر النبي(ص) من الأحكام لا يستوجب إعطاء الصبغة الشرعية للشيء بحيث لا يخرج ‏عن كونه مثلاً محرماً إلى كونه محللاً ضرورة أن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وأن حرامه ‏حرام إلى يوم القيامة.‏
    نعم ما ينبغي الالتفات إليه أن هناك فرقاً في الجملة بين مفهوم التطور والاستحداث وبين ‏البدعة ذلك أن البدعة تعني كل ما أدخل في الدين مما ليس من الدين مثلا كما فعل عثمان ‏بن عفان من قيامه بتقديم خطبتي صلاة العيدين مع أن الصلاة في زمان رسول الله(ص) ‏كانت مقدمة عليهما .‏
    بينما يمكننا القول بأن التطور معنى أعم لأنه ربما شمل البدعة من خلال إدخال ما ليس من ‏الدين في الدين وشمل غيرها، لأنه يشمل كل مستجد وحديث حتى لو كان هذا المستجد ‏والحديث متوافقاً مع الشريعة الإسلامية بمعنى أنه تشمله الأدلة الصادرة من الشارع المقدس ‏في إثبات الحلية والجواز فيدخل في التطور ما يستجد في المجتمعات الإسلامية من ‏المستحدثات في عالم الموضة والأزياء وغالب الناس يعتقد حصر الموضة والتطور والعولمة ‏فقط في عالم الأزياء إلا أن الحقيقة أوسع من ذلك حيث أنها تشمل الأفكار والآراء وربما ‏حتى في المعتقدات .‏‏

    شرعية هذه التطورات:‏
    والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو الموقف الشرعي من هذه التطورات وهل أنها سائغة ‏يمكن للإنسان أن يقدم عليها؟؟؟
    هل يمكن أن تـتغير الأحكام الشرعية وتـتبدل نتيجة التطور الحياتي أم أنها لا قابلية فيها ‏لهذا المعنى؟؟؟
    عندما نودّ الإجابة عن ذلك ينبغي ملاحظة نقطة هامة وهي أن الأحكام الشرعية عندنا ‏منقسمة إلى قسمين:‏
    الأول: الحكم الشرعي الثابت.‏
    فالمقصود منه التشريعات السماوية التي صدرت من الشارع المقدس على وفق الفطرة ‏البشرية المتكفلة لتنظيم روابط المجتمع الحياتية من ناحية اجتماعية واقتصادية.‏
    فمثلا العلاقات العائلية سواء كانت بين الأب وأبنائه أم كانت ما بين الأخوة أنفسهم روابط ‏طبيعية لا تتغير وإن تقادم الزمن وتطور ودخل عليه من الحداثة الشيء الكثير وكذا الأبعاد ‏الأخلاقية والقيم كشرب الخمر وفعل الفواحش وما شابه من الأمور التي تـتنفر منها الطباع ‏فإنها مرفوضة سواء بالأمس أم اليوم .‏
    والذي نستطيع تحصيله مما ذكرناه أن مثل هذه التشريعات تكون من التشريعات الثابتة ‏التي لا تقبل التغيـير ولا التطور وهي التي تكون مصداقاً لقوله(ص) ((حلال محمد حلال ‏إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة))‏
    الثاني: الحكم الشرعي المتغير.‏
    فهو الذي يكون صادراً من الشارع المقدس نتيجة وجود مصلحة تستدعي وجوده أو نتيجة ‏وجود مفسدة تستدعي النهي عنه فهو بمثابة القانون المحدد لفترة زمنية محددة ونتيجة مجموعة ‏من الظروف الخاصة فهو تبدل عما كان عليه سابقاً إلى أمر آخر كما أنه ربما يعود لما كان ‏عليه بعد فترة زمنية وجيزة فمثلاً ربما كانت المصلحة تستدعي أن تقدم جميع الدول ‏الإسلامية على مقاطعة كافة البضائع الأمريكية والإسرائيلية لما يمثله التعامل معها من تقوية ‏لهؤلاء الذين يسيئون للإسلام وأهله.‏

    الإسلام والتطور الزمني:‏
    والحق أن القوانين الإسلامية بما تضمنـته من حفظ لحقوق الإنسان ومراعاة لكرامته تـتدخل ‏في كافة الشؤون الحياتية له لأنها لم تقتصر على مراعاة البعد العبادي، أو البعد الاقتصادي ‏في حياته كما عليه الكثير من التقنينات بل إنها تعدت ذلك لتدخل في كافة الأمور والأشياء ‏المرتبطة بحياته والشؤون المتعلقة به فمن البعد العبادي إلى البعد الاقتصادي إلى البعد ‏الاجتماعي والأسري إلى غير ذلك وفي كل هذه الشؤون الحياتية المتعلقة بالظروف ‏الإنسانية نجد أن القوانين الإسلامية تماشت مع ظروف الإنسان وشؤونه الحياتية بحيث أنها ‏لم تجمد على وفق الأسس التي كانت في عصر رسول الله(ص) بل كانت فيها مرونة ‏متوافقة من الشريعة السمحاء وجاءت متوافقة مع التطورات الحياتية التي يعيشها المجتمع وما ‏ذاك إلا بسبب مرونة التقنين الإلهي في أصل جعل الأحكام وتشريعها بحيث كانت تنطوي ‏على قابلية للموافقة لكل عصر وزمان فمثلا الآية الكريمة ((وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ ‏لِتَرْكَبُوهَا )) نجد تطور الزمن من ركوب الخيل إلى السيارات والقطارات والطائرات وهذا ‏كله لم يخالفه الشارع المقدس بل وافق عليه وبناءاً على هذا يمكننا معالجة كافة التطورات ‏الخارجية والإجابة على جميع الأسئلة التي قد تطرح أن الدين الإسلامي قابل للتطور ‏والتغيـير لكن التغيـيرات التي تقع في الأحكام الشرعية ليست في الأحكام الثابتة المتوافقة ‏مع الفطرة بل هناك أحكام خاصة قد عرفت قبولها للتغيـير وفق مجموعة من الظروف ‏الخاصة حيث أتضح لنا أن الدين الإسلامي ليس ديناً جامداً لا يقبل التوافق الحضاري أو ‏أنه دين موروث يسير على وفق ما كان في عصر التشريع في كل شيء بل إن الإسلام هو ‏الحضارة بعينها وهو يعالج كافة الأمور المرتبطة بالحياة البشرية.‏
    وعلى هذا يمكننا تقسيم التطورات الواقعة في الخارج إلى قسمين:‏
    الأول: التطورات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والسائرة على وفق ‏القوانين المقننة من قبل الشارع المقدس.‏
    الثاني: التطورات البعيدة كل البعد عن الساحة الإسلامية.‏
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
ردود 2
14 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X