إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

القول الناسف حول ما قاله الجمال حول آية الولاية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الحادي عشر: الحكم هبة وليس وصية من الله

    الولاية والحكم هبة من الله وعطاء وليست وصية منه والعطاء ينفذه المعطي بينما الوصية ينفذها من أوصي بها وقد يعطيه للصالح أو للطالح وينزعه منهما متى أراد قال تعالى " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (آل عمران:26 ) فهو سبحانه يعطي الملك وينزعه بنفسه من خلال تهئية الظروف لمن أراد له الحكم والولاية فلا يحتاج أن يوصي به قال تعالى " فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ " (البقرة:من الآية 251 ) لم يوص بداؤد وإنما آتاه الملك من عنده فما باله لم يفعل كذلك مع سيدنا علي إذا كنتم تزعمون أنه قد نصبه حاكما وإماما " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ " (البقرة:من الآية 258 ) فربنا عز وجل هو الذي آتى النمروذ الملك ليستدرجه و هو إذا أعطى الملك مكن لمن يعطيه في الأرض ونصره وإذا نصب فإنه لاينتظر موافقة البشر بل ينفذ تنصيبه كما فعل مع طالوت مع أنه ليس من بيت النبوة " وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ واللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (البقرة:247 ) فقد إختار لهم طالوت ملكا وفرضه عليهم برغم معارضة الأكثريه لأنه هو من أراد طالوت و آتاه الملك كما مكن لذي القرنين من عنده عندما آتاه الحكم" وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا " (الكهف:83-84 ) فهو قد مكن لذي القرنين ونصره عندما آتاه الملك العقل والنقل يرفضان أن يوصي الله بأن يحكم المؤمنين شخص ثم لا يمكن له ويفرض حكمه لأنه هو مالك الملك فلا يتولى الملك أحد الا بمشئته وتمكينه سبحانه وتعالى فلا حاجة له أن يوصي به من لايملك تنفيذه من الناس



    معنى الملك :
    الملك على قسمين :
    1-إما ان يكون حقيقيا مطلقا كملك الله سبحانه وتعالى حيث انه مالك كل شيء .
    2-أو ان يكون اعتباريا أي غير حقيقي كان يملك الإنسان شيء ما .
    وفي الحقيقة فان الملك لله على الإطلاق حيث انه مالك كل شيء ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ )(آل عمران: 26) أي ان الله سبحانه وتعالى هو مالك كل شيء ومالك مـا يملكه الناس .
    ملك اصطلاحا هو وضع اليد على الشيء . ويأتي بمعنى الاستيلاء والاستبداد .
    والملك اصطلاحا كل ما كان للإنسان التصرف فيه ولا يحق لغيره من الناس التصرف فيه إلا بأذنه .
    والملك بكسر ألام اصطلاحا هو رئيس الدولة ويقابله الخليفة .
    قال تعالى ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:26) .
    في هذه الآية الشريفة يتبين ان الله سبحانه وتعالى هو المالك لكل شيء وهو مالك ما يملكه الإنسان لان ما يملكه الله إنما تملك حقيقي أما ما يملكه الإنسان فإنما يملكه تملك اعتباريا وليس مطلقا . فالإنسان يملك أعضاء جسمه من يد ورجل ولسان وقلب ولكن المالك الحقيقي لهذه الأعضاء إنما هو الحق سبحانه وتعالى .
    وحيث ان الله سبحانه وتعالى هو المالك المطلق الحقيقي لكل ما هو موجود فله التصرف في الملك فيعطي بحكمة وينزع بحكمة .
    إذا نظرنا إلى عطاء الله سبحانه وتعالى نجد انه سبحانه وتعالى يعطي عباده بأجمعهم . فالله رحيم بعباده فلا يعطي من ملكه هذا ويمنع ذلك . فإذا أعطى ومنع فلحكمة أو امتحان ليرى صبر عباده وتعلقهم به سبحانه وتعالى من خلال المنع ويرى شكرهم وتعلقهم به من خلال العطاء . ولكي يرى هل هم منصاعين لما يأمر وما ينهى عنه .
    وإذا رجعنا إلى القران الكريم نجد ان صاحب الإشكالات لم يفطن إلى مسالة مهمة كان من الأولى له ان ينظر فيها بتدبر إلا وهي إعطاء الله سبحانه وتعالى الملك أو ما عبر عنه بان الحكم والولاية هبة من الله سبحانه وتعالى .
    إذا ما هو هذا الملك الذي يهبه الله سبحانه وتعالى إلى الناس بحسب وصف الكتاب العزيز ؟.
    إذا رجعنا بحسب القران الكريم نجد ان هبة الملك الذي هو بمعنى الحكم أو الخلافة التي يعطيها الله سبحانه وتعالى إلى عباده لا بد ان يصحبها شيئان متلازمان وهما الحكمة والعلم أو علم الكتاب فقال تعالى ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (النساء:54) وحكى عن طالوت فقال ( قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )(البقرة:247) وقال عن داود عليه السلام ( وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ)(البقرة:251) وقال عنه عليه السلام ( وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ) (صّ:20) وعن سليمان عليه السلام قال ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (صّ:35) فأعطاه الله سبحانه الملك وسخر له الريح والجن وكل شيء ولكن الزم الملك بالعلم فقال في موضع آخر ( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِين َ) (الأنبياء:79) .
    الفيصل في هذا الكلام :
    استشهد صاحب الإشكالات بآية شريفة رايته قد وافقني وشاركني في الرأي . وهو ان الله سبحانه إنما يعطي الملك بمعنى الحكم والخلافة من يصاحبه العلم والحكمة . إذ استشهد بقوله تعالى (وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) (الكهف: 83-84) . وتمكين الله سبحانه لذي القرنين وإعطائه أسباب كل شيء إنما أعطاه علم كل شيء لان الله سبحانه مسبب الأسباب فإذا أعطى ذي القرنين أسباب كل شيء فإنما أعطاه علم كل شيء . وبذلك نجد ان ذي القرنين ملك الأرض لوجود العلم والأسباب معه .
    نعم الملك بمنى الحاكم وظيفة من وظائف النبي أو الخليفة لا تسقط هذه النبوة والخلافة أو الإمامة بعدم توصل النبي أو الخليفة إلى عرش الحكم . ولذلك نجد ان الله سبحانه وتعالى أعطى إبراهيم الملك ولكن لم يصل إلى العرش فقال ( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (النساء:54) ولكن الملك كـان نمرود ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (البقرة:258) وكذلك بالنسبة لموسى عليه السلام فكان هو النبي والخليفة حيث ان الله سبحانه اختاره واصطفاه ولكن لم يصل إلى عرش الملك ففرعون كان هو الملك .
    نظرة في قوله ( وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ)(آل عمران: 26) :
    العز : أي بمعنى القوة فمن اعزه الله فقد قواه ومن ذلك قوله تعالى ( إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) (يّـس:14) أي قواهم بثالث . والعزة أي الغلبة ويقال ارض عزيزة أي شديدة . وفي الاصطلاح معناه القوي .
    الذل : هو عكس العز وهو اللين . وفي الاصطلاح الحقارة والهوان والخضوع .
    وذا رجعنا للآية الشريفة( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:26) . نجد ان الذل ملازم مع ذلك الملك الذي جاء من خلال السطو والاستيلاء والاستبداد وقهر الناس . وقد تحدث التاريخ عن ممالك كثيرة إنما قامت من خلال السطو واستبداد الناس وقهرهم . ومن هذه الممالك على سبيل المثال تلك الإمبراطورية الرومانية التي تأسست على قمع ومحو القيم الإنسانية . هذه الإمبراطورية التي كانت تعبد الأوثان خضعت وأذلت من قبل ذلك النبي المبشر وهو المسيح عليه السلام . لتعتنق الدين المسيحي وتخضع له بعد برهة من الزمن ولتخضع مرة أخرى وتتلاشى على يد نبي الرحمة محمد (ص) . وهذه المملكة إنما هي مملكة من الممالك الكثيرة مثل الفرعونية والسبئية والفارسية . فهذه الممالك لطالما حاربت الأنبياء وخلفاء الله في الأرض ولكن أذلها الله تعالى لتخضع لهم وتتلاشى فلا يبقى لها إلا اسمها .
    وفي المقابل نجد ان المملكة التي جاءت من قبل الله سبحانه وتعالى تلك الممالك التي جاءت لترسخ العدل الإلهي والقيم الإنسانية قد اعزها الله سبحانه وتعالى . فطأطأ الله لها رؤوس الجبابرة وجعل منها رموز للإنسانية مثل مملكة سليمان ويوسف ومملكة خاتم الأنبياء (ص) . فهذه الممالك خلدها التاريخ وجعل منها رمزا للإنسانية .

    تعليق


    • #17
      الثاني عشر : سؤال مشكل

      أخيرا أسال الزملاء الإمامية عن شهادتهم الثالثة في الآذان وهي " اشهد أن عليا ولي الله " مامعنى ولي في قولهم هذا ؟إن قالوا والي فقد كفروا إذ جعلوه حاكم على ربه وإن قالوا ولي بمعنى موالي ومحب قلنا لهم هذا هو ما نحاول أن نقوله لكم عن معنى كلمة ولي منذ البداية والسؤال السابق ذكي جدا و قد أقتبسته من أخينا الجديد Husein88 هذه إثنا عشر اشكالا على استدلال الإمامية بآية الولاية على عدد أئمتهم فأرجو أن يكون فيما سبق كفاية لمن أراد التدبر وتنزيه الله عز وجل عن النقص و الغموض لينصر مالا يمكن نصره بدليل .


      ربما يتبين للذي عقله لبيب معنى " اشهد ان علي ولي الله " من خلال ما طرحناه من الإجابات على الاشكالات السابقة ولكن سنوضح مرة أخرى هذا المطلب في أجابتنا على هذا الاشكال فنقول :
      ان كل علاقة لابد لها من طرفان ولا يمكن ان تتكون علاقة إلا بطرفين اثنين . فإما ان تكون بين فردين كعلاقة الزوج والزوجة أو تكون بين واحد وعدد وهي مثل علاقة البشر مع الله سبحانه وتعالى . فالاخوة علاقة لها طرفان وهما الأخوين فكليهما طرف للاخوة وكذلك العلاقة الزوجية فكلا الزوجين طرف لهذه العلاقة . وكذالك الأبوة لها طرفان وهما الأب والابن . ولكن لا نقول ان صفات وذات الأب هي نفسها صفات وذات الابن وكذلك بالنسبة الأخوين فذات الأخ بالنسبة لأخيه وصفته ليس بالضرورة ان تكون مشتركة . نعم ربما يشتركون في بعض الصفات وربما لا يشتركان ولكن لا يشتركون في الذات .
      وكذلك لفظ " الولاية " لها طرفين بين اثنين فيسمى كل طرف " ولي " لطرف الآخر . ولا يمكن ان تنعقد هذه الولاية بطرف واحد . فولاية الأب لابنته يشكلان طرفين هما نفس الأب والبنت .
      ولو رجعنا إلى معنى الولاية كما بيناه فإننا ننتهي بالمعنى الذي يقول بان معناها الذي تنتهي إليه كما اجمع أصحاب اللغة هو " القرب " . أي ان كلا الطرفين في الولاية هو الأقرب لطرف الآخر . فالولاية ما بين السيد وعبده تكون بين طرفين هما السيد وعبده . فالسيد " ولي " لأنه هو الأقرب والأولى في تدبير أمور خادمه والخادم " ولي " لأنه الأقرب والأولى بخدمة سيده .
      فإذا رجعنا إلى الولاية في الآية الشريفة ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55) . نلاحظ ان هذه الآية الشريفة تخاطب المؤمنون كافة بان يعقدوا الولاية بينهم كطرف أول وبين ثلاثة هم الله سبحانه وتعالى والرسول (ص) والذين آمنوا كطرف ثاني على حسب تعبير الآية الشريفة وبيانها على هذا النحو :
      1- بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه : الله سبحانه وتعالى هو المدبر لشؤون خلقه والأقرب إليهم كما قال تعالى ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد ِ)(قّ: 16) والمؤمنون هم أولياء الله سبحانه وتعالى لأنهم الأقرب إليه من دون الخلق كافة .
      2- بين الرسول (ص) وبين كافة المؤمنون : رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو الطرف الأول من هذه الولاية حيث انه هو الهادي إلى الله سبحانه وتعالى والسراج المنير الذي به عرف الله سبحانه وتعالى . فهو الأقرب إليه من جميع الخلق وكذلك المؤمنون هم الطرف الثاني لأنهم الأقرب إليه من دون الناس كافة . وهو المتصرف بشؤونهم والأولى بأمورهم .
      3- بين الذين آمنوا والمؤمنون : هنا يجب ان نقف على أمر معين ونتمعن في هذا الأمر وهو انه لا يمكن ان يكون كل المؤمنين طرف لكل المؤمنين . فمن المحال ان يكون الطرف الأول هو نفسه الطرف الآخر في الولاية . إذ لا بد ان يختلفان ويكونا طرفي الولاية وإلا كيف يمكن عقد ولاية بين طرف هو نفسه الطرف الآخر . إذا هنا يتضح لنا نقطة لا مجال لغيرها وهي ان الذين آمنوا هم الطرف الأول لقربهم من الله سبحانه وتعالى بحيث لا يمكن إدخال الرسول (ص) من ضمنهم كون الآية ذكرت الرسول (ص) بعد ولاية الله سبحانه وتعالى ثم المؤمنون كافة وهم الطرف الآخر والمخاطبون في الآية . إذا الذين آمنوا هم فئة خاصة من المؤمنون اختصت لتكون الطرف الأول من عامة المؤمنون وهم الطرف الثاني لتنعقد الولاية الثالثة في الآية الشريفة .
      والسؤال يقول هل ان هذه الولايات الثلاثة متشابهة في خواصها ؟.
      نعم ولاية الله سبحانه وتعالى وولاية رسوله (ص) وولاية الذين آمنوا كلها من سنخ واحد وكلها على نفس الصورة . ولكن ولاية الله سبحانه وتعالى على خلقه ولاية بالتصرف في أمورهم مستقلة به سبحانه وتعالى .
      أما ولاية الرسول (ص) فهي ولاية تشريعية بحيث ان الرسول (ص) لا يكون مستقلا في ولايته فله تصرف في أمور الناس لأنه الأولى بهم ولكن بدون استقلالية كما قال تعالى ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )(الأحزاب: 6). أما ولاية الذين آمنوا فهي نفس ولاية الرسول (ص) ولكن لا تكون لهم ولاية بوجود الرسول (ص) . فولايتهم على الناس كافة لا تكون مستقلة عن الله سبحانه وتعالى أولا وثانيا لا تكون بمحضر الرسول (ص) . وهذا ما يؤكده قول الرسول (ص) في علي عليه السلام في غدير خم " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " .
      خلاصة الأمر : الولاية علاقة كسائر العلاقات التي لا تكون إلا بطرفين يطلق على كل منهما " ولي " تماما كإطلاقنا على كل طرف في الاخوة " أخ " وكل طرف في الزوجية " بزوج " .
      فإذا قلنا " أشهد ان علي ولي الله " فإنما نقر ونخضع بان علي عليه السلام إنما هو الأقرب والهادي إلى الله سبحانه وتعالى بعد رسوله (ص) . وهو ما خاطبت به الآية المؤمنون كافة وأمرت بولايته فقالت ( والذين آمنوا ) بعد ولاية الله ورسوله (ص) . فالله سبحانه وتعالى وليه ومتصرف في أمره كطرف أول وعلي عليه السلام " ولي " لله تعالى لأنه الأقرب إليه من جميع الخلق بعد رسول الله (ص) . وهو وولده السراج المنير إلى الله والهادي بعد رسول الله (ص) فقال تعالى ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)(الرعد: 7) .
      أما قول صاحب الاشكالات بالحاكمية والحكم كشيء من الافتراض في قولنا " أشهد ان علي ولي الله " وهل ان بقولنا هذا نعتقد بان الإمام علي عليه السلام هو والي على الله أو حاكم عليه والعياذ بالله . فهذا الفرض سخيف جدا يبين ضعف القائل والمفترض له بالأمور العقائدية والبلاغية والكلامية . ولعل صاحب الاشكال لو نظر بتمعن إلى مسالة مهمة في الحكومات لوجد ان عمال الملوك والخلفاء في أقطار الأرض إنما يطلق عليهم ولاة للملك أو الخليفة . فكل عامل للملك أو الخليفة يطلق عليه والي الملك أو والي الخليفة . فيستنتج ان هذا الوالي إنما هو ممثل وصورة للملك أو الخليفة يقوم بإرشاد وهداية الناس إلى ما يريده الملك أو الخليفة من أمر أو نهي وليس حاكما عليه . فإذا فهم وتمعن في هذا الأمر أدرك معنى " أشهد ان علي ولي الله " انه بمعنى الهادي والمرشد إلى أوامر ونواهي الملك الجبار سبحانه وتعالى . وعدم فهم هذه الأمور إنما وجدناه في الطرف الآخر وهم الاخوة العامة الذين لا يأخذون دينهم من ينابيعه الصافية القريبة من رسول الله (ص) . فهم يتصورون ان الخلافة وولاية الأمر والإمامة إنما هي الحكم والحكومة . ولكن لا نجد نحن الامامية أي معنى أو وزن للخلافة أو للإمامة أو لولاية الأمر ان لم تكون هادية إلى الله سبحانه وتعالى .

      تعليق


      • #18
        الخاتمة :
        المتتبع للاشكالات الثني عشر يتبين له ان صاحبها قد توهم في معنى ان الولاية في الآية ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55) إنما تعني الحكم . فتراه في جميع اشكالاته يحاول ان يتكلم في الحكم والحكومة . ومن هنا تخبط في جميع اشكالاته ووقع في ما هو أدهى منه وذلك في الإشكال الأخير حينما قال " أخيرا أسال الزملاء الأمامية عن شهادتهم الثالثة في الآذان وهي " اشهد أن عليا ولي الله " ما معنى ولي في قولهم هذا ؟إن قالوا والي فقد كفروا إذ جعلوه حاكم على ربه " . فهذا الخطأ إنما حصل بسبب الفهم القاصر بالنسبة لكتاب الله العزيز . إذ ان الحكم والخلافة إنما جعلها الله سبحانه وتعالى لهداية الناس جميعا إليه وليست كسلطنة وحاكمية على الناس . إذ لا قيمة هنا للحاكمية أو الخلافة أو تولي الأمر ان لم تكن طريقا لهداية الناس جميعا .
        هذه ردود على الاثني عشر إشكال بعدد الأئمة عليهم السلام وإذا أضيفت المقدمة مع الخاتمة اصبح العدد أربع عشر بعدد الأربعة عشر معصوم عليهم افضل الصلاة وأتم التسليم .
        والحمد لله رب العالمين




        ملاحظة : سارفق البحث في ملف مكتوب بالورد لمن اراد ان ينزل البحث حتى يستفيد منه . ونسالكم الدعاء
        الملفات المرفقة
        التعديل الأخير تم بواسطة سيف بتار; الساعة 28-06-2005, 01:05 AM.

        تعليق


        • #19
          اقتباس
          .........
          الحكم والخلافة إنما جعلها الله سبحانه وتعالى لهداية الناس جميعا إليه وليست كسلطنة وحاكمية على الناس . إذ لا قيمة هنا للحاكمية أو الخلافة أو تولي الأمر ان لم تكن طريقا لهداية الناس جميعا
          .............
          اذا الولاية اصلا لهداية الناس و لا قيمة للخلافة فلماذا نتصارع

          اذا كانت الولاية تعني الهداية فما معنى اشهد ان علي ولي الله
          هل هو هاد لله

          تعليق


          • #20
            اشكر الاخوة الكرام على المشاركة ولو انني كنت اريد ان تكون المشاركات بعد البحث ولكن مو مشكلة

            الاخ الدليل الأول

            ما ادري كيف ارد عليك اقرا البحث كاملا وبتمعن لتعرف معنى ما قلناه .

            اما انك تاتي على بعض الجزئيات وكلمات من بين السطور فهذا لا يخذ له قيمة . فرجع وعرف معنى الولاية ثم ما معنى القرب وكيف تكون الهداية وكيف يكون الخليفة صورة لمستخلفه حتى تعرف معنى اشهد ان علي ولي الله .

            تعليق


            • #21
              ياليت من يريد الرد ان يقرا البحث كاملا قبل ان يرد
              التعديل الأخير تم بواسطة سيف بتار; الساعة 28-06-2005, 01:38 AM.

              تعليق


              • #22
                الحمد لله على نعمة الولاية

                تعليق


                • #23
                  شكراً لكم مقدماً أخينا الكريم سيف بتار



                  سأقرأ الموضوع كاملاً بإذن الله


                  الحمد لله على نعمة الولاية

                  تعليق


                  • #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة الدليل الأول
                    اقتباس
                    .........
                    الحكم والخلافة إنما جعلها الله سبحانه وتعالى لهداية الناس جميعا إليه وليست كسلطنة وحاكمية على الناس . إذ لا قيمة هنا للحاكمية أو الخلافة أو تولي الأمر ان لم تكن طريقا لهداية الناس جميعا
                    .............
                    اذا الولاية اصلا لهداية الناس و لا قيمة للخلافة فلماذا نتصارع

                    اذا كانت الولاية تعني الهداية فما معنى اشهد ان علي ولي الله
                    هل هو هاد لله

                    بعد كل هذا البحث تأتيك الأسئلة الغبية



                    هل قول "محمد رسول الله"

                    أن "محمد" أرسل إلى الله

                    ؟؟؟!!


                    أين تعلمت العربية ؟؟؟!!!!!!!!



                    تدبر البحث إن أردت الحق

                    بدل التعليق عل آخر فقرة فقط

                    ثم

                    أظن أنه لا داعي لإعاددة معنى "ولي" و "ولاية"





                    الشكر الجزيل يا أخي سيف




                    علي

                    تعليق


                    • #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة سيف بتار
                      الثاني عشر : سؤال مشكل

                      أخيرا أسال الزملاء الإمامية عن شهادتهم الثالثة في الآذان وهي " اشهد أن عليا ولي الله " مامعنى ولي في قولهم هذا ؟إن قالوا والي فقد كفروا إذ جعلوه حاكم على ربه وإن قالوا ولي بمعنى موالي ومحب قلنا لهم هذا هو ما نحاول أن نقوله لكم عن معنى كلمة ولي منذ البداية والسؤال السابق ذكي جدا و قد أقتبسته من أخينا الجديد Husein88 هذه إثنا عشر اشكالا على استدلال الإمامية بآية الولاية على عدد أئمتهم فأرجو أن يكون فيما سبق كفاية لمن أراد التدبر وتنزيه الله عز وجل عن النقص و الغموض لينصر مالا يمكن نصره بدليل .


                      ربما يتبين للذي عقله لبيب معنى " اشهد ان علي ولي الله " من خلال ما طرحناه من الإجابات على الاشكالات السابقة ولكن سنوضح مرة أخرى هذا المطلب في أجابتنا على هذا الاشكال فنقول :
                      ان كل علاقة لابد لها من طرفان ولا يمكن ان تتكون علاقة إلا بطرفين اثنين . فإما ان تكون بين فردين كعلاقة الزوج والزوجة أو تكون بين واحد وعدد وهي مثل علاقة البشر مع الله سبحانه وتعالى . فالاخوة علاقة لها طرفان وهما الأخوين فكليهما طرف للاخوة وكذلك العلاقة الزوجية فكلا الزوجين طرف لهذه العلاقة . وكذالك الأبوة لها طرفان وهما الأب والابن . ولكن لا نقول ان صفات وذات الأب هي نفسها صفات وذات الابن وكذلك بالنسبة الأخوين فذات الأخ بالنسبة لأخيه وصفته ليس بالضرورة ان تكون مشتركة . نعم ربما يشتركون في بعض الصفات وربما لا يشتركان ولكن لا يشتركون في الذات .
                      وكذلك لفظ " الولاية " لها طرفين بين اثنين فيسمى كل طرف " ولي " لطرف الآخر . ولا يمكن ان تنعقد هذه الولاية بطرف واحد . فولاية الأب لابنته يشكلان طرفين هما نفس الأب والبنت .
                      ولو رجعنا إلى معنى الولاية كما بيناه فإننا ننتهي بالمعنى الذي يقول بان معناها الذي تنتهي إليه كما اجمع أصحاب اللغة هو " القرب " . أي ان كلا الطرفين في الولاية هو الأقرب لطرف الآخر . فالولاية ما بين السيد وعبده تكون بين طرفين هما السيد وعبده . فالسيد " ولي " لأنه هو الأقرب والأولى في تدبير أمور خادمه والخادم " ولي " لأنه الأقرب والأولى بخدمة سيده .
                      فإذا رجعنا إلى الولاية في الآية الشريفة ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55) . نلاحظ ان هذه الآية الشريفة تخاطب المؤمنون كافة بان يعقدوا الولاية بينهم كطرف أول وبين ثلاثة هم الله سبحانه وتعالى والرسول (ص) والذين آمنوا كطرف ثاني على حسب تعبير الآية الشريفة وبيانها على هذا النحو :
                      1- بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه : الله سبحانه وتعالى هو المدبر لشؤون خلقه والأقرب إليهم كما قال تعالى ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد ِ)(قّ: 16) والمؤمنون هم أولياء الله سبحانه وتعالى لأنهم الأقرب إليه من دون الخلق كافة .
                      2- بين الرسول (ص) وبين كافة المؤمنون : رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو الطرف الأول من هذه الولاية حيث انه هو الهادي إلى الله سبحانه وتعالى والسراج المنير الذي به عرف الله سبحانه وتعالى . فهو الأقرب إليه من جميع الخلق وكذلك المؤمنون هم الطرف الثاني لأنهم الأقرب إليه من دون الناس كافة . وهو المتصرف بشؤونهم والأولى بأمورهم .
                      3- بين الذين آمنوا والمؤمنون : هنا يجب ان نقف على أمر معين ونتمعن في هذا الأمر وهو انه لا يمكن ان يكون كل المؤمنين طرف لكل المؤمنين . فمن المحال ان يكون الطرف الأول هو نفسه الطرف الآخر في الولاية . إذ لا بد ان يختلفان ويكونا طرفي الولاية وإلا كيف يمكن عقد ولاية بين طرف هو نفسه الطرف الآخر . إذا هنا يتضح لنا نقطة لا مجال لغيرها وهي ان الذين آمنوا هم الطرف الأول لقربهم من الله سبحانه وتعالى بحيث لا يمكن إدخال الرسول (ص) من ضمنهم كون الآية ذكرت الرسول (ص) بعد ولاية الله سبحانه وتعالى ثم المؤمنون كافة وهم الطرف الآخر والمخاطبون في الآية . إذا الذين آمنوا هم فئة خاصة من المؤمنون اختصت لتكون الطرف الأول من عامة المؤمنون وهم الطرف الثاني لتنعقد الولاية الثالثة في الآية الشريفة .
                      والسؤال يقول هل ان هذه الولايات الثلاثة متشابهة في خواصها ؟.
                      نعم ولاية الله سبحانه وتعالى وولاية رسوله (ص) وولاية الذين آمنوا كلها من سنخ واحد وكلها على نفس الصورة . ولكن ولاية الله سبحانه وتعالى على خلقه ولاية بالتصرف في أمورهم مستقلة به سبحانه وتعالى .
                      أما ولاية الرسول (ص) فهي ولاية تشريعية بحيث ان الرسول (ص) لا يكون مستقلا في ولايته فله تصرف في أمور الناس لأنه الأولى بهم ولكن بدون استقلالية كما قال تعالى ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )(الأحزاب: 6). أما ولاية الذين آمنوا فهي نفس ولاية الرسول (ص) ولكن لا تكون لهم ولاية بوجود الرسول (ص) . فولايتهم على الناس كافة لا تكون مستقلة عن الله سبحانه وتعالى أولا وثانيا لا تكون بمحضر الرسول (ص) . وهذا ما يؤكده قول الرسول (ص) في علي عليه السلام في غدير خم " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " .
                      خلاصة الأمر : الولاية علاقة كسائر العلاقات التي لا تكون إلا بطرفين يطلق على كل منهما " ولي " تماما كإطلاقنا على كل طرف في الاخوة " أخ " وكل طرف في الزوجية " بزوج " .
                      فإذا قلنا " أشهد ان علي ولي الله " فإنما نقر ونخضع بان علي عليه السلام إنما هو الأقرب والهادي إلى الله سبحانه وتعالى بعد رسوله (ص) . وهو ما خاطبت به الآية المؤمنون كافة وأمرت بولايته فقالت ( والذين آمنوا ) بعد ولاية الله ورسوله (ص) . فالله سبحانه وتعالى وليه ومتصرف في أمره كطرف أول وعلي عليه السلام " ولي " لله تعالى لأنه الأقرب إليه من جميع الخلق بعد رسول الله (ص) . وهو وولده السراج المنير إلى الله والهادي بعد رسول الله (ص) فقال تعالى ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)(الرعد: 7) .
                      أما قول صاحب الاشكالات بالحاكمية والحكم كشيء من الافتراض في قولنا " أشهد ان علي ولي الله " وهل ان بقولنا هذا نعتقد بان الإمام علي عليه السلام هو والي على الله أو حاكم عليه والعياذ بالله . فهذا الفرض سخيف جدا يبين ضعف القائل والمفترض له بالأمور العقائدية والبلاغية والكلامية . ولعل صاحب الاشكال لو نظر بتمعن إلى مسالة مهمة في الحكومات لوجد ان عمال الملوك والخلفاء في أقطار الأرض إنما يطلق عليهم ولاة للملك أو الخليفة . فكل عامل للملك أو الخليفة يطلق عليه والي الملك أو والي الخليفة . فيستنتج ان هذا الوالي إنما هو ممثل وصورة للملك أو الخليفة يقوم بإرشاد وهداية الناس إلى ما يريده الملك أو الخليفة من أمر أو نهي وليس حاكما عليه . فإذا فهم وتمعن في هذا الأمر أدرك معنى " أشهد ان علي ولي الله " انه بمعنى الهادي والمرشد إلى أوامر ونواهي الملك الجبار سبحانه وتعالى . وعدم فهم هذه الأمور إنما وجدناه في الطرف الآخر وهم الاخوة العامة الذين لا يأخذون دينهم من ينابيعه الصافية القريبة من رسول الله (ص) . فهم يتصورون ان الخلافة وولاية الأمر والإمامة إنما هي الحكم والحكومة . ولكن لا نجد نحن الامامية أي معنى أو وزن للخلافة أو للإمامة أو لولاية الأمر ان لم تكون هادية إلى الله سبحانه وتعالى .
                      ما شاء الله بحث مهم بل غاية في الاهمية واقل ما يمكن ان يقال
                      في حقه انه اكثر من رائع فبارك الله بكاتبه الاخ الفاضل سيف بتار
                      وجزاه عن كل حرف خير جزاء المحسنين .

                      اخي الكريم : احب ان اعلق على نقطتين فيما كتبته في هذه الصفحة
                      النقطة الاولى : ان الاشكال المطروح حول عبارة ( اشهد ان عليا ولي الله ) اوهى من بيت العنكبوت ولا يعني ذلك ان نتجاهله ونتركه من دون رد ولكن الرد عليه بهذه الكيفية من التطويل والتفصيل قد يوهم بانه
                      بمكان من الاهمية بحيث يحتاج دفعه الى كل ما ذكر .
                      هذا من جهة ومن جهة اخرى ان دفع الاشكال لا يتوقف على ان يكون الولي بمعنى الاقرب وانما يمكن دفعه باي معنى كان كالحاكم والاولى بالتصرف
                      والخليفة والاقرب فمثلا لو فرضنا ان المعني هو الحاكم فلا يلزم ان يكون الامام علي عليه السلام حاكم على الله كما لا يلزم في عبارة اشهد ان محمد ورسول الله ان يكون الرسول رسولا على الله وانما الاضافة هنا في
                      كلا العبارتين بمعنى ( من ) اي من الله فيصبح المعنى رسول من الله وولي من الله اما رسول على من او ولي على من فهذا معلوم من قرائن خارجية واضحة .


                      النقطة الثانية : اخي الكريم لقد تفضلت وقلت :


                      والسؤال يقول هل ان هذه الولايات الثلاثة متشابهة في خواصها ؟.
                      نعم ولاية الله سبحانه وتعالى وولاية رسوله (ص) وولاية الذين آمنوا كلها من سنخ واحد وكلها على نفس الصورة . ولكن ولاية الله سبحانه وتعالى على خلقه ولاية بالتصرف في أمورهم مستقلة به سبحانه وتعالى .
                      أما ولاية الرسول (ص) فهي ولاية تشريعية بحيث ان الرسول (ص) لا يكون مستقلا في ولايته فله تصرف في أمور الناس لأنه الأولى بهم ولكن بدون استقلالية كما قال تعالى ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )(الأحزاب: 6). أما ولاية الذين آمنوا فهي نفس ولاية الرسول (ص) ولكن لا تكون لهم ولاية بوجود الرسول (ص) . فولايتهم على الناس كافة لا تكون مستقلة عن الله سبحانه وتعالى أولا وثانيا لا تكون بمحضر الرسول (ص) . وهذا ما يؤكده قول الرسول (ص) في علي عليه السلام في غدير خم " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " .

                      اخي الكريم: لم يظهر المراد من قولك ان ولاية الرسول ص تشريعية
                      اللهم الا ان يكون مرادك من هذا الاصطلاح هو الولاية غير المستقلة
                      فيكون اصطلاح جديد غير معهود استعماله في كلمات العلماء .
                      وعلى كل لا مشاحة في الاصطلاح و ما يهمنا هو ان الظاهر من الاية
                      الكريمة ان الولاية الثابتة لله تعالى يالاصالة والاستقلال هي عينها
                      الثابتة للنبي ص ولامير المؤمنين ع غاية ما في الامر ان ثبوتها لهما
                      انما هو بالعرض والتبع اي باعطاء منه تعالى .
                      واما استفادة ان الولاية ترتبية و غير ثابتة لامير المؤمنين ع في حياة النبي ص فهذا ايضا ظاهر من الاية الكريمة ببيان :
                      ان الاية تخاطب المؤمنين انما وليكم الله ورسول والذين امنوا )
                      وهذا الخطاب شامل لجميع المؤمنين بمن فيهم الرسول وامير المؤمنين
                      فنستفيد من الاية الكريمة 1- ان ولاية الله شاملة لجميع المؤمنين
                      بمن فيهم الرسول وامير المؤمنين .
                      2- ان ولاية الرسول شاملة لجميع المؤمنين بمن فيهم امير المؤمنين
                      ويخرج عن هذه الولاية الرسول ص لانه لا معنى لاتحاد الولي والمولى عليه . فتبدا ولاية امير المؤمنين ع من حين وفاة النبي ص .
                      وهو معنى الترتبية .

                      تعليق


                      • #26
                        من المتابعين , إن شاء الله تعالى

                        تعليق


                        • #27
                          اللهم صلِ وسلم على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

                          تسجيل حضور ومتابعة لشيعة حيدرة الكرار سلام الله عليه.

                          وصلت إلى النقطة الثالثة في القراءة.

                          وفقكم الله وسدد خطاكم ياكرام.

                          تعليق


                          • #28
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            اللهم صلي على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واللعن الابدية على اعداء آل محمد صلى الله عليه وعلى اله .

                            اشكر الاخوة الكرام :

                            كريم أهل البيت و jabber و smarts و و لواء الحسين و ولايتي لأمير النحل .
                            و ابو احمد العاملي
                            على مرورهم المبارك والذي شرفني كثيرا وللخوة جميعا .

                            اخي الكريم ابو احمد العاملي
                            حياك الله واسعدتنا بنقاطك

                            لقد قلت " ان الاشكال المطروح حول عبارة ( اشهد ان عليا ولي الله ) اوهى من بيت العنكبوت ولا يعني ذلك ان نتجاهله ونتركه من دون رد ولكن الرد عليه بهذه الكيفية من التطويل والتفصيل قد يوهم بانه
                            بمكان من الاهمية بحيث يحتاج دفعه الى كل ما ذكر
                            "

                            وانا اقول لك انني معك في هذا الامر وان المسالة واضحة ولا تحتاج الى تفصيل . ولكن اخي الكريم ماذا نفعل فانت اما ان ترى الشمس او تستطيع ان تضع يدك على عينك فتحجبها عنك وتتجاهل هذه الشمس .
                            صدقني اخي الكريم لم يرحل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله الا وبين للامة كل ما ينفعها ويقربها الى الله وكل ما يضرها ويبعدها عن الله تعالى لدرجة انه لم ينسى حتى مسالة قص الظفر .
                            فهل يا تراه رحل واعلمهم بحكم قص الظفر وتجاهل من يقوم مقامه ويبين احكام الشريعة ويبين ما يهدي الى الناس ؟.
                            لقد اراد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يبين هذا الامر حتى في اخر لحظات من حياته حين امر باحضار الاداة والكتف ولكن القوم عرفوا ما يريد فصدو عنه . وتجد هذا واضحا في كتاب الله تعالى حيث قال (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (ابراهيم:4)
                            اذا الامر واضح لا يحتاج الى تفصيل ولا تطويل كما تفضلتم ولكن القوم جعلو منا نستنتج دلائل وحقائق لربما لم تكن واضحة ولم يزال عنها القناع الا بعد البحث والتحقيق .

                            وقلت اخي الكريم " ومن جهة اخرى ان دفع الاشكال لا يتوقف على ان يكون الولي بمعنى الاقرب وانما يمكن دفعه باي معنى كان كالحاكم والاولى بالتصرف
                            والخليفة والاقرب فمثلا لو فرضنا ان المعني هو الحاكم فلا يلزم ان يكون الامام علي عليه السلام حاكم على الله كما لا يلزم في عبارة اشهد ان محمد ورسول الله ان يكون الرسول رسولا على الله وانما الاضافة هنا في
                            كلا العبارتين بمعنى ( من ) اي من الله فيصبح المعنى رسول من الله وولي من الله اما رسول على من او ولي على من فهذا معلوم من قرائن خارجية واضحة .
                            "

                            فاقول لك اخي الكريم ليس كل ما تفهمه انت يفهمه مخالفك . ولكن دعني اقول لك بشيء :
                            ان القوم ارادوا من معنى الولي هو ان يصرفوها عن الاولى بالامر فجعلوها في النصرة والمحبة على ان هذان المعنيان لا يمثلان اي فائدة اذا اخذنا بهم في الايةالشريفة .
                            ساضرب لك مثالا اخر :تجد الطحاوي يعترف في حديث " لا تصلو علي الصلاة البتراء " . في حين انه يصرف معنى الآل الى معنى الامة بعد ان ضاق ذرعا في هذا الحديث بما يشمله على ميزة لاهل البيت عليهم السلام فتراه يفسر معنى الآل بالامة فقد قال " والمراد بالآل هنا سائر الامة . وقوله آل محمد كل تقي . حمل على التقوى من الشرك . لان المقام لدعاء " ( حاشية الطحاوي على مراقي الفلاح ج:1 ص8 )
                            واذا اردت التفصيل فيمكن ان ترجع للمصدر اخي الكريم لتجد ان جل اهتمام القوم هو صرف الحقيقة عن الناس وهذا نابع لحسدهم لاهل البيت عليهم السلام . وما فصلناه في معنى كلمة ولي انما تبيين كل معانيها والوصول بها الى معنى واحد وهو القرب .

                            واما قولك اخي الكريم " ومن جهة اخرى ان دفع الاشكال لا يتوقف على ان يكون الولي بمعنى الاقرب وانما يمكن دفعه باي معنى كان كالحاكم والاولى بالتصرف
                            والخليفة والاقرب فمثلا لو فرضنا ان المعني هو الحاكم فلا يلزم ان يكون الامام علي عليه السلام حاكم على الله كما لا يلزم في عبارة اشهد ان محمد ورسول الله ان يكون الرسول رسولا على الله وانما الاضافة هنا في
                            كلا العبارتين بمعنى ( من ) اي من الله فيصبح المعنى رسول من الله وولي من الله اما رسول على من او ولي على من فهذا معلوم من قرائن خارجية واضحة .
                            "

                            اخي الكريم عندما قلت بانها تشريعية اي انها من الله سبحانه وتعالى جعلها في رسوله (ص) . فانت اخي الكريم تعرف ان الصلاة والزكاة والصوم وغيرها كلها امور تشريعية شرعها الله سبحانه وتعالى من خلال نبيه صلى الله عليه واله فلا يمكن ترك واحد من هذه الامور . كذلك الولاية بمعنى ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اولى بالامر مشرعة من الله تعالى فقد قال تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )(الأحزاب: 6) . ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه واله " الست اولى بكم من انفسكم . فلما قالو بلى يا رسول الله . قال من كنت مولاه فعلي مولاه " . اي من قبل بهذا الامر فاليعلم انه يجب ان يقبل بمن اشرعه لهم كولي من بعدي . تماما كالصلاة والزكاة والصيام وغيرها اذا انها اوامر تشريعية من الله تعالى .
                            ولذلك عندما كفر بها عمرو بن الحارث الفهري في قصة مشهورة متواترة وسال من الله العذاب ان كانت ولاية اميرالمؤمنين منه انزل عليه العذاب واليك رواية من هذه الروايات :

                            حدثني جعفر بن محمد بن بشرويه القطان معنعنا , عن الاوزاعي ,عن صعصعة بن صوحان والاحنف بن قيس قالا جميعا : سمعنا ابن عباس (رض )قال : كنت مع رسول اللّه (ص ) اذ دخـل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال : يا احمدامرتنا بالصلاة والزكاة افمنك هذا ام من ربك يا محمد ؟ قال : الفريضة من ربي واداالرسالة مني , حتى اقول : ما اديت اليكم الا ما امرني ربي .
                            قـال : فـامـرتنا بحب علي بن ابي طالب , زعمت انه منك كهارون من موسى ,وشيعته على نوق غر محجلة يرفلون في عرصة القيامة , حتى ياتي الكوثر فيشرب ويسقي هذه الامة , ويكون زمرة في عرصة القيامة , ابهذا الحب سبق من السما ام كان منك يا محمد؟.
                            قال : بلى سبق من السما ثم كان مني لقد خلقنا اللّه نورا تحت العرش فقال عمرو بن الحارث : الان علمت انك ساحر كذاب قـال : بلى , ولكن خلقني اللّه نورا تحت العرش قبل ان يخلق اللّه آدم باثني عشرالف سنة , فلما ان خـلـق اللّه آدم القى النور في صلب آدم , فاقبل ينتقل ذلك النور من صلب الى صلب , حتى تفرقنا في صلب عبد اللّه بن عبد المطلب وابي طالب ,فخلقنا ربي من ذلك النور , لكنه لكن لا نبي بعدي .
                            قـال : فـوثـب عـمـرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلا من الكفار , وهم ينفضون ارديتهم فيقولون : اللهم ان كان محمد صادقا في مقالته فارم عمرا واصحابه بشواظ من نار.
                            قـال فـرمـي عـمـرو واصـحابه بصاعقة من السما , فانزل اللّه هذه الاية : سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من اللّه ذي المعارج فالسائل عمرو واصحابه
                            .

                            واليك ان تسال العامة عن قوله تعالى (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ ) (سـبأ:46) . فقل ما هي هذه العضة من الله تعالى ؟
                            لتجدهم يتخبطون في امرها .

                            تعليق


                            • #29
                              سلام عليكم اساتذتي الكرام

                              استاذي العزيزالغالي سيف بتار
                              اشكرك على هذا الجهد العظيم المتكامل والذي سوف يجعل منه جوهرة في ردود الموالين على اشكالات الغير

                              وقد احتاجاليكفعلا في المشروع القادم حول اعداد الاجوبة على المواضيع المثارة على الشيعة فان وجودك اساس العمل القادم

                              اكرر شكري لك
                              تلميذك ابو حسام

                              تعليق


                              • #30
                                اللهم صلِ وسلم على محمد وآل محمد الطيببن الطاهرين

                                لم نرى تداخل الزميل الجمال على هذا الموضوع لعل المانع خيراً.

                                بالصلاة على محمد وآل محمد

                                اللهم صلِ وسلم على محمد وآل محمد

                                اللهم صلِ وسلم على محمد وآل محمد

                                اللهم صلِ وسلم على محمد وآل محمد

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X