لله درّك يا مدينة (الرميثة).. تَحُّرك أهلكِ أمس يُبشّر بالعشرين!
بقلم: سمير عبيد*
من خلال كتب التاريخ والأساطير ثبت إن هناك مدنا وهبها الله الخلود في التاريخ الوطني والشعبي وحتى السياسي وفي جميع بلدان العالم، فهناك المدن التي سٌجلت في التاريخ المذموم والذي يحكي عن بطش الدول والشعوب، فعلى سبيل المثال المدينة اليابانية ( هيروشيما) التي جسّدت بطش وبربرية أميركا، وبالمقال هناك مدينة ( أم قصر) العراقية في البصرة و التي أوقفت العدوان الأميركي الأخير وليومين متتالين ودخلت في سجل التاريخ المحمود، وكذلك هناك مدينة ( الرستمية) قرب بابل و التي خلدت في تاريخ العراق، وتحديدا في فصل ثورة العشرين عندما أبادت الجيش البريطاني في تلك المنطقة و الذي كان مستعمرا للعراق، كما هناك مدينة (الرميثة) التابعة إلى محافظة السماوة العراقية، والتي تحمل شرف تحرير العراق من الاستعمار الإنجليزي، وكذلك تحمل شرف تأسيس الدولة العراقية، وتحمل شرف تثوير الشعب العراقي ضد الاستعمار، فيبدو لهذه المدينة صفة خاصة، ولأهلها صفات خاصة وهبها الله لهم على الرغم من الضيم والقحط والإهمال الذي لحق بهذه المدينة، وعلى مر الحكومات التي حكمت العراق.
لذا لهذه المدينة ( الرميثة) طعم ووقع خاص عند الشعب العراقي، تلك المدينة التي لازالت تفخر بمجتمعها القبلي ونظامها العشائري، حيث لازالت هناك مضارب بني حجيم، ومضارب الظوالم، ومضارب الخزاعل، والشرع وآل ياسر وغيرها من القبائل العربية والعلوية الأصيلة، ولازال لأهلها سطوة في القوة والإباء والصبر الذي ورثوه عن الأجداد ومن بيئة شبه صحراوية، كما لازال الحدس والفطنة يلعبان لعبتهما عند معظم الرجال في هذه المدينة، فالمرحوم الخالد الشيخ ( شعلان أبو الجون ـ رحمه الله) وهو شيخ مشايخ بني حجيم لم ينظّر كما ينظّر الساسة الآن، ولم يطرح برنامجا سياسيا لأن برنامجه مرتبط بغيرة ونخوة الجميع، ولم يفرش الخرائط ويؤشر بقلمه أو عصاه، ولكنه عندما اُعتقل من قبل القوات الأنجليزية المحتلة للعراق في مخفر الرميثة، وقبيل التسفير إلى جهة مجهولة طلب لقاء ولده ومجموعة قليلة من أقرباءه الذين طلبهم بالاسم، فعندما حضروا إلى المخفر قال لهم ( غدا سيسفرونني إلى مكان لا أعرفه..لهذا أنا بحاجة إلى عشر ليرات ذهب قبل طلوع الفجر) وصمت الشيخ رحمه الله، فعرف الرجال المطلوب وهو ( عشرة رجال شجعان يقتحمون المخفر ويحررون الشيخ شعلان)، ولقد تم ذلك وكانت الشرارة التي زلزلت الأرض تحت أقدام المستعمر الإنجليزي، وهبت حينها القبائل العربية الأصيلة وأخذت زمام الأمور، وانتقلت شرارة الثورة من منطقة إلى أخرى، ومن خلال حنكة قادة ثورة العشرين من رجال القبائل أحسوا وفكروا بضرورة تثوير رجال الدين كي تأخذ الثورة طابعا آخر، وبالفعل تم الضغط على المرجعية الشيعية في النجف كي تشترك وبعد اخذ ورد تم لرجال القبائل ذلك، وكانت المرجعية رديفا لهذه الجماهير من خلال الفتاوى والمحاضرات والندوات والزيارات للمدن وميادين القتال، ونجحت الثورة بطرد المستعمر الإنجليزي، وخلدت قصة الشيخ شعلان أبو الجون وخلد معها اسمه وأسماء الرجال الشجعان من شيوخ القبائل كما خلدت الأهازيج ومنها ( الطوب أكبر لو مكَواري)، والطوب هو المدفع، أما المكَوار فهو عصا في نهايتها كمية من الزفت الأسود ( القير) الصلبة، كما خلدت الأهزوجة الشعبية عندما غرز أحد الثوار فالته ( الفالة: قصبة طويلة وفي نهايتها كف حديدي بأصابع مدببة تستعمل لصيد السمك) في صدر أحد الضباط الإنجليز والذي نُقل إلى الخارج دون أن يخرجوا منه تلك ( الفاله) فجاءت الأهزوجة ( مشكولة الذمة إعللفاله)، بمعنى نريد الفالة وبذمتكم، وهو نوع من الإباء والزهو!، وهكذا تم تأسيس الدولة العراقية الحديثة!.
ما أجمل عبق التاريخ والرجولة والرجال الرجال، لذا لا يمكن أن يموت عِرق هؤلاء الرجال، ولا يمكن أن تغيب الكرامة والوطنية عن العراقيين، بل هي في العروق وسوف تتفجر وتقتلع الاحتلال والعملاء معا، وإننا نكاد نراها ونسمعها هذه الأيام، فالشعب العراقي لا ينام على ضيم، وساعات الشدة قليلة، ولكنها تحتاج عض الناب والسن على الشفاه والتوكل على الله والإقدام نحو الثورة المباركة.
وها هي (الرميثة) البطلة، وهاهم أهل الرميثة يكررون التاريخ والحدث، فقبل 48 ساعة من كتابة هذا المقال خرج أهالي الرميثة بالعصي وحملوا ( المكاوير) وكأن مشهد ثورة العشرين يعيد نفسه، وكان في مقدمة الظاهرة حفيدا للشيخ شعلان أبو الجون لا نريد ذكر أسمه خوفا من الملاحقة، ولقد هتفوا ضد الاحتلال وضد العملاء، وطالبوا بجلاء القوات الأجنبية الأميركية وغيرها من العراق، إنها وقفة بطلة لهذه المدينة وأهلها، ويبدو هناك تخطيطا وبرنامجا تصعيديا، كما يبدو هناك قيادة حكيمة تتحرك في تلك المدينة البطلة، فالرمزية التي خرج بها المتظاهرون كانت رائعة في رميزتها وتوقيتها وشعاراتها وتركيزها على خروج المحتل من العراق، حيث رفعوا ( رايات عشائرية، ومكاوير، وفالات، وعصي، وحناجر، وغيرها)، لذا على المدن المجاورة التحرك بنفس الاتجاه، وعليها مساندة الرميثة وأهلها، كما يجب رفد الرميثة بالرجال لتبزغ منها شمس الحرية والتحرير.
فلابد من التصعيد والاعتصام في الشوارع والمؤسسات ولأيام ودون حمل السلاح أو التخريب كي يرى الشعب الأميركي الذي يكذب عليه رئيسه ( بوش) صوركم ورفضكم للاحتلال، وبهذا سيسقط كذب الرئيس بوش وإدارته، وتسقط شعارات الذين ضحكوا عليكم بلعبة الانتخابات، وأصبحوا في المنطقة الخضراء ينهبون بملايين الدولارات، وأنتم لا تمتلكون حبة الدواء ولا رغيف الخبز، هؤلاء الذين كذبوا عليكم بلعبة الدين والمذهب وبلعبة الديموقراطية والحرية، يجب اقتلاعهم هم والاحتلال وبطريقة الإعتصامات السلمية.
فساعات الشدة قليلة، ولكنها تحتاج للصبر كي يحل الظفر والنصر، فبلدكم لكم، وخيراته لكم، أطردوا الاحتلال والعملاء وجميع اللوبيات العربية والإقليمية التي تنهب بخيرات شعبكم وتقتل بأبنائكم، فهناك القوات الأميركية المحتلة ومعها القوات الغربية، وهناك الغزو الإيراني الذي أصبح في جميع مدن وأزقة العراق، كما هناك التغلغل الإسرائيلي، والتدخل الكويتي والأردني، وهناك أنتم يا شعب الرميثة والعراق..فهل تقبلون الذل والتبعية إلى الأبد، لا نعتقد ذلك جازمين، لذا كحلوا عيون أطفالكم ونسائكم وأمهاتكم وأخواتكم وموتاكم من خلال الوقفة البطلة التي تقتلع الاحتلال والعملاء، حينها سيعود الوطن لكم بسمائه وماءه وثرواته وخيراته، وحينها سترمون البرامج الطائفية والعِرقية والحزبية في مزبلة التاريخ، ويعود الشعب العراقي إلى المحبة والتآخي والبناء.
لذا نناشد شيوخ القبائل الشرفاء ورجال القوات المسلحة الشرفاء وجميع الوطنيين في داخل وخارج العراق التحرك ورص الصفوف من أجل تحرير العراق قبل التقسيم، وقبل ارتهان العراق وخيراته إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، فهناك مخطط أن يكون النفط لهم وللأبد، وهناك مخططات ستجعلكم عمالا بالأجرة في مصانعهم وشركاتهم في العراق الذي هو بلدكم، ودون حقوق ودون ضمان، وهذا ما أسس له حاجب بوش السابق في العراق (بول بريمر) ومن خلال قوانين وقع عليها هؤلاء الذين خدعوكم في الانتخابات السابقة، والذين يريدون تمرير الدستور الهجين هذه الأيام، كما يريدون الفوز في الانتخابات المقبلة، فقولوا لا وألف لا لهؤلاء، فالعراق خزين من الرجال الشرفاء والنزهاء ومن جميع الاختصاصات، فلستم بحاجة إلى اللصوص والدجالين!.
انتفضوا فالوقت من ذهب..
تعلموا فن الحرب الحديثة والتي أصبحت في ومن الشارع، لتنقلها عدسات وسائل الإعلام للعالم، فالحرب إعلامية بالدرجة الأولى، فالرئيس بوش يتخبط وشعبيته وصلت إلى 59% كما هناك ضغطا شديدا عليه من رجال الكونغرس الأميركي، فساعدوهم كي يضغطوا أكثر من خلال إعتصاماتكم وهتافاتكم وشعاراتكم في المدن والقصبات، ودون اللجوء إلى العنف، فأسبوع من الاعتصام في الشوارع سيغير الكثير، وسيحقق ما تعجز عنه البارجات والصواريخ.
ارفضوا الموت البطيء الذي يقتلكم يوما بعد يوم..وهبوا نحو الشارع ونحو الإعتصامات المليونية كي يكون مفتاحا للتحرير وعند الإعتصامات المستمرة سوف يلجأ لكم حتى الشرفاء الذين في المنطقة الخضراء، والذين تورطوا في لعبة الاحتلال (نعم فهناك بينهم من الشرفاء، وكذلك يتواجد هناك الشرفاء و في جميع الوزارات والمؤسسات العراقية).
فبوركت الرميثة وأهلها.. وعليها وعلى الشرفاء بها وخارجها إعادة كتابة التاريخ من جديد!.
كاتب عراقي
01.07.05
samiroff@hotmail.com
بقلم: سمير عبيد*
من خلال كتب التاريخ والأساطير ثبت إن هناك مدنا وهبها الله الخلود في التاريخ الوطني والشعبي وحتى السياسي وفي جميع بلدان العالم، فهناك المدن التي سٌجلت في التاريخ المذموم والذي يحكي عن بطش الدول والشعوب، فعلى سبيل المثال المدينة اليابانية ( هيروشيما) التي جسّدت بطش وبربرية أميركا، وبالمقال هناك مدينة ( أم قصر) العراقية في البصرة و التي أوقفت العدوان الأميركي الأخير وليومين متتالين ودخلت في سجل التاريخ المحمود، وكذلك هناك مدينة ( الرستمية) قرب بابل و التي خلدت في تاريخ العراق، وتحديدا في فصل ثورة العشرين عندما أبادت الجيش البريطاني في تلك المنطقة و الذي كان مستعمرا للعراق، كما هناك مدينة (الرميثة) التابعة إلى محافظة السماوة العراقية، والتي تحمل شرف تحرير العراق من الاستعمار الإنجليزي، وكذلك تحمل شرف تأسيس الدولة العراقية، وتحمل شرف تثوير الشعب العراقي ضد الاستعمار، فيبدو لهذه المدينة صفة خاصة، ولأهلها صفات خاصة وهبها الله لهم على الرغم من الضيم والقحط والإهمال الذي لحق بهذه المدينة، وعلى مر الحكومات التي حكمت العراق.
لذا لهذه المدينة ( الرميثة) طعم ووقع خاص عند الشعب العراقي، تلك المدينة التي لازالت تفخر بمجتمعها القبلي ونظامها العشائري، حيث لازالت هناك مضارب بني حجيم، ومضارب الظوالم، ومضارب الخزاعل، والشرع وآل ياسر وغيرها من القبائل العربية والعلوية الأصيلة، ولازال لأهلها سطوة في القوة والإباء والصبر الذي ورثوه عن الأجداد ومن بيئة شبه صحراوية، كما لازال الحدس والفطنة يلعبان لعبتهما عند معظم الرجال في هذه المدينة، فالمرحوم الخالد الشيخ ( شعلان أبو الجون ـ رحمه الله) وهو شيخ مشايخ بني حجيم لم ينظّر كما ينظّر الساسة الآن، ولم يطرح برنامجا سياسيا لأن برنامجه مرتبط بغيرة ونخوة الجميع، ولم يفرش الخرائط ويؤشر بقلمه أو عصاه، ولكنه عندما اُعتقل من قبل القوات الأنجليزية المحتلة للعراق في مخفر الرميثة، وقبيل التسفير إلى جهة مجهولة طلب لقاء ولده ومجموعة قليلة من أقرباءه الذين طلبهم بالاسم، فعندما حضروا إلى المخفر قال لهم ( غدا سيسفرونني إلى مكان لا أعرفه..لهذا أنا بحاجة إلى عشر ليرات ذهب قبل طلوع الفجر) وصمت الشيخ رحمه الله، فعرف الرجال المطلوب وهو ( عشرة رجال شجعان يقتحمون المخفر ويحررون الشيخ شعلان)، ولقد تم ذلك وكانت الشرارة التي زلزلت الأرض تحت أقدام المستعمر الإنجليزي، وهبت حينها القبائل العربية الأصيلة وأخذت زمام الأمور، وانتقلت شرارة الثورة من منطقة إلى أخرى، ومن خلال حنكة قادة ثورة العشرين من رجال القبائل أحسوا وفكروا بضرورة تثوير رجال الدين كي تأخذ الثورة طابعا آخر، وبالفعل تم الضغط على المرجعية الشيعية في النجف كي تشترك وبعد اخذ ورد تم لرجال القبائل ذلك، وكانت المرجعية رديفا لهذه الجماهير من خلال الفتاوى والمحاضرات والندوات والزيارات للمدن وميادين القتال، ونجحت الثورة بطرد المستعمر الإنجليزي، وخلدت قصة الشيخ شعلان أبو الجون وخلد معها اسمه وأسماء الرجال الشجعان من شيوخ القبائل كما خلدت الأهازيج ومنها ( الطوب أكبر لو مكَواري)، والطوب هو المدفع، أما المكَوار فهو عصا في نهايتها كمية من الزفت الأسود ( القير) الصلبة، كما خلدت الأهزوجة الشعبية عندما غرز أحد الثوار فالته ( الفالة: قصبة طويلة وفي نهايتها كف حديدي بأصابع مدببة تستعمل لصيد السمك) في صدر أحد الضباط الإنجليز والذي نُقل إلى الخارج دون أن يخرجوا منه تلك ( الفاله) فجاءت الأهزوجة ( مشكولة الذمة إعللفاله)، بمعنى نريد الفالة وبذمتكم، وهو نوع من الإباء والزهو!، وهكذا تم تأسيس الدولة العراقية الحديثة!.
ما أجمل عبق التاريخ والرجولة والرجال الرجال، لذا لا يمكن أن يموت عِرق هؤلاء الرجال، ولا يمكن أن تغيب الكرامة والوطنية عن العراقيين، بل هي في العروق وسوف تتفجر وتقتلع الاحتلال والعملاء معا، وإننا نكاد نراها ونسمعها هذه الأيام، فالشعب العراقي لا ينام على ضيم، وساعات الشدة قليلة، ولكنها تحتاج عض الناب والسن على الشفاه والتوكل على الله والإقدام نحو الثورة المباركة.
وها هي (الرميثة) البطلة، وهاهم أهل الرميثة يكررون التاريخ والحدث، فقبل 48 ساعة من كتابة هذا المقال خرج أهالي الرميثة بالعصي وحملوا ( المكاوير) وكأن مشهد ثورة العشرين يعيد نفسه، وكان في مقدمة الظاهرة حفيدا للشيخ شعلان أبو الجون لا نريد ذكر أسمه خوفا من الملاحقة، ولقد هتفوا ضد الاحتلال وضد العملاء، وطالبوا بجلاء القوات الأجنبية الأميركية وغيرها من العراق، إنها وقفة بطلة لهذه المدينة وأهلها، ويبدو هناك تخطيطا وبرنامجا تصعيديا، كما يبدو هناك قيادة حكيمة تتحرك في تلك المدينة البطلة، فالرمزية التي خرج بها المتظاهرون كانت رائعة في رميزتها وتوقيتها وشعاراتها وتركيزها على خروج المحتل من العراق، حيث رفعوا ( رايات عشائرية، ومكاوير، وفالات، وعصي، وحناجر، وغيرها)، لذا على المدن المجاورة التحرك بنفس الاتجاه، وعليها مساندة الرميثة وأهلها، كما يجب رفد الرميثة بالرجال لتبزغ منها شمس الحرية والتحرير.
فلابد من التصعيد والاعتصام في الشوارع والمؤسسات ولأيام ودون حمل السلاح أو التخريب كي يرى الشعب الأميركي الذي يكذب عليه رئيسه ( بوش) صوركم ورفضكم للاحتلال، وبهذا سيسقط كذب الرئيس بوش وإدارته، وتسقط شعارات الذين ضحكوا عليكم بلعبة الانتخابات، وأصبحوا في المنطقة الخضراء ينهبون بملايين الدولارات، وأنتم لا تمتلكون حبة الدواء ولا رغيف الخبز، هؤلاء الذين كذبوا عليكم بلعبة الدين والمذهب وبلعبة الديموقراطية والحرية، يجب اقتلاعهم هم والاحتلال وبطريقة الإعتصامات السلمية.
فساعات الشدة قليلة، ولكنها تحتاج للصبر كي يحل الظفر والنصر، فبلدكم لكم، وخيراته لكم، أطردوا الاحتلال والعملاء وجميع اللوبيات العربية والإقليمية التي تنهب بخيرات شعبكم وتقتل بأبنائكم، فهناك القوات الأميركية المحتلة ومعها القوات الغربية، وهناك الغزو الإيراني الذي أصبح في جميع مدن وأزقة العراق، كما هناك التغلغل الإسرائيلي، والتدخل الكويتي والأردني، وهناك أنتم يا شعب الرميثة والعراق..فهل تقبلون الذل والتبعية إلى الأبد، لا نعتقد ذلك جازمين، لذا كحلوا عيون أطفالكم ونسائكم وأمهاتكم وأخواتكم وموتاكم من خلال الوقفة البطلة التي تقتلع الاحتلال والعملاء، حينها سيعود الوطن لكم بسمائه وماءه وثرواته وخيراته، وحينها سترمون البرامج الطائفية والعِرقية والحزبية في مزبلة التاريخ، ويعود الشعب العراقي إلى المحبة والتآخي والبناء.
لذا نناشد شيوخ القبائل الشرفاء ورجال القوات المسلحة الشرفاء وجميع الوطنيين في داخل وخارج العراق التحرك ورص الصفوف من أجل تحرير العراق قبل التقسيم، وقبل ارتهان العراق وخيراته إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، فهناك مخطط أن يكون النفط لهم وللأبد، وهناك مخططات ستجعلكم عمالا بالأجرة في مصانعهم وشركاتهم في العراق الذي هو بلدكم، ودون حقوق ودون ضمان، وهذا ما أسس له حاجب بوش السابق في العراق (بول بريمر) ومن خلال قوانين وقع عليها هؤلاء الذين خدعوكم في الانتخابات السابقة، والذين يريدون تمرير الدستور الهجين هذه الأيام، كما يريدون الفوز في الانتخابات المقبلة، فقولوا لا وألف لا لهؤلاء، فالعراق خزين من الرجال الشرفاء والنزهاء ومن جميع الاختصاصات، فلستم بحاجة إلى اللصوص والدجالين!.
انتفضوا فالوقت من ذهب..
تعلموا فن الحرب الحديثة والتي أصبحت في ومن الشارع، لتنقلها عدسات وسائل الإعلام للعالم، فالحرب إعلامية بالدرجة الأولى، فالرئيس بوش يتخبط وشعبيته وصلت إلى 59% كما هناك ضغطا شديدا عليه من رجال الكونغرس الأميركي، فساعدوهم كي يضغطوا أكثر من خلال إعتصاماتكم وهتافاتكم وشعاراتكم في المدن والقصبات، ودون اللجوء إلى العنف، فأسبوع من الاعتصام في الشوارع سيغير الكثير، وسيحقق ما تعجز عنه البارجات والصواريخ.
ارفضوا الموت البطيء الذي يقتلكم يوما بعد يوم..وهبوا نحو الشارع ونحو الإعتصامات المليونية كي يكون مفتاحا للتحرير وعند الإعتصامات المستمرة سوف يلجأ لكم حتى الشرفاء الذين في المنطقة الخضراء، والذين تورطوا في لعبة الاحتلال (نعم فهناك بينهم من الشرفاء، وكذلك يتواجد هناك الشرفاء و في جميع الوزارات والمؤسسات العراقية).
فبوركت الرميثة وأهلها.. وعليها وعلى الشرفاء بها وخارجها إعادة كتابة التاريخ من جديد!.
كاتب عراقي
01.07.05
samiroff@hotmail.com
تعليق