بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله عظيم المنه وناصر الدين باهل السنه
والصلاة والسلام علي سيد ولد ادم وعلي اله وصحابته ومن تبعهم باحسان والي يوم الدين
اما بعد......
استقرت في نفوس المؤمنين لآل البيت النبوي مكانة رفيعة ، لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ، واتصالهم بنسبه ، حتى قال أبو بكر رضي الله عنه : ( والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي ) رواه البخاري ومسلم ، وقد أقر المسلمون لآل البيت بهذه المكانة ، وعرفوا لهم حقهم من الإجلال والتعظيم ، والسبب وراء ذلك يعود لأمرين:
الأول: ما اقتضته الطبيعة البشرية والجبلة الإنسانية ، من أن الرجل إذا عظم في قلبه حبُّ أحدٍ أحبَّ من يتصل به من والد وولد.
والأمر الثاني : يعود إلى ما أكرم الله به آل البيت من كرامات عظيمة استحقوها لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان حقاً على المؤمنين أن يكرموا من أكرم الله جل وعلا.
ومن كرامة الله لآل بيت نبيه أن نزههم عن صدقات الناس التي يدفعونها تطهراً من الذنوب والخطايا ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس ) رواه البخاري ومسلم .
وحتى لا يصيب آل البيت حاجة أو عوز لا سيما الفقراء منهم ، فقد أبدلهم الله بمكسب هو من أطيب المكاسب ، وليس فيه المعنى الذي من أجله حرمت عليهم الصدقة ، حيث فرض لهم خمس الخمس يعطونه من الغنيمة ، قال تعالى: { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } (لأنفال:41)، والمقصود بذي القربى في الآية هم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وهم زوجاته وبنو هاشم وبنو عبد المطّلب.
هذا عن حقوق آل البيت عامة ، وثمة كرامات خاصة أكرم الله بها بعض أهل بيته ، كتكريم الله زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث فضل الله نساء النبي على سائر نساء المسلمين إن تحلين بالتقوى ، وقمن بحقها ، قال تعالى : : { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا } (الأحزاب:32)، وأكرمهن بأن جعل بيوتهن موطنا يتنزل فيها وحي السماء ، قال تعالى: { واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا }(الأحزاب:34).
ولما كانت مكانتهن تلك المكانة ، فقد حذرهن الله جل وعلا من الوقوع فيما يسخطه فيتخذ أعداء الإسلام ذلك سبيلا للطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ، فقال سبحانه:{ يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا }(الأحزاب:30).
والغاية من وراء ذلك هو المبالغة في تطهير بيت النبوة أن يشوبه عيب أو نقص ، وليكون موضعاً للتأسي والاقتداء في الطهارة والشرف لسائر الناس ، قال تعالى : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }(الأحزاب:33 )
ومع كل هذه المكانة التي أكرم الله بها آل بيت نبيه ، إلا أن ذلك كله مشروط بالصلاح والتقوى ، وهم فيما عدا ذلك كغيرهم من المسلمين لهم ما للمسلمين من حقوق ، وعليهم ما على المسلمين من واجبات ، فليس قربهم من النبي يخول لهم في الدنيا تجاوز أحكام الله وشرعه ، أو أن ينالوا النجاة في الآخرة دون تقوى وعمل صالح فكل في ميزان الله سواء ، وهذا ما أوضحته الأدلة الشرعية إيضاحاً تاماً بعيداً عن اللبس في أحاديث كثيرة منها :
ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها:أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكلمه أسامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشفع في حد من حدود الله ، ثم قام فاختطب فقال : إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فهذا الحديث يبين بما لا يدع مجالا للشك أن الكل أمام شرع الله سواء ، سواء أكان من آل البيت أم من غيرهم ، وسواء أكان من أشراف الناس أم من ضعفائهم هذا في الدنيا ، أما في الآخرة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم القول الفصل في ذلك عندما أعلنها صريحة أن : ( من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ) رواه مسلم فمدار النجاة على الإيمان والعمل الصالح ، لا على الأنساب والأحساب .
هذه هي حقوق آل بيت النبي ، وتلك هي مكانتهم ، فمن أنزلهم فيها فقد رشد وهدي إلى صراط مستقيم ، ومن غلا فيهم أو أجحف في حقهم ، فقد ضل سواء السبيل.
والحمد لله رب العالمين....
والحمد لله عظيم المنه وناصر الدين باهل السنه
والصلاة والسلام علي سيد ولد ادم وعلي اله وصحابته ومن تبعهم باحسان والي يوم الدين
اما بعد......
استقرت في نفوس المؤمنين لآل البيت النبوي مكانة رفيعة ، لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ، واتصالهم بنسبه ، حتى قال أبو بكر رضي الله عنه : ( والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي ) رواه البخاري ومسلم ، وقد أقر المسلمون لآل البيت بهذه المكانة ، وعرفوا لهم حقهم من الإجلال والتعظيم ، والسبب وراء ذلك يعود لأمرين:
الأول: ما اقتضته الطبيعة البشرية والجبلة الإنسانية ، من أن الرجل إذا عظم في قلبه حبُّ أحدٍ أحبَّ من يتصل به من والد وولد.
والأمر الثاني : يعود إلى ما أكرم الله به آل البيت من كرامات عظيمة استحقوها لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان حقاً على المؤمنين أن يكرموا من أكرم الله جل وعلا.
ومن كرامة الله لآل بيت نبيه أن نزههم عن صدقات الناس التي يدفعونها تطهراً من الذنوب والخطايا ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس ) رواه البخاري ومسلم .
وحتى لا يصيب آل البيت حاجة أو عوز لا سيما الفقراء منهم ، فقد أبدلهم الله بمكسب هو من أطيب المكاسب ، وليس فيه المعنى الذي من أجله حرمت عليهم الصدقة ، حيث فرض لهم خمس الخمس يعطونه من الغنيمة ، قال تعالى: { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } (لأنفال:41)، والمقصود بذي القربى في الآية هم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وهم زوجاته وبنو هاشم وبنو عبد المطّلب.
هذا عن حقوق آل البيت عامة ، وثمة كرامات خاصة أكرم الله بها بعض أهل بيته ، كتكريم الله زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث فضل الله نساء النبي على سائر نساء المسلمين إن تحلين بالتقوى ، وقمن بحقها ، قال تعالى : : { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا } (الأحزاب:32)، وأكرمهن بأن جعل بيوتهن موطنا يتنزل فيها وحي السماء ، قال تعالى: { واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا }(الأحزاب:34).
ولما كانت مكانتهن تلك المكانة ، فقد حذرهن الله جل وعلا من الوقوع فيما يسخطه فيتخذ أعداء الإسلام ذلك سبيلا للطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ، فقال سبحانه:{ يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا }(الأحزاب:30).
والغاية من وراء ذلك هو المبالغة في تطهير بيت النبوة أن يشوبه عيب أو نقص ، وليكون موضعاً للتأسي والاقتداء في الطهارة والشرف لسائر الناس ، قال تعالى : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }(الأحزاب:33 )
ومع كل هذه المكانة التي أكرم الله بها آل بيت نبيه ، إلا أن ذلك كله مشروط بالصلاح والتقوى ، وهم فيما عدا ذلك كغيرهم من المسلمين لهم ما للمسلمين من حقوق ، وعليهم ما على المسلمين من واجبات ، فليس قربهم من النبي يخول لهم في الدنيا تجاوز أحكام الله وشرعه ، أو أن ينالوا النجاة في الآخرة دون تقوى وعمل صالح فكل في ميزان الله سواء ، وهذا ما أوضحته الأدلة الشرعية إيضاحاً تاماً بعيداً عن اللبس في أحاديث كثيرة منها :
ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها:أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكلمه أسامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشفع في حد من حدود الله ، ثم قام فاختطب فقال : إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فهذا الحديث يبين بما لا يدع مجالا للشك أن الكل أمام شرع الله سواء ، سواء أكان من آل البيت أم من غيرهم ، وسواء أكان من أشراف الناس أم من ضعفائهم هذا في الدنيا ، أما في الآخرة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم القول الفصل في ذلك عندما أعلنها صريحة أن : ( من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ) رواه مسلم فمدار النجاة على الإيمان والعمل الصالح ، لا على الأنساب والأحساب .
هذه هي حقوق آل بيت النبي ، وتلك هي مكانتهم ، فمن أنزلهم فيها فقد رشد وهدي إلى صراط مستقيم ، ومن غلا فيهم أو أجحف في حقهم ، فقد ضل سواء السبيل.
والحمد لله رب العالمين....
تعليق