تويت
انطوى الصيف،وأقبل الشتاء بوروده البيضاء الندية،وبلألأه الجميلة الفضية،وبدرره اللماعة الجوهرية.
أقبل بعد طول انتظار ولهفةٍ وشغوف. أقبل ونحن متعطشون لبرودته ,وأمطاره. أقبل بعدما لسعنا الصيف بحرارته ورطوبته وجفافه.
هاهيا أشعة الشمس تنكسر تدريجياً وتختفي وتتلاشى أمام ناظري..وهاهيا الأرض قد كسيت الرداء الأبيض الجميل،وخلعت ردائها الأصفر المكبول،وانتعشت بالنسيم البارد العليل.
قد أوقدت المدافئ وهاهيا الأدخنة تتصاعد منها.
أخذت الساعات تمر بي،وكذالك الفراغ عشعش في صدري،وفي لحظةٍ من الزمن أنطلق التفكير بي إلى عالم الأحلام والصور ،فتمكن عقلي من التقاط بعضها وصورها،وارتسمت في وحي خيالي صورة سوف أصورها لكم.
رأيت سحابةً ساجيةً مائرةً متجهةٌ نحو الأفق،فرأيت بها فتقاً عتيقاً يدفق منه ماء ،فاقتربت إليها فتفحصت مائها بعينيّ وأنفي فأقربته من فمي فاستقيت من ذاك الماء الغريب،فتعجبت من طعمه قائلاً:الله..ما أحل طعمه ولونه ورائحته..فتملكني فضولٌ لم أعتد عليه بأن أدخل إلى تلك السحابة. دخلت فيها وفي هذه اللحظة بالذات تمكن الخيال البسيط أن يصبح حلماً كبير،فانتقلت من خيالي المحيط بي إلى خيال أعمق تعقيداً. لم أسر إلا قليلاً في تلك السحابة العجيبة فارتطمت بلوحةٍ عريضة فرفعت رأسي فرأيت بضع كلماتٍ مكتوبةٍ على خشبٍ منقوش بخط كبير وعميق منزل شيخ الجليد. فقلت هذه بدعة وكذبة إبريل،فإن من البداهة والفطانة إن يوجد في هذا الجو الجميل الممتلئ بالسحر والرومانسية شخصٌ يدعى بِشيخ الجليد...سرت وأنا ضاحكٌ من هذه الكذبة اللطيفةِ،وما إن أفقت من غيبوبة الضحك والتقهقر إلا وقد شاهدتُ بنايةً شاهقةٌ باسقة أشبه بناطحةِ سحابٍ،فرأيت أسفل منها مربٍ،مكتوب عليه شيخ الجليد،ولكن في هذه المرة ومن جانب التحقيق،اعتمدت على منطق العقل والحِس ،فتوغلت في السحابة العظيمةِ راجياً المولى القدير لعلي أجد مخرجاً مما أنا فيه وعليه من هذا اللغز الذي بدا يحيرني ويوأرقني ..فجأةً ومن دونِ سابقِ إنذار رأيت شبح شبه زائف سانداً معطفاً أبيضاً حريري على كرسي ثلجي واضعاً نظاراته على صفحاتٍ كتابٍ قريب من موقعي الذي رأيته فيه،فاقتربت منه اقترابت الوريد في الجسد،فرأيته مفتوق الوجه،متزعزع نحيل الجسد،فجعت منه فسارعت بقولِ:رحماك اللهم رحماك فلا صورة له في الأذهان ولا شبيهاً له في الأعيان وقاطبة الأديان..سألني بصوتٍ شذي ناعمٍ مرهف:من الذي أتى بكَ من معلومٍ إلى مجهول يا خجول؟!لمحت من سؤاله القصير الصغير خصائص وغرائز،فأجبت عليه:لا أدري،تمهل قليلاً لتناول قهوةٍ ثلجية على الطريقة التي يهوى ويطيب لها،ثم أراد أن يسألني،ولكن عجلت سؤلي كانت السباقةُ إلى أذنه أولاً فقلت له مستفسراً:أشيخ الجليد أنت؟!انطلقت منه ابتسامة خفية فقال:أنا هو بريحه وبرده،فتهجمت عليه بسؤال فض أريد أن أحطم بروده قائلاً:لما الإنكار والاستنكار قلي ياهذا كيف يمكن أن تكون شيخ الجليد وأنت على هذا الحال وبالدقة على هذا المنوال يا عيار؟!فأجابني بعد ما حلق بمخيلته بعيداً مجيباً:إني أذوق الموت وسكراته،فوخزني وشزني ضميري من هذا القول ،فقلت في نفسي بصوت القلب والأحاسيس:كلامه يدل على إنه شيخ الجليد،أردت سؤله،لكنه وبسرعةٍ فاقت التصور أجابني:نعم أنا شيخ الجليد في لباس العبيد كاسر الحديد قاطع الصديد،حارس هذه السحابة. فسكتُ قليلا قائلا:الله عمّ جميع المخلوقات من الذرةِ إلى أعظم المجرات،فكيف إذ؟لقد عمّه الله سبحانه وتعالى أيضا. سألني حائراً تائهاً خجلاً:ما لفرق بين الشتاء والصيف يا ولدي؟!!فقلت له وأنا مبتسم:الفرق بين الشتاء والصيف!قال:نعم،قلت:اسمع وركز أثابك الله تعالى،الفرق بين الشتاء والصيف كالفرق بين الخالق والمخلوق والرب والمربوب،والعلة والمعلول،والقدرةِ والمقدور يا شيخ...أردت الخروج ولكن قبل ذالك قلت له في تعجبٍ وذهول:كيف لك أن تعرف القول مجيب على الحديث من غير أن أتكلم أو أسألك؟!!فقال:هذا من غوص الفطن.أردت أن أسأله ولكن منبه الساعة كان الأسبق إلى أن يوقض نومي من فاكرت مخيلتي.
ودمتم...
أقبل بعد طول انتظار ولهفةٍ وشغوف. أقبل ونحن متعطشون لبرودته ,وأمطاره. أقبل بعدما لسعنا الصيف بحرارته ورطوبته وجفافه.
هاهيا أشعة الشمس تنكسر تدريجياً وتختفي وتتلاشى أمام ناظري..وهاهيا الأرض قد كسيت الرداء الأبيض الجميل،وخلعت ردائها الأصفر المكبول،وانتعشت بالنسيم البارد العليل.
قد أوقدت المدافئ وهاهيا الأدخنة تتصاعد منها.
أخذت الساعات تمر بي،وكذالك الفراغ عشعش في صدري،وفي لحظةٍ من الزمن أنطلق التفكير بي إلى عالم الأحلام والصور ،فتمكن عقلي من التقاط بعضها وصورها،وارتسمت في وحي خيالي صورة سوف أصورها لكم.
رأيت سحابةً ساجيةً مائرةً متجهةٌ نحو الأفق،فرأيت بها فتقاً عتيقاً يدفق منه ماء ،فاقتربت إليها فتفحصت مائها بعينيّ وأنفي فأقربته من فمي فاستقيت من ذاك الماء الغريب،فتعجبت من طعمه قائلاً:الله..ما أحل طعمه ولونه ورائحته..فتملكني فضولٌ لم أعتد عليه بأن أدخل إلى تلك السحابة. دخلت فيها وفي هذه اللحظة بالذات تمكن الخيال البسيط أن يصبح حلماً كبير،فانتقلت من خيالي المحيط بي إلى خيال أعمق تعقيداً. لم أسر إلا قليلاً في تلك السحابة العجيبة فارتطمت بلوحةٍ عريضة فرفعت رأسي فرأيت بضع كلماتٍ مكتوبةٍ على خشبٍ منقوش بخط كبير وعميق منزل شيخ الجليد. فقلت هذه بدعة وكذبة إبريل،فإن من البداهة والفطانة إن يوجد في هذا الجو الجميل الممتلئ بالسحر والرومانسية شخصٌ يدعى بِشيخ الجليد...سرت وأنا ضاحكٌ من هذه الكذبة اللطيفةِ،وما إن أفقت من غيبوبة الضحك والتقهقر إلا وقد شاهدتُ بنايةً شاهقةٌ باسقة أشبه بناطحةِ سحابٍ،فرأيت أسفل منها مربٍ،مكتوب عليه شيخ الجليد،ولكن في هذه المرة ومن جانب التحقيق،اعتمدت على منطق العقل والحِس ،فتوغلت في السحابة العظيمةِ راجياً المولى القدير لعلي أجد مخرجاً مما أنا فيه وعليه من هذا اللغز الذي بدا يحيرني ويوأرقني ..فجأةً ومن دونِ سابقِ إنذار رأيت شبح شبه زائف سانداً معطفاً أبيضاً حريري على كرسي ثلجي واضعاً نظاراته على صفحاتٍ كتابٍ قريب من موقعي الذي رأيته فيه،فاقتربت منه اقترابت الوريد في الجسد،فرأيته مفتوق الوجه،متزعزع نحيل الجسد،فجعت منه فسارعت بقولِ:رحماك اللهم رحماك فلا صورة له في الأذهان ولا شبيهاً له في الأعيان وقاطبة الأديان..سألني بصوتٍ شذي ناعمٍ مرهف:من الذي أتى بكَ من معلومٍ إلى مجهول يا خجول؟!لمحت من سؤاله القصير الصغير خصائص وغرائز،فأجبت عليه:لا أدري،تمهل قليلاً لتناول قهوةٍ ثلجية على الطريقة التي يهوى ويطيب لها،ثم أراد أن يسألني،ولكن عجلت سؤلي كانت السباقةُ إلى أذنه أولاً فقلت له مستفسراً:أشيخ الجليد أنت؟!انطلقت منه ابتسامة خفية فقال:أنا هو بريحه وبرده،فتهجمت عليه بسؤال فض أريد أن أحطم بروده قائلاً:لما الإنكار والاستنكار قلي ياهذا كيف يمكن أن تكون شيخ الجليد وأنت على هذا الحال وبالدقة على هذا المنوال يا عيار؟!فأجابني بعد ما حلق بمخيلته بعيداً مجيباً:إني أذوق الموت وسكراته،فوخزني وشزني ضميري من هذا القول ،فقلت في نفسي بصوت القلب والأحاسيس:كلامه يدل على إنه شيخ الجليد،أردت سؤله،لكنه وبسرعةٍ فاقت التصور أجابني:نعم أنا شيخ الجليد في لباس العبيد كاسر الحديد قاطع الصديد،حارس هذه السحابة. فسكتُ قليلا قائلا:الله عمّ جميع المخلوقات من الذرةِ إلى أعظم المجرات،فكيف إذ؟لقد عمّه الله سبحانه وتعالى أيضا. سألني حائراً تائهاً خجلاً:ما لفرق بين الشتاء والصيف يا ولدي؟!!فقلت له وأنا مبتسم:الفرق بين الشتاء والصيف!قال:نعم،قلت:اسمع وركز أثابك الله تعالى،الفرق بين الشتاء والصيف كالفرق بين الخالق والمخلوق والرب والمربوب،والعلة والمعلول،والقدرةِ والمقدور يا شيخ...أردت الخروج ولكن قبل ذالك قلت له في تعجبٍ وذهول:كيف لك أن تعرف القول مجيب على الحديث من غير أن أتكلم أو أسألك؟!!فقال:هذا من غوص الفطن.أردت أن أسأله ولكن منبه الساعة كان الأسبق إلى أن يوقض نومي من فاكرت مخيلتي.
ودمتم...
تعليق