إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

دور الحب في تماسك الأسرة ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دور الحب في تماسك الأسرة ..

    بسمه تعالى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    دور الحب في تماسك الأسرة

    كلمة سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي حول تربية الطفل ألقاها في البحرين
    الأسرة الفاضلة هي الأسرة التي تستنـزل رحمة الله عليها وتكوّن بيتاً من بيوت النور الإلهي التي أذن الله لها أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
    ولعل من أهم أبعاد ومعالم هذه البيوت تبادل الحب بين أفراد الأسرة عموماً، وبين الزوجين على وجه الخصوص.
    فلقد كان من الطبيعي أن الله تبارك وتعالى أودع في الأسرة الحب بين الزوجين، وأظهر تجليات الحب في الحياة، سواء في الطبيعة البشرية، أو في طبيعة الأحياء الأخرى، إذ شدَّ سبحانه وتعالى الزوجين ببعضهما، وهذا الانشداد بالحب جعل الحالة الزوجية حالة كرامة، إذ أن الحب إذا كان من طرف واحد فقط، كان هذا الحب ذلاًّ وصغاراً منه، وتمنّعاً وتكبراً من الطرف الآخر، بينما الله عز اسمه قد جعل الحب من الطرفين والشهوة من الطرفين والإنجاب من الطرفين، حتى يعطي الكرامة للإنسان ، ويسمي الزوجين بـ "الزوج الكريم" في آياته المباركات، الكرامة التي تعني عدم حاجة طرف إلى نظيره بقدر حاجة نظيره إليه …
    وهذا الحب ينبغي أن يستمر بعد الزواج فينعكس ويسري إلى الأطفال، ليرثوا حب الآباء والأمهات لبعضهما، ثم يحولونه إلى حب عميق وواعٍ لهما ولبعضهم ولأبنائهم فيما بعد.
    وهذا يعني أن قيمة الحب من القيم التي يتوارثها أفراد الأسر؛ كابرٍ عن كابر توارثاً متواصلاً لا انقطاع له أبداً..
    كما يعني هذا أن حب الطرفين لبعضهما ينعكس على حبهما لأبنائهما، وهذا الحب يجب أن يستمر مع الطفل في الحالات المختلفة والمتفاوتة، ففي بعض الأحيان تجد الأب قادماً منهكاً من العمل وصعوباته، وفي نفس الوقت يبادره الطفل ويرمي نفسه في حضنه بطبيعة حبه لوالده وما عوده عليه من لعبٍ.. ولكن هذا الأب - جراء تعبه ومشاكل عمله - يبعد الطفل عنه بانزعاج ظاهر، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى حدوث صدمة نفسية عارمة لدى الطفل، تبعاً لعادته اليومية في استقبال أبيه واللعب معه ومبادلته الحب.
    ثم علينا أن نلتفت إلى أن عالم اليوم يتجه إلى تحطيم الحالة الفردية تحت مسميات العالم الجديد أو القرية العالمية التي تنتهي بالإطاحة بثقافة الشعوب وعاداتها وتقاليدها وقيمها التاريخية الأصيلة.. فعالم اليوم يعتمد على المادة وقيمة السوق والثقافة المنحطة أكثر من اعتماده على القيم الرفيعة للإنسانية.. فقيمة التلاعب بالناس وإلهائهم بقضايا وأشياء من شأنها إلغاء الكرامة الفردية أو الأسرية. فإذا كانت الأسرة السليمة تقضي بعض أوقات فراغها في متنـزهٍ أو مسجدٍ أو تسافر إلى مكان ما، فإنها اليوم تقضيها في مشاهدة لعبة كرة القدم أو أفلام الكارتون أو الأفلام المخلّة بالأدب والحشمة.. فضاع الفرد وتفككت الأسرة، ولم تعد تستطيع العثور على حيز أو مجال لإبداء تعاونها وصرف وقتها فيه بصورة سليمة متّزنة.. وهذا الواقع بدأ - مع شديد الأسف - ينسحب على مختلف مجالات الحياة، فحتى بالنسبة إلى قضية تناول الطعام، بدأت الأسرة لا تأكل فيما بينها، لأن كل واحد يشتهي طبقاً خاصاً وطريقة خاصةً ووقتاً معيناً في تناوله. في حين كان ينبغي مجابهة مثل هذه الحالة السقيمة لئلاّ يتعدى الأمر إلى استقلال كل فرد من أفراد الأسرة بغرفته وذهابه وإيابه، ومن ثم إلى هجر البيت كليّاً، كما هو حاصل في شكل الحياة في المجتمع الغربي، حيث لا التزام ولا اعتراف ولا احترام ولا حبّاً يصدر من أحد إلى أحد..
    من أجل مقاومة الثقافة الدخيلة، ومن أجل تعميق الروابط الأسرية، لابد من تكريس حالة الحب حتى تشتد الأسرة إلى بعضها، فتنعكس إيجابياً على أفرادها.. وإذ كنا في السابق بحاجة إلى الحب بنسبة عشرة بالمائة، فإننا اليوم نحتاجه بنسبة خمسين بالمائة أو أكثر، لكي نؤمن لأنفسنا التماسك المطلوب لبناء الأسرة الفاضلة.
    نسأل الله أن يوفقنا إلى مزيد من الحب والحنان والعاطفة والطيبة في طبيعة علاقتنا وعلاقة أفراد أسرنا، إنه حميد مجيد.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X