إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عندما يتحول العراق الى وليمه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما يتحول العراق الى وليمه

    عندما يتحول العراق إلى وليمة «قتل غرائزية»


    ثمة أخبار وتقارير مقلقة تصل من العاصمة العراقية بغداد، توحي بأن ثمة انحرافاً ما في بوصلة الذين وضعوا أنفسهم أوصياء على مقولة المقاومة!فرغم وجود قناعة عامة لدى الرأي العام العربي والمسلم وربما بين أحرار العالم أيضاً، بحق العراقيين بمقاومة الاحتلال وتقرير مصيرهم بأنفسهم، رافضين الوصاية عليهم من أي طرف، إلا أن إجماعاً آخر بدأ يتبلور بالوضوح والشفافية نفسها، لدى ذلك الرأي العام العالمي.


    ومفاده ان هناك فرقاً بين مقاومة المحتل كحق كفلته جميع الشرائع الدنيوية والأخروية، وبين ممارسة العنف و«الإرهاب» ضد أشكال الحياة المدنية الفردية والجماعية!خبران منفصلان في ظاهرهما، وقد تتباين أسباب صدور بيان بشأنهما، إلا أنهما يصبان في الاتجاه المقلق نفسه. الأول يتعلق بإعلان الزرقاوي تشكيل فرقة فدائية (انتحارية) باسم فيلق عمر نسبة إلى الفاروق عمر بن الخطاب الخليفة الثاني، والتي قال الزرقاوي ان هدفها «اجتثاث» فرقة بدر، وهي الحزب السياسي أو «الميليشيا» النظامية التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والتي كما يعرف الجميع انها شيعية الانتماء مئ�� في المئة.


    أما الخبر الثاني فيتعلق بإعلان صادر عن القاعدة يفيد بأنها نفذت حكم «الردة» بحق رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في العراق إيهاب الشريف بعد خطفه.لسنا هنا بصدد مناقشة التحليل أو تقدير الموقف السياسي الذي دفع جماعة القاعدة والزرقاوي إلى إصدار هذين البيانين أياً تكن أهمية مثل هذه الخلفية، لكن الخطير فيهما هو تلك الايماءات التي يحملها فحوى البيانين، وهو ما تريده جماعة الزرقاوي بالضبط.


    حيث تريد القول في البيان الأول بأن الجماعة الشيعية في العراق ـ على الأقل العاملة مع حزب المجلس الأعلى ـ إنما هي جماعة، ضالة، بل وكافرة وفاسقة، بات دمها مهدوراً وستقوم إحدى فرق «المسلمين السنية» باجتثاثها!هذا فيما تريد من خلال البيان الثاني القول بأن كل من يخالفه أو يعارض توجهات القاعدة والزرقاوي من المسلمين السنة في العراق، مهما كانوا فإن مصيرهم سيكون من دون أدنى ريب مصير أهل «الردة»، في إشارة إحياء واضحة لحروب الردة على زمان الخليفة الأول.


    إنها نذر حرب أهلية ليس في العراق فحسب، بل قد يمتد أوارها إلى كافة أرجاء الوطن العربي والإسلامي.لست ممن يرتاحون للتقسيمات المذهبية والطائفية والعرقية والعنصرية التي باتت تصنّف الناس اليوم في العراق وفي غير العراق للأسف الشديد، حسب قوالب جاهزة ولا تقبل من أحد شهادة أو تحليل أو موقف أو نصيحة ما لم يتمرس في أحد الخنادق الآنفة الذكر، لكن الأحزاب والطبقة السياسية والنخب المثقفة في بلادنا العربية والإسلامية باتت مصنفة ومقسمة ومستقطبة وللأسف الشديد أيضاً على الطريقة أو الخريطة التي يوحي بها الزرقاوي وتوحي بها القاعدة.


    فمنذ غزو العراق الغادر على يد من يصر البعض على تسميته بقوات التحالف رغم كونها قوات احتلال غير مشروعة قامت بعمل غير مبرر حسب القانون الدولي والأعراف الإنسانية، والعاصمة العراقية بغداد تعرض نفسها على المسرح العالمي كعاصمة «غرائزية» بامتياز على حد قول أحد المتابعين الجيدين لأخبار العراق. فالعراق كان منذ دخول قوات الاحتلال له في الحادي والعشرين من مارس العام 2003، وحتى الآن وليمة قتل غرائزية بامتياز من قبل قوات الاحتلال للشعب العراقي.


    أكثر من مئة ألف جلهم من المدنيين وغير المحاربين راحوا ضحية هذه «الوليمة» الغرائزية البشعة مرة باسم الدفاع عن الشيعة وأخرى باسم الدفاع عن الأكراد الذين كانوا يتقدمون باتجاه إقامة هذه «الوليمة» أو تلك! في هذه الأثناء لم تتوان القوى السياسية المتحالفة مع قوات الاحتلال من التنظير للقتل والتحضير للولائم اليومية للقتل مرة باسم «اجتثاث» هذا الفكر السياسي أو ذاك ومرة باسم تهيئة هذا الفضاء الأمني والسياسي أو ذاك.


    وهكذا تم قتل وجهاء ورموز و«علماء» ورجال دين و«زعماء» وجماعات من هذه الطائفة أو تلك ومن هذا العرق أو ذاك في ولائم غرائزية بامتياز، فيما تم استضافة قادة النظام السابق والذين باسم القضاء عليهم و«اجتثاثهم» تم تدمير العراق في سجون حقوق الإنسان من الدرجة الأولى إذا قورنت بمعاملة قادة هذا النظام المخلوع للناس من كل الأجناس في زمن حكمهم الظالم.


    لقد ظل العالم العربي والإسلامي وللأسف الشديد يتفرج بامتياز طوال السنتين الماضيتين على ولائم القتل «الغرائزية» بحق العراقيين من كل لون وطائفة ومذهب ودين، كانت خلاله القوات الغازية تشجع وتشوق وتحرض وتستفز وتحرك كل الغرائز التي يمكن ان تخطر ببال أحد ضد «الآخر» بحجة إطلاق الحريات العامة وتعميم ثقافة الديمقراطية فيما هي كانت في الواقع العملي تطلق النار وبقوة على أي مذهب اعتدالي يحاول ان يظهر وينمو لدى هذه الجهة العراقية أو تلك.


    فعندما يسود منطق القوة والقتل الغرائزي وبلاحدود لا يمكن منع ردود فعل مضادة له بالاتجاه لكنها من جنسه الغرائزي نفسه وان ظهر وكأنه معادياً له أو مقاوماً!! انها السنة الكونية التي لا خروج عليها ولا مناص من الإقرار في قدريتها. انه زمن لمراجعة وإعادة النظر في كل ما جرى للعراق وكيف تم تدميره ونهبه وإحراقه أمام أعيننا جميعاً ونحن نتفرج! وها هو الوجه الآخر للعملة يظهر اليوم وكأنه يريد الإجهاز على ما تبقى من أمل فيه. فهل من يتعظ من أهل العراق وجواره؟!
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X