بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الدكتور / احمد الوائلي رحمة الله عليه
هذا العالم الجليل . . المجاهد الحسيني . . الذي أفنى عمره وهو . . يجاهد لحفظ ونشر المذهب الشيعي . . لقد أفنى عمره . . لإيصال صوت الحسين عليه السلام يوم واقعة كربلاء . . إلى محبي وشيعة محمد وآل محمد عليهم السلام .
حتى أكاد اجزم بأنه لا يخلى بيت من بيوت الموالين من كتاب أو شريط ( كاست ) للمرحوم بإذن الله الشيخ / احمد الوائلي .
فجازاه الله خير الجزاء بما قدم . . من حفظ . . ورفعة ذكر اسم محمد وآل محمد عليهم السلام ، ونسأل الله أن يرزقه شفاعتهم .
قبل أيام أجرت إحدى القنوات التلفزيونية لقاء مع الحاج / على الوائلي ، وهو أحد أبناء الشيخ احمد الوائلي . . ، وقد قص إحدى الكرامات التي جرت للشيخ / احمد الوائلي رحمة الله علية . . وإليكم أذكر هذه الحادثة . . . . .
ففي أثناء توتر الأوضاع الأمنية والسياسية في عهد ( عبد الكريم قاسم ) . . مرضت إحدى بنات الشيخ الوائلي . . وقد اصيبت بإحدى عينيها ونظراً للأوضاع الأمنية المتدهورة . . حاول الشيخ علاج عين ابنته بالأعشاب وما يحتويه المنزل من أدوات بسيطة . . إلا أن هذا العلاج لم يؤتي بنتيجة . . فذهب بإبنتة إلى مستوصف المنطقة التي يسكن بها . . . فلم يجد بهذه العيادة . . سوى الممرض الذي لم يكن ملم بطرق وعلاج العين لما لهذا العضو من حساسية .
فضاقت بشيخنا الجليل السبل . . وعين ابنته تزداد سوء . . فوجد نفسه ملزم بالتوجه إلى دكتور عرف ببراعته وعلمه . . ، إلا أن ذلك يتطلب السفر إلى إحدى المدن البعيد . . في أوضاع أمنية غير مستقرة . . ، وهنا وجد الوائلي نفسه مضطر للسفر . . . فتوكل على الله وسافر . . ، وبعد عناء ومشقة . . وصلا إلى عيادة الدكتور . .
وما أن وصل شيخنا للعيادة . . حتى استقبله الدكتور ورحب به . . وبعد أن قام الدكتور بفحص العين المصابة . . وشيخنا يترقب بكل قلق . . ينتظر النتيجة . . وكان الخبر ( الصاعقة ) . . إن العين تالفة تماماً ومن الاستحالة . . أن تعود صالحة للرؤيا . . كما كانت . . . ، واكمل الدكتور حديثة . . بأنه سوف يبذل جهده . . ويسخر علمه . . لإعادة العين . . كمنظر فقط . . حتى لا تبدو البنت مشوهه . .
أدخلت البنت إلى المستشفى . . وشيخنا الجليل . . مازال . . مذهول من نتيجة فحص العين . . حائر . . حزين . . إلا أنه وجد أن دورة لا يقف عند هذا الحد . . بل عليه طرق باب . . لم يطرقها من قبل .
نزل الوائلي مذهولاً من المستشفى . . إلى الشارع . . . ورغم أن ( سيارة ) تنتظره خارج المستشفى . . إلا إنه نسيها . . لأن فكره ومشاعره . . كانت . . مع ابنته وحالها . . وذهب سيراً على الأقدام . . إلى مرقد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام .
وصل الوائلي إلى مرقد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام . . ومن شدة . . تشتت تفكيره . . وصدمته . . دخل الوائلي إلى صحن مرقد الإمام . . وهو منتعل حذائه ( أجلكم الله ) . . وعندما تنبه له القائمين على المرقد الشريف . . أصابتهم الدهشة . . كيف يكون هذا التصرف من عالم الدين خصوصاً وهم يعرفون من هو الشيخ احمد الوائلي . . وقد توجه له أحدهم وأخذ الحذاء من شيخنا . . وهو متعب غير مدرك لما عمله . .
امسك الشيخ الوائلي . . شباك الضريح . . وتوسل لله بحق . . الإمام موسى بن جعفر عليه السلام . . أن يقضي له حاجته . . وهي شفاء بنته . . وقال مخاطباً الإمام ( بما بمعناه ) :
يا سيدي . . لقد سمعت عن كراماتك . . الكثير . . وقرأت . . عنك . . وعن مكانتك وكرمك . . ما هو أكثر . . . ، وأنت اليوم أمام . . محك . . إما أن تثبت لي . . . صحة هذه الوقائع والقصص . . . وإما تكون . . كلها حكايات . . زائفة . .
سيدي لم أطرق بابك من قبل واليوم . . أتيت متوسلاً . . بك إلى الله . . . أريد أن أرى . . مكانتك . . وأتحقق منها . . ، وبعد أن ارهق من البكاء والدعاء والابتهال إلى الله . . .
صلى ركعتين . . ورجع إلى العيادة . . .
قابل الدكتور . . الذي أخبر شيخنا . . . بأنه سوف يقوم بعملية تنظيف للعين . . . وسيبذل كل جهده ليكون منظرها طبيعي . . لا يشوه وجه الفتاة . . وشيخنا . . المرهق . . يتألم لما يسمع . . . . فطلب الدكتور من مساعدة الممرض . . . فك ضماد العين . . ليبدأ . . بعملة . . وما أن رفع الممرض . . . الضماد . . . حتى نادى الدكتور للحضور . . لرؤية العين المصابة . . . والشيخ . . يتوتر . . أكثر . . . يحضر الدكتور . . . فيقف متسمراً . . أمام ما يرى . . . والشيخ الوائلي . . . يستفسر من الدكتور . . . الدكتور لا يرد . . . يطلب من الممرض . . إحضار الأدوات . . . الخاصة بفحص العين . . للتحقق من ما يرى . . .
والشيخ أحمد الوائلي . . . ، يقسم على الدكتور . . . بأن يخبره . . ما هو حال . . . . عين البنت . . . هل تدهورت . . أكثر . . ؟ ؟ هل شفيت . . ؟ ؟
الدكتور . . صامتاً . . مبهوراً . . . يذهب إلى مكتبته . . ويتصفح بعض الكتب . . ويقف حائراً .
الشيخ الوائلي يسأل الدكتور ما الذي يجري ؟ ؟
فينطق الدكتور . . . ويخبر الشيخ . . بأنه على يقين بأن العين المصابة . . كانت من المستحيل . . أن تعود للعمل . . ، وأنه لم يبدأ بعد بعملة كدكتور . . . ولم يقدم أي شيء . . . لعلاج العين . . . بعد . . فكيف تغير حال العين . . وأصبحت مشافاة . . ولا يوجد بها ما يدل على إنها كانت تالفة . . . أو حتى مصابة . .
الدكتور يخاطب الوائلي ( بما معناه ) أنا لم افعل شيء لعلاجها بعد . . . فأنا أقسم عليك أن تخبرني ماذا عملت أنت لشفائها ؟ ؟ ؟
فأخبره الوائلي بتوجهه إلى باب الحوائج . . . الإمام موسى بن جعفر عليه السلام . . وتوسل به إلى الله . . لشفاء البنت . . وقد كان له ما أراد .
هذه الواقعة . . لا أذكرها لكم . . لتبيان . . . مكانة ومقام الإمام موسى بن جعفر عليه السلام . . فمقامة ومكانته . . لا يختلف عليها اثنان من الشيعة .
وإنما أذكرها لكم . . . لأذكركم . . بالدكتور الشيخ / أحمد الوائلي . . رحمة الله عليه . . وكلي أمل بأن لم تكونوا نسيتموه .
إنه الشيخ . . العالم . . الدكتور . . المجاهد . . الذي جاهد . . لحفظ ذكر محمد وآل محمد عليهم السلام . . بفترة . . هي من أقسى الفترات التي مر بها الشيعة . . بتاريخنا المعاصر .
إنه العالم الذي أفنى عمرة . . على المنابر الحسينية . . . ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا بميزان أعماله . .
وفضله على الشيعة لا ينكره إلا جاحد . . ومن حقه علينا . . أن نتذكره . . وابسط ما نقدمه له . . أن نهدي لروحه الطاهرة ثواب سورة الفاتحة . .
وقـــــد أفلـــــح مـــــن صلـــــى علـــــى محمـــــد وآل محمـــــد . .
تسبقها الفاتحة . .
على روح المرحوم بإذن الله الشيخ / أحمــــــــــــد الوائلــــــــــــي .
ونسألكم الدعاء . . لأخوكم . . انســـــــــــان .
تعليق