بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي أخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم اليوم أن اقف وإياكم عند بعض الخصال التي ذمها الشرع المقدس و ذكرها القرآن الكريم في مقام النهي والتحذير وما افاض عليها أئمة الهدى ( عليهم السلام ) بنور أحاديثهم الكريمة في خصوص تلك الخصال ، غايتي من الله تعالى قبول هذا العمل البسيط ، واستحصال الفائدة للجميع …
واول ما نبتدئ به موضوعنا :
اولا : إظهار العيوب :
بالتأكيد من علامات خبث النفس ودناءة الطبع وعدم سلامة السجية تتبع عورات الناس وإحصاء أخطائهم ، فإن كل ذي عيب ونقص يسعى إلى إضهار عيوب الناس ونقائصهم .
روي عن الإنسان الكامل والمنزه من العيب النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله ( من أذاع فاحشةً كان كمبتدئها ، ومن عير مؤمناً بشيء لم يمت حتى يركبه ) ،المصدر ( كتاب الكافي ج2 باب التعيير ) .
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قوله ( تتبع العيوب من اقبح العيوب وشر السيئات ) وقال عليه السلام ( من بحث عن أسرار غيره ، اظهر الله سبحانه أسراره ) ، وقال أيضا روحي له الفدى ( لا تفرح بسقطة غيرك ، فإنك لا تدري ما يحدث بك الزمان ) ، المصدر ( غرر الحكم ودرر الكلم ) .
من تتبع عيوب الناس وشغل وقته ولسانه بذكرها ، في حين أن عيوبه تعد بالآلاف ، ومعاصيه سودته من رأسه إلى اخمس قدميه ، فأغمض عينه عما فيه وطفق يذكر ما في غيره فهو أحمق .
تأمل قول أمير المؤمنين وسيد الوصيين : ( الأشرار يتتبعون مساوئ الناس ، ويتركون محاسنهم ، كما يتتبع الذباب المواضع الفاسدة ) وقال عليه السلام أيضا ( اكبر العيب أن تعجب ما فيك مثله ) ، المصدر ( شرح نهج البلاغة ابن أبى الحديد ج20 ) .
ثانيا : حفظ السر :
إذا أردت حفظ سر فلا تطلع عليه أحد ، وإن كان الصديق المخلص لك ، فإن له أصدقاء كثيرين
قال بعض العلماء ( كل سر جاوز الاثنين شاع ) أي : ما خرج عن الشفتين أو الشخصين .
روي عن أمير المؤمنين كاتم سر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( سرك أسيرك فإن أفشيته صرت اسيره ) ، وقال عليه السلام ( كلما كثر خزًان الأسرار كثر ضياعها ) ، وقال عليه السلام أيضا ( إبذل لصديقك كل مودة ولا تبذل له كل الطمأنينة ) ، المصدر ( غرر الحكم ودرر الكلم ) .
ثالثا : النميمة :
النمام الذي ينقل الكلام ، بالقول او الكتابة ، صراحة أو إشارة .
وهي من ارذل الصفات الخبيثة ، وثلث عذاب القبر بسببها ، بل إستفاد البعض أن النمَام ابن حرام وذلك من قوله تعالى [ همًازٍ مشًاء بنميم ، منًاعٍ للخير معتدٍ أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم ] .
من اطلَع على حقيقة هذه الصفة الخبيثة علم أن النمَام أسوء الناس حظا وأخبثهم سريرة .
و أسوء أنواع النميمة السعاية ، وهي النميمة عند من يخشى منه إلحاق الأذية أو الضرر والقتل كالسلاطين والحكام والرؤساء ، ( وهذا ماحدث عندنا في العراق في زمن الطاغية اللعين صدام ) .
روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله (( إياكم وقاتل الثلاثة ، فإنه من شرار خلق الله .
قيل : يا رسول الله وما قاتل الثلاثة ؟
قال : رجل سلَم أخاه إلى سلطانه ، فقتل نفسه ، وقتل أخاه ، وقتل سلطانه )) ، و روي عنه ( صلى الله عليه وآله ) أيضا الحديث المشهور (( لا يدخل الجنة نمَام )) ، وقال (( إحذر الغيبة والنميمة ، فإن الغيبة تفطر والنميمة توجب عذاب القبر )) المصدر ( كتاب الترغيب ج3 ، ص469 . بحار الأنوار ج77 ، ص67 ) .
رابعا : القساوة
قساوة القلب هي حالة تصيب الآدمي ، فلا يتأثر بآلام الآخرين ومصائبهم
ومنشأ هذه القساوة هو غلبة القوة السبعية .
إن الكثير من الأفعال كالظلم وإيذاء الآخرين وعدم إجابة نداء المظلومين وعدم الأخذ بيد الفقراء والمحتاجين إنما تنتج من قساوة القلب
وعلاج هذا المرض في غاية الصعوبة .
وعلى صاحب هذا المرض أن يواضب على فعل ما يترتب عن القلب الرحيم ، لتصبح نفسه بذلك مستعدة لتلقي إفاضة صفة الرقة من مبدأ الفيض ، ولتغيب بعد ذلك عنه حالة القساوة ، وإذا لم يعالج نفسه فاليعلم انه خارج حدود الآدمية .
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله (( لاتكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تُقَسي القلب . ان ابعد الناس من الله القلب القاسي )) .
وروي عن امير المؤمنين علي ((عليه السلام )) قوله ( ماجفت الدموع إلاَ لقساوة القلب ، وما قست القلوب إلاَ لكثرة الذنوب )) ، المصدر بحار الأنوار (ج70، ص55 ) ، وروي عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )، قوله ( ثلاث يقسين القلب : استماع اللهو ، وطلب الصيد ، وإتيان باب السلطان ) ، المصدر ( بحار الأنوار ج75 ، ص370 ) .
واخيرا وليس آخراً روي عن المسيح ( عليه السلام ) قوله ( إن الدابة إذا لم تركب ولم تمتهن وتستعمل ، لتصعب ويتغير خلقها ، وكذلك القلوب إذا لم ترقق بذكر الموت وتتبعها دؤوب العبادة تقسو وتغلظ ) .
اخوتي الأحبة طبعا هذه ليست نهاية الموضوع لأنه يوجد هناك الكثير من الخصال التي ذمها الشرع الكريم لم اذكرها واكتفيت بهذا القدر لكي لا أطيل عليكم الموضوع ولي معكم وقفَات اخرى بإذنه تعالى لتكملته
أرجو أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم أحبتي الكرام
وتقبلوا خالص تحياتي
أخوكم : محمد حاتم
اخوتي أخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم اليوم أن اقف وإياكم عند بعض الخصال التي ذمها الشرع المقدس و ذكرها القرآن الكريم في مقام النهي والتحذير وما افاض عليها أئمة الهدى ( عليهم السلام ) بنور أحاديثهم الكريمة في خصوص تلك الخصال ، غايتي من الله تعالى قبول هذا العمل البسيط ، واستحصال الفائدة للجميع …
واول ما نبتدئ به موضوعنا :
اولا : إظهار العيوب :
بالتأكيد من علامات خبث النفس ودناءة الطبع وعدم سلامة السجية تتبع عورات الناس وإحصاء أخطائهم ، فإن كل ذي عيب ونقص يسعى إلى إضهار عيوب الناس ونقائصهم .
روي عن الإنسان الكامل والمنزه من العيب النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله ( من أذاع فاحشةً كان كمبتدئها ، ومن عير مؤمناً بشيء لم يمت حتى يركبه ) ،المصدر ( كتاب الكافي ج2 باب التعيير ) .
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قوله ( تتبع العيوب من اقبح العيوب وشر السيئات ) وقال عليه السلام ( من بحث عن أسرار غيره ، اظهر الله سبحانه أسراره ) ، وقال أيضا روحي له الفدى ( لا تفرح بسقطة غيرك ، فإنك لا تدري ما يحدث بك الزمان ) ، المصدر ( غرر الحكم ودرر الكلم ) .
من تتبع عيوب الناس وشغل وقته ولسانه بذكرها ، في حين أن عيوبه تعد بالآلاف ، ومعاصيه سودته من رأسه إلى اخمس قدميه ، فأغمض عينه عما فيه وطفق يذكر ما في غيره فهو أحمق .
تأمل قول أمير المؤمنين وسيد الوصيين : ( الأشرار يتتبعون مساوئ الناس ، ويتركون محاسنهم ، كما يتتبع الذباب المواضع الفاسدة ) وقال عليه السلام أيضا ( اكبر العيب أن تعجب ما فيك مثله ) ، المصدر ( شرح نهج البلاغة ابن أبى الحديد ج20 ) .
ثانيا : حفظ السر :
إذا أردت حفظ سر فلا تطلع عليه أحد ، وإن كان الصديق المخلص لك ، فإن له أصدقاء كثيرين
قال بعض العلماء ( كل سر جاوز الاثنين شاع ) أي : ما خرج عن الشفتين أو الشخصين .
روي عن أمير المؤمنين كاتم سر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( سرك أسيرك فإن أفشيته صرت اسيره ) ، وقال عليه السلام ( كلما كثر خزًان الأسرار كثر ضياعها ) ، وقال عليه السلام أيضا ( إبذل لصديقك كل مودة ولا تبذل له كل الطمأنينة ) ، المصدر ( غرر الحكم ودرر الكلم ) .
ثالثا : النميمة :
النمام الذي ينقل الكلام ، بالقول او الكتابة ، صراحة أو إشارة .
وهي من ارذل الصفات الخبيثة ، وثلث عذاب القبر بسببها ، بل إستفاد البعض أن النمَام ابن حرام وذلك من قوله تعالى [ همًازٍ مشًاء بنميم ، منًاعٍ للخير معتدٍ أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم ] .
من اطلَع على حقيقة هذه الصفة الخبيثة علم أن النمَام أسوء الناس حظا وأخبثهم سريرة .
و أسوء أنواع النميمة السعاية ، وهي النميمة عند من يخشى منه إلحاق الأذية أو الضرر والقتل كالسلاطين والحكام والرؤساء ، ( وهذا ماحدث عندنا في العراق في زمن الطاغية اللعين صدام ) .
روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله (( إياكم وقاتل الثلاثة ، فإنه من شرار خلق الله .
قيل : يا رسول الله وما قاتل الثلاثة ؟
قال : رجل سلَم أخاه إلى سلطانه ، فقتل نفسه ، وقتل أخاه ، وقتل سلطانه )) ، و روي عنه ( صلى الله عليه وآله ) أيضا الحديث المشهور (( لا يدخل الجنة نمَام )) ، وقال (( إحذر الغيبة والنميمة ، فإن الغيبة تفطر والنميمة توجب عذاب القبر )) المصدر ( كتاب الترغيب ج3 ، ص469 . بحار الأنوار ج77 ، ص67 ) .
رابعا : القساوة
قساوة القلب هي حالة تصيب الآدمي ، فلا يتأثر بآلام الآخرين ومصائبهم
ومنشأ هذه القساوة هو غلبة القوة السبعية .
إن الكثير من الأفعال كالظلم وإيذاء الآخرين وعدم إجابة نداء المظلومين وعدم الأخذ بيد الفقراء والمحتاجين إنما تنتج من قساوة القلب
وعلاج هذا المرض في غاية الصعوبة .
وعلى صاحب هذا المرض أن يواضب على فعل ما يترتب عن القلب الرحيم ، لتصبح نفسه بذلك مستعدة لتلقي إفاضة صفة الرقة من مبدأ الفيض ، ولتغيب بعد ذلك عنه حالة القساوة ، وإذا لم يعالج نفسه فاليعلم انه خارج حدود الآدمية .
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله (( لاتكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تُقَسي القلب . ان ابعد الناس من الله القلب القاسي )) .
وروي عن امير المؤمنين علي ((عليه السلام )) قوله ( ماجفت الدموع إلاَ لقساوة القلب ، وما قست القلوب إلاَ لكثرة الذنوب )) ، المصدر بحار الأنوار (ج70، ص55 ) ، وروي عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )، قوله ( ثلاث يقسين القلب : استماع اللهو ، وطلب الصيد ، وإتيان باب السلطان ) ، المصدر ( بحار الأنوار ج75 ، ص370 ) .
واخيرا وليس آخراً روي عن المسيح ( عليه السلام ) قوله ( إن الدابة إذا لم تركب ولم تمتهن وتستعمل ، لتصعب ويتغير خلقها ، وكذلك القلوب إذا لم ترقق بذكر الموت وتتبعها دؤوب العبادة تقسو وتغلظ ) .
اخوتي الأحبة طبعا هذه ليست نهاية الموضوع لأنه يوجد هناك الكثير من الخصال التي ذمها الشرع الكريم لم اذكرها واكتفيت بهذا القدر لكي لا أطيل عليكم الموضوع ولي معكم وقفَات اخرى بإذنه تعالى لتكملته
أرجو أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم أحبتي الكرام
وتقبلوا خالص تحياتي
أخوكم : محمد حاتم
تعليق