قال الحسن بن محمد بن جابرسمعت محمد بن يحيى يقول لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور، قال: ا ذهبوا إلى هذا الرجل العالم الصالـح فاسمعوا منه . قال: فذهب الناس إليه، واقبلوا على السماع منه، حتى ظهر الخلل في مجالس محمد ابن يحيى ، فحسده بعد ذلك، وتكلم فيه ))/ تاريخ بغداد ج:2 ص:30 في ترجمة محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة: ذكر قصة البخاري مع محمدبن يحيى الذهلي بنيسابور، واللفظ له.
ويقول أبو حامد الشرقي: (( سمعت محمد بن يحيى يقول : القران كلام الله، غير مخلوق من جميع جهاته، وحيث يتصرف. فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ وعما سواه من الكلام في القران. ومن زعم أن القران مخلوق فقد كفر ، وخرج عن الإيمان، وبانت منه امرأته يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وجعل ماله فيئا بين المسلمين، ولم يدفن في مقابر المسلمين. ومن وقف وقال: لا أقول مخلوق أو غير مخلوق، فقد ضاهى الكفر. ومن زعم أن لفظي بالقران مخلوق، فهذا مبتدع، لا يجالس ولا يكلم . ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه المصدر السابق، ص:31 ـ 32
يقول ابن القيم
( التلاوة قراءتنا وتلفظنا بالقرآن ، والمتلو هو القران العزيز المسموع بالآذان .. وهذا قول السلف وأئمة الحديث والسنة ، فهم يميزون بين ما قام بالعبد وما قام بالرب ، والقران عندهم جمعيه كلام الله حروفه ومعانيه ، وأصوات العباد وحركاتهم وأداؤهم ، وتلفظهم كل ذلك مخلوق بائن عن الله )
ثم يقول
فخفي تفريق البخاري وتمييزه على جماعة من أهل السنة والحديث ، ولم يفهم بعضهم مراده
ثم ذكر انه قد تركب من هذا مع الحسد الباطن للبخاري رحمه الله ، فتنة وقعت بين أهل الحديث ، ثم ذكر ابن القيم رحمه الله بعض ما حدث من هجر محمد بن يحيى الذهلى للبخاري ، وانه بالغ حتى قال ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى مجلس محمد بن إسماعيل ، فاتهوه فانه لا يحضر
ثم قال ابن القيم : فالبخاري اعلم بهذه المسالة ، وأولي بالصواب فيها من جميع من خالفه ، وكلامه أوضح وامتن من كلام أبى عبد الله ، فان الامام احمد سد الذريعة حيث منع إطلاق لفظ المخلوق نفيا وإثباتا على اللفظ
انتهى كلام ابن القيم رحمه الله
اذا هناك حسد وهناك لبس في قول البخاري لدى البعض كل هذا ادى الى ظهور الفتنه
يقول أحمد بن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل البخاري لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه واجتماعهم عليه. فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقران مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقران مخلوق هو أم غير مخلوق فأعرض عنه البخاري ولم يجبه، فقال الرجل يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه، ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري وقال القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
وقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى نعود إليك قال لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته، وكان يقول أما أفعال العباد فمخلوقة فقد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو مالك عن ربعي عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يصنع كل صانع وصنعته.
وقال الخطيب البغدادي : قال محمد بن يحيى : كتب إلينا من بغداد أن محمد بن إسماعيل يقول : بأن لفظ القرآن ليس قديم ، وقد استتبناه في هذه ولم ينته : فلا يحق لأحد أن يحضر مجلسه بعد مجلسنا هذا. انتهى/ راجع: تاريخ بغداد 2 : 31 ، إرشاد الساري 1 : 38 ، هدى الساري مقدمة فتح الباري 491.
لكن في وقت الفتنه يحدث المحظور ويصدق كثير من الناس الكثير من الاقوال المغلوطه وهذا هو الذي حدث للامام البخاري رحمه الله تعالى
وقال ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري ، ما هذا لفظه قال : حاتم بن أحمد بن محمود : سمعت مسلم بن الحجاج يقول : لما قدم محمد بن اسماعيل نيسابور ما رأيت عالماً ولا والياً فعل به أهل نيسابور ما فعلوا به فاستقبلوه من مرحلتين من البلد أو ثلاث فقال محمد بن يحيى الذهلي في مجلسه : من أراد أن يستقبل محمد بن اسماعيل غداً فليستقبله فإنّي استقبله ، فاستقبله محمد بن يحيى وعامة علماء نيسابور فدخل البلد فقال : محمد بن يحيى لا تسألوه عن شيء من الكلام ، فإن أجاب بخلاف ما نحن عليه وقع بيننا وبينه وشمتت بنا كلّ اباحتي وجهمي ومرجئي بخراسان .
فازدحم الناس على محمد بن اسماعيل حتى امتلأت الدار والسطوح فلمّا كان اليوم الثاني أو الثالث من قدومه قام رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن ؟ فقال : لفظي بالقرآن مخلوق ; وقال بعضهم : لم يقل ، فوقع بينهم في ذلك اختلاف حتى قام بعضهم إلى بعض فاجتمع أهل الدار فاخرجوهم .
فازدحم الناس على محمد بن اسماعيل حتى امتلأت الدار والسطوح فلمّا كان اليوم الثاني أو الثالث من قدومه قام رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن ؟ فقال : لفظي بالقرآن مخلوق ; وقال بعضهم : لم يقل ، فوقع بينهم في ذلك اختلاف حتى قام بعضهم إلى بعض فاجتمع أهل الدار فاخرجوهم .
وحتى نتاكد هل قال البخاري هذا أم لم يقله ننقل ادله صريحة واضحه على ماقاله البخاري
هناك قصة يرويها أبو أحمد بن عدي فيقول: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل البخاري لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه واجتماعهم عليه. فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقران مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقران مخلوق هو أم غير مخلوق فأعرض عنه البخاري ولم يجبه، فقال الرجل يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه، ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري وقال القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
وقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى نعود إليك قال لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته، وكان يقول أما أفعال العباد فمخلوقة فقد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو مالك عن ربعي عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يصنع كل صانع وصنعته.
وبه قال وسمعت عبيد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة قال البخاري حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق قال الله تعالى {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} (العنكبوت 49).
وقال البخاري: القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر.
وقال أيضا: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة.
وقال أحمد بن سلمة: دخلت على البخاري فقلت يا أبا عبد الله هذا رجل مقبول بخراسان خصوصا في هذه المدينة وقد لج في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه فيه فما ترى فقبض على لحيته ثم قال "وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" (غافر 44) اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا ولا طلبا للرئاسة إنما أبت علي نفسي في الرجوع إلى وطني لغلبة المخالفين وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير ثم قال لي يا أحمد إني خارج غدا لتتخلصوا من حديثه لأجلي، فأخبرت جماعة أصحابنا فو الله ما شيعه غيري كنت معه حين خرج من البلد وأقام على باب البلد ثلاثة أيام لإصلاح أمره.
والبخاري ألف كتابه للرد على محمد الذهلي شيخه حيث كان يقول بتديع من قال إن لفظي بالقرآن مخلوق ... والبخاري يقصد أن نفس فعل القارئ للقرآن مخلوق ، وهذا واضح لا مراء فيه ، ولهذا استدل بهذا الأثر في بيان
أن مما خلقه الله تعالى في السماء والأرض قراءة : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وليس المقصود أن الله خلق هذه الآية.
وقد فسر نقل البخاري عن سفيان تفسير هذا الكلام بعد الكلام المنقول عن عبد الله
قال سفيان في تفسيره ثم إن كل شيء مخلوق والقرآن ليس بمخلوق وكلامه أعظم من خلقه لأنه يقول للشيء كن فيكون فلا يكون شيء أعظم مما يكون به الخلق والقرآن كلام الله ... اهـ
تعليق