بحث حول الصحابة وقيمة الصحبة
- من هو الصحابي
قال النووي في تعريف الصحابي: (فأمّا الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولو للحظة، هذا هو الصحيح في حدّه، وهو مذهب ابن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدّثين كافة)(1).
عدد الصحابة
قال الحافظ أبو زرعة الرازي: (توفي النبي (صلى الله عليه وآله) ومن رآه وسمع منه زيادة على مئة ألف إنسان من رجل وامرأة وهذا لا تحديد فيه...).
وقال: (قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن مئة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممن روى وسمع منه)(2).
- الأسماء المعروفة
درج بعض العلماء على وضع تراجم خاصة للصحابة في مصنفات وأشهرها: الاستيعاب لابن عبد البر، أسد الغابة لابن الأثير ثم جاء ابن حجر ووضع كتاباً يقول في شأنه: (فجمعتُ كتاباً كبيراً في ذلك – أي في إحصاء عدد الصحابة وتراجمهم ميزت فيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك لم يحصل لنا من ذلك جميعاً الوقوف على العشر من أسامي الصحابة(3).
والعدد الذي استطاع ابن حجر أن يصل إليه - في موسوعته الشاملة (الإصابة في تمييز الصحابة) – هو أحد عشر ألف وستة وعشرون صحابياً!
قال ابن حجر: (اتفق أهل السنة على أنّ الجميع – من الصحابة – عدول، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة)(4).
هذا هو الرأي المعتمد عند أهل السنة سلفية وغيرهم، ولا يخفى أنّ الانتماء المذهبي له الدور الكبير في صياغة أي فكرة تتعلق بالدين.
- الصحابة في القرآن
المؤمنون أولاً:
وهم الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله هؤلاء مدحهم الله في قرآنه وترضى عنهم بآيات كثيرة منها قوله تعالى: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)(5)،
(للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون)(6).
(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً...)(7).
وهناك آيات أخرى تثني عليهم وتترضى عنهم، ولكنّ كل هذه الآيات مشروطة بالاستقامة والثبات، ففي الآية الأخيرة التي ذكرناها يقول الله عز وجل بعد وصفهم:
وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً)(8). و(منهم) هنا تبعيضية كما هو واضح لأهل العربية ويؤيد شرط الاستقامة لدوام الرضى عن الصحابة قوله تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) إلى أن يقول (ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)(9).
المنافقون ثانياً
ورد ذكرهم في القرآن في آيات كثيرة جداً وكل هذا دلالة على كثرتهم وخطورتهم، ففي غزوة أحد كان عدد المسلمين ألفاً وانسحب ثلث الجيش بقيادة رأس المنافقين عبد الله بن أُبي)(10).
وأمثلة على الآيات التي ذكرتهم قوله تعالى:
(لقد ابتغوا الفتنة من قبلُ وقلّبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون)(11)
ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)(12).
(ومنهم الذين يؤذون النبي)(13).
(وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنّما نحن مستهزئون)(14).
.
وقد كان المنافقون من ضمن الصحابة، أراد عمر بن الخطاب أن يضرب عنق عبد الله بن أبي. فقال: يا رسول الله: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (دعه لا يتحدث الناس بأنّ محمداً يقتل أصحابه)(15).
لقد عدّ النبي (صلى الله عليه وآله) ستةً وثلاثين منافقاً في أصحابه(16).
وهناك قسم غير معلومين قال تعالى:
وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم)(17).
- مرضى القلوب وقد كان بعض هؤلاء موجودين في مكة قبل ظهور المنافقين بين المسلمين. قال تعالى: (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرضٌ والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً)(18).
هذه الآية مكية، وقد قسمت المجتمع المكي إلى أربعة أقسام.
الكافرون، أهل الكتاب، المؤمنون، ومرضى القلوب.
ومرضى القلوب كانوا ضمن المسلمين وهم غير المنافقين إذ لا وجود للمنافقين في مكة.
- من هو الصحابي
قال النووي في تعريف الصحابي: (فأمّا الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولو للحظة، هذا هو الصحيح في حدّه، وهو مذهب ابن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدّثين كافة)(1).
عدد الصحابة
قال الحافظ أبو زرعة الرازي: (توفي النبي (صلى الله عليه وآله) ومن رآه وسمع منه زيادة على مئة ألف إنسان من رجل وامرأة وهذا لا تحديد فيه...).
وقال: (قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن مئة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممن روى وسمع منه)(2).
- الأسماء المعروفة
درج بعض العلماء على وضع تراجم خاصة للصحابة في مصنفات وأشهرها: الاستيعاب لابن عبد البر، أسد الغابة لابن الأثير ثم جاء ابن حجر ووضع كتاباً يقول في شأنه: (فجمعتُ كتاباً كبيراً في ذلك – أي في إحصاء عدد الصحابة وتراجمهم ميزت فيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك لم يحصل لنا من ذلك جميعاً الوقوف على العشر من أسامي الصحابة(3).
والعدد الذي استطاع ابن حجر أن يصل إليه - في موسوعته الشاملة (الإصابة في تمييز الصحابة) – هو أحد عشر ألف وستة وعشرون صحابياً!
قال ابن حجر: (اتفق أهل السنة على أنّ الجميع – من الصحابة – عدول، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة)(4).
هذا هو الرأي المعتمد عند أهل السنة سلفية وغيرهم، ولا يخفى أنّ الانتماء المذهبي له الدور الكبير في صياغة أي فكرة تتعلق بالدين.
- الصحابة في القرآن
المؤمنون أولاً:
وهم الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله هؤلاء مدحهم الله في قرآنه وترضى عنهم بآيات كثيرة منها قوله تعالى: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)(5)،
(للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون)(6).
(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً...)(7).
وهناك آيات أخرى تثني عليهم وتترضى عنهم، ولكنّ كل هذه الآيات مشروطة بالاستقامة والثبات، ففي الآية الأخيرة التي ذكرناها يقول الله عز وجل بعد وصفهم:
وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً)(8). و(منهم) هنا تبعيضية كما هو واضح لأهل العربية ويؤيد شرط الاستقامة لدوام الرضى عن الصحابة قوله تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) إلى أن يقول (ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)(9).
المنافقون ثانياً
ورد ذكرهم في القرآن في آيات كثيرة جداً وكل هذا دلالة على كثرتهم وخطورتهم، ففي غزوة أحد كان عدد المسلمين ألفاً وانسحب ثلث الجيش بقيادة رأس المنافقين عبد الله بن أُبي)(10).
وأمثلة على الآيات التي ذكرتهم قوله تعالى:
(لقد ابتغوا الفتنة من قبلُ وقلّبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون)(11)
ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)(12).
(ومنهم الذين يؤذون النبي)(13).
(وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنّما نحن مستهزئون)(14).
.
وقد كان المنافقون من ضمن الصحابة، أراد عمر بن الخطاب أن يضرب عنق عبد الله بن أبي. فقال: يا رسول الله: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (دعه لا يتحدث الناس بأنّ محمداً يقتل أصحابه)(15).
لقد عدّ النبي (صلى الله عليه وآله) ستةً وثلاثين منافقاً في أصحابه(16).
وهناك قسم غير معلومين قال تعالى:
وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم)(17).
- مرضى القلوب وقد كان بعض هؤلاء موجودين في مكة قبل ظهور المنافقين بين المسلمين. قال تعالى: (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرضٌ والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً)(18).
هذه الآية مكية، وقد قسمت المجتمع المكي إلى أربعة أقسام.
الكافرون، أهل الكتاب، المؤمنون، ومرضى القلوب.
ومرضى القلوب كانوا ضمن المسلمين وهم غير المنافقين إذ لا وجود للمنافقين في مكة.
تعليق