- عمار البغدادي *
كلما سقط الشهداء من أبناء العراق صرعى السيارات المفخخة بالعشرات وهذه المرة بالمئات أوغل العرب بالصمت المطبق المريع ! .
أكثر من 60 شهيداً و111 جريحاً حصيلة الذبح اليومي لأمس فقط في مختلف مناطق العراق من دون أن يهتز شارب العروبة المفتول أو المقتول وهر شيء غير معقول أساساً .لم يهتز هذا الشارب الذي لطالما تم فتله من أجل خوض معارك (الشرف) والدفاع عن (عرض) الأمة وحياض الشعوب العربية.
وكيف يحصل هذا الاهتزاز والذين يقتلون يومياً ينتمون إلى مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق ومن شيعته ولا ينتمون إلى مذهب الإمام أحمد حنبل أو مالك وإلا لو كانوا كذلك لصرخ أستاذ الدبلوماسية العربية عمر و موسى وقلب الطاولة على رؤوس الجميع وحذر الأمم المتحدة والجمعية العامة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولاستدعى ممثلي الجامعة العربية و فززهم من نومهم القاهري الجميل ولدعاهم إلى استصدار بيان عربي مبين يدين مذابح أتباع الإمام أحمد بن حنبل ومالك ولتحدث طويلاً وأثنى على دور (السنة العرب) في كتابة تاريخ العراق الحديث وكتابة الدستور وأنهم ضرورة تأريخية لإدارة الحكم وربما سيقبل يد السيدة رايس لو خطت خطوة باتجاه الالتفات إلى " الحبيب الأول " وغض النظر عن الدور المفترض لمؤيدي الإمام جعفر بن محمد !.
لماذا لا يستنكر العرب يا عرب ما يجري بينما يغص مكتب 10 داوننغ ستريت في لندن ببرقيات الاستنكار والشجب والإدانة العربية وبلغة (عالية) وبلاغة دونها بلاغة الخليل بن أحمد الفراهيدي لعمليات أحفاد الإمام بن حنبل ومالك ضد الشعب البريطاني ومصالحه الحيوية ؟.
لماذا هذا السكوت في وقت يتحدث العرب جميعهم عن إدانة الإرهاب في كل مكان ولا يتحدثون أو يدينون إرهاب الجماعات السلفية في العراق ؟.
هل يظنون أنهم سيكونون من المغضوب عليهم من إذا ما كتبوا للدكتور الجعفري ورفعوا إليه بضع كلمات في المواساة والشجب الكاذب ؟.
ألهذا الحد يبلغ الصلف وعدمية الذوق بالبعض أن لا يواسوا إخوانهم في العراق بمصاب العراقيين ثم يتحدثون من وراء حجاب وكأنهم نسوان عن عروبة العراق وضرورة أن يعطي الشيعة دوراً للسنة العرب في كتابة الدستور وضرورة انسحاب القوات الأمريكية والقوات متعددة الجنسيات من العراق وفق جدول زمني .كأني أرى عمرو موسى يتلوا هذه المطالب من إحدى نوافذ مبنى الجامعة العربية ويهمس بها همساً لكي يسمع أمريكا!.
أين ذهب الصوت اليعربي عما يجري في بغداد ؟ لو كان صدام حسين تعرض إلى محاولة تعكير مزاج أو إحدى غانيات عدي لمضايقة في إحدى شوارع المنصور ألا تتهافت الرسائل والبيانات الغاضبة مثلما تتدفق الوفود المتضامنة الثورية جداً والمحبة للعراق والشعب العراقي جداً إلى بغداد للوقوف مع القائد ومعاناة شعبه ؟.
هل لأن العراقيين لم يعودوا في النظام الجديد (يدفعون) لكل هذه الجوقة فلا يسمعون أحداً يقف مع مأساتهم ويستنكروا ما يجري من قتل ومذابح مستمرة من دون أن يدفع له من حساب وزارة الإعلام ؟ الآن عرفت سبب قرار الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر بحل وزارة الإعلام في العراق .
إن ثلاثة أرباع السياسة العربية تدار بمنطق (حكلي لحكلّك) أي سياسة المصالح والمنافع و الامتيازات والجيوب المفخخة ولما خرج العراق من نادي هذه الجيوب وتحولت وزاراته ومؤسساته الديمقراطيةالخاضعة لرقابة مديرية كبيرة أسمها هيئة النزاهة دفعوا لنا السيارات المفخخة .ألم نقرأ ونشاهد من على شاشات العراقية وبعد انتهاء معارك شمال شرق بغداد (الكرابلة) صور جوازات عربية من الجزائر والمغرب وتونس والسعودية واليمن إلى العراق .
إن الإرهابيين الوافدين إلينا من المسافات البعيدة لديهم هدف استراتيجي بعيد المدى يتجاوز حتى جدولة انسحاب القوات الأجنبية من البلاد ـ مع يقيني أن هؤلاء الإرهابيين لا يقاتلون من أجل جلاء هذه القوات ومحاربة أمريكا بل إن الصراع القائم هو صراع على أمريكا ولـيس ضـدها في العراق ـ إن الهدف هو القضاء على مشروع الإمام الصادق إيماناً من هذه الجماعات لأن الأخذ بقناعاته سيؤدي إلى تهافت الكثير من القناعات والمفاهيم و الطروحات والآراء التي سادت قروناً عديدة في العالم الإسلامي وسيشهد العالم ويطلع على إسلام آخر لم يألفوه يؤمن بالحرية والتجديد والواقعية والتسامح ودور المرأة في الحياة ويفسح المجال أمام إقامة الدولة الدستورية القانونية التعددية التي تؤمن بالمساواة والعدالة والعمل على إقامة علاقات راسخة مع جميع الشعوب على خلفية الفهم القرآني والفكري في الإسلام و اتكاء على أرضية فقهية تفتح آفاق الجدل المعرفي وصولاً إلى حوار الحضارات .
إن هؤلاء القتلة يعتقدون أن كل طفل شيعي هو امتداد لرسالة جعفر بن محمد الصادق بل هو الصادق نفسه لذلك يوغلون بقتلنا بمبررات ومسوغات فقهية جاهزة يصدرها أولئك الذين يحرمون هذه الأعمال و الممارسات والقتل العلني في السعودية مثلاً تحت دعاوى الإرهاب ويحللونها في العراق بعنوان مقاومة المحتل .لكن هل يمكن قتل الفكرة وذبح الرؤية ودفن الحياة المتدفقة بالنور وهل يمكن أن يكون أبو سفيان حامي الشريعة ومحمد النبي (ص) خارج عن القانون ولا علاقة له بالأحكام الشرعية وسنن التأريخ وتنظيم حياة الناس وأنه خاتم الرسل والأنبياء عليهم السلام ؟.
أقول :
إن من يتصور من العراقيين والعرب بأن الصراع الحالي هو بين الجعفري و الزرقاوي فهو واهم وأنه صراع بين الشعب العراقي ومجموعات أنصار الإسلام وأنصار السنة والتوحيد والجهاد فهو واهم جداً .إنه بالتحديد صراع بين الرسالة والجاهلية .بين أبي سفيان رأس الكفر ومحمد رسول الله (ص) رأس النور .وسيبقى الصراع مستمراً بين السفيانية والمحمدية مادام هنالك نور وظلام ديمقراطية ومتخلفون ظلاميون لا يحبون الحياة .
وأقول أيضاً أن كل عين لا تبكي أبريائنا الشهداء في بغداد الجديدة هي عين سفيانية وكل جماعة لا تستنكر هذه الجريمة البشعة هي جماعة سفيانية .إن السفيانية خط في العمل وعقيدة ضد الإسلام وأسلوب في إدارة الصراع وآلية في ذبح الناس وثقافة متوحشة تقتنص أرواح الأبرياء بلا رحمة ظناً منها أنها بهذا العمل ستحيي (سنة) أبي سفيان من جديد حيث يعود هذا الارستقراطي القرشي إلى الحياة على حساب رسالة النبوة ودعاته الذين يقاتلون في مجلس الوزراء وبعض أعضاء الجمعية الوطنية وكل مغوار في القوات المسلحة والشرطة والحرس الوطني .
ابقوا بلا استنكار يا عرب خارج العروبة والعالم ,تخلفوا عن القافلة ورغم أن شعوبكم الغارقة بالتهافت على مطاعم الماكدونالد وشراء عطر جورج قرداحي لكن التاريخ سيبعث لكم من يذكركم بقيمة الحياة وسهولة الموت في الشوارع وبموعد قريب مع ضحايانا في القيامة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ* رئيس المعهد العراقي للأبحاث والدراسات السياسية
كلما سقط الشهداء من أبناء العراق صرعى السيارات المفخخة بالعشرات وهذه المرة بالمئات أوغل العرب بالصمت المطبق المريع ! .
أكثر من 60 شهيداً و111 جريحاً حصيلة الذبح اليومي لأمس فقط في مختلف مناطق العراق من دون أن يهتز شارب العروبة المفتول أو المقتول وهر شيء غير معقول أساساً .لم يهتز هذا الشارب الذي لطالما تم فتله من أجل خوض معارك (الشرف) والدفاع عن (عرض) الأمة وحياض الشعوب العربية.
وكيف يحصل هذا الاهتزاز والذين يقتلون يومياً ينتمون إلى مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق ومن شيعته ولا ينتمون إلى مذهب الإمام أحمد حنبل أو مالك وإلا لو كانوا كذلك لصرخ أستاذ الدبلوماسية العربية عمر و موسى وقلب الطاولة على رؤوس الجميع وحذر الأمم المتحدة والجمعية العامة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولاستدعى ممثلي الجامعة العربية و فززهم من نومهم القاهري الجميل ولدعاهم إلى استصدار بيان عربي مبين يدين مذابح أتباع الإمام أحمد بن حنبل ومالك ولتحدث طويلاً وأثنى على دور (السنة العرب) في كتابة تاريخ العراق الحديث وكتابة الدستور وأنهم ضرورة تأريخية لإدارة الحكم وربما سيقبل يد السيدة رايس لو خطت خطوة باتجاه الالتفات إلى " الحبيب الأول " وغض النظر عن الدور المفترض لمؤيدي الإمام جعفر بن محمد !.
لماذا لا يستنكر العرب يا عرب ما يجري بينما يغص مكتب 10 داوننغ ستريت في لندن ببرقيات الاستنكار والشجب والإدانة العربية وبلغة (عالية) وبلاغة دونها بلاغة الخليل بن أحمد الفراهيدي لعمليات أحفاد الإمام بن حنبل ومالك ضد الشعب البريطاني ومصالحه الحيوية ؟.
لماذا هذا السكوت في وقت يتحدث العرب جميعهم عن إدانة الإرهاب في كل مكان ولا يتحدثون أو يدينون إرهاب الجماعات السلفية في العراق ؟.
هل يظنون أنهم سيكونون من المغضوب عليهم من إذا ما كتبوا للدكتور الجعفري ورفعوا إليه بضع كلمات في المواساة والشجب الكاذب ؟.
ألهذا الحد يبلغ الصلف وعدمية الذوق بالبعض أن لا يواسوا إخوانهم في العراق بمصاب العراقيين ثم يتحدثون من وراء حجاب وكأنهم نسوان عن عروبة العراق وضرورة أن يعطي الشيعة دوراً للسنة العرب في كتابة الدستور وضرورة انسحاب القوات الأمريكية والقوات متعددة الجنسيات من العراق وفق جدول زمني .كأني أرى عمرو موسى يتلوا هذه المطالب من إحدى نوافذ مبنى الجامعة العربية ويهمس بها همساً لكي يسمع أمريكا!.
أين ذهب الصوت اليعربي عما يجري في بغداد ؟ لو كان صدام حسين تعرض إلى محاولة تعكير مزاج أو إحدى غانيات عدي لمضايقة في إحدى شوارع المنصور ألا تتهافت الرسائل والبيانات الغاضبة مثلما تتدفق الوفود المتضامنة الثورية جداً والمحبة للعراق والشعب العراقي جداً إلى بغداد للوقوف مع القائد ومعاناة شعبه ؟.
هل لأن العراقيين لم يعودوا في النظام الجديد (يدفعون) لكل هذه الجوقة فلا يسمعون أحداً يقف مع مأساتهم ويستنكروا ما يجري من قتل ومذابح مستمرة من دون أن يدفع له من حساب وزارة الإعلام ؟ الآن عرفت سبب قرار الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر بحل وزارة الإعلام في العراق .
إن ثلاثة أرباع السياسة العربية تدار بمنطق (حكلي لحكلّك) أي سياسة المصالح والمنافع و الامتيازات والجيوب المفخخة ولما خرج العراق من نادي هذه الجيوب وتحولت وزاراته ومؤسساته الديمقراطيةالخاضعة لرقابة مديرية كبيرة أسمها هيئة النزاهة دفعوا لنا السيارات المفخخة .ألم نقرأ ونشاهد من على شاشات العراقية وبعد انتهاء معارك شمال شرق بغداد (الكرابلة) صور جوازات عربية من الجزائر والمغرب وتونس والسعودية واليمن إلى العراق .
إن الإرهابيين الوافدين إلينا من المسافات البعيدة لديهم هدف استراتيجي بعيد المدى يتجاوز حتى جدولة انسحاب القوات الأجنبية من البلاد ـ مع يقيني أن هؤلاء الإرهابيين لا يقاتلون من أجل جلاء هذه القوات ومحاربة أمريكا بل إن الصراع القائم هو صراع على أمريكا ولـيس ضـدها في العراق ـ إن الهدف هو القضاء على مشروع الإمام الصادق إيماناً من هذه الجماعات لأن الأخذ بقناعاته سيؤدي إلى تهافت الكثير من القناعات والمفاهيم و الطروحات والآراء التي سادت قروناً عديدة في العالم الإسلامي وسيشهد العالم ويطلع على إسلام آخر لم يألفوه يؤمن بالحرية والتجديد والواقعية والتسامح ودور المرأة في الحياة ويفسح المجال أمام إقامة الدولة الدستورية القانونية التعددية التي تؤمن بالمساواة والعدالة والعمل على إقامة علاقات راسخة مع جميع الشعوب على خلفية الفهم القرآني والفكري في الإسلام و اتكاء على أرضية فقهية تفتح آفاق الجدل المعرفي وصولاً إلى حوار الحضارات .
إن هؤلاء القتلة يعتقدون أن كل طفل شيعي هو امتداد لرسالة جعفر بن محمد الصادق بل هو الصادق نفسه لذلك يوغلون بقتلنا بمبررات ومسوغات فقهية جاهزة يصدرها أولئك الذين يحرمون هذه الأعمال و الممارسات والقتل العلني في السعودية مثلاً تحت دعاوى الإرهاب ويحللونها في العراق بعنوان مقاومة المحتل .لكن هل يمكن قتل الفكرة وذبح الرؤية ودفن الحياة المتدفقة بالنور وهل يمكن أن يكون أبو سفيان حامي الشريعة ومحمد النبي (ص) خارج عن القانون ولا علاقة له بالأحكام الشرعية وسنن التأريخ وتنظيم حياة الناس وأنه خاتم الرسل والأنبياء عليهم السلام ؟.
أقول :
إن من يتصور من العراقيين والعرب بأن الصراع الحالي هو بين الجعفري و الزرقاوي فهو واهم وأنه صراع بين الشعب العراقي ومجموعات أنصار الإسلام وأنصار السنة والتوحيد والجهاد فهو واهم جداً .إنه بالتحديد صراع بين الرسالة والجاهلية .بين أبي سفيان رأس الكفر ومحمد رسول الله (ص) رأس النور .وسيبقى الصراع مستمراً بين السفيانية والمحمدية مادام هنالك نور وظلام ديمقراطية ومتخلفون ظلاميون لا يحبون الحياة .
وأقول أيضاً أن كل عين لا تبكي أبريائنا الشهداء في بغداد الجديدة هي عين سفيانية وكل جماعة لا تستنكر هذه الجريمة البشعة هي جماعة سفيانية .إن السفيانية خط في العمل وعقيدة ضد الإسلام وأسلوب في إدارة الصراع وآلية في ذبح الناس وثقافة متوحشة تقتنص أرواح الأبرياء بلا رحمة ظناً منها أنها بهذا العمل ستحيي (سنة) أبي سفيان من جديد حيث يعود هذا الارستقراطي القرشي إلى الحياة على حساب رسالة النبوة ودعاته الذين يقاتلون في مجلس الوزراء وبعض أعضاء الجمعية الوطنية وكل مغوار في القوات المسلحة والشرطة والحرس الوطني .
ابقوا بلا استنكار يا عرب خارج العروبة والعالم ,تخلفوا عن القافلة ورغم أن شعوبكم الغارقة بالتهافت على مطاعم الماكدونالد وشراء عطر جورج قرداحي لكن التاريخ سيبعث لكم من يذكركم بقيمة الحياة وسهولة الموت في الشوارع وبموعد قريب مع ضحايانا في القيامة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ* رئيس المعهد العراقي للأبحاث والدراسات السياسية
تعليق