السلام عليكم
الحمد لله الذي ضلَت فيه الصفات وتفسخت دونه النعوت وحارت في كبريائه لطائف الأوهام ، والصلاة والسلام على حبيبه وصفيه ونوره وبرهانه وأهل بيته الطاهرين وسفن النجاة ومنار الهدى العروة الوثقى
اللهم صلى على محمد وأل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
في بيان درجات التواضع والتكبر
أعلم أنه للتواضع درجات يقابلها التكبر في كل درجه:
الأولى : تواضع الأولياء الكمل والأنبياء العظام حيث إنهم بواسطة تجليات الذات والأسماء والصفات والأفعال في قلوبهم يتواضعون في حضرة الحق تعالى ومظاهر جمال تلك الذات المقدسة وجلالها ، وتوجد غاية التواضع والتذليل في قلوبهم ، مشاهدة كمال الربوبية وذلة العبودية ، وكلما تكاملوا في هذين النظريين وهاتين المشاهدتين يتكاملون في حقيقة التواضع أيضا إن الذات المقدسة لأعرف خلق الله وأعبد عباد الله خاتم النبيين ( صلى الله عليه وأله وسلم ) كانت أكثر تواضعا من سائر الموجدات في محضر الحق تعالى لأنه كان في مشاهدة كمال الربوبية ونقص العبودية أكمل الموجدات .
وهذه الطائفة من المتواضعين كما أنهم متواضعون للحق جل وعلا كذلك هم متواضعون لمظاهر جماله وجلاله أيضا ، والتواضع عندهم ظل التواضع للحق ، وهؤلاء بالإضافة إلى التواضع لهم مقام المحبة أيضا ، وعندهم المحبة لمظاهر الحق تعالى تبعا المحبة الحق تعالى ، وهذا التواضع المشفوع بالمحبة أكمل مراتب التواضع .
الثانية : تواضع أهل المعرفة ففيهم أيضا نفس تواضع الأولياء ولكن بمرتبة أنقص لأن مقام المعرفة يختلف عنه بالمشاهدة الحضورية
الثالثة : تواضع الحكماء فهم أيضا إذا وصلوا إلى مقام الحكمة الإلهية وتنور قلبهم بنورها يتواضعون للحق والخلق كما أوصى في الحكم اللقمانية* بهذا خاصته.
الرابعة: تواضع المؤمنين الذين حصلوا العلم بالله بنور الأيمان وعرفوا أنفسهم بقدر نورهم فيتواضعون للحق تعالى وللخلق.
وفي مقابل كل من هذه المراتب تكبّر، لأنه يحصل للنفس كبرياء في كل احتجاب، وليعلم إن التواضع والتملق وبين التكبر وعزة النفس فرقا كبيرة في المبادئ والغايات والثمرات.
فالتواضع مبدؤه العلم بالله والعلم بالنفس، وغايته الله أو كرامة الله ونتيجته وثمرته الكمال النفساني. والتملق مبدؤه الشرك والجهل وغايته النفس وثمرة الخفة والذلة والنقص والعار و والتكبر مبدؤه الإعجاب بالنفس وحبها والجهل , والغفلة عن الحق ومظاهره ، وغايته النفس والغرور ونتيجة التمرد والطغيان . وعزة النفس مبدؤها التوكل على الله والاعتماد على الحق تعالى وغايتها الله وثمرتها ترك غيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشارة إلى موعظة لقمان لأبنه وقول له (ولا تصعر خدك للناس ولا تمشى في الأرض مرحا ) سورة لقمان ،الآية 18
الحمد لله الذي ضلَت فيه الصفات وتفسخت دونه النعوت وحارت في كبريائه لطائف الأوهام ، والصلاة والسلام على حبيبه وصفيه ونوره وبرهانه وأهل بيته الطاهرين وسفن النجاة ومنار الهدى العروة الوثقى
اللهم صلى على محمد وأل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
في بيان درجات التواضع والتكبر
أعلم أنه للتواضع درجات يقابلها التكبر في كل درجه:
الأولى : تواضع الأولياء الكمل والأنبياء العظام حيث إنهم بواسطة تجليات الذات والأسماء والصفات والأفعال في قلوبهم يتواضعون في حضرة الحق تعالى ومظاهر جمال تلك الذات المقدسة وجلالها ، وتوجد غاية التواضع والتذليل في قلوبهم ، مشاهدة كمال الربوبية وذلة العبودية ، وكلما تكاملوا في هذين النظريين وهاتين المشاهدتين يتكاملون في حقيقة التواضع أيضا إن الذات المقدسة لأعرف خلق الله وأعبد عباد الله خاتم النبيين ( صلى الله عليه وأله وسلم ) كانت أكثر تواضعا من سائر الموجدات في محضر الحق تعالى لأنه كان في مشاهدة كمال الربوبية ونقص العبودية أكمل الموجدات .
وهذه الطائفة من المتواضعين كما أنهم متواضعون للحق جل وعلا كذلك هم متواضعون لمظاهر جماله وجلاله أيضا ، والتواضع عندهم ظل التواضع للحق ، وهؤلاء بالإضافة إلى التواضع لهم مقام المحبة أيضا ، وعندهم المحبة لمظاهر الحق تعالى تبعا المحبة الحق تعالى ، وهذا التواضع المشفوع بالمحبة أكمل مراتب التواضع .
الثانية : تواضع أهل المعرفة ففيهم أيضا نفس تواضع الأولياء ولكن بمرتبة أنقص لأن مقام المعرفة يختلف عنه بالمشاهدة الحضورية
الثالثة : تواضع الحكماء فهم أيضا إذا وصلوا إلى مقام الحكمة الإلهية وتنور قلبهم بنورها يتواضعون للحق والخلق كما أوصى في الحكم اللقمانية* بهذا خاصته.
الرابعة: تواضع المؤمنين الذين حصلوا العلم بالله بنور الأيمان وعرفوا أنفسهم بقدر نورهم فيتواضعون للحق تعالى وللخلق.
وفي مقابل كل من هذه المراتب تكبّر، لأنه يحصل للنفس كبرياء في كل احتجاب، وليعلم إن التواضع والتملق وبين التكبر وعزة النفس فرقا كبيرة في المبادئ والغايات والثمرات.
فالتواضع مبدؤه العلم بالله والعلم بالنفس، وغايته الله أو كرامة الله ونتيجته وثمرته الكمال النفساني. والتملق مبدؤه الشرك والجهل وغايته النفس وثمرة الخفة والذلة والنقص والعار و والتكبر مبدؤه الإعجاب بالنفس وحبها والجهل , والغفلة عن الحق ومظاهره ، وغايته النفس والغرور ونتيجة التمرد والطغيان . وعزة النفس مبدؤها التوكل على الله والاعتماد على الحق تعالى وغايتها الله وثمرتها ترك غيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشارة إلى موعظة لقمان لأبنه وقول له (ولا تصعر خدك للناس ولا تمشى في الأرض مرحا ) سورة لقمان ،الآية 18