إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ايمان ابو طالب عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ايمان ابو طالب عليه السلام

    أحسب أن القوم لم ينسجوا هذا الإفك [ اسلام والدي أبي بكر ] على نول الجهل بتراجم الرجال فحسب ، ولا أن لهم مأربا في آباء المهاجرين أسلموا أو لم يسلموا ، أو أن لهم غاية في إسلام أبوي أبي بكر ، لكنهم زمروا لما لم يزل لهم فيه مكاء وتصدية من تكفير سيد الأباطيح شيخ الأئمة أبي طالب والد مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليهما ، وذلك بعد أن عجزوا عن الوقيعة في الولد فوجهوها إلى الوالد أو إلى الوالدين كما فعله الحافظ


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 3 )


    العاصمي في زين الفتى . وكن من تهويلهم في تخفيف تلكم الوطأة أن جروا ذلك إلى والدي النبي المعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعليهما حتى قال العاصمي في زين الفتى عند بيان وجه الشبه بين النبي والمرتضى صلى الله عليهما وآلهما : أما تشبيه الأبوين في الحكم والتسمية ، فإن النبي في كثرة ما أنعم الله تعالى عليه ووفور إحسانه إليه لم يرزقه إسلام أبويه ، وعلى هذا جمهور المسلمين (1) إلا شرذمة قليلين لا يلتفت إليهم ، فكذلك المرتضى فيما أكرمه الله به من الأخلاق والخصال وفنون النعم والأفعال لم يرزقه إسلام أبويه . انتهى .

    فلم تفتأ هلم في ذلك جلبة ولغط مكابرين فيهما المعلوم من سيرة شيخ الأبطح وكفالته لصاحب الرسالة ، ودرئه عنه كل سوء وعادية ، وهتافه بدينه القويم ، وخضوعه لناموسه الإلهي في قوله وفعله وشعره ونثره ، ودفاعه عنه بكل ما يملكه من حول وطول .

    ولـــــو أبـــــو طـــــالـــــب وأبـــــنـــــه * لما مثـــــل الـــــدين شخــــصا وقاما

    فـــــذاك بمــــكـــــة آوى وحـــــامـــــى * وهذا بيـــــثرب جـــــس الحـــــمامــا

    تكفـــــل عـــــبـــــد منـــــاف بأمــــــــر * وأودى فكـــــان عـــــلـــــي تمـــــاما

    فـــــقل فـــــي تبـــــيـــــر مضى بعد ما * قـــــضى ما قضاه وأبقى شماما (2)

    فللـــــه ذا فـــــاتحـــــا للـــــهـــــــــدى * ولله ذا للمعـــــالـــــي خـــــتــــامـــــا

    ومـــــا ضـــــر مجـــــد أبي طـــــالــب * جـــــهول لغـــــا أو بصـــــير تــعامى

    كمــــــا لا يضـــــر إيــــاب (3) الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما (4)

    ____________

    (1) أفك الرجل على جمهور المسلمين ، فان الإمامية والزيدية على بكرة أبيهم ومن حذا حذوهم من محققي أهل السنة ذهبوا إلى إسلام والدي النبي الأقدس ، ومن شذ عنهم فلا يؤبه به ولا يلتفت إليه . (المؤلف) .

    (2) ثبير وثمام : اسما جبلين .

    (3) في شرح النهج : إياة ، ومعناه الضوء .

    (4) ذكرها ابن أبي الحديد نفسه في شرحه : 3 / 317 [ 14 / 84 كتاب 9 ] . (المؤلف) .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 4 )



    وهناك طرق لا يمكن التوصل إلى الإذعان بنفسيات اي أحد إلا بها ، ألا وهي :

    1 ـ استنباطها مما يلفظ به من قول .

    2 ـ أو مما ينوء به من عمل .

    3 ـ أو مما يروي عنه آله وذووه . فإن أهل البيت أدرى بما فيه .

    4 ـ أو مما أسنده إليه من لاث به وبخع له .

  • #2
    أقوال أبي طالب المثبته لإيمانه




    أما أقوال أبي طالب سلام الله عليه فإليك عقودا عسجدية من شعره الرائق مثبتة في السير والتواريخ وكتب الحديث .

    أخرج الحاكم في المستدرك (1) (2 / 623) بإسناده عن ابن إسحاق قال : قال أبو طالب أبياتا للنجاشي يحضه على حسن جوارهم والدفع عنهم ـ يعني عن المهاجرين إلى الحبشة من المسلمين :

    ليعـــــلم خــــيار الناس أن محمدا * وزير لموسى والمسيح ابن مريم

    أتانـــــا بهـــــدي مثــــل ما أتيا به * فكـــل بأمر الله يهدي ويعصم (2)

    وإنكم تـــــتلونه فـــــي كتـــــابــكم * بصدق حـــــديث لا حديث المبرجم

    وإنـــــك مـــــا تأتيك منها عصابة * بفـــــضلك إلا أرجعـــــوا بالتــكرم


    وقال سلام الله عليه من قصيدة :

    فبـــــلغ عـن الشحناء أفناء غالب * لويـــــا وتيـــــما عند نصر الكرائم

    لانا سيوف الله والمجــــد كــــلــــه * إذا كان صوت القوم وجي الغمائم

    ألم تعـــــلموا أن القـــــطيـعة مأثم * وأمـــــر بـــــلاء قــــاتم غير حازم

    وأن سبـــــيـــل الرشد يعلم في غد * وأن نعـــــيم الـــــدهر ليـــس بدائم

    ____________

    (1) المستدرك على الصحيحن : 2 / 680 ح 4247 .

    (2) في البيت إقواء .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 5 )



    فـــــلا تسفــــهن أحلامكم في محمد * ولا تتبعـــــوا أمـــــر الغــــواة الأشائم

    تمنيـــــتـــــم أن تقــتـــــلــــوه وإنما * أمانيكـــــم هـــــذي كـــــأحلام نـــــــائم

    وإنكـــــم والله لا تقـــتـــــلـــــونـــــه * ولما تروا قطف اللحى والغلاصم (1)

    ولم تبصروا والأحياء منكم ملاحما * تحـــــوم عـــليها الطيـــــر بعــد ملاحم

    وتدعـــــو بأرحام أواصـــــر بــيــننا * فـــــقد قـــــطع الأرحـام وقع الصوارم

    زعـــــمتم بأنا مسلمـــــون محــمدا * ولمـــــا نقـــــاذف دونـــــه ونـــــزاحــم

    مــن القوم مفضال أبي على العدى * تمـــــكن في الفرعــــيــن من آل هاشم

    أميـــــن حبـــــيب فــي العباد مسوم * بخـــــاتم رب قاهـــــر فـــــي الخـــواتم

    يـــــرى النــاس برهانا عليه وهيبة * وما جـــــاهل فـــــي قــــومه مثل عالم

    نبـــــي أتـــــاه الــوحي من عند ربه * ومـــــن قـــــال لا يقـــرع بها سن نادم

    تطيـــــف بـــــه جــــرثومة هاشمية * تذبـــــب عـــــنـــــه كــــل عــات وظالم

    ديوان أبي طالب (ص 32) ، شرح ابن أبي الحديد (3 / 313) (2) .

    ومن شعره في أمر الصحيفة التي سنوقفك على قصتها قوله :

    ألا أبلـــــغا عـــــني عـــلى ذات بينها * لويـــــا وخـــــصا من لوي بني كعب

    ألم تعـــــلموا أنـــــا وجـــــدنا محمدا * رســـولا كموسى خط في أول الكتب

    وأن عـــــليـــــه في العـــــباد محــبة * ولا حيـــــف فيــمن خصه الله بالحب

    وأن الـــــذي رقشتـــــم فــــي كتابكم * يكون لكم يوما كراغية السقب (3 )

    ____________

    (1) في رواية : والجماجم . الغلاصم جمع الغلصمة : اللحم بين الرأس والعنق . (المؤلف) .

    (2) ديوان أبي طالب : 84 ـ 85 ، شرح نهج البلاغة : 14 / 73 كتاب 9 .

    (3) في رواية ابن هشام : وإن الذي ألصقتم من كتابكم * لكم كائن نحسا كراغية السقب. رقش : كتب وسطر . الراغية من الرغاء : أصواب الإبل . السقب : ولد الناقة . (المؤلف) .

    أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفر الزبى (1) * ويصبــــــح من لم يجن ذنبا كذي ذنب




    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 6 )



    ولا تتبعوا أمر الـــــغــــــواة وتقطعـــوا * أواصــرنا بعـــــــد المـــــودة والقـــرب

    وتسجــــلبـــــوا حربا عوانا (2) وربما * أمر عـــــلى مــن ذاقــــه حلـب الحرب

    فلسنـــــا وبـــيت الله نسلـــــم أحـــــمدا * لعزاء من عض الزمان ولا كــرب(3)

    ولمـــــا تبـــــن منـــــا ومنــكم سوالف * وأيـــــد أتــــرت (4) بالمهندة الشـــهب

    بمعـــــترك ضنــــك تـــــرى كـسر القنا * به والضباع العرج تعكف كالشـرب(5)

    كـــــأن مجـــــال الخـــــيل فـي حجراته * ومعـــــمعة الأبطـــــال معـــركة الحرب

    ألـــــيس أبونا هـــــاشــــم شـــــد أزره * وأوصى بنـــــيه بالطـــــعان وبالضــرب

    ولســـــنا نمـــــل الحـــــرب حتـى تملنا * ولا نشتكـــــي مـــــما ينــوب من النكب

    ولكنـــــنا أهـــــل الحـــــفائظ والنــــهى * إذا طـــــار أرواح الكمــــاة من الرعب

    سيرة ابن هشام (1 / 373) ، شرح ابن أبي الحدبد (3 / 313) ، بلوغ الأرب (1 / 325) ، خزانة الأدب للبغدادي (1 / 261) ، الروض الأنف (1 / 220) ، تاريخ ابن كثير (3 / 87) ، أسنى المطالب (ص 6 ، 13) ، طلبة الطالب (ص 10) (6) . ومن شعره قوله :

    ألا مـــــا لهـــم آخر الليل معتم * طواني وأخرى النجم لما تقحم

    ____________

    (1) في سيرة ابن هشام [ 1 / 377 ] : الترى ، بدل الزبى . (المؤلف) .

    (2) الحرب العوان : التي قوتل فيها مرة بعد أخرى . أشد الحروب . (المؤلف) .

    (3) العزاء : السنة الشديدة . عض الزمان : شدته وكلبه . (المؤلف) .

    (4) تبن : تنفصل . السوالف : صفحات الأعناق . أترت : قطعت . (المؤلف) .

    (5) ضنك : ضيق . الضياع العرج مر ص 58 . الشرب : الجماعة من القوم يشربون . والشطر الثاني في سيرة ابن هشام [ 1 / 379 ] : به والنسور الطخم يعكفن كالشرب . (المؤلف) .

    (6) السيرة النبوية : 1 / 377 ـ 379 ، شرح نهج البلاغة : 14 / 72 كتاب 9 ، خزانة الأدب : 2 / 76 ، الروض الأنف : 3 / 283 ، البداية والنهاية : 3 / 108 .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 7 )



    طـــــواني وقـــــد نامـــــت عيون كثيرة * وســـــامر أخـــــرى قاعـــــد لـم ينوم

    لأحـــــلام أقـــــوام أرادوا محـــــمــــدا * بظـــــلم ومـــــن لا يتـــقي البغي يظلم

    سعـــــوا سفـها واقتادهم سوء أمرهم * عـــــلى خــــائل من أمرهم غير محكم

    رجـــــاة أمـــــور لم ينـــــالوا نظــامها * وإن نشـــــدوا فـــــي كــل بدو وموسم

    يرجـــــون منـــــا خـــــطة دون نيـــلها * ضـــــراب وطعن بالوشيج المقوم (1)

    يرجـــــون أن نسخـــــي بقـــــتل محمد * ولــــم يختضب سمر العوالي من الدم

    كـــــذبتم وبـــــيت الله حـــــتى تفـــلقوا * جـــــماجم تلـــقى بالحميم وزموم (2)

    وتقـــــطع أرحـــــام وتـــــنسى حــليلة * حـــــليلا ويغـــــشى محــرم بعد محرم

    وينهـــــض قـــــوم بالحـــــديد إليــــكم * يـــــذبون عـــــن أحـــسابهم كل مجرم

    هـــــم الأسد أسد الزارتين إذا غـــدت * على حنـــــق لـم تخـــش إعلام معــلم

    فيا لبـــــني فـــــهر أفيــقوا ولم تقـــــم * نـــــوائح قتــلى تـــدعي بالتـسدم (3)

    على ما مضى من بغيكم وعـــــقوقكم * وغـــــشيانكم فــــي أمرنا كـــل مأتـــم

    وظلم نبـــــي جاء يدعو الى الهـــــدى * وأمر أتى من عند ذي العرش قيم(4)

    فـــــلا تحـــــسبونا مسلمـــــيه ومثـله * إذا كـــــان فـــــي قــــوم فليس بمسلم

    فهـــــذي معـــــاذير وتقـــــدمة لـــــكم * لـــــكيلا تكـــــون الحـــــرب قبل التقدم

    ديوان أبي طالب (5) (ص 29) ، شرح ابن أبي الحديد (3 / 312) (6) .

    وله قوله مخاطبا للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم :

    ____________

    (1) الوشيج : الرماح .

    (2) في الديوان : تفرقوا . بدلا من : تفلقوا . و : بالحطيم . بدلا من : بالحميم .

    (3) التسدم من السدم : الهم مع الندم ، الغيظ مع الحزن . (المؤلف) .

    (4) في رواية شيخ الطائفة : مبرم . (المؤلف) .

    (5) ديوان أبي طالب : ص 82 ـ 83 .

    (6) شرح نهج البلاغة : 14 / 71 كتاب 9 .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 8 )



    والله لـــــن يصلـــوا إليك بجمعهم * حتـــــى أوســـد في التراب دفينا

    فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وابشر بــــذاك وقـــر منك عيونا

    ودعوتني وعلمت أنك ناصحـــــي * ولقد دعــوت وكنت ثم أمينا (1)

    ولقـــــد عـــــلمت بأن ديـن محمد * من خـــــير أديـــــان البـرية دينا

    ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌رواها الثعلبي في تفسيره وقال : قد أتفق على صحة نقل هذه الأبيات عن أبي طالب : مقاتل ، وعبد الله بن عباس ، والقسم بن محضرة ، وعطاء بن دينار .

    راجع : (2) خزانة الأدب للبغدادي (1 / 261) ، تاريخ ابن كثير (3 / 42) ، شرح ابن أبي الحديد (3 / 306) ، تاريخ أبي الفدا (1 / 120) ، فتح الباري (7 / 153 ، 155) ، الإصابة (4 / 116) ، المواهب اللدنية (1 / 61) ، السيرة الحلبية (1 / 305 )، ديوان أبي طالب (ص 12) طلبة الطالب (ص 5) بلوغ الارب (1 / 325) ، السيرة النبوية لزيني دحلان هامش الحلبية (1 / 91/ 211 )، وذكر البيت الأخير في أسنى المطالب (ص 6) فقال: عدّة البرزنجي من كلام أبي طالب المعروف. لفت نظر:

    زاد القرطبي وابن كثير في تاريخه على الأبيات:

    لولا الملامة أو حذاري سبة * لوجــــدتني سمحا بذاك مبينا

    ____________

    (1) وفي رواية القسطلاني :

    ودعوتني وزعمت أنك ناصحي * ولقــــد صدقــــت وكنت ثم أمينا

    ( المؤلف)

    (2) خزانة الأدب : 2 / 76 ، البداية والنهاية : 3 / 56 ، شرح نهج البلاغة : 14 / 55 كتاب 9 ، فتح الباري : 7 / 194 ، 196 ، المواهب اللدنية : 1 / 223 ، السيرة الحلبية : 1 / 287 ، ديوان أبي طالب : ص 41 ، السيرة النبوية لزيني دحلان : 1 / 45 ، أسنى المطالب : ص 10 .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 9 )



    قال السيد أحمد زيني دحلان في أسنى المطالب (1) (ص 14) : فقيل : إن هذا البيت موضوع أدخلوه في شعر أبي طالب وليس من كلامه .

    قال الأميني : هب أن البيت الأخير من صلب ما نظمه أبو طالب عليه السلام فإن أقصى ما فيه أن العار والسبة ، اللذان كان أبو طالب عليه السلام يحذرهما خيفة أن يسقط محله عند قريش فلا تتسنى له نصرة الرسول المبعوث صلى الله عليه وآله وسلم ، إنما منعاه عن الإبانة والإظهار لاعتناق الدين ، وإعلان الإيمان بما جاء به النبي الأمين ، وهو صريح قوله : لوجدتني سمحا بذاك مبينا ، أي مظهرا ، وأين هو عن اعتناق الدين في نفسه ، والعمل بمقتضاه من النصرة والدفاع ؟ ولو كان يريد به عدم الخضوع للدين لكان تهافتا بينا بينه وبين أبياته الأولى التي ينص فيها بأن دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم من خير أديان البرية دينا ، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم صادق في دعوته أمين على أمته .

    ومن شعره قوله قد غضب لعثمان بن مظعون حين عذبته قريش ونالت منه :

    أمن تذكـــــر دهـــــر غـــــير مأمـــون * أصبحـــــت مكتـــــئبا تبكي كمحزون

    أم من تـــــذكر أقـــــوام ذوي سفـــــه * يغـــشون بالظلم من يدعو إلى الدين

    ألا تـــــرون أذل الله جـــــمعـــــكــــــم * إنا غـــــضبـــــنا لعــثمان بن مظعون

    ونمنـــــع الضيــــم من يبغي مضيمنا * بكــــل مـــــطــرد فــــي الكف مسنون

    ومرهـــــفات كـــــأن المـــلح خالطها * يشـــــفى بها الداء من هام المجانين

    حتـــــى تقـــــر رجـــــال لا حــلوم لها * بعـــــد الصعـــــوبة بالأسماح واللين

    أو تــــؤمنوا بكتـــــــاب منـــزل عجب * على نبي كموسى أو كذي النون (2)

    ومن شعره يمدح النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قوله :

    ____________

    (1) أسنى المطالب : ص 25 .

    (2) شرح ابن أبي الحديد : 3 / 313 [ 14 / 73 كتاب 9 ] (المؤلف) .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 10 )



    لقـــــد أكـــــرم الله النبي محمدا * فأكرم خلق الله في الناس أحمد

    وشـــــق لــــه من إسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد

    أخرجه (1) البخاري في تاريخه الصغير من طريق علي بن يزيد ، وأبو نعيم في دلائل النبوة (1 / 6) ، وابن عساكر في تاريخه (1/275) ، وذكره له ابن أبي الحديد في شرحه (3 / 315) ، وابن كثير في تاريخه (1 / 266) ، وابن حجر في الإصابة (4 / 115) ، والقسطلاني في المواهب اللدنية (1 / 518) نقلا عن تاريخ البخاري ، والديار بكري في تاريخ الخميس (1 / 254) فقال : أنشأ أبو طالب في مدح النبي أبياتا منها هذا البيت :

    وشق له من إسمه ليجله * ........................


    حسان بن ثابت ضمن شعره هذا البيت فقال :

    ألم تر أن الله أرسل عبده * بآياتـــه والله أعلى وأمجد

    وشق له من إسمه ليجله * .................................

    والزرقاني في شرح المواهب (3 / 156) وقال : توارد حسان معه أو ضمنه شعره وبه جزم في الخميس ، أسنى المطالب (2) (ص 14) .

    ومن شعره المشهور كما قاله ابن أبي الحديد في شرحه (3) (3 / 315) .

    أنـــــت النبــــي محمد * قـــــرم أغــــر مسود

    لمســـــودين أكــــارم * طابـــوا وطاب المولد

    نعـــم الأرومة أصلها * عمرو الخضم الأوحد

    ____________

    (1) التاريخ الصغير : 1 / 38 ، دلائل النبوة : 1 / 44 ح 2 ، تاريخ مدينة دمشق : 3 / 32 ـ 33 ، شرح نهج البلاغة : 14 / 78 كتاب 9 ، البداية والنهاية : 2 / 325 ، المواهب اللدنية : 2 / 25 .

    (2) أسنى المطالب : ص 24 .

    (3) شرح نهج البلاغة : 14 / 77 كتاب 9 .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 11 )



    هشـــــم الربـيكة في الجفا * ن وعـــيش مكة أنكد (1)

    فجـــــرت بـــــذلك سنــــــة * فيـــــها الخبــــيزة تـــــثرد

    ولنـــــا السقـــــاية للحجيـ * ـج بهــــا يماث العنجد (2)

    والمأزمان (3) وما حوت * عـــرفاتهــــــا والمسجــــد

    أنى تضـــــام ولـــــم أمـت * وأنا الشجـــــاع العـــــربـد

    وبطـــــاح مكـــــة لا يـرى * فيـــــها نجـــــيـــــع أســود

    وبنـــــو أبـــــيك كأنـــــهــم * أســـــد العـــــرين توقـدوا

    ولقـــــد عهـــــدتك صادقــا * فـــــي القـــــول لا يتـــزيد

    ما زلت تنطـــــق بالصـــوا * ب وأنـــــت طـــــفل أمــرد

    جاء أبو جهل بن هشام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ساجد وبيده حجر يريد أن يرميه به ، فلما رفع يده لصق الحجر بكفه فلم يستطع ما أراد ، فقال أبو طالب :

    أفيقــوا بنـــــي غـــالب وانتهوا * عن الغي من بعض ذا المنطق

    وإلا فـــــإني إذن خـــــائـــــــف * بوائـــــق فـــــي داركم تلتــــقي

    تكـــــون لغـــــيركم عـــــبــــرة * ورب المغـــــارب والمـــــشرق

    كمـــــا نــال من كان من قبلكم * ثمـــــود وعـــــاد ومــــــاذا بقي

    غـــــداة أتاهـــــم بهــا صرصر * وناقـــــة ذي العـرش قد تستقي

    فحـــــل علـــــيهم بهــــا سخطه * مـن الله في ضربة الأزرق (4)

    ____________

    (1) عمرو : أسم هاشم بن عبد مناف . الخضم : كثير العطاء . الربيكة : طعام يعمل من تمر وأقط وسمن .

    (2) مات الشيء ميتا : مرسه . ومات الملح في الماء : أذابه . العنجد : الزبيب .

    (3) المأزمان : موضع بمكة بين المشعر الحرام وعرفة وهو شعب بين جبلين [ معجم البلدان : 5 / 40 ] . ( المؤلف)

    (4) الأزرق : عاقر ناقة صالح .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 12 )

    غـــــداة يعــــض بعــرقوبها * حــســاما من الهند ذا رونق

    وأعجـب من ذاك في أمركم * عجــائب في الحجر الملصق

    بكــــف الــذي قام مـن خبثه * إلى الصابر الصادق المتقي

    فأثبــــته الله فــــي كــــفــــه * عــلى رغمه الجائر الأحمق

    أحيمــق مخزومكم إذ غوى * لغــــي الغــــواة ولــم يصدق

    ديوان أبي طالب (1) (ص 13) ، شرح ابن أبي الحديد (3 / 314) (2) .

    قال ابن أبي الحديد في شرحه (3) (3 / 314) : قالوا : وقد اشتهر عن عبد الله المأمون رحمه الله أنه كان يقول : أسلم أبو طالب والله بقوله :

    نصرت الرسول رسول المليك * ببــــيض تــــلألا كلمع البروق

    أذب وأحمــــي رســــول الإلـه * حــــماية حــــام عـــليه شفيق

    ومــــا إن أدت لأعــــدائــــــــه * دبيب البكار حذار الفـنيق (4)

    ولكــــن أزيــــر لهــــم ســاميا * كما زار ليث بغــــيل مضيــق

    وتوجد هذه الأبيات مع بيت زائد في ديوانه (5) (ص 24) .

    ولسيدنا أبي طالب أبيات كتبها إلى النجاشي بعد ما خرج عمرو بن العاص إلى بلاد الحبشة ليكيد جعفر بن أبي طالب وأصحابه عند النجاشي . يحرض النجاشي على إكرام جعفر والإعراض عن ما يقوله عمرو (6) منها :

    ____________

    (1) ديوان أبي طالب : ص 42 .

    (2) شرح نهج البلاغة : 14 / 74 كتاب 9 .

    (3) المصدر السابق .

    (4) الفنيق : الفحل المكرم لا يؤذي ولا يركب لكرامته جمع فنق وأفناق . (المؤلف) .

    (5) ديوان أبي طالب : ص 70 .

    (6) ديوان أبي طالب ص 109 وهي مما استدركه محقق الديوان على جامعه .

    تعليق


    • #3
      جزاك الله عن أبي طالب (ع) و رسول الله صلى الله عليه و آله خير الجزاء

      تعليق


      • #4
        ابو طالب عليه السلام تلك الشخصيه التي ظلماها التاريخ زوا وبهتانا ولو كان ابي طالب كما يقول بعض المغريض لكان كما كان ابو سفيان او ابو لهب

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X