أحسب أن القوم لم ينسجوا هذا الإفك [ اسلام والدي أبي بكر ] على نول الجهل بتراجم الرجال فحسب ، ولا أن لهم مأربا في آباء المهاجرين أسلموا أو لم يسلموا ، أو أن لهم غاية في إسلام أبوي أبي بكر ، لكنهم زمروا لما لم يزل لهم فيه مكاء وتصدية من تكفير سيد الأباطيح شيخ الأئمة أبي طالب والد مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليهما ، وذلك بعد أن عجزوا عن الوقيعة في الولد فوجهوها إلى الوالد أو إلى الوالدين كما فعله الحافظ
--------------------------------------------------------------------------------
( 3 )
العاصمي في زين الفتى . وكن من تهويلهم في تخفيف تلكم الوطأة أن جروا ذلك إلى والدي النبي المعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعليهما حتى قال العاصمي في زين الفتى عند بيان وجه الشبه بين النبي والمرتضى صلى الله عليهما وآلهما : أما تشبيه الأبوين في الحكم والتسمية ، فإن النبي في كثرة ما أنعم الله تعالى عليه ووفور إحسانه إليه لم يرزقه إسلام أبويه ، وعلى هذا جمهور المسلمين (1) إلا شرذمة قليلين لا يلتفت إليهم ، فكذلك المرتضى فيما أكرمه الله به من الأخلاق والخصال وفنون النعم والأفعال لم يرزقه إسلام أبويه . انتهى .
فلم تفتأ هلم في ذلك جلبة ولغط مكابرين فيهما المعلوم من سيرة شيخ الأبطح وكفالته لصاحب الرسالة ، ودرئه عنه كل سوء وعادية ، وهتافه بدينه القويم ، وخضوعه لناموسه الإلهي في قوله وفعله وشعره ونثره ، ودفاعه عنه بكل ما يملكه من حول وطول .
ولـــــو أبـــــو طـــــالـــــب وأبـــــنـــــه * لما مثـــــل الـــــدين شخــــصا وقاما
فـــــذاك بمــــكـــــة آوى وحـــــامـــــى * وهذا بيـــــثرب جـــــس الحـــــمامــا
تكفـــــل عـــــبـــــد منـــــاف بأمــــــــر * وأودى فكـــــان عـــــلـــــي تمـــــاما
فـــــقل فـــــي تبـــــيـــــر مضى بعد ما * قـــــضى ما قضاه وأبقى شماما (2)
فللـــــه ذا فـــــاتحـــــا للـــــهـــــــــدى * ولله ذا للمعـــــالـــــي خـــــتــــامـــــا
ومـــــا ضـــــر مجـــــد أبي طـــــالــب * جـــــهول لغـــــا أو بصـــــير تــعامى
كمــــــا لا يضـــــر إيــــاب (3) الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما (4)
____________
(1) أفك الرجل على جمهور المسلمين ، فان الإمامية والزيدية على بكرة أبيهم ومن حذا حذوهم من محققي أهل السنة ذهبوا إلى إسلام والدي النبي الأقدس ، ومن شذ عنهم فلا يؤبه به ولا يلتفت إليه . (المؤلف) .
(2) ثبير وثمام : اسما جبلين .
(3) في شرح النهج : إياة ، ومعناه الضوء .
(4) ذكرها ابن أبي الحديد نفسه في شرحه : 3 / 317 [ 14 / 84 كتاب 9 ] . (المؤلف) .
--------------------------------------------------------------------------------
( 4 )
وهناك طرق لا يمكن التوصل إلى الإذعان بنفسيات اي أحد إلا بها ، ألا وهي :
1 ـ استنباطها مما يلفظ به من قول .
2 ـ أو مما ينوء به من عمل .
3 ـ أو مما يروي عنه آله وذووه . فإن أهل البيت أدرى بما فيه .
4 ـ أو مما أسنده إليه من لاث به وبخع له .
--------------------------------------------------------------------------------
( 3 )
العاصمي في زين الفتى . وكن من تهويلهم في تخفيف تلكم الوطأة أن جروا ذلك إلى والدي النبي المعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعليهما حتى قال العاصمي في زين الفتى عند بيان وجه الشبه بين النبي والمرتضى صلى الله عليهما وآلهما : أما تشبيه الأبوين في الحكم والتسمية ، فإن النبي في كثرة ما أنعم الله تعالى عليه ووفور إحسانه إليه لم يرزقه إسلام أبويه ، وعلى هذا جمهور المسلمين (1) إلا شرذمة قليلين لا يلتفت إليهم ، فكذلك المرتضى فيما أكرمه الله به من الأخلاق والخصال وفنون النعم والأفعال لم يرزقه إسلام أبويه . انتهى .
فلم تفتأ هلم في ذلك جلبة ولغط مكابرين فيهما المعلوم من سيرة شيخ الأبطح وكفالته لصاحب الرسالة ، ودرئه عنه كل سوء وعادية ، وهتافه بدينه القويم ، وخضوعه لناموسه الإلهي في قوله وفعله وشعره ونثره ، ودفاعه عنه بكل ما يملكه من حول وطول .
ولـــــو أبـــــو طـــــالـــــب وأبـــــنـــــه * لما مثـــــل الـــــدين شخــــصا وقاما
فـــــذاك بمــــكـــــة آوى وحـــــامـــــى * وهذا بيـــــثرب جـــــس الحـــــمامــا
تكفـــــل عـــــبـــــد منـــــاف بأمــــــــر * وأودى فكـــــان عـــــلـــــي تمـــــاما
فـــــقل فـــــي تبـــــيـــــر مضى بعد ما * قـــــضى ما قضاه وأبقى شماما (2)
فللـــــه ذا فـــــاتحـــــا للـــــهـــــــــدى * ولله ذا للمعـــــالـــــي خـــــتــــامـــــا
ومـــــا ضـــــر مجـــــد أبي طـــــالــب * جـــــهول لغـــــا أو بصـــــير تــعامى
كمــــــا لا يضـــــر إيــــاب (3) الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما (4)
____________
(1) أفك الرجل على جمهور المسلمين ، فان الإمامية والزيدية على بكرة أبيهم ومن حذا حذوهم من محققي أهل السنة ذهبوا إلى إسلام والدي النبي الأقدس ، ومن شذ عنهم فلا يؤبه به ولا يلتفت إليه . (المؤلف) .
(2) ثبير وثمام : اسما جبلين .
(3) في شرح النهج : إياة ، ومعناه الضوء .
(4) ذكرها ابن أبي الحديد نفسه في شرحه : 3 / 317 [ 14 / 84 كتاب 9 ] . (المؤلف) .
--------------------------------------------------------------------------------
( 4 )
وهناك طرق لا يمكن التوصل إلى الإذعان بنفسيات اي أحد إلا بها ، ألا وهي :
1 ـ استنباطها مما يلفظ به من قول .
2 ـ أو مما ينوء به من عمل .
3 ـ أو مما يروي عنه آله وذووه . فإن أهل البيت أدرى بما فيه .
4 ـ أو مما أسنده إليه من لاث به وبخع له .
تعليق