إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مرة أخرى..عبد الله بن سبأ حفظه الله لنا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مرة أخرى..عبد الله بن سبأ حفظه الله لنا

    د. عمرو اسماعيل - « إيــلاف » - 25 / 7 / 2005م - 10:26 م


    كلما انفجرت سيارة مفخخة يقودها إرهابي متعطش للدماء لا يفعل شيئا إلَى قتل الأبرياء من المدنيين سواء حدث هذا في شرم الشيخ أو في العراق كما حدث اليوم وقتل أربعون شخصا.. انبري لنا عبقري ليقول لنا أن الاختراق للأرض العراقية وللدول العربية على أشده و من قبل الكثير و الكثير من أجهزة الاستخبارات و على رأسها الموساد الإسرائيلي.. إلى جانب مصلحة أميركا في تشويه المقاومة الإسلامية وجماعة بن لادن التنويرية بمثل تلك العمليات و بتضخيمها إعلاميا..


    ونجد الاتهام جاهزا لكل من ينتقد هذا الإرهاب الأعمى والخسيس ويحاول البحث عن أسبابه الحقيقية في ثقافتنا وتراثنا.. أن كل ما يفعله هو محاولة لتسفيه حال العرب و تاريخهم.. و سلب كل مقاومتهم معاني البطولة.. أمام قوى هي بطبيعة حال المرحلة التي يمر بها العرب أقوى منهم...

    و نحن أو على الأقل أنا لا اقصد تسفيه حال العرب بل أحاول نقد الذات وعندي الشجاعة لقول الحقيقة.. لأننا (وأضم نفسي باعتباري عربيا مصريا ) من نقوم بتسفيه حالنا بأنفسنا.. ونستسهل اتهام كل الآخرين ومخابراتهم ودولهم بالتآمر علينا وأنهم سبب تخلفنا وضعفنا وهواننا.. اتهمناهم أنهم من قاموا بعملية 11 سبتمبر رغم اعتراف بن لادن بها مرارا وتكرارا.. واتهمناهم أنهم من يقومون بعمليات الخطف والنحر البشعة التي تحدث في العراق والتي نخجل داخلنا منها رغم تهليل أنصار الظلام علي المواقع السلفية الجهادية الظلامية للزرقاوي بطل النحر القومي ومطالبته بالمزيد..واتهمنا إسرائيل أنها من قتلت سياحها في طابا مع المصريين الغلابة العاملين في الفندق لأننا نخجل داخليا من تلك العملية وموت مصريين غلابة لا ذنب لهم فيها..



    ونعيد اتهام إسرائيل وكل مخابرات العالم في تفجيرات شرم الشيخ كما يحاول البعض إلصاق تفجيرات لندن بنفس الجهات.. نفس العقلية المريضة التي لم تخجل وملأت الصفحات في الكتب عن اتهام شخص واحد هو عبد الله بن سبأ بأنه استطاع بمفرده ولا أعرف كيف ومن أين أتى بهذه القدرة أن يتلاعب بالصحابة كلهم وفيهم من نعتبرهم من المبشرين بالجنة و منهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وغفر لها.. وان يجعلهم يتقاتلون فيما بينهم ويهدرون أرواح الآلاف من المسلمين في هذا القتال..

    اتهمنا شخصا واحدا انه السبب في قتل عثمان و في إحداث الفتنة ألكبرى وفي موقعة الجمل والقتال بين أنصار سيدنا علي عليه السلام وأنصار معاوية زعيم الطلقاء وأنه السبب في انتهاء الخلافة الراشدة وتحولها إلى ملك عضوض لا يتخلى فيه الحاكم عن كرسيه

    منذ تلك اللحظة و حتى الآن (لم نجد حاكم يتخلى عن حكمه) إلى أن (يقبض) عزرائيل روحه او (يجيء) مغامرا (فيقطع) رأسه بالسيف أو (يبعث) له الله هولاكو العصر القديم أو الحديث ليدمر ملكه.


    اتهمنا رجلا واحدا بهذه القدرات الخارقة لأننا لا نستطيع نقد أنفسنا ونقد تاريخنا ودراسته لنعرف لماذا تقاتل الصحابة فيما بينهم ومن كان المخطئ ومن كان المصيب..لأننا أجبن من أن نعترف أن سيدنا عثمان قتل لأنه لم يعرف كيف يدير شئون الدولة وتغلب عليه بنو أمية مثل كل كهنة المعبد الآن الذين يلتفون حول كل حاكم (ليستلبوا) الشعب ثرواته وحقوقه.. لا نريد أن نعترف أن سيدنا عثمان قتل لان الشعب ثار علية وهو رفض أن يتخلي عن الحكم طواعية وأطلق صيحته الخالدة التي أصبحت دستورا لكل حكامنا منذ تلك اللحظة وحتى الآن.. هذا قميص البسنيه الله فلا أخلعه.. ومنذ تلك اللحظة لم يتغير إي حاكم في عالمنا التعيس إلى على يد عزرائيل..

    فهل أنا من أسفه حال العرب أم أن حالنا هو فعلا سفيه بما فيه الكفاية منذ اللحظة التي عرفنا فيها الهروب من الحقائق وعدم مواجهتها بالكذب علي أنفسنا واتهام الآخرين أنهم السبب في مصائبنا.. وادعاء إننا ملئنا العالم عدلا وإننا لم نغزو البلاد الاخري بل فتحناها وأنهم استقبلونا بالورود مثلما كان يعتقد الأمريكيون تماما في غزوهم للعراق..هذا رغم أننا نعرف تماما وفي عقلنا الباطن أننا أهدرنا أرواحاً وارقنا دماءً مثل تلك التي أهدرها كل طغاة التاريخ.. وانه لم يكن هناك أي فرق بين أي جيش عربي غازي وبين جيش الاسكندر أو حتى جيش هولاكو.. لأننا لا نريد أن نعترف أن هذه هي الحرب وان جميع الأمم في تلك الحقبة كانت تتقاتل بنفس الطريقة وتغزو بعضها البعض لا فرق في ذلك بين الإغريقي والروماني والفارسي والعربي.. من حقنا أن نفخر بتاريخنا دون أن نضطر إلى الكذب وإضفاء إنسانية كاذبة علي عصر كانت روح الإنسان فيه ليس لها أي قيمة... والغلبة كانت فيه للأقوى و الأقسي.. لقد تخلص العالم كله من قيم هذا العصر ولكن لأننا نصر علي الكذب فحالنا يزداد سوءا ونستمر في غينا.


    هذه حالتنا الحقيقية ولن نخرج منها إلّى إذا اعترفنا بها أولاً.. إذا اعترفنا أننا أكثر شعوب الأرض تخلفا وفقرا وتعرضاً للقهر والاستبداد على يد حكامنا ومحتلينا على حد سواء.


    ثرواتنا تستمتع بها قلة قليلة والأغلبية تعاني شظف العيش وتعاني البطالة وتستجدي الحرية.


    فهل تعرفون من هو السبب في كل ذلك انه عبد الله بن سبأ.. فليحفظ الله لنا عبد الله ابن سبأ.. فله الفضل فيما تبقي لنا من قوانا العقلية..

    ولعله عبد الله بن سبأ أو حفيد له هو المسئول عن تفجيرات شرم الشيخ وقبلها الرياض وجدة وطابا.. كما هو المسئول عن التخلف والفقر والجهل والمرض والقهر والاستبداد الذي يخيم على ربوع العالم العربي..

    مرة أخرى فليحفظ الله عبد الله بن سبأ لنا.. فنحن نحتاجه لنلقي عليه مسئولية كل مصائبنا

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X