تويت
سماحة حجة الاسلام والمسلمين اية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتوجه ببعض الاسئلة الى شيخنا الكريم (حفظه اللة) راجين الاجابة الشافية عليها كما عودتنا وفقك الله لكل خير
السؤال الاول : ما هي اسباب امتناع اغلب الاشخاص عن دفع الحقوق الشرعية ؟ وهل هي مبررات كافية لعدم الالتزام بذلك؟
السؤال الثاني : ماهي العقوبة الدنيوية الاخروية المترتبة على عدم دفع الحقوق الشرعية ؟
السؤال الثالث ما حكم الصلاة والحج وسائر الاعمال والتصرفات في اموال غير مخمسة ؟
خادمكم الشيخ علي البغدادي
الجواب: بسمه تعالى
جاء في الرسالة الثانية التي وجهها الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) الى الشيخ المفيد (قدس سره)
(( ونحن نعهد اليك ايها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين ايدك الله بنصره الذي ايد به السلف من اوليائك الصالحين انه من اتقى ربه من اخوانك في الدين واخرج من ما عليه الى مستحقيه كان امنا من الفتنة المبطلة ومحنها المضلة ومن بخل منهم بما اعاده الله من نعمته على من امره بصلته فانه يكون خاسرا بذلك لأولاه واخرته ولو ان اشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تاخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا فما يحبسنا عنهم الا ما يتل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ))المصدر كتاب الاحتجاج ج2 ص 325
فالامام يبين في هذا المقطع من الرسالة اسباب حرمان البشرية وخصوصا شيعته من طلعته الشريفة وبركاته العميمة وجعل من اهم تلك الاسباب امتناعهم عن اداء الحقوق الشرعية وايصالها الى مستحقيها وهو يشير ضمنا الى ان كل ما بايديهم انما هو شيئ رزقهم الله تعالى اياه ولو شاء منعهم فكيف يبخلون بطاعته وتنفيذ امره في انفاق البعض اليسير مما رزقهم لقضاء حوائج المحتاجين الذين ابتلاهم الله الله بالمنع كما ابتلى هؤلاء بالعطاء والغنا : (( ليبلوكم ايكم احسن عملا)) (هود : 7).
وفريضة الخمس واجبة في الموارد التي ذكرها الفقهاء ( قدس الله اسرارهم ) استنادا الى تعاليم رسول الله (صلى الله عليه واله) وهل بيته الطاهرين كوجوب الصلاة وصوم رمضان والحج عند توفر الاستطاعة فمن اخل بشيئ منها فقد ارتكب كبيرة يستحق عليها نارا وقودها الناس والحجارة يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد . وانت لو اطلعت على احاديث اهل البيت في اهمية هذة الفريضة وما توعده الله من عظيم العقوبة على المقصر في ادائها لوقف شعر راسك – كما يقولون - ( راجع الجزء السادس من كتاب وسائل الشيعة ) , وتكون المشكلة اعظم عندما نعلم ان لعدم دفع الخمس اثارا وضعية فان اللقمة غير المخمسة تكون حراما فتترك نتائج سيئة في الذرية التي تتكون منها والملبس غير المخمس لايكون مباحا فلا تصح الصلاة فيه والماء الذي لم يكن مباحا فالوضوء به باطل وبذلك تتراكم تلك الذنوب والمشاكل على مانع الحقوق الشرعية لذا عد الفقهاء من الذنوب الكبائر ( حبس الحقوق وعدم ايصالها الى مستحقيها) ولما كان العلم بالشيئ والاقتناع به هو الركيزة الاساسية للاندفاع نحو العمل والتطبيق وطالما قلنا ان علاج اي مشكلة يجب ان يتوجه اصلا الى علل المشكلة واسبابها ومناشئها لامعلوماتها واثارها ونتائجها فانه عمل غير حكيم لذا لابد لنا من عرض بعض الاسباب التي تؤدي الى امتناع الناس عن دفع الخمس وسنشير اليها ونترك التفصيل الى مناسبة اخرى :
الجهل بوجوب الخمس فبعضهم لايعلم بوجوبه اصلا وبعض يضن وجوبه على خصوص الموسورين وقد رسخت هذه الجهل الاجيال المتعاقبة من المسلميين باعراضهم عن امتثال هذه الوظيفة .
حملات التشكيك التي يمارسها اعداء الدين والمذهب من ان لادليل عليه وهم بذلك يريدون تقويض احدى الركائز المهمة للدين والمذهب .
سوء تصرف بعض الوسطاء والوكلاء في نقل الحقوق الشرعية من ما يقلل من الثقة بالدفع اليهم .
النفس الامارة بالسوء التي تشح بانفاق المال ومطلق عمل الخير فالكثير من الناس يؤدي المثير من الفرائض التي لاتكلفه مالا اما التي تحتاج الى بذل المال فيتردد فيها.
الغفلة عن موارد صرف هذا الحق الشرعي ولو علم انها تصرف في قضاء حوائج المؤمنين وتزويج شبابهم ومعالجة مرضاهم وشؤن الحوزة العلمية الشريفة ومدارسها الدينية التي حفضت لنا الاسلام الف واربعمائة عام ونشر الوعي الديني في المجتمع فلو علم ذلك لادى هذة الفريضة بكل سرور ان كان غيورا على دينه ومجتمعه ومخلصا في التزامه .
قلة الثقة بما عند الله مما يجعله متمسكا بما عنده من متاع زائل .
هذا بعض ما خطر في ذهني في هذه العجالة واذا عرفت هذه الاسباب امكن التفكير في علاجها :
قيام الحوزة ببيان الادلة الكافية على وجوب هذه الفريضة العظيمة وشمولها لكل من يملك شيئا في هذة الدنيا فيجعل له يوما في السنة يحاسب نفسه فان وجد عنده شيئا يتعلق به الخمس دفعه والا فلا.
الرد على الشبهات والشكوك التي يلقيها المضلون في اذهان البسطاء والسذج .
ان يتحلى الوكلاء والوسطاء بالورع والتقوى ومساواة المجتمع في ملبسه وماكله واثاثه.
ان ينتصر المسلم على نفسه فان اتباع الهوى من المرديات وقد سمى رسول الله ( صلى الله عليه واله) جهاد النفس بالجهاد الاكبر وان اعدى اعدائك نفسك التي بين جنبيك لانها ميالة لاتباع الشهوات وتتمرد على الطاعة فالمؤمن الشجاع من ملك زمام نفسه ليقودها الى ما فيه النجاة .
الالتفات الى موارد صرف الخمس وتسليمها الى الثقاة الذين يضعونها في مواضعها الصحيحة واطلاع المكلف بنفسه على ذلك وسيرى نفسه مسرورا بمساهمته في هذه المصارف الجليلة التي وعد الله تعالى من ينفق ماله فيها من الاجر الجزيل والله يضاعف من يشاء .
ان يعلم المكلف ان كل ما عنده هو من ما رزقه الله تبارك وتعالى والله غني عن العالمين وانما يريد بفرض هذه الواجبات المالية ليحصل التكافل بين البشر ولكي لا يضيع الفقير وليبلا المؤمنون بلاء حسنا.
وقد جرب كثير من المؤمنين انهم بمجرد شروعهم في الخمس بارك الله في اموالهم ( وما عند الله خير وابقى ) والله تعلى يختار ما هو الخير لعباده ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرهدة ) ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) هكذا هم المؤمنون حقا لا يناقشون في حكم شرعي ثابت وانما يذعنون له ويسلمو به ويطبقونه بطواعية وسرور .
جعلنا الله واياكم من المخلصين لطاعته السابقين الى الخيرات بلطفه ورحمته انه ولي النعم.
محمد اليعقوبي شوال / 1422 ﻫ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتوجه ببعض الاسئلة الى شيخنا الكريم (حفظه اللة) راجين الاجابة الشافية عليها كما عودتنا وفقك الله لكل خير
السؤال الاول : ما هي اسباب امتناع اغلب الاشخاص عن دفع الحقوق الشرعية ؟ وهل هي مبررات كافية لعدم الالتزام بذلك؟
السؤال الثاني : ماهي العقوبة الدنيوية الاخروية المترتبة على عدم دفع الحقوق الشرعية ؟
السؤال الثالث ما حكم الصلاة والحج وسائر الاعمال والتصرفات في اموال غير مخمسة ؟
خادمكم الشيخ علي البغدادي
الجواب: بسمه تعالى
جاء في الرسالة الثانية التي وجهها الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) الى الشيخ المفيد (قدس سره)
(( ونحن نعهد اليك ايها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين ايدك الله بنصره الذي ايد به السلف من اوليائك الصالحين انه من اتقى ربه من اخوانك في الدين واخرج من ما عليه الى مستحقيه كان امنا من الفتنة المبطلة ومحنها المضلة ومن بخل منهم بما اعاده الله من نعمته على من امره بصلته فانه يكون خاسرا بذلك لأولاه واخرته ولو ان اشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تاخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا فما يحبسنا عنهم الا ما يتل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ))المصدر كتاب الاحتجاج ج2 ص 325
فالامام يبين في هذا المقطع من الرسالة اسباب حرمان البشرية وخصوصا شيعته من طلعته الشريفة وبركاته العميمة وجعل من اهم تلك الاسباب امتناعهم عن اداء الحقوق الشرعية وايصالها الى مستحقيها وهو يشير ضمنا الى ان كل ما بايديهم انما هو شيئ رزقهم الله تعالى اياه ولو شاء منعهم فكيف يبخلون بطاعته وتنفيذ امره في انفاق البعض اليسير مما رزقهم لقضاء حوائج المحتاجين الذين ابتلاهم الله الله بالمنع كما ابتلى هؤلاء بالعطاء والغنا : (( ليبلوكم ايكم احسن عملا)) (هود : 7).
وفريضة الخمس واجبة في الموارد التي ذكرها الفقهاء ( قدس الله اسرارهم ) استنادا الى تعاليم رسول الله (صلى الله عليه واله) وهل بيته الطاهرين كوجوب الصلاة وصوم رمضان والحج عند توفر الاستطاعة فمن اخل بشيئ منها فقد ارتكب كبيرة يستحق عليها نارا وقودها الناس والحجارة يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد . وانت لو اطلعت على احاديث اهل البيت في اهمية هذة الفريضة وما توعده الله من عظيم العقوبة على المقصر في ادائها لوقف شعر راسك – كما يقولون - ( راجع الجزء السادس من كتاب وسائل الشيعة ) , وتكون المشكلة اعظم عندما نعلم ان لعدم دفع الخمس اثارا وضعية فان اللقمة غير المخمسة تكون حراما فتترك نتائج سيئة في الذرية التي تتكون منها والملبس غير المخمس لايكون مباحا فلا تصح الصلاة فيه والماء الذي لم يكن مباحا فالوضوء به باطل وبذلك تتراكم تلك الذنوب والمشاكل على مانع الحقوق الشرعية لذا عد الفقهاء من الذنوب الكبائر ( حبس الحقوق وعدم ايصالها الى مستحقيها) ولما كان العلم بالشيئ والاقتناع به هو الركيزة الاساسية للاندفاع نحو العمل والتطبيق وطالما قلنا ان علاج اي مشكلة يجب ان يتوجه اصلا الى علل المشكلة واسبابها ومناشئها لامعلوماتها واثارها ونتائجها فانه عمل غير حكيم لذا لابد لنا من عرض بعض الاسباب التي تؤدي الى امتناع الناس عن دفع الخمس وسنشير اليها ونترك التفصيل الى مناسبة اخرى :
الجهل بوجوب الخمس فبعضهم لايعلم بوجوبه اصلا وبعض يضن وجوبه على خصوص الموسورين وقد رسخت هذه الجهل الاجيال المتعاقبة من المسلميين باعراضهم عن امتثال هذه الوظيفة .
حملات التشكيك التي يمارسها اعداء الدين والمذهب من ان لادليل عليه وهم بذلك يريدون تقويض احدى الركائز المهمة للدين والمذهب .
سوء تصرف بعض الوسطاء والوكلاء في نقل الحقوق الشرعية من ما يقلل من الثقة بالدفع اليهم .
النفس الامارة بالسوء التي تشح بانفاق المال ومطلق عمل الخير فالكثير من الناس يؤدي المثير من الفرائض التي لاتكلفه مالا اما التي تحتاج الى بذل المال فيتردد فيها.
الغفلة عن موارد صرف هذا الحق الشرعي ولو علم انها تصرف في قضاء حوائج المؤمنين وتزويج شبابهم ومعالجة مرضاهم وشؤن الحوزة العلمية الشريفة ومدارسها الدينية التي حفضت لنا الاسلام الف واربعمائة عام ونشر الوعي الديني في المجتمع فلو علم ذلك لادى هذة الفريضة بكل سرور ان كان غيورا على دينه ومجتمعه ومخلصا في التزامه .
قلة الثقة بما عند الله مما يجعله متمسكا بما عنده من متاع زائل .
هذا بعض ما خطر في ذهني في هذه العجالة واذا عرفت هذه الاسباب امكن التفكير في علاجها :
قيام الحوزة ببيان الادلة الكافية على وجوب هذه الفريضة العظيمة وشمولها لكل من يملك شيئا في هذة الدنيا فيجعل له يوما في السنة يحاسب نفسه فان وجد عنده شيئا يتعلق به الخمس دفعه والا فلا.
الرد على الشبهات والشكوك التي يلقيها المضلون في اذهان البسطاء والسذج .
ان يتحلى الوكلاء والوسطاء بالورع والتقوى ومساواة المجتمع في ملبسه وماكله واثاثه.
ان ينتصر المسلم على نفسه فان اتباع الهوى من المرديات وقد سمى رسول الله ( صلى الله عليه واله) جهاد النفس بالجهاد الاكبر وان اعدى اعدائك نفسك التي بين جنبيك لانها ميالة لاتباع الشهوات وتتمرد على الطاعة فالمؤمن الشجاع من ملك زمام نفسه ليقودها الى ما فيه النجاة .
الالتفات الى موارد صرف الخمس وتسليمها الى الثقاة الذين يضعونها في مواضعها الصحيحة واطلاع المكلف بنفسه على ذلك وسيرى نفسه مسرورا بمساهمته في هذه المصارف الجليلة التي وعد الله تعالى من ينفق ماله فيها من الاجر الجزيل والله يضاعف من يشاء .
ان يعلم المكلف ان كل ما عنده هو من ما رزقه الله تبارك وتعالى والله غني عن العالمين وانما يريد بفرض هذه الواجبات المالية ليحصل التكافل بين البشر ولكي لا يضيع الفقير وليبلا المؤمنون بلاء حسنا.
وقد جرب كثير من المؤمنين انهم بمجرد شروعهم في الخمس بارك الله في اموالهم ( وما عند الله خير وابقى ) والله تعلى يختار ما هو الخير لعباده ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرهدة ) ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) هكذا هم المؤمنون حقا لا يناقشون في حكم شرعي ثابت وانما يذعنون له ويسلمو به ويطبقونه بطواعية وسرور .
جعلنا الله واياكم من المخلصين لطاعته السابقين الى الخيرات بلطفه ورحمته انه ولي النعم.
محمد اليعقوبي شوال / 1422 ﻫ