بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
مارأيكم ان ابدأ موضوعي المتواضع هذا بهذه القصة الطريفة المضحكة حتى يكون الموضوع سهل عليكم أحبتي لأنه أمامكم تعب بسبب طول الموضوع
صلّى أعرابي مع قوم ، فقرأ الإمام فيما قرأ من الآيات في صلاته : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }.
فقال الأعرابي و هو يخاطب امام الجماعة : أهلكك الله وحدك ! ما ذنب الذين معك ؟ فقطع المصلِّين صلاتهم من شدة الضحك .
ما ليس لله في السماء :
روي عن عمر بن الخطاب أنه لقي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال له: كيف أصبحت ياحذيفة ؟
فقال :أصبحت أحب الفتنة ، وأكره الحق ، وأصلي بغير وضوء ، ولي في الأرض ماليس لله في السماء .
فغضب عمر غضباً شديداً ، فلقي الامام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأخبره عمر بما سمعه من حذيفة .
فقال الامام علي ( عليه السلام ) لعمر : صدقَ ياعمر ، يحب الفتنة يعني المال و البنين ، لأن الله تعالى قال : { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ }، و يكره الحق يعني الموت ، و يصلي بغير وضوء أنه يصلي على النبي بغير وضوء في كل وقت ، و له في الأرض ما ليس لله في السماء ، له زوجة و ولد و ليس لله زوجة و ولد .
فقال عمر : أصبت و أحسنت يا أبا الحسن ، لقد أزلت ما في قلبي على حذيفة اليمان .
معرفة الإمام :
لما توفي الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) التقى أبو حنيفة بمؤمن الطاق، فقال له أبو حنيفة ـ شامتاً ـ : أما إمامك فقد مات !
فقال له مؤمن الطاق : أما إمامك فمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم .
.
من هو الأفضل ؟
طلب المتوكل العباسي من ابن السِكِّيت ، تأديب ولديه المعتز والمؤيد ، فأدبهما خير أدب حتى كانا يتسابقان على تقديم نعليه ، ولما رأى المتوكل منهما ذلك ، وقد علم بتشيُّعه ، سأله هل ابناي هذان أفضل أم الحسن والحسين ؟
فغضب ابن السكيت وقال : والله إن قنبراً خادم علي بن أبي طالب خيرٌ منك ومن ولديك .
فأمر المتوكل حرًسه من الأتراك أن يستلُّوا لسانه ، فسلّوه فمات من فوره ، و كان ذلك في الخامس من شهر رجب سنة : 244.
الفقر في مذاق لقمان الحكيم :
رُوِيَ عَنْ لُقْمَانَ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ ذُقْتُ الصَّبْرَ وَ أَكَلْتُ لِحَاءَ الشَّجَرِ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئاً هُوَ أَمَرُّ مِنَ الْفَقْرِ فَإِنْ بُلِيتَ بِهِ يَوْماً فلا تُظْهِرِ النَّاسَ عَلَيْهِ فَيَسْتَهِينُوكَ وَ لا يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ ارْجِعْ إِلَى الَّذِي ابْتَلاكَ بِهِ فَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى فَرَجِكَ وَ سَلْهُ فَمَنْ ذَا الَّذِي سَأَلَهُ فَلَمْ يُعْطِهِ أَوْ وَثِقَ بِهِ فَلَمْ يُنْجِهِ ؟.
أقسام الصبر :
عن عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ الْيَمَانِيُّ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى الإمام عَلِيٍّ ( عليه السلام ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَ صَبْرٌ عَلَى الطَّاعَةِ وَ صَبْرٌ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْمُصِيبَةِ حَتَّى يَرُدَّهَا بِحُسْنِ عَزَائِهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَ مَنْ صَبَرَ عَلَى الطَّاعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتَّمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَى الْعَرْشِ وَ مَنْ صَبَرَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ تِسْعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَى مُنْتَهَى الْعَرْشِ " .
نصيحة للخطباء :
عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن موسى ( عليه السلام ) لقي الخضر ( عليه السلام ) فقال أوصني ؟.
فقال الخضر : يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم و اعلم أن قلبك وعاء فانظر ما ذا تحشو به وعاءك و اعرف الدنيا و انبذها وراءك فإنها ليست لك بدار و لا لك فيها محل قرار و إنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد يا موسى وطن نفسك على الصبر تلق الحلم و أشعر قلبك التقوى تنل العلم و رض نفسك على الصبر تخلص من الإثم يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فإنما العلم لمن تفرغ له و لا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا إن كثرة المنطق تشين العلماء و تبدي مساوئ السخفاء و لكن عليك بذي اقتصاد فإن ذلك من التوفيق و السداد و أعرض عن الجهال و احلم عن السفهاء فإن ذلك فضل الحلماء و زين العلماء إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما و جانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك و شتمه إياك أكثر يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه و لا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه يا ابن عمران من لا تنتهي عن الدنيا نهمته و لا تنقضي فيها رغبته كيف يكون عابدا من يحقر حاله و يتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهدا يا موسى تعلم ما تعلم لتعمل به و لا تعلمه لتحدث به فيكون عليك بوره و يكون على غيرك نوره .
نصرة الحق باللسان :
حجَّ هشام بن عبد الملك في أيام أبيه عبد الملك بن مروان فطاف بالكعبة المشرفة ، فلما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن بسبب الزحام ، وكان أهل الشام حوله ، وبينما هو كذلك إذ أقبل الامام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له وهيبةً واحتراماً حتى استلم الحجر بسهولة ويسر ، وهشام وأصحابه ينظرون والغيظ والحسد قد أخذ منهم مأخذاً عظيماً .
فقال رجل من الشاميين لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟
فقال هشام ـ كذباً ـ : لا أعرفه .
فسمع الفرزدق ذلك ـ وكان حاضراً ـ فاندفع وقال : أنا أعرفه ، ثم أنشد قصيدته الرائعة و هي :
القصيدة الفرزدقيّة العلويّة
هذَا ابْنُ خَيْرِ عِبادِاللَّهِ كُلِّهِمُ * هذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطّاهِرُ الْعَلَمُ
هذَا ابْنُ فاطِمَةَ إِنْ كُنْتَ جاهِلَهُ * بِجَدِّهِ أنْبِياءُ اللَّهِ قَدْ خُتِموا
هذَا الَّذي تَعْرِفُ الْبَطْحاءُ وَطْأَتَهُ * وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ
مَنْ جَدُّهُ دانَ فَضْلُ الْأَنْبِياءِ لَهُ * وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دانَتْ لَهُ الْأُمَمُ
وَ لَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هذا بِضائِرِهِ * ألْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالْعَجَمُ
أللَّهُ شَرَّفَهُ قِدْماً وَفَضَّلَهُ * جَرى بِذاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ * طابَتْ عَناصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ
يَنْشَقُّ ثَوْبُالدُّجى عَنْ نورِ غُرَّتِهِ * كاَلشَّمْسِ يَنْجابُ عَنْ إِشْراقِهَا الْقَتَمُ
إِذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قالَ قائِلُها * إِلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهي الْكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً وَيُغْضي مِنْ مَهابَتِهِ * فَما يُكَلَّمُ إِلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرفانَ راحَتِهِ * رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِياثٌ عَمَّ نَفْعُهُما * يَسْتَوْكِفانِ وَلا يَعْروُهُمَا الْعَدَمُ
سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لا تُخْشى بَوادِرُهُ * يُزِينُهُ إِثْنانِ حُسْنُ الْخُلْقِ وَالْكَرَمُ
حَمّالُ أَثْقالِ أَقْوامٍ إِذا فُدِحوا * حُلْوُ الشَّمائلِ تَحْلوُ عِنْدَهُ نَعَمُ
لا يُخْلِفُ الْوَعْدَ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ * رَحْبُ الْفِناءِ أَريبٌ حِينَ يَعْتَزِمُ
عَمَّ الْبَرِيَّةَ بِالْإِحْسانِ فَانْقَشَعَتْ * عَنْهاَ الغَيابَةُ وَالْإِمْلاقُ وَ الْعَدَمُ
يُنْمى إِلى ذُرْوَةِ الْعِزِّ الَّتي قَصُرَتْ * عَنْ نَّيْلِها عَرَبُ الْإِسْلامِ وَالْعَجَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دينٌ وَ بُغْضُهُمُ * كُفْرٌ وَ قُرْبُهُمُ مَنْجى وَمُعْتَصَمُ
إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقى كانوا أَئِمَّتَهُمْ * أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِالْأرْضِقِيلَ هُمُ
لا يَسْتَطِيعُ جَوادٌ بُعْدَ غايَتِهِمْ * وَلايُدانِيِهِمُ قَوْمٌ وَ إِنْ كَرُموا
هُمُ الْغُيوثُ إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ * وَالْأُسْدُ أُسْدُ الشَّرى وَالْبَأْسُ مُحْتَدِمُ
لا يَقْبِضُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمُ * سِيِّانَ ذلكَ إِنْ أَثْرَوْا وَ إِنْ عَدِموا
يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالْبَلْوى بِحُبِّهِمُ * ويُسْتَرَبُّ بِهِ الْإِحْسانُ وَالنِّعَمُ
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ ذِكْرُهُمُ * في كُلِّ بَدْءٍ وَ مَخْتومٍ بِهِ الْكَلِمُ
يَأْبى لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَمُّ ساحَتَهُمْ * خِيمٌ كرِيمٌ وَ أَيْدٍ بِالنَّدى هُضُمُ
أَيُّ الْخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقابِهِمُ * لِأَوَّلِيَّةِ هذا أَوْلَهُ نَعَمُ
مَنْ يَعْرِفِ اللَّهَ يَعْرِفْ أَوَّلِيَّةَ ذا * فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هذا نالَهُ الْأُمَمُ
ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل واودع في سجون عسفان ، وبلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) فبعث إليه بإثنى عشر ألف درهم ، فردها الفرزدق ، وقال : إني لم أقل ما قلت إلا غضباً لله ولرسوله ، ولا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها الإمام ( عليه السلام ) وأرسل إليه : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما اعطينا ، فقبلها الفرزدق .
دور الأمل في حياة الإنسان :
قيل : بينما عيسى بن مريم ( عليه السلام ) جالس وشيخ يعمل بمسحاة ويثير الأرض فقال عيسى ( عليه السلام ) : اللهم انزع منه الأمل ، فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة ، فقال عيسى : اللهم أردد إليه الأمل ، فقام فجعل يعمل . فسأله عيسى عن ذلك فقال : بينما أنا أعمل إذ قالت لي نفسي : إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير ؟ فألقيت المسحاة وأضطجعت ، ثم قالت لي نفسي : والله لا بد لك من عيش ما بقيت ، فقمت إلى مسحاتي .
كيف يجب أن تكون الصلاة ؟
روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال لكميل بن زياد :
يا كميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق ، الشأن أن تكون الصلاة بقلب نقي وعمل عند الله مرضي وخشوع سوي .
كيف يصبح العبد ملكاً ؟
روي أن امرأة العزيز وقفت على الطريق فمرت بها المواكب حتى مرّ يوسف (عليه السلام ) ، فقالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكاً بطاعته ، والحمد لله الذي جعل الملوك عبيداً بمعصيته .
الموعظة :
قال قيس بن عاصم : كنت مع جماعة من بني تميم عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فطلبت منه الموعظة ، فوعظنا .. ـ إلى أن قال ـ فقلت يا نبي الله أحب أن يكون هذا الكلام من أبيات شعر نفخر به على من يلقانا من العرب وندّخره ، فأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) من يأتيه بحسان ، لكن قبل وصول حسان استقام لي أبيات من الشعر ، فقلت يا رسول الله قد حضرتني أبيات ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قل يا قيس ، فقلت :
تخيّر قريناً من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
ولابد من بعد الموت من أن تعدّه * ليوم ينادي المرء فيه فيقبل
فإن كنت مشغولاً بشيءٍ فلا تكن * بغير الذي يرضى به الله تشتغل
فلن يصحب الإنسان من بعد موته * ومن قبله إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله * يقيم قليلاً بينهم ثم يرحل
اعذرونا احبتي من الاطالة واتمنى انكم قد حصلتم على الفائدة المبتغات
من خلال هذا الموضوع .
لكم أحلى واجمل تحياتي
اسألكم الدعاء
أخوكم : محمد الاسدي
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
مارأيكم ان ابدأ موضوعي المتواضع هذا بهذه القصة الطريفة المضحكة حتى يكون الموضوع سهل عليكم أحبتي لأنه أمامكم تعب بسبب طول الموضوع
صلّى أعرابي مع قوم ، فقرأ الإمام فيما قرأ من الآيات في صلاته : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }.
فقال الأعرابي و هو يخاطب امام الجماعة : أهلكك الله وحدك ! ما ذنب الذين معك ؟ فقطع المصلِّين صلاتهم من شدة الضحك .
ما ليس لله في السماء :
روي عن عمر بن الخطاب أنه لقي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال له: كيف أصبحت ياحذيفة ؟
فقال :أصبحت أحب الفتنة ، وأكره الحق ، وأصلي بغير وضوء ، ولي في الأرض ماليس لله في السماء .
فغضب عمر غضباً شديداً ، فلقي الامام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأخبره عمر بما سمعه من حذيفة .
فقال الامام علي ( عليه السلام ) لعمر : صدقَ ياعمر ، يحب الفتنة يعني المال و البنين ، لأن الله تعالى قال : { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ }، و يكره الحق يعني الموت ، و يصلي بغير وضوء أنه يصلي على النبي بغير وضوء في كل وقت ، و له في الأرض ما ليس لله في السماء ، له زوجة و ولد و ليس لله زوجة و ولد .
فقال عمر : أصبت و أحسنت يا أبا الحسن ، لقد أزلت ما في قلبي على حذيفة اليمان .
معرفة الإمام :
لما توفي الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) التقى أبو حنيفة بمؤمن الطاق، فقال له أبو حنيفة ـ شامتاً ـ : أما إمامك فقد مات !
فقال له مؤمن الطاق : أما إمامك فمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم .
.
من هو الأفضل ؟
طلب المتوكل العباسي من ابن السِكِّيت ، تأديب ولديه المعتز والمؤيد ، فأدبهما خير أدب حتى كانا يتسابقان على تقديم نعليه ، ولما رأى المتوكل منهما ذلك ، وقد علم بتشيُّعه ، سأله هل ابناي هذان أفضل أم الحسن والحسين ؟
فغضب ابن السكيت وقال : والله إن قنبراً خادم علي بن أبي طالب خيرٌ منك ومن ولديك .
فأمر المتوكل حرًسه من الأتراك أن يستلُّوا لسانه ، فسلّوه فمات من فوره ، و كان ذلك في الخامس من شهر رجب سنة : 244.
الفقر في مذاق لقمان الحكيم :
رُوِيَ عَنْ لُقْمَانَ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ ذُقْتُ الصَّبْرَ وَ أَكَلْتُ لِحَاءَ الشَّجَرِ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئاً هُوَ أَمَرُّ مِنَ الْفَقْرِ فَإِنْ بُلِيتَ بِهِ يَوْماً فلا تُظْهِرِ النَّاسَ عَلَيْهِ فَيَسْتَهِينُوكَ وَ لا يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ ارْجِعْ إِلَى الَّذِي ابْتَلاكَ بِهِ فَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى فَرَجِكَ وَ سَلْهُ فَمَنْ ذَا الَّذِي سَأَلَهُ فَلَمْ يُعْطِهِ أَوْ وَثِقَ بِهِ فَلَمْ يُنْجِهِ ؟.
أقسام الصبر :
عن عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ الْيَمَانِيُّ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى الإمام عَلِيٍّ ( عليه السلام ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَ صَبْرٌ عَلَى الطَّاعَةِ وَ صَبْرٌ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْمُصِيبَةِ حَتَّى يَرُدَّهَا بِحُسْنِ عَزَائِهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَ مَنْ صَبَرَ عَلَى الطَّاعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتَّمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَى الْعَرْشِ وَ مَنْ صَبَرَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ تِسْعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَى مُنْتَهَى الْعَرْشِ " .
نصيحة للخطباء :
عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن موسى ( عليه السلام ) لقي الخضر ( عليه السلام ) فقال أوصني ؟.
فقال الخضر : يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم و اعلم أن قلبك وعاء فانظر ما ذا تحشو به وعاءك و اعرف الدنيا و انبذها وراءك فإنها ليست لك بدار و لا لك فيها محل قرار و إنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد يا موسى وطن نفسك على الصبر تلق الحلم و أشعر قلبك التقوى تنل العلم و رض نفسك على الصبر تخلص من الإثم يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فإنما العلم لمن تفرغ له و لا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا إن كثرة المنطق تشين العلماء و تبدي مساوئ السخفاء و لكن عليك بذي اقتصاد فإن ذلك من التوفيق و السداد و أعرض عن الجهال و احلم عن السفهاء فإن ذلك فضل الحلماء و زين العلماء إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما و جانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك و شتمه إياك أكثر يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه و لا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه يا ابن عمران من لا تنتهي عن الدنيا نهمته و لا تنقضي فيها رغبته كيف يكون عابدا من يحقر حاله و يتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهدا يا موسى تعلم ما تعلم لتعمل به و لا تعلمه لتحدث به فيكون عليك بوره و يكون على غيرك نوره .
نصرة الحق باللسان :
حجَّ هشام بن عبد الملك في أيام أبيه عبد الملك بن مروان فطاف بالكعبة المشرفة ، فلما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن بسبب الزحام ، وكان أهل الشام حوله ، وبينما هو كذلك إذ أقبل الامام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له وهيبةً واحتراماً حتى استلم الحجر بسهولة ويسر ، وهشام وأصحابه ينظرون والغيظ والحسد قد أخذ منهم مأخذاً عظيماً .
فقال رجل من الشاميين لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟
فقال هشام ـ كذباً ـ : لا أعرفه .
فسمع الفرزدق ذلك ـ وكان حاضراً ـ فاندفع وقال : أنا أعرفه ، ثم أنشد قصيدته الرائعة و هي :
القصيدة الفرزدقيّة العلويّة
هذَا ابْنُ خَيْرِ عِبادِاللَّهِ كُلِّهِمُ * هذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطّاهِرُ الْعَلَمُ
هذَا ابْنُ فاطِمَةَ إِنْ كُنْتَ جاهِلَهُ * بِجَدِّهِ أنْبِياءُ اللَّهِ قَدْ خُتِموا
هذَا الَّذي تَعْرِفُ الْبَطْحاءُ وَطْأَتَهُ * وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ
مَنْ جَدُّهُ دانَ فَضْلُ الْأَنْبِياءِ لَهُ * وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دانَتْ لَهُ الْأُمَمُ
وَ لَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هذا بِضائِرِهِ * ألْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالْعَجَمُ
أللَّهُ شَرَّفَهُ قِدْماً وَفَضَّلَهُ * جَرى بِذاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ * طابَتْ عَناصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ
يَنْشَقُّ ثَوْبُالدُّجى عَنْ نورِ غُرَّتِهِ * كاَلشَّمْسِ يَنْجابُ عَنْ إِشْراقِهَا الْقَتَمُ
إِذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قالَ قائِلُها * إِلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهي الْكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً وَيُغْضي مِنْ مَهابَتِهِ * فَما يُكَلَّمُ إِلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرفانَ راحَتِهِ * رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِياثٌ عَمَّ نَفْعُهُما * يَسْتَوْكِفانِ وَلا يَعْروُهُمَا الْعَدَمُ
سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لا تُخْشى بَوادِرُهُ * يُزِينُهُ إِثْنانِ حُسْنُ الْخُلْقِ وَالْكَرَمُ
حَمّالُ أَثْقالِ أَقْوامٍ إِذا فُدِحوا * حُلْوُ الشَّمائلِ تَحْلوُ عِنْدَهُ نَعَمُ
لا يُخْلِفُ الْوَعْدَ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ * رَحْبُ الْفِناءِ أَريبٌ حِينَ يَعْتَزِمُ
عَمَّ الْبَرِيَّةَ بِالْإِحْسانِ فَانْقَشَعَتْ * عَنْهاَ الغَيابَةُ وَالْإِمْلاقُ وَ الْعَدَمُ
يُنْمى إِلى ذُرْوَةِ الْعِزِّ الَّتي قَصُرَتْ * عَنْ نَّيْلِها عَرَبُ الْإِسْلامِ وَالْعَجَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دينٌ وَ بُغْضُهُمُ * كُفْرٌ وَ قُرْبُهُمُ مَنْجى وَمُعْتَصَمُ
إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقى كانوا أَئِمَّتَهُمْ * أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِالْأرْضِقِيلَ هُمُ
لا يَسْتَطِيعُ جَوادٌ بُعْدَ غايَتِهِمْ * وَلايُدانِيِهِمُ قَوْمٌ وَ إِنْ كَرُموا
هُمُ الْغُيوثُ إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ * وَالْأُسْدُ أُسْدُ الشَّرى وَالْبَأْسُ مُحْتَدِمُ
لا يَقْبِضُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمُ * سِيِّانَ ذلكَ إِنْ أَثْرَوْا وَ إِنْ عَدِموا
يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالْبَلْوى بِحُبِّهِمُ * ويُسْتَرَبُّ بِهِ الْإِحْسانُ وَالنِّعَمُ
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ ذِكْرُهُمُ * في كُلِّ بَدْءٍ وَ مَخْتومٍ بِهِ الْكَلِمُ
يَأْبى لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَمُّ ساحَتَهُمْ * خِيمٌ كرِيمٌ وَ أَيْدٍ بِالنَّدى هُضُمُ
أَيُّ الْخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقابِهِمُ * لِأَوَّلِيَّةِ هذا أَوْلَهُ نَعَمُ
مَنْ يَعْرِفِ اللَّهَ يَعْرِفْ أَوَّلِيَّةَ ذا * فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هذا نالَهُ الْأُمَمُ
ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل واودع في سجون عسفان ، وبلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) فبعث إليه بإثنى عشر ألف درهم ، فردها الفرزدق ، وقال : إني لم أقل ما قلت إلا غضباً لله ولرسوله ، ولا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها الإمام ( عليه السلام ) وأرسل إليه : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما اعطينا ، فقبلها الفرزدق .
دور الأمل في حياة الإنسان :
قيل : بينما عيسى بن مريم ( عليه السلام ) جالس وشيخ يعمل بمسحاة ويثير الأرض فقال عيسى ( عليه السلام ) : اللهم انزع منه الأمل ، فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة ، فقال عيسى : اللهم أردد إليه الأمل ، فقام فجعل يعمل . فسأله عيسى عن ذلك فقال : بينما أنا أعمل إذ قالت لي نفسي : إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير ؟ فألقيت المسحاة وأضطجعت ، ثم قالت لي نفسي : والله لا بد لك من عيش ما بقيت ، فقمت إلى مسحاتي .
كيف يجب أن تكون الصلاة ؟
روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال لكميل بن زياد :
يا كميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق ، الشأن أن تكون الصلاة بقلب نقي وعمل عند الله مرضي وخشوع سوي .
كيف يصبح العبد ملكاً ؟
روي أن امرأة العزيز وقفت على الطريق فمرت بها المواكب حتى مرّ يوسف (عليه السلام ) ، فقالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكاً بطاعته ، والحمد لله الذي جعل الملوك عبيداً بمعصيته .
الموعظة :
قال قيس بن عاصم : كنت مع جماعة من بني تميم عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فطلبت منه الموعظة ، فوعظنا .. ـ إلى أن قال ـ فقلت يا نبي الله أحب أن يكون هذا الكلام من أبيات شعر نفخر به على من يلقانا من العرب وندّخره ، فأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) من يأتيه بحسان ، لكن قبل وصول حسان استقام لي أبيات من الشعر ، فقلت يا رسول الله قد حضرتني أبيات ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قل يا قيس ، فقلت :
تخيّر قريناً من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
ولابد من بعد الموت من أن تعدّه * ليوم ينادي المرء فيه فيقبل
فإن كنت مشغولاً بشيءٍ فلا تكن * بغير الذي يرضى به الله تشتغل
فلن يصحب الإنسان من بعد موته * ومن قبله إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله * يقيم قليلاً بينهم ثم يرحل
اعذرونا احبتي من الاطالة واتمنى انكم قد حصلتم على الفائدة المبتغات
من خلال هذا الموضوع .
لكم أحلى واجمل تحياتي
اسألكم الدعاء
أخوكم : محمد الاسدي