إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آية الله العظمى محمد سعيد الحكيم -;كلمة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آية الله العظمى محمد سعيد الحكيم -;كلمة

    آية الله العظمى محمد سعيد الحكيم - « موقع منظمة بدر » - 9 / 7 / 2005م - 3:18 م


    كلمة سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم في المؤتمر الدستوري الموسع لعلماء وفضلاء وطلبة الحوزة العلمية في النجف الاشرف والمنعقد على قاعة شهيد المحراب قدس سره بتاريخ 7/7/2005م



    بسم الله الرحمن الرحيم





    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.

    ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ - إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ - وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾



    صدق الله العلي العظيم




    يمرّ العراق الجريح هذه الأيام بصراع مرير بين أبنائه البررة – الذين يحاولون بناءه على أسس العدالة والمحبة وإعطاء كل ذي حق حقه، وعلى الحوار الهادف المثمر – من جهة وبين الفئات التخريبية التي تحاول جره للهاوية بوحشية وعنجهية لا تخضع لحساب، ولا تقف عند حد من حدود الذين والمباديء والأعراف من جهة أخرى.



    وفي هذا الوضع الحرج يجب على الخيرين من أبنائه مهما اختلفت وجهات نظرهم تناسي الخلافات، وتقريب وجهات النظر، وجمع الكلمة، ورص الصفوف، فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً. والحذر كل الحذر من كيد الأعداء وتسللهم لمواقع القوة من أجل تنفيذ مخططاتهم الجهنمية المدمرة.



    كما يجب على كل منهم أداء وظيفته من موقعه حسب قدرته، والتعاون بينهم من أجل خدمة هذا البلد العريق، وإخراجه من محنته، والتعامل مع الوضع القائم بصبر وأناة وحكمة وتعقل وحكمة.



    وهنا يأتي دور المبلغين الذين هم الوسائط بين عموم الشعب ومرجعياته العاملة في مختلف المجالات لصالح هذا البلد من أجل إسماع صوتها، وإيصال توجيهاتها في هذا الظرف الحساس والمرحلة الفاصلة.



    وحسب رؤيتنا فإن ما ينبغي للمبلغين هذه الأيام أمور.



    الأول:

    تذكير أبناء هذا الشعب المؤمن بالله عز وجل وجملهم على التمسك بتعاليم دينه الحنيف، والتزام أحكامه، والحفاظ على مبادئه، والتخلق بأخلاقه الفاضلة، مع التوكل على الله تعالى وحسن الظن به، والصبر على محنته، وانتظار وعده للصابرين، وهو القائل في محكم كتابه ﴿ أم حسبتم أن تدخلوا ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ﴾.
    وليشعر بأنفسهم أنهم أصحاب رسالة قد تحملوا في سبيلها في تاريخهم الطويل من المصائب والمصاعب والمآسي والفجائع الشيء الكثير، ولكنهم بحمد الله تعالى لم يتراجعوا عنها، بل زادهم ما تحملوه تصميماً وإصراراً، ولم يزالوا يسيرون برسالتهم قدماً حتى استطاعوا أن يوصلوها لجميع أنحاء الدنيا بيضاء نقية ، ويكسبوا إعجاب العالم واحترامه. فمن الطبيعي أن يصطدموا في طريقهم بالمعوقات ويكونوا هدفاً للأعداء باستمرار.



    ويكفيهم نصراً وفخراً أن كان من نتائج هذا الصراع المرير أن عرفوا العالم بالإسلام المحمدي الصافي المأخوذ بعد النبي ص من الثقلين الذين خلفهما ص في أمته يهديانها من الضلال ويمنعانها من الانحراف، وهما: كتاب الله المجيد، وعترته أهل بيته الطاهرون (صلوات الله عليهم أجمعين) بما يحمله هذا الإسلام من تعاليم سامية، وإنسانية شاملة، وأخلاق فاضلة، وحوار هاديء هادف يتمثل في قوله تعالى
    ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾

    وقوله سبحانه: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾

    وقول النبي : إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه ولم ينزع من شيء إلا شانه.

    وقوله : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

    وقوله : الإيمان قيد الفتك.



    وقول أمير المؤمنين في عهده لمالك الأشتر رضوان الله عليه: وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق، يفرط منهم وتعرض لهم العلل ويؤتى على أيديهم في العمد الخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم ووالي الأمر عليك فوقك والله فوق من ولاك...إلى غير ذلك من التعاليم السامية لهذا الدين العظيم.

    وبذلك استطاع المؤمنون – سددهم الله تعالى – أن يحفظوا للإسلام كرامته ويفرضوا على العالم احترامه بعد أن شوه صورته المنحرفون عن خط أهل البيت (صلوات الله عليهم)، والمتطرفون الذين لا يعرفون عمن يأخذون دينهم وإلى من يرجعون.



    والحمد لله على هدايته والتوفيق لما دعا إليه من سبيله.



    ولنا خير مرشد قوله تعالى:
    ﴿ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون’ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾، وخير اسوة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام فقد قال –حينما أحاطت به المصائب- هون ما نزل بي أنه بعين الله تعالى .

    ونسأل الله عز وجل أن يثبت المؤمنين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويحسن الخلافة عليهم إنه خير مأمول وأكرم مسؤول.



    الثاني:

    حث المؤمنين – سددهم الله تعالى – على إشغال الساحة والضغط باتجاه تثبيت دستور يحفظ لهذا الشعب العريق هويته وأصالته خصوصاً في دينه العظيم بأحكامه الشاملة، وتعاليمه الكريمة، ومثله السامية، وشعائره الشريفة، ومقدساته الرفيعة، ثم يحفظ له حقوقه الطبيعية في حياة حرة كريمة . ولا سيما وأنه قد صارع في سبيل ذلك أعتى نظام دكتاتوري مستهتر، وقدم من التضحيات في ذلك ما لا يحيط به وحشية وفظاعة . وأصر على المضي في ذلك قدماً بلا تراجع.



    فمن الظلم له وللحقيقة أن لا يتعرف له بذلك في دستور ثابت يحفظ له ما يريده، ويرعى حقوقه كاملة . ولا سيما بعد أن فرض إرادته في الانتخابات التشريعية، وضحى في سبيلها بنحو أثبت جدارته بالاحترام والإكبار.



    الثالث:

    دفع الناس بمختلف شرائحهم للضغط على المسؤولين في مختلف مفاصل الدولة من أجل أداء واجبهم على الوجه الأكمل، وتوفير ما يحتاج الناس إليه في مختلف شؤون حياتهم، ومطالبتهم بذلك عند الشعور بتقصيرهم، بدلاً من التهريج والتشنيع غير المثمر، وبعيداً عن العنف وإثارة المشاكل . مع ملاحظة الظروف الحرجة والسلبيات الكثيرة التي يعاني منها المسؤولين نتيجة تراكمات الماضي البغيض، والتخريب المستمر، وإعطاء المجال لهم لإبداء عذرهم.



    وعلى المسؤولين في مقابل ذلك السعي لكسب ثقة الشعب، وتقوية روابط الحب والمودة معه، وأن يخلصوا في عملهم ويبذلوا أقصى جهدهم من أجل سد حاجات الناس وإيصال حقوقهم لهم، مع كشف الحقائق للناس، وإطلاعهم على ما يعانون من معوقات ليعرفوا عذرهم فيما يعجزون عنه.



    منعاً للدعايات الكاذبة والتهريجات المغرضة، والمبالغات غير المسؤولة التي تكون الأزمات مرتعاً خصباً لها، وليسدوا الطريق على المغرضين والمفسدين الذين يريدون فصل الشعب عن المسؤولين وسلب ثقته بهم، ليتسنى لهم الصيد في الماء العكر، ويحافظوا على مصالحهم الضيقة.



    ونسأل الله عز وجل أن يمن على هذا البلد المنكوب بالأمن والاستقرار، ويوفق العاملين في مختلف المجالات لأداء واجبهم في خدمته، ويكلل جهودهم بالفلاح والنجاح، ويزيد هذا الشعب المتعب إيماناً بقضيته، والتزاماً بمبادئه، وتمسكاً بدينه، وإصراراً على مواقفه النبيلة . وأن يختم له بالنصر المؤزر على القوم الظالمين، إنه خير الناصرين وولي المؤمنين وهو حسبنا ونعم الوكيل




    محمد سعيد الحكيم

    29جمادي الاول1426 هـ

  • #2

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      اللهم صلي على محمد وأل محمد

      مشكور أخي العزيز على هذا الموضوع

      أطال الله بعمر أية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دامت بركاته)


      اللهم صلي عىل محمد وأل محمد

      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف


        اللهم أحفظ علمائنا الأفاضل

        شكرا لك أخي

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X