تويت
التعلم
- تعريف التعلم
التعلم هو تغير ثابت نسبيا في السلوك يحدث نتيجة الخبرة والممارسة ، و يصدق هذا التعريف على تعلم الطفل لفظ كلمة (( ما ما )) صدقة على تعلمه كتابة هذه الكلمة و قراءتها في عمر السادسة ، أو تعلمه اعقد المهارات في مستوى الجامعة ، أو أخذه العبرة من حادثة رآها مصادفة في الشارع . فسلوك الإنسان يطرأ عليه تغير في كل من هذه الأحوال و يصبح قادرا بفعل هذه الخبرة على القيام بفعل لم يكن قادرا على القيام به قبلها ثم إن هذا التغير يدوم لفترة تقصر أو تطول حسب طبيعة الفعل و أثره في نفس الفرد و مدى تكرره في حياته و مستوى ذكائه وحدة ذاكرته ، أي أن التغير الذي يحدث هو تغير نسبي اكثر من كونه تغيرا مطلقا . وعملية التغير هذه لا تكون إلا إذا وجد الإنسان في مواجهة موقف يدعو لان يسلك سلوكا مختلفا عن ذي قبل ليتمكن من اجتياز هذا الموقف اجتيازا ناجحا وليس من النافلة أن يقال بأن ليس كل تغير في السلوك تعلما ، فثمة تغيرات تحدث نتيجة التعب مثلا ، و تظهر على شكل تراخ في السلوك و تراجع في إنتاجيته ، ولا يعود الفرد إلى سابق نشاطه إلا بعد تعويض لما فقده من عناصر تمده بالطاقة ، أو بعد اخذ قسطا من الراحة ، و يقال مثل ذلك بالنسبة للمريض الذي يستجر تغييرات وقتية في السلوك كذلك . ثم إن هناك من التغيرات ما ينتج عن النضج وحده باعتباره يرجع إلى عوامل وقوى بيولوجية تودع في الكائن بفعل الوراثة و لا تؤثر المواقف و العوامل الخارجية عليها تأثيرا ذا بال ، فالنضج بهذا المعني هو تفتح بيولوجي آلي لقوي كامنة تتم بمرور الزمن بمنعزل عن البيئة ، فالقدر على النطق مثلا قدرة بيولوجية فطرية يعجز الطفل عن الإفصاح عنها إلا إذا وصلت أعضاء الصوت لديه و قدرته على استخدامها مستوى معينا من النضج . أما الكلمات التي ينطق بها فانه يكتسبها بالتعلم و التدريب و الممارسة ، ثم إن فعالية الزر أو القص على سبيل المثال لا يقوي عليها الطفل إلا بعد وصول عضلات أصابعه و يديه حدا أدنى من النضج و ستفشل كل الجهود لتدريبه عليها قبل تحقيق هذا الشرط .
اسم الكتاب مقدمة في علم النفس
للدكتور راضي الوقفي
- تعريف التعلم
التعلم هو تغير ثابت نسبيا في السلوك يحدث نتيجة الخبرة والممارسة ، و يصدق هذا التعريف على تعلم الطفل لفظ كلمة (( ما ما )) صدقة على تعلمه كتابة هذه الكلمة و قراءتها في عمر السادسة ، أو تعلمه اعقد المهارات في مستوى الجامعة ، أو أخذه العبرة من حادثة رآها مصادفة في الشارع . فسلوك الإنسان يطرأ عليه تغير في كل من هذه الأحوال و يصبح قادرا بفعل هذه الخبرة على القيام بفعل لم يكن قادرا على القيام به قبلها ثم إن هذا التغير يدوم لفترة تقصر أو تطول حسب طبيعة الفعل و أثره في نفس الفرد و مدى تكرره في حياته و مستوى ذكائه وحدة ذاكرته ، أي أن التغير الذي يحدث هو تغير نسبي اكثر من كونه تغيرا مطلقا . وعملية التغير هذه لا تكون إلا إذا وجد الإنسان في مواجهة موقف يدعو لان يسلك سلوكا مختلفا عن ذي قبل ليتمكن من اجتياز هذا الموقف اجتيازا ناجحا وليس من النافلة أن يقال بأن ليس كل تغير في السلوك تعلما ، فثمة تغيرات تحدث نتيجة التعب مثلا ، و تظهر على شكل تراخ في السلوك و تراجع في إنتاجيته ، ولا يعود الفرد إلى سابق نشاطه إلا بعد تعويض لما فقده من عناصر تمده بالطاقة ، أو بعد اخذ قسطا من الراحة ، و يقال مثل ذلك بالنسبة للمريض الذي يستجر تغييرات وقتية في السلوك كذلك . ثم إن هناك من التغيرات ما ينتج عن النضج وحده باعتباره يرجع إلى عوامل وقوى بيولوجية تودع في الكائن بفعل الوراثة و لا تؤثر المواقف و العوامل الخارجية عليها تأثيرا ذا بال ، فالنضج بهذا المعني هو تفتح بيولوجي آلي لقوي كامنة تتم بمرور الزمن بمنعزل عن البيئة ، فالقدر على النطق مثلا قدرة بيولوجية فطرية يعجز الطفل عن الإفصاح عنها إلا إذا وصلت أعضاء الصوت لديه و قدرته على استخدامها مستوى معينا من النضج . أما الكلمات التي ينطق بها فانه يكتسبها بالتعلم و التدريب و الممارسة ، ثم إن فعالية الزر أو القص على سبيل المثال لا يقوي عليها الطفل إلا بعد وصول عضلات أصابعه و يديه حدا أدنى من النضج و ستفشل كل الجهود لتدريبه عليها قبل تحقيق هذا الشرط .
اسم الكتاب مقدمة في علم النفس
للدكتور راضي الوقفي