إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

غذاء الروح ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غذاء الروح ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة


    غذاء الروح

    نقرأ في دعاء كميل :" اللهم عظم بلائي وأفرط بي سوء حالي " ونقرأ :" وحالي في خدمتك سرمداً" .
    وفي دعاء أبي حمزة:" فمن يكون أسوأ حالاً مني إن أنا نقلت على مثل حالي " .
    ترددت في هذه الأدعية كلمة الحال وسوف نعرف علاقة الحال بالعمل من خلال الكلمة.
    كلمة الحال لها معنيان متشابهان:
    الحال الذي قبل العمل هو ما يسمى لدى أهل العرفان بالحالة ونعني بها حصول حالة معينة لدى الإنسان أثناء قيامه بعمل ما ولكن هذه الحالة سرعان ما تزول بزوال المؤثر وهي من قبيل صفرة الخوف أو حمرة الخجل ، ومن قبيل أن يسمع الإنسان موعظة في مسجد ما وتحصل لديه حالة نفسية معينة كحب الإنفاق أو رغبة في الجهاد أو خوف من الله ، ولكن هذه الحالة سرعان ما تزول بمجرد أن يخرج من المسجد أو تمر على الموعظة فترة زمنية قصيرة... أي أنها لا تستمر .
    وهي عكس الملكة فالملكة عند الإنسان أن تترسخ هذه الحالة عنده وتشتد بحيث يتعسر زوالها كملكة الشجاعة في الشجاع والكرم في الكريم ..
    الحال الأخرى هي تقريباً نفس الحال الأولى ولكن سنتكلم عنها من منظور آخر:
    للإنسان مع الله تعالى علاقة ما وراء الأعمال والأقوال وهي علاقة الأحوال وهي عبارة عن الحالات النفسية التي توجه الإنسان إلى الأفعال والأقوال فحال الإنسان في أداء الصلاة مثلاً يختلف من شخص لآخر أحدهم يؤديها بدون إقبال وتوجه والآخر بالعكس وكذلك الصدقة أحدهم يؤديها بإخلاص وآخر يمحقها بالمن والأذى أو بالرياء.
    طبعاً أعمال الإنسان وأقواله في العبادات لها قيمة من ناحية الجزاء والأجر وإبراء الذمة ولكن الأحوال التي يكون عليها الإنسان هي الأساس في تقييمها . فكلما كان حاله أفضل في تلك العبادات كلما كانت العبادة أقرب إلى مرضاة الله وأجزل ثواباً عنده.
    بل أن الأحوال قد تسبب بطلان العبادة مثل حالة الرياء في الصوم والصلاة أو حالة التردد والشك وقد تكون سبباً لنقصان الأجر والثواب إذا لم يكن فيها توجه فثواب الصلاة وقيمتها عند الله بمقدار ما يستحضر المصلي ذل الوقوف بين يدي الله وبقدر ما يخشع في صلاته له كلما خشع وخضع حاله كان أقرب إلى الله.
    التوبة إلى الله لا تكون حقيقية إلا إذا كان حال الإنسان الإخلاص والعزم على العودة إلى الله والكف عن معصيته والإستحياء منه والندم.
    وهي حالات يحبها الله تعالى لعبده وتستنزل رحمته.
    إذن الأحوال هي منازل رحمة الله فإن رحمة الله تنزل على حسب أحوال الإنسان من خشوع واضطرار وإقبال وخوف وشوق.
    والعلاقة بين الحال ورحمة الله هي علاقة السببية فإذا رق القلب نزلت رحمة الله على العبد كما ينحدر الماء إلى الأرض المنخفضة.
    والحال التي يكون عليها الإنسان أيضاً تكونت سبباً لاستجابة الدعاء كما نقل عن والد المجلسي صاحب(بحار الأنوار)إنه قال: بعد الفراغ من التهجد عرضت لي حالة عرفت أني لا أسأل من الله شيئاً إلا استجاب لي وإذا بصوت محمد الباقر في المهد فقلت من غير مهلة:"إلهي بحق محمد وآل محمد اجعل هذا الطفل مروج دينك وناشر أحكام سيد رسلك ووفقه بتوفيقاتك التي لانهاية لها" .
    وقد بلغ (قدس سره)مرتبة لو سمي مذهب الشيعة بمذهب المجلسي لكان في محله..
    أيضاً حالة الإنسان في الدعاء تكون سبباً للإجابة(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
    حالة الفقر والاضطرار إلى الله هي التي تستنزل الاستجابة من عنده وقيمة الاستعاذة في اللجوء إلى الله واللوذ به..
    وقيمة الزكاة في حالة الإنفاق مما يحبه الإنسان..(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ..(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)..وهذه حالات يحبها الله تعالى لعبده.
    وقيمة العبادات كلها عموماً في ابتغاء وجه الله.وقيمة الابتلاءات التي يبتلى الله بها عباده في الصبر والتضرع(لعلهم يضرعون) والصبر حالة يحبها الله تعالى.
    هنا نقطة مهمة لابد من ذكرها وهي أن الأحوال تقترن عادة بالوعي فالحاجة والفقر والاضطرار إلى الله لن يكون (حالاً)إلا عند ما يعيه الإنسان وذلك لأن الإنسان لا يخلوا من الحاجة والفقر والاضطرار فالناس لا يختلفون في هذه فقد يبتلى الإنسان ولا يدري أنه مبتلى ولا يلجأ إلى الله أو أنه يتعامل مع هذا البلاء بالتأفف والغضب والاستنكار.وأعظم بلاء يبتلى به الإنسان هو نسيان ذكر الله لذلك كلما كان أكثر وعياً لحاجته وفقره إلى الله يكون أقرب إلى رحمة الله.طبعاً لا نقول أن الله لا ينزل رحمته على هؤلاء فالله سبحانه يعطي من سأل ومن لم يسأل:"يامن يعطي من سأله يامن يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة".
    ولكن شتان بين نزول رحمة الله بالوعي عن دونه .
    فالذي يعترف بذنبه هذا إنسان واعٍ بقبح عمله وبقدر وعيه لقبح عمله يكون إحساسه بالندم من فعله وبالخجل من الله.وحالة الندم والخجل من منازل رحمة الله.العبد الصالح نبي الله يونس مع أنه لم يعمل معصية إلا أنه ترك المستحب والأولى ومع ذلك يعترف بالظلم:"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".حتى يستنزل رحمة الله.
    يستنزل الناس من رحمة الله بقدر وعيهم لذلهم وتواضعهم وحقارتهم بين يديه وهكذا تقترن سائر الأحوال بالوعي فالحب وعي والإيثار وعي والشوق وعي والصبر وعي والتضرع وعي والأنس بالله وعي.
    والأحوال كثيرة كالذكر والعبودية والطاعة والتسليم والرضا والتواضع والمسكنة والشكر والفقر والحب والتوكل.ويجب على الإنسان أن يكسب الأحوال أولاً ويحافظ عليها ثانياً وينميها ويستثمرها بالدعاء والإلحاح في الدعاء.
    وقد ورد عن رسول الله(ص):"اغتنموا الدعاء عند الرقة فإنها رحمة".وعن أبي جعفر(ع):"إذا رق أحدكم فليدع فإن القلب يرق حتى يخلص".
    وقال:"إذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك فدونك دونك فقد قصد قصدك".
    ما هي العوامل التي تكسب الناس الحال المطلوب؟فنحن نقرأ في الأدعية طلب كسب حال معينة مثل:"اجعلني من الذين ترسخت أشجار الشوق إليك في حدائق صدورهم".."هب لي كمال الانقطاع إليك".
    هناك عوامل كثيرة تكسب الناس الحال لا يسعنا ذكرها جميعاً ومنها الزمان والمكان فإن لهما دور في تثبيت الحال وتعميقها.
    الزمان مثل الأسحار (وبالأسحار يستغفرون)وليلة القدر وليلة الجمعة ويوم عرفة وشهر رجب وشهر رمضان والمكان مثل وادي عرفة والمساجد ومجالس الذكر.
    والحمد و الاستغفار والصلاة والسجود بين يدي الله والصلاة على محمد وآل محمد تكسب أفنان الإقبال إلى الله.
    وقد يكون الانفراد والوحدة من عوامل كسب الحال كما في صلاة الليل وقد يكون الاجتماع في صلاة الجمعة والجماعة..........الخ.
    ومجالس عزاء الحسين(ع)من المواضع التي تنزل عليها رحمة الله لأن هذه المجالس ترقق القلوب وتقرب إلى الله.وهذه المجالس بما تحمل من مشاهد عظيمة وفضائل إنسانية تحكي أحوال الحسين(ع)وأصحابه نستطيع أن نستلهم منها كل معاني الإنسانية هذه المجالس تستطيع أن تغير أحوالنا بل تقلبها رأساً على عقب كما انقلب حال زهير ووهب والحر في لحظات قليلة انقلبت أحوالهم وارتفعت إلى أعظم المراتب.من خلال هذه المجالس وحينما نحيي اسم الحسين وثورته تنعكس علينا بعض الظلال من روح الحسين العالية وحينما نسكب الدمع نسكبه حتى تنسجم روحنا مع روحه مع إيمانه وتقواه وتوحيده وهمته وغيرته وحريته وإباءه وصبره.
    هذه الروح العالية هي التي هزمت جيشاً مكوناً من ثلاثين ألفاً برغم ما نزل بهذه الروح وبهذا الجسد من تقطيع وتجريح وآلام وعطش برغم ما يراه من تفتيت أبدان الشباب والأبناء قطعة قطعة برغم العطش الذي حال بينه وبين السماء كالدخان فإن هذه الروح لم تعرف الانهزام أبداً بل أن حالة واحدة فقط من حالات الحسين كفيلة بهزم هذا الجيش فثبات الحسين ورباطة جأشه دكدكت أركان الجيش الأموي وحينما كان يخطب الإمام فيهم كانت تنحط معنوياتهم إلى أقصى درجة بحيث أن عمر بن سعد كان يأمر بعض الأفراد بالتشويش على كلام الحسين وبالصفير حتى لا يسمعوه.
    نحن حينما نأتي إلى هذه المجالس نأتي لنستلهم من الحسين هذه الحالات ونتعرف على الحسين وحينما ندرك عظمة الحسين،هذه المعرفة ترفع من درجتنا عند الله وترفعنا إلى مستوى الإنسانية وتجعلنا أحراراً ومن أهل الحق والحقيقة.
    بهذه المعرفة وبهذا التفاعل نستطيع أن نكون حسينيين أن تنقلب أحوالنا رأساً على عقب .
    يقول الإمام علي(ع):"مفتاح العلم الاستبدال".الإمام يبدل حالنا من حال إلى حال يدعو لنا ويبدل أحوالنا يمسح بيده الشريفة على قلوبنا ويقلب أحوالنا خصوصاً إذا كان هذا القلب محباً للحسين متبعاً للحسين فإنه يكون مهيئاً للحصول على عطايا الحسين هناك عطايا كثيرة يوزعها الإمام على محبيه عطايا ليس فقط للأرواح بل حتى للتراب فالسجود على التربة الحسينية تخرق الحجب السبع فإذا كان هذا عطاؤه للتراب فكيف بعطائه لمحبيه والباكين عليه واللائذين بقبره والمتمسكين بنهجه والناصرين له حتى المذنب والعاصي وليس منا من لم يذنب فلا ييأس يتوجه إلى باب رحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمة ولن يرجعه الحسين والتسعة المعصومين من بنيه والأنصار المستشهدين بين يديه فنسألك يا الله بحق الحسين أن تغفر ذنوبنا وتعفُ عنا وتتقبل أعمالنا وتقلب قلوبنا كما تحب يا مقلب القلوب وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين..

  • #2
    عجيب امور غريب قضيه
    ايضا نجد الزائرين اعداد كثيره للموضوع والردود صفر
    هل جفت اقلامكم
    ولكن باعتقادي ان هذه المواضيع لاتروق لنا لأن ليس فيها عركه وناس تتهجم على ناس وناس تغلط على ناس
    اللهم عجل
    ـــــــــــــــ
    أختي خادمة بطلة كربلاء المحترمه اتقدم الى حضرتكم بوافر من الشكر والأعتزاز على موضوعك هذا ففيه قبسات من نور وهو من المواضيع المفيده جدا
    بارك الله بيج ودمتي

    تعليق


    • #3

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      كلمات بسيطه ولكن ما اعظمها عند

      من يتفكر بها ويتمعن لحروفها الصفيرة

      احسنتي أخيه خادمة بطلة كربلاء

      تعليق


      • #4
        مشكووووووووورة أختي موظوعج رائع بس ما شوف ردود شنو مو عاجبكم الموظوع ؟

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X