تويت
السلام عليكم
الحمد لله الذي ضلَت فيه الصفات وتفسخت دونه النعوت وحارت في كبريائه لطائف الأوهام ، والصلاة والسلام على حبيبه وصفيه ونوره وبرهانه وأهل بيته الطاهرين وسفن النجاة ومنار الهدى العروة الوثقى
اللهم صلى على محمد وأل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
في بيان تحصيل ملكة الحلم
ليُعلم أن الإنسان ما دام في هذة الدنيا ،وحيث إنه معرضّ، للتغيرات والتبادلات ،فإنه يسطيع أن يغير ملكة بأخرى غيرها .وما يقولون من أن الخُلق الفلاني فطري ولا يقبل التغيير، إنما هو كلام لا أساس علمي له. وهذا المطلب بالإضافة إلى أنه برهاني في الفلسفة، ووجداني أيضا، فأعظم شاهد له أن في الشريعة المطهرة، نٌهي عن جميع الأخلاق الفاسدة، وضَُع دستور لعلاجها, وجميع الأخلاق الحسنة مأمور بها كما وضعت دساتير لتحصيلها.
فالإنسان ، ما دامت لم تفته الحياة الدنيا ، لابد أن يعرف قدرها ويسعى في التحصيل الملكات الفاضلة التي قامت عليها اسس السعادة.
وبعد قلع الملكات الخبيثة من النفس – بأي رياضة – يسعى في تحصيل مقابلاتها، وهي جنود العقل والرحمن، ويضحي في سبيل تحصيلها ولا يستبعد وجود الأخلاق الفاسدة فيه، لأن قطع مادة الفساد مقدمة للإصلاح والرقيّ بالنفس نحو الكمال.وما هو موضع اهتمام أكثر هو حصول الكمالات الروحانية التي هي سبب للسعادة الإنسانية ومقدمه الكمال التوحيدي التام كما أن التقوى لاينظر إليه بشكل استقلالي ، ومثل إفراغ النفس من الملكات الخبيثة مثل التقوى، إذا لاحظنا المرحلة العملية للتقوى ، فكما أن التقوى لتنزيه النفس من التلويث ، وهذا التنزيه مقدمة لإكمال العمل ،فهكذا التنزيه عن الملكات الخبيثة ،وحيث تبدو كل من مراتب التقوى لاحظنا معناها العام ، مقدمة للكمالات الروحانية ، اى الملكات الحسنة الفاضلة . كما إن المرتبة الكاملة من مراتب التقوى، وهي ترك غير الحق والتنزيه عن الشرك بتمام معانية، مقدمة لحصول التوحيد، والإقبال على حق تعالى. وهذا هو المقصد الأصلي من الخليقة، كما لأشير إلى ذلك في الحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )* أن جميع أسس الشرائع الحقة على فطرتين إلهيتين :أحدهما أصلية استقلالية، وهي فطرة العشق للكمال المطلق الذي هو أساس لحب الله ، والآخر تبعي استظلالي وهو فطرة النفور من النقص ، الذي هو أساس التنزه والتقوى بمعناه العام الشامل ، وجميع الأحكام الشرعية سواء القالبية والقلبية أسست على هذين الأصلين الإلهيين المحكمين.
والآن نرجع إلى أصل المطلب وهو تحصيل ملكة الحلم : فليعلم كما ثبت في الفلسفة العالمية إن النفس ،بواسطة شدة الاتصال ما بين ملك البدن والروح ، لها نشأت الغيب والشهادة وهي عالية في الدنوّ عينة ودانية في العلو ذاته وهي في وحدته كل القوى.
فبناء على هذا، جميع الآثار الظاهرية تسري في الروح والآثار المعنوية تسري في ملك البدن.فإذا واضب الإنسان في الحركات والسكنات , على العمل بالسكينة والهدوء ، والتصرف في الأعمال الصورية كذوي الحلم فستتسرب هذة الصورة الظاهرية إلى الروح , فتتأثير بها كذلك إذا كظيم الغيظ مدة وتكلف الحلم فهذا التحلم ينتهي لا محالة إلى الحلم .
وهذا الأمر التكلفي يتحول إلى أمر عادي بالنسبة للنفس .وإذا واضب عليه الإنسان مواظبة كاملة لمدة معينة، وراقب نفسه مراقبة صحيحة، يحصل حتما على النتيجة المطلوبة.
وهذا العلاج مذكور في الآثار الشريفة لأهل بيت الوحي (صلى الله علية وآله وسلم ) ففي الوسائل عن نهج البلاغة أن أمير المؤمنين (عليه السلام ) قال : { إن لم تكن حليماً فتحلم فإن من تشبه بقوم إلا وأوشك أن يكون منهم }* وعن الصادق (عليه السلام ) أنه قال : {إذا لم تكن حليماً فتحلّم }*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
* موسوعة إطراف الحديث النبوي: الجزء 6 صفحة 507
* رسائل الشيعة: المجلد 15 باب 26 من أبواب جهاد النفس
* أصول الكافي: المجلد 2 باب الحلم ح 6
الحمد لله الذي ضلَت فيه الصفات وتفسخت دونه النعوت وحارت في كبريائه لطائف الأوهام ، والصلاة والسلام على حبيبه وصفيه ونوره وبرهانه وأهل بيته الطاهرين وسفن النجاة ومنار الهدى العروة الوثقى
اللهم صلى على محمد وأل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
في بيان تحصيل ملكة الحلم
ليُعلم أن الإنسان ما دام في هذة الدنيا ،وحيث إنه معرضّ، للتغيرات والتبادلات ،فإنه يسطيع أن يغير ملكة بأخرى غيرها .وما يقولون من أن الخُلق الفلاني فطري ولا يقبل التغيير، إنما هو كلام لا أساس علمي له. وهذا المطلب بالإضافة إلى أنه برهاني في الفلسفة، ووجداني أيضا، فأعظم شاهد له أن في الشريعة المطهرة، نٌهي عن جميع الأخلاق الفاسدة، وضَُع دستور لعلاجها, وجميع الأخلاق الحسنة مأمور بها كما وضعت دساتير لتحصيلها.
فالإنسان ، ما دامت لم تفته الحياة الدنيا ، لابد أن يعرف قدرها ويسعى في التحصيل الملكات الفاضلة التي قامت عليها اسس السعادة.
وبعد قلع الملكات الخبيثة من النفس – بأي رياضة – يسعى في تحصيل مقابلاتها، وهي جنود العقل والرحمن، ويضحي في سبيل تحصيلها ولا يستبعد وجود الأخلاق الفاسدة فيه، لأن قطع مادة الفساد مقدمة للإصلاح والرقيّ بالنفس نحو الكمال.وما هو موضع اهتمام أكثر هو حصول الكمالات الروحانية التي هي سبب للسعادة الإنسانية ومقدمه الكمال التوحيدي التام كما أن التقوى لاينظر إليه بشكل استقلالي ، ومثل إفراغ النفس من الملكات الخبيثة مثل التقوى، إذا لاحظنا المرحلة العملية للتقوى ، فكما أن التقوى لتنزيه النفس من التلويث ، وهذا التنزيه مقدمة لإكمال العمل ،فهكذا التنزيه عن الملكات الخبيثة ،وحيث تبدو كل من مراتب التقوى لاحظنا معناها العام ، مقدمة للكمالات الروحانية ، اى الملكات الحسنة الفاضلة . كما إن المرتبة الكاملة من مراتب التقوى، وهي ترك غير الحق والتنزيه عن الشرك بتمام معانية، مقدمة لحصول التوحيد، والإقبال على حق تعالى. وهذا هو المقصد الأصلي من الخليقة، كما لأشير إلى ذلك في الحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )* أن جميع أسس الشرائع الحقة على فطرتين إلهيتين :أحدهما أصلية استقلالية، وهي فطرة العشق للكمال المطلق الذي هو أساس لحب الله ، والآخر تبعي استظلالي وهو فطرة النفور من النقص ، الذي هو أساس التنزه والتقوى بمعناه العام الشامل ، وجميع الأحكام الشرعية سواء القالبية والقلبية أسست على هذين الأصلين الإلهيين المحكمين.
والآن نرجع إلى أصل المطلب وهو تحصيل ملكة الحلم : فليعلم كما ثبت في الفلسفة العالمية إن النفس ،بواسطة شدة الاتصال ما بين ملك البدن والروح ، لها نشأت الغيب والشهادة وهي عالية في الدنوّ عينة ودانية في العلو ذاته وهي في وحدته كل القوى.
فبناء على هذا، جميع الآثار الظاهرية تسري في الروح والآثار المعنوية تسري في ملك البدن.فإذا واضب الإنسان في الحركات والسكنات , على العمل بالسكينة والهدوء ، والتصرف في الأعمال الصورية كذوي الحلم فستتسرب هذة الصورة الظاهرية إلى الروح , فتتأثير بها كذلك إذا كظيم الغيظ مدة وتكلف الحلم فهذا التحلم ينتهي لا محالة إلى الحلم .
وهذا الأمر التكلفي يتحول إلى أمر عادي بالنسبة للنفس .وإذا واضب عليه الإنسان مواظبة كاملة لمدة معينة، وراقب نفسه مراقبة صحيحة، يحصل حتما على النتيجة المطلوبة.
وهذا العلاج مذكور في الآثار الشريفة لأهل بيت الوحي (صلى الله علية وآله وسلم ) ففي الوسائل عن نهج البلاغة أن أمير المؤمنين (عليه السلام ) قال : { إن لم تكن حليماً فتحلم فإن من تشبه بقوم إلا وأوشك أن يكون منهم }* وعن الصادق (عليه السلام ) أنه قال : {إذا لم تكن حليماً فتحلّم }*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
* موسوعة إطراف الحديث النبوي: الجزء 6 صفحة 507
* رسائل الشيعة: المجلد 15 باب 26 من أبواب جهاد النفس
* أصول الكافي: المجلد 2 باب الحلم ح 6