إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تفاقم ظاهرة الانتحار في الجزائر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفاقم ظاهرة الانتحار في الجزائر

    أقدم شاب في العقد الثاني من عمره يقطن منطقة ريفية على بعد 13 كلم عن مقر بلدية توسمولين ولاية البيض على وضع حد لحياته بعدما تسلق ليلا عمودًا كهربائيا ولمس الخيوط العالقة به مما أدى إلى سقوطه جثة هامدة متفحمة. كما أقدمت فتاة تبلغ من العمر 17 سنة على رمي نفسها من الطابق الخامس لعمار بحي باتريس لوممبا بعنابة حيث لفظت أنفسها متأثرة بجراحها بعد يومين من العلاج المكثف بغرفة الإنعاش بالمستشفى الجامعي بن رشد. في حين أقدم أحد أفراد الحرس البلدي بقرية أعزز أمزيان على بعد 45 كلم من بلدية أحنيف على شنق نفسه داخل المفرزة.
    جاء في تقرير مصالح الأمن الوطني أن أزيد من 450 شخص وضعوا حدا لحياتهم منذ بداية السنة الحالية أي ما يعادل 4 حالات انتحار يوميا
    هذه بعض الحالات لظاهرة الانتحار التي تحصد الأرواح البشرية البريئة التي باتت تتصدر الأحداث المحلية على أعمدة أغلب الصحف الجزائرية، وبات المتصفح لهذه الجرائد يتساءل عن تداعيات هذه الظاهرة التي بدأت تأخذ منعرجا خطيرا وتدق ناقوس الخطر أمام التنامي المقلق لعدد المنتحرين من يوم لأخر.
    هذه الحالات ليست الأولى – ولن تكون الأخيرة – لأشخاص يضعون حدا لحياتهم، حيث جاء في تقرير مصالح الأمن أن أزيد من 450 شخص وضعوا حدا لحياتهم منذ بداية السنة الحالية أي ما يعادل 4 حالات انتحار يوميا، فيما قدر عدد المنتحرين في نفس الفترة من العام الماضي 369 شخص، وقد مس الانتحار فئة كبيرة من المجتمع الجزائري، وعالجت وحدات الدرك الوطني خلال الست سنوات الماضية 4411 قضية من بينها 3342 حالة انتحار، 2500 من جانب الرجال و842 من جانب النساء. وسجلت 1069 محاولة انتحار منها 454 لدى رجال و615 لدى النساء، وأغلب هذه الحالات بولايات تيزي وزو، بجاية، سطيف، البويرة وتلمسان...
    إن هذه المعطيات الإحصائية المتعلقة بهذه الظاهرة، تبين مدى التزايد الخطير للظاهرة التي أخذت في الاتساع وأصبحت جد مقلقة؛ حيث سجلت 213 حالة سنة 2003، منها 202 شخص انتحروا و17 محاولة انتحار، بالإضافة إلى 633 ملفا سنة 2003، منها 363 شخصا انتحروا و264 محاولة انتحار.
    عالجت وحدات الدرك الوطني خلال الست سنوات الماضية 4411 قضية من بينها 3342 حالة انتحار، 2500 من جانب الرجال و842 من جانب النساء. وسجلت 1069 محاولة انتحار منها 454 لدى رجال و615 لدى النساء، وأغلب هذه الحالات بولايات تيزي وزو، بجاية، سطيف، البويرة وتلمسان
    وبهذا نستنتج أن 2994 شخصا انتحروا، 67 % من فئة الذكور، 1457 نساء بنسبة 33 %، 2867 منهن عازبات، أي 65 % كما يكثر الإنتحار لدى فئة الشباب، الذين تتراوح أعمارهم من18 إلى 40 سنة، وقد عولجت أكثر من 2741 حالة في الست سنوات الماضية، فعلى سبيل المثال، سجلت 211 حالة سنة 2001 و323 حالة في 2002 و428 سنة 2003، كما يكثر الإنتحار أيضا لدى فئة أقل من 18 سنة "فئة المراهقين"؛ حيث سجلت 102 حالة سنة 2002 و77 سنة 2003.
    وقد سجلت الإحصائيات الأخيرة، أن أكثر الأشخاص المقدمين على الإنتحار أميين، فمن بين 4411 مقدم على الإنتحار في الـ 10 سنوات الأخيرة، 3523 منهم أميون، أي ما يقارب 80 %، في حين أن 20 % يترواح مستواهم الدراسي بين الإبتدائي والمتوسط، الثانوي والجامعي الذي يمثل الطلبة وبعض الإطارات مثل الأطباء، المحامين والمهندسين. وأكدت آخر الإحصائيات أن ظاهرة الإنتحار مست كل الفئات الإجتماعية و63 % منها بدون مهنة، 11 % موظفين، 12 % عمال و18 % تزاول المهن الحرة، أما الطلبة فبلغت نسبتهم 6 %
    وركزت مجموعة المختصين في الطب النفسي بحوثها على أشكال الانتحار التي يلجأ إليها المرضى عصبيا، وتوصلت إلى أن إلى أن 70 % من عمليات الإنتحار تتم عن طريق الشنق وهي الطريقة الأكثر تداولا بين المنتحرين الرجال، و30 % الباقية تمثل المنتحرات اللواتي يلجأن إلى التسمم، سلاح ناري، الأسلحة البيضاء أو القفز من مكان عالي، والغرق. ويذكر المختصون النفسيين أن المنتحرة تلجأ إلى وسيلة الانتحار السهلة وتبتعد عما يطيل المعاناة، بينما يفضل المنتحر الموت البطيء عن طريق الشنق أو استعمال وسائل حادة مثل شفرة الحلاقة أو السكين.
    وتقع أكثر حوادث الانتحار، في فترة ظهور نتائج الامتحانات بالمدارس والجامعات، وتبين أن عددا كبيرا من المنتحرين وضعوا حدا لحياتهم بسبب إخفاقهم في الدراسة، إلا أن هذا السبب ليس الوحيد المسبب إلى لجوء الكثيرين لظاهرة الانتحار، فحسب فريق من الأطباء النفسيين بمستشفى الرازي بولاية عنابة، أن الظاهرة تكشف عن مرحلة متقدمة من اليأس بلغها العديد، خاصة من الشباب. وعلى الرغم من تعدد أسباب الانتحار في الجزائر، فإن تدهور المحيط العائلي وسوء الأوضاع المعيشية، من أكثر ما يدفع إلى الانتحار، وأغلب المنتحرين نشئوا في محيط تسوده القلاقل والاضطرابات، إضافة إلى الحرمان أو الإحباط العاطفي الذي يصيب البعض منهم.
    يذكر المختصون النفسيين أن المنتحرة تلجأ إلى وسيلة الانتحار السهلة وتبتعد عما يطيل المعاناة، بينما يفضل المنتحر الموت البطيء عن طريق الشنق أو استعمال وسائل حادة مثل شفرة الحلاقة أو السكين
    كما ذهب علماء النفس والاجتماع بالجزائر إلى أن سبب تنامي الظاهرة يعود إلى عدة عوامل، منها: تدهور القدرة الشرائية، تزايد نسبة العاطلين عن العمل، وعدم القدرة على تحمل أعباء مسؤولية الأسرة، وأوضحت المديرية العامة للأمن حسب التقارير المسجلة لديها أن أغلب عمليات الانتحار تقع في المدن الكبرى والمناطق الحضرية والمناطق الفقيرة؛ بسبب سوء المعاملة، أو سوء الحالة الاجتماعية وعلاقات الزواج الفاشلة، أزمة السكن، الفشل الدراسي، المخدرات والأسباب العاطفية وقد أجمعت مختلف التحقيقات والدراسات أن 12 % من المنتحرين يعانون من مشاكل اجتماعية، وبلغ عدد حالات الإنتحار جراء الإنهيار العصبي 673 حالة، أي ما يعادل نسبة 15 % في ظرف 10 سنوات الماضية.
    ويبقى من الصعب التعرف على الأسباب الحقيقية للكثير من الحالات انتحارا لأن أغلب العائلات الجزائرية ترفض الكشف عن الحقيقة من أجل الحفاظ على سمعة العائلة، فنجد 1710 حالة إنتحار أسبابها غير معروفة، أي بنسبة 33 %.
    أما ما يمكن استخلاصه أن السبب الرئيس الذي يؤدي بالكثير إلى الانتحار هو غياب الوازع الديني أي الفراغ الروحي الذي يعاني منه الكثير، وغياب الوازع الديني لديهم يقف وراء تفشي هذه الظاهرة وما زاد الظاهرة تفشيا توفر كل الأسباب التي تجعل المواطنين يلجئون إلى تفضيل الانتحار على العيش في ظروف قاهرة.


    منقول
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
11 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X