هذا نص المناظرة التي جرت بين يوحنا كبير رجال الكنيسة وبين كبار علماء المذاهب الاربعةحول عقيدة الشيعة الامامية (الرافضة)(الجزء الثالث والاخير)
ويسألهم يوحنا
باللّه عليكم ماذا
تقولون في خبر الغدير الذي تدّعيه الشيعة ؟
قال الائمة : أجمع علماؤنا على أنّه كذب مفترى .
قال يوحّنا : اللّه أكبر ، فهذا إمامكم ومحّدثكم أحمد بن حنبل
روى في مسنده إلى البرأ بن عازب قال : كنّا مع رسول اللّه ـ صلّى اللّه
عليه وآله وسلّم ـ في سفر فنزلنا بغدير خم(137) فنودي فينا الصلاة
جامعة وكشح لرسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ تحت شجرتين ،
وصلّى الظهر ، وأخذ بيد علي ـ عليه السلام ـ فقال : ألستم تعلمون أنّي
أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟
قالوا : بلى فأخذ بيد علي ورفعها حتى بان بياض إبطيهما وقال
لهم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ،
وانصر من نصره ، واخذل من خذله .
فقال له عمر بن الخطّاب : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت
مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة .
ورواه في مسنده بطريق آخر وأسنده إلى أبي الطفيل ، ورواه
بطريق آخر وأسنده إلى زيد بن أرقم(138) ، ورواه ابن عبد ربّه في كتاب
العقد(139) ، ورواه سعيد بن وهب ، وكذا الثعالبي في تفسيره(140) وأكّد
الخبر مما رواه من تفسير ( سأل سائل ) أنّ حارث بن النعمان الفهري
أتى رسول اللّهـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ في ملا من أصحابه فقال : يا
محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّك محمد رسول اللّه فقبلنا ،
وأمرتنا أن نصلّي خمسا فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصوم شهر رمضان
فقبلنا ، وأمرتنا أن نحجّ البيت فقبلنا ، ثمّ لم ترض حتى رفعت بضبعي
ابن عمّك ففضّلته علينا وقلت : (( من كنت مولاه فعليّ مولاه )) فهذا شي
منك أم من اللّه ؟
فقال : واللّه الذي لا إله إلاّ هو ، إنّه أمر من اللّه تعالى ، فولّى الحارث
بن النعمان وهو يقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمد ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ
حقّا فأمطر علينا حجارة من السمأ ، فما وصل إلى راحلته حتى رمى
اللّه بحجر فسقط على رأسه وخرج من دبره فخرّ صريعا ، فنزل : ( سأل
سائل بعذاب واقع )(141) ، فكيف يجوز منكم أن يروي أئمّتكم وأنتم
تقولون: إنّه مكذوب غير صحيح ؟
قال الائمة : يا يوحنّا قد روت أئمّتنا ذلك لكن إذا رجعت إلى
عقلك وفكرك علمت أنّه من المحال أن ينصّ رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه
وآله وسلّم ـ على علي بن أبي طالب الذي هو كما وصفتم ثمّ يتّفق كلّ
الصحابة على كتمان هذا النصّ ويتراخون عنه ، ويتّفقون على إخفائه ،
ويعدلون إلى أبي بكر التيمي الضعيف القليل العشيرة ، مع أنّ الصحابة
كانوا إذا أمرهم رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ بقتل أنفسهم
فعلوا ، فكيف يصدّق عاقل هذا الحال من المحال ؟
قال يوحنّا : لا تعجبوا من ذلك فأمّة موسى ـ عليه السلام ـ كانوا
ستّة أضعاف أُمّة محمد ـ صلّى عليه وآله وسلّم ـ ، واستخلف عليهم
أخاه هارون وكان نبيّهم أيضا وكانوا يحبّونه أكثر من موسى ، فعدلوا
عنه إلى السامرىٍّّ ، وعكفوا على عبادة عجل جسد له خوار ، فلا يبعد
من أُمّة محمد أن يعدلوا عن وصيّه بعد موته إلى شيخ كان رسول اللّه
ـ صّلى اللّه عليه وآله وسلّم ـ تزوّج ابنته ، ولعلّه لو لم يرد القرآن بقصّة
عبادة العجل لما صدّقتموها .
قال الائمة : يا يوحنّا فلم لا ينازعهم بل سكت عنهم وبايعهم ؟
قال يوحنّا : لا شكّ أنّه لما مات رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله
وسلّم ـ كان المسلمون قليلاً ، واليمامة فيها مسيلمة الكذاب وتبعه
ثمانون ألفاً والمسلمون الذين في المدينة حشوهم منافقون ، فلو أظهر
النزاع بالسيف لكان كلّ من قتل علي بن أبي طالب بنيه أو أخاه كان عليه
وكان الناس يومئذ قليل من لم يقتل علي من قبيلته وأصحابه وأنسابه
قتيلاً أو أزيد وكانوا يكونون عليه ، فلذلك صبر وشاققهم على سبيل
الحجّة ستّة أشهر بلا خلاف بين أهل السنّة ، ثمّ بعد جرى من طلب
البيعة منهم فعند أهل السنّة أنّه بايع ، وعند الرافضة أنّه لم يبايع ،
وتاريخ الطبري(142) يدلّ على أنّه لم يبايع ، وإنّما العبّاس لما شاهد الفتنة
صاح : بايع ابن أخي .
وأنتم تعلمون أنّ الخلافة لو لم تكن لعلي لما ادّعاها ، ولو ادّعاها
بغير حقّ لكان مبطلاً ، وأنتم تروون عن رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله
وسلّم ـ أنّه قال : (( علي مع الحقّ والحقّ مع علي ))(143) ،فكيف يجوز منه
أن يدّعي ما ليس بحقّ فيكذب نبيّكم يومئذ ما هذا بصحيح .
وأما تعجّبكم من مخالفة بني إسرائيل نبّيهم في خليفته وعدولهم
إلى العجل والسامريّ ففيه سرُّ عجيب إنّكم رويتم أنّ نبيّكم قال : ((
ستحذو أُمّتي حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ، حتى لو دخلوا جحر
ضب لدخلتم فيه ))(144) وقد ثبت في كتابكم أنّ بني إسرائيل خالفت نبيّها
في خليفته ، وعدلوا عنه إلى ما لا يصلح لها .
قال العلمأ : يا يوحنّا أفتدري أنت أنّ أبا بكر لا يصلح للخلافة ؟
قال يوحنّا : أما أنا فو اللّه لم أر أبا بكر يصلح للخلافة ، ولا أنا
متعصّب للرافضة ، لكنّي نظرت الكتب الاسلامية فرأيت أنّ أئمتكم
أعلمونا أنّ اللّه ورسوله أخبر أنّ أبا بكر لا يصلح للخلافة .
قال الائمة : وأين ذلك ؟
قال يوحنّا : رأيت في بخاريّكم(145) ، وفي الجمع بين الصحاح
الستّة ، وفي صحيح أبي داود ، وصحيح الترمذي(146) ، ومسند أحمد بن
حنبل(147) أنّ رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ بعث سورة برأة مع
أبي بكر إلى أهل مكّة ، فلمّا بلغ ذي الحليفة(148) دعا عليا ـ عليه السلام ـ ،
ثمّ قال له : أدرك أبا بكر وخذ الكتاب منه فاقرأه عليهم ، فلحقه
بالجحفة(149) فأخذ الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي ـ صلّى اللّه عليه
وآله وسلّم ـ ، فقال : يا رسول اللّه أنزل فيّ شي ؟
قال : لا ولكن جأني جبرئيل ـ عليه السلام ـ ، وقال : لن يؤدّي
عنك إلاّ أنت أو رجل منك .
فإذا كان الامر هكذا وأبو بكر لا يصلح لادأ آيات يسيرة عن النبي
ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ في حياته ، فكيف يصلح أن يكون خليفته
بعد مماته ويؤدّي عنه كلّه وعلمنا من هذا أنّ عليا ـ عليه السلام ـ يصلح
أن يؤدّي عن النبي ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ .
فيا أيّها المسلمون لم تتعامون عن الحق الصريح ؟ ولم تركنون
إلى هؤلا وكم ترهبون الاهوال ؟
قال الحنفي منهم : يا يوحنّا واللّه إنّك لتنظر بعين الانصاف ، وإنّ
الحقّ لكما تقول ، وأزيدك في معنى هذا الحديث ، وهو أنّ اللّه تعالى
أراد أن يبيّن للناس أنّ أبا بكر لا يصلح للخلافة ، فترك رسول اللّه حتى
أخرج أبا بكر بسورة برأة على رؤوس الاشهاد ، ثمّ أمر رسول اللّه ـ
صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ أن يخرج عليّا ورأه ويعزله عن هذا
المنصب العظيم ليعلم الناس أنّ أبا بكر لا يصلح لها ، وأنّ الصالح لها
علي ـ عليه السلام ـ ، فقال لرسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ : واللّه
لا يبلّغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك(150) ، فما تقول أنت يا مالكي ؟
قال المالكي : واللّه فإنّه لم يزل يختلج في خاطري أنّ علياً نازع أبا
بكر في خلافته مدّة ستّة أشهر ، وكلّ متنازعين في الامر لا بدّ وأن يكون
أحدهما محقّا ، فإن قلنا إنّ أبا بكر كان محقّا فقد خالفنا مدلول قول
النبي ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ : (( عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ ))(151) .
وهذا حديث صحيح لا خلاف فيه ، فما تقول يا حنبلي ؟
والحمدلله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم زاهد 2002
ويسألهم يوحنا
باللّه عليكم ماذا
تقولون في خبر الغدير الذي تدّعيه الشيعة ؟
قال الائمة : أجمع علماؤنا على أنّه كذب مفترى .
قال يوحّنا : اللّه أكبر ، فهذا إمامكم ومحّدثكم أحمد بن حنبل
روى في مسنده إلى البرأ بن عازب قال : كنّا مع رسول اللّه ـ صلّى اللّه
عليه وآله وسلّم ـ في سفر فنزلنا بغدير خم(137) فنودي فينا الصلاة
جامعة وكشح لرسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ تحت شجرتين ،
وصلّى الظهر ، وأخذ بيد علي ـ عليه السلام ـ فقال : ألستم تعلمون أنّي
أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟
قالوا : بلى فأخذ بيد علي ورفعها حتى بان بياض إبطيهما وقال
لهم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ،
وانصر من نصره ، واخذل من خذله .
فقال له عمر بن الخطّاب : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت
مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة .
ورواه في مسنده بطريق آخر وأسنده إلى أبي الطفيل ، ورواه
بطريق آخر وأسنده إلى زيد بن أرقم(138) ، ورواه ابن عبد ربّه في كتاب
العقد(139) ، ورواه سعيد بن وهب ، وكذا الثعالبي في تفسيره(140) وأكّد
الخبر مما رواه من تفسير ( سأل سائل ) أنّ حارث بن النعمان الفهري
أتى رسول اللّهـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ في ملا من أصحابه فقال : يا
محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّك محمد رسول اللّه فقبلنا ،
وأمرتنا أن نصلّي خمسا فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصوم شهر رمضان
فقبلنا ، وأمرتنا أن نحجّ البيت فقبلنا ، ثمّ لم ترض حتى رفعت بضبعي
ابن عمّك ففضّلته علينا وقلت : (( من كنت مولاه فعليّ مولاه )) فهذا شي
منك أم من اللّه ؟
فقال : واللّه الذي لا إله إلاّ هو ، إنّه أمر من اللّه تعالى ، فولّى الحارث
بن النعمان وهو يقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمد ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ
حقّا فأمطر علينا حجارة من السمأ ، فما وصل إلى راحلته حتى رمى
اللّه بحجر فسقط على رأسه وخرج من دبره فخرّ صريعا ، فنزل : ( سأل
سائل بعذاب واقع )(141) ، فكيف يجوز منكم أن يروي أئمّتكم وأنتم
تقولون: إنّه مكذوب غير صحيح ؟
قال الائمة : يا يوحنّا قد روت أئمّتنا ذلك لكن إذا رجعت إلى
عقلك وفكرك علمت أنّه من المحال أن ينصّ رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه
وآله وسلّم ـ على علي بن أبي طالب الذي هو كما وصفتم ثمّ يتّفق كلّ
الصحابة على كتمان هذا النصّ ويتراخون عنه ، ويتّفقون على إخفائه ،
ويعدلون إلى أبي بكر التيمي الضعيف القليل العشيرة ، مع أنّ الصحابة
كانوا إذا أمرهم رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ بقتل أنفسهم
فعلوا ، فكيف يصدّق عاقل هذا الحال من المحال ؟
قال يوحنّا : لا تعجبوا من ذلك فأمّة موسى ـ عليه السلام ـ كانوا
ستّة أضعاف أُمّة محمد ـ صلّى عليه وآله وسلّم ـ ، واستخلف عليهم
أخاه هارون وكان نبيّهم أيضا وكانوا يحبّونه أكثر من موسى ، فعدلوا
عنه إلى السامرىٍّّ ، وعكفوا على عبادة عجل جسد له خوار ، فلا يبعد
من أُمّة محمد أن يعدلوا عن وصيّه بعد موته إلى شيخ كان رسول اللّه
ـ صّلى اللّه عليه وآله وسلّم ـ تزوّج ابنته ، ولعلّه لو لم يرد القرآن بقصّة
عبادة العجل لما صدّقتموها .
قال الائمة : يا يوحنّا فلم لا ينازعهم بل سكت عنهم وبايعهم ؟
قال يوحنّا : لا شكّ أنّه لما مات رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله
وسلّم ـ كان المسلمون قليلاً ، واليمامة فيها مسيلمة الكذاب وتبعه
ثمانون ألفاً والمسلمون الذين في المدينة حشوهم منافقون ، فلو أظهر
النزاع بالسيف لكان كلّ من قتل علي بن أبي طالب بنيه أو أخاه كان عليه
وكان الناس يومئذ قليل من لم يقتل علي من قبيلته وأصحابه وأنسابه
قتيلاً أو أزيد وكانوا يكونون عليه ، فلذلك صبر وشاققهم على سبيل
الحجّة ستّة أشهر بلا خلاف بين أهل السنّة ، ثمّ بعد جرى من طلب
البيعة منهم فعند أهل السنّة أنّه بايع ، وعند الرافضة أنّه لم يبايع ،
وتاريخ الطبري(142) يدلّ على أنّه لم يبايع ، وإنّما العبّاس لما شاهد الفتنة
صاح : بايع ابن أخي .
وأنتم تعلمون أنّ الخلافة لو لم تكن لعلي لما ادّعاها ، ولو ادّعاها
بغير حقّ لكان مبطلاً ، وأنتم تروون عن رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله
وسلّم ـ أنّه قال : (( علي مع الحقّ والحقّ مع علي ))(143) ،فكيف يجوز منه
أن يدّعي ما ليس بحقّ فيكذب نبيّكم يومئذ ما هذا بصحيح .
وأما تعجّبكم من مخالفة بني إسرائيل نبّيهم في خليفته وعدولهم
إلى العجل والسامريّ ففيه سرُّ عجيب إنّكم رويتم أنّ نبيّكم قال : ((
ستحذو أُمّتي حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ، حتى لو دخلوا جحر
ضب لدخلتم فيه ))(144) وقد ثبت في كتابكم أنّ بني إسرائيل خالفت نبيّها
في خليفته ، وعدلوا عنه إلى ما لا يصلح لها .
قال العلمأ : يا يوحنّا أفتدري أنت أنّ أبا بكر لا يصلح للخلافة ؟
قال يوحنّا : أما أنا فو اللّه لم أر أبا بكر يصلح للخلافة ، ولا أنا
متعصّب للرافضة ، لكنّي نظرت الكتب الاسلامية فرأيت أنّ أئمتكم
أعلمونا أنّ اللّه ورسوله أخبر أنّ أبا بكر لا يصلح للخلافة .
قال الائمة : وأين ذلك ؟
قال يوحنّا : رأيت في بخاريّكم(145) ، وفي الجمع بين الصحاح
الستّة ، وفي صحيح أبي داود ، وصحيح الترمذي(146) ، ومسند أحمد بن
حنبل(147) أنّ رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ بعث سورة برأة مع
أبي بكر إلى أهل مكّة ، فلمّا بلغ ذي الحليفة(148) دعا عليا ـ عليه السلام ـ ،
ثمّ قال له : أدرك أبا بكر وخذ الكتاب منه فاقرأه عليهم ، فلحقه
بالجحفة(149) فأخذ الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي ـ صلّى اللّه عليه
وآله وسلّم ـ ، فقال : يا رسول اللّه أنزل فيّ شي ؟
قال : لا ولكن جأني جبرئيل ـ عليه السلام ـ ، وقال : لن يؤدّي
عنك إلاّ أنت أو رجل منك .
فإذا كان الامر هكذا وأبو بكر لا يصلح لادأ آيات يسيرة عن النبي
ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ في حياته ، فكيف يصلح أن يكون خليفته
بعد مماته ويؤدّي عنه كلّه وعلمنا من هذا أنّ عليا ـ عليه السلام ـ يصلح
أن يؤدّي عن النبي ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ .
فيا أيّها المسلمون لم تتعامون عن الحق الصريح ؟ ولم تركنون
إلى هؤلا وكم ترهبون الاهوال ؟
قال الحنفي منهم : يا يوحنّا واللّه إنّك لتنظر بعين الانصاف ، وإنّ
الحقّ لكما تقول ، وأزيدك في معنى هذا الحديث ، وهو أنّ اللّه تعالى
أراد أن يبيّن للناس أنّ أبا بكر لا يصلح للخلافة ، فترك رسول اللّه حتى
أخرج أبا بكر بسورة برأة على رؤوس الاشهاد ، ثمّ أمر رسول اللّه ـ
صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ أن يخرج عليّا ورأه ويعزله عن هذا
المنصب العظيم ليعلم الناس أنّ أبا بكر لا يصلح لها ، وأنّ الصالح لها
علي ـ عليه السلام ـ ، فقال لرسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ : واللّه
لا يبلّغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك(150) ، فما تقول أنت يا مالكي ؟
قال المالكي : واللّه فإنّه لم يزل يختلج في خاطري أنّ علياً نازع أبا
بكر في خلافته مدّة ستّة أشهر ، وكلّ متنازعين في الامر لا بدّ وأن يكون
أحدهما محقّا ، فإن قلنا إنّ أبا بكر كان محقّا فقد خالفنا مدلول قول
النبي ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ : (( عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ ))(151) .
وهذا حديث صحيح لا خلاف فيه ، فما تقول يا حنبلي ؟
والحمدلله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم زاهد 2002