السلام عليكم
الحمد لله الذي ضلَت فيه الصفات وتفسخت دونه النعوت وحارت في كبريائه لطائف الأوهام ، والصلاة والسلام على حبيبه وصفيه ونوره وبرهانه وأهل بيته الطاهرين وسفن النجاة ومنار الهدى العروة الوثقى
اللهم صلى على محمد وأل محمد
في معنى الزهد والرغبة
الزهد في اللغة : عبارة عن ترك شيء والإعراض عنه وعدم الميل والرغبة إلية وبمعنى الاستقلال والتحقير أيضا يقال زَهِدَ (بحركات العين ) زُهداً وزهادة في الشيء وعنه أي رغب عنه وتركه وفلان يزدهد عطاء فلان أي يعده زهيدا قليلاً ،والزهد و الزهادة الإعراض عن الشيء احتقاراً إليه من قولهم شيء زهيد: أي قليل*
يقول الكاتب : لو كان الزهد الاصطلاحي عبارة عن ترك الدنيا للوصول الى الآخرة ، فهو محسوب من الإعمال الجوارحية . وإذا كان عبارة عن عدم الرغبة وعدم الميل الى الدنيا الملازم لتركها ، فهو يحسب من الإعمال الجوانحية . ويحتمل إن يكون الترك إما من جهة عدم الرغبة ، أو من جهة محدودية الرغبة الميل فصار الاحتمال أربعة :
الأول: إن يكون الزهد عبارة عن عدم الرغبة في الدنيا مطلقا سواء اعرض عملاً أم لا
الثاني: إن يكون ترك الدنيا عملاً سواء كانت له رغبة أم لم تكن
الثالث: عدم الميل الملازم للترك
الرابع: إن يكون الترك من جهة عدم الرغبة
ولعل الاحتمال الثالث أرجح الاحتمالات وبعده الأول وإما الاحتمال الثاني فبعيد لأنه بحسب وصف أهل اللغة ، الزهد هو خلاف الرغبة *
كما فسر بهذا المعنى في الرواية الشريفة ولا شك إن الرغبة في الشيء عبارة عن الميل النفساني لا يعمل الخارجي. وان كانت الرغبة ليست ملازمة للعمل، إلا إن شيئا منها يحصل مع ممارسته. فمن هذه الجهة يمكن إن يقال إن الزهد أيضا عبارة عن عدم الرغبة والميل، الذي يقارن نوعا بالترك والإعراض وان لم يكن ملازما لهما.وهذا احتمال خامس في معنى الزهد
بالجملة، إن عدم الرغبة والميل – وهما من الصفات النفسانية – يعتبر بمعنى الزهد.
ـــــــــــــــــــ
• صحاح اللغة . الجوهري ج2 ص481
• القاموس المحيط
الحمد لله الذي ضلَت فيه الصفات وتفسخت دونه النعوت وحارت في كبريائه لطائف الأوهام ، والصلاة والسلام على حبيبه وصفيه ونوره وبرهانه وأهل بيته الطاهرين وسفن النجاة ومنار الهدى العروة الوثقى
اللهم صلى على محمد وأل محمد
في معنى الزهد والرغبة
الزهد في اللغة : عبارة عن ترك شيء والإعراض عنه وعدم الميل والرغبة إلية وبمعنى الاستقلال والتحقير أيضا يقال زَهِدَ (بحركات العين ) زُهداً وزهادة في الشيء وعنه أي رغب عنه وتركه وفلان يزدهد عطاء فلان أي يعده زهيدا قليلاً ،والزهد و الزهادة الإعراض عن الشيء احتقاراً إليه من قولهم شيء زهيد: أي قليل*
يقول الكاتب : لو كان الزهد الاصطلاحي عبارة عن ترك الدنيا للوصول الى الآخرة ، فهو محسوب من الإعمال الجوارحية . وإذا كان عبارة عن عدم الرغبة وعدم الميل الى الدنيا الملازم لتركها ، فهو يحسب من الإعمال الجوانحية . ويحتمل إن يكون الترك إما من جهة عدم الرغبة ، أو من جهة محدودية الرغبة الميل فصار الاحتمال أربعة :
الأول: إن يكون الزهد عبارة عن عدم الرغبة في الدنيا مطلقا سواء اعرض عملاً أم لا
الثاني: إن يكون ترك الدنيا عملاً سواء كانت له رغبة أم لم تكن
الثالث: عدم الميل الملازم للترك
الرابع: إن يكون الترك من جهة عدم الرغبة
ولعل الاحتمال الثالث أرجح الاحتمالات وبعده الأول وإما الاحتمال الثاني فبعيد لأنه بحسب وصف أهل اللغة ، الزهد هو خلاف الرغبة *
كما فسر بهذا المعنى في الرواية الشريفة ولا شك إن الرغبة في الشيء عبارة عن الميل النفساني لا يعمل الخارجي. وان كانت الرغبة ليست ملازمة للعمل، إلا إن شيئا منها يحصل مع ممارسته. فمن هذه الجهة يمكن إن يقال إن الزهد أيضا عبارة عن عدم الرغبة والميل، الذي يقارن نوعا بالترك والإعراض وان لم يكن ملازما لهما.وهذا احتمال خامس في معنى الزهد
بالجملة، إن عدم الرغبة والميل – وهما من الصفات النفسانية – يعتبر بمعنى الزهد.
ـــــــــــــــــــ
• صحاح اللغة . الجوهري ج2 ص481
• القاموس المحيط