بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام
أكتب لكم عن سببب قعود امير المؤمنين ( ع ) عن قتال أبي بكر وغيره
وفيه الرد الكامل على من تسول له نفسه أن قعوده ( ع ) كان لسبب آخر .
احتجاجه (ع) في الاعتذار من قعوده عن قتال من تأمر عليه من الاولين...
وقيامه إلى قتال من بغي عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين.
روي ان امير المؤمنين عليه السلام كان جالسا في بعض مجالسه بعد رجوعه من نهروان(1) فجرى الكلام حتى قيل له: لم لا حاربت أبا بكر وعمر كما حربت طلحة والزبير ومعاوية؟ فقال علي عليه السلام اني كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقي(2) فقام اليه الاشعث بن قيس فقال: ياأمير المؤمنين لم لم تضرب بسيفك، ولم تطلب بحقك؟ فقال: ياأشعث قد قلت قولا فاسمع الجواب وعه، واستشعر الحجة، إن لي أسوة بستة من الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين.
اولهم نوح حيث قال: " رب انى مغلوب فانتصر(3) " فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
وثانيهم لوط حيث قال: " لو ان لي بكم قوة او آوى إلى ركن شديد(4) " فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
وثالثهم ابراهيم خليل الله حيث قال: " واعتزلكم وما تدعون من دون الله(5) "
فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي اعذر.
ورابعهم موسى عليه السلام حيث قال: " ففررت منكم لما خفتكم(6) " فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
وخامسهم أخوه هارون حيث قال: " يابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني(7) " فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
وسادسهم أخي محمد خير البشر صلى الله عليه واله حيث ذهب إلى الغار ونومني على فراشه فان قال قائل: انه ذهب إلى الغار لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
فقام اليه الناس بأجمعهم فقالوا: ياامير المؤمنين قد علمنا ان القول قولك ونحن المذنبون التائبون، وقد عذرك الله.
وعن اسحاق بن موسى(8) أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام خطبة بالكوفة فلما كان في آخر كلامه قال: ألا واني لاولى الناس وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه واله فقام اليه أشعث بن قيس فقال: ياامير المؤمنين لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق الا وقلت: " والله اني لاولى الناس بالناس فما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله " ولما ولي تيم (9) وعدي (10) الا ضربت بسيفك دون ظلامتك؟ فقال أمير المؤمنين: يابن الخمارة قد قلت قولا فاسمع مني والله مامنعني من ذلك الا عهد أخي رسول الله صلى الله عليه واله أخبرني وقال لي: " ياابا الحسن ان الامة ستغدر بك وتنقض عهدي، وانك مني بمنزلة هارون من موسى " فقلت يارسول الله فما تعهد الي اذا كان ذلك كذلك، فقال: " ان وجدت أعوانا فبادر اليهم وجاهدهم وان لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوما " فلما توفي رسول الله صلى الله عليه واله اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه ثم آليت يمينا(11) اني لاأرتدي الا للصلاة حتى أجمع القرآن ففعلت، ثم اخذته وجئت به فاعرضته عليهم قالوا: لا حاجة لنا به، ثم أخذت بيد فاطمة، وابني الحسن والحسين، ثم ردت على أهل بدر، وأهل السابقة، فأنشدتهم حقي، ودعوتهم إلى نصرتي، فما أجابني منهم الا أربعة رهط: سلمان، وعمار والمقداد، وأبوذر، وذهب من كنت أعتضد بهم على دين الله من أهل بيتي، وبقيت بين حفيرين قريبي العهد بجاهلية عقيل والعباس.
فقال له الاشعث: كذلك كان عثمان لما لم يجد أعوانا كف يده حتى قتل.
فقال له امير المؤمنين: يابن الخمارة ليس كما قست، ان عثمان جلس في غير مجلسه، وارتدى بغير ردائه، صارع الحق، فصرعه الحق، والذي بعث محمدا بالحق لو وجدت يوم بويع أخوتيم أربعين رهط لجاهدتهم في الله إلى ان أبلي عذري ثم قال: ايها الناس ان الاشعث لايزن عند الله جناح بعوضة، وانه اقل في دين الله من عفظة عنز(12).
وروى جماعة من اهل النقل من طرق مختلفة عن ابن عباس قال: كنت عند امير المؤمنين بالرحبة(13) فذكرت الخلافة وتقدم من تقدم عليه فتنفس الصعداء (14) ثم قال: اما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة(15) وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى(16) ينحدر عني السيل، ولا يرقى الي الطير، فسدلت ودونها ثوبا(17) وطويت عنها كشحا(18) وطفقت أرتأي بين ان اصول بيد جذاء او أصبر على طخية عمياء(19)، يشيب فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه(20)، فرأيت ان الصبر على هاتا احجى(21)، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا(22) ارى تراثي نهبا(23) حتى اذا مضى الاول لسبيه فادلى بها إلى عمر من بعده، فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته، اذ عقدها لآخر بعد وفاته (24)، لشد ما تشطرا ضرعيها(25)، ثم تمثل بقول الاعشى (26)،
شتان ما يومي على كورها *** ويوم حيان أخى جابر
فصيرها في ناحية حشناء يجفو مسها، ويغلظ كلمها (27) ، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها(28)، فصاحبها كراكب الصعبة ان اشنق لها خرم، وان اسلس لها تقحم(29)، فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس، وتلون واعتراض (30) ، فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة ! حتى اذا مضى لسبيله ، فجعلها شورى في جماعة زعم اني احدهم (31) فيالله وللشورى، متى اعترض الريب في مع الاول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر، لكنني اسففت اذ اسفوا، وطرت اذ طاروا (32) ، فصبرت على طول المحنة، وانقضاء المدة، فمال رجل منهم لضغنه، وصغى الآخر لصهره، مع هن وهن (33) إلى ان قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثليه ومعتلفه(34)، وقام معه بنو ابيه يخضمون مال الله خضم الابل نبتة الربيع(35)، إلى ان انتكث عليه فتله، وكبت به بطنته، واجهز عليه عمله(36)، فما راعني الا والناس رسل الي كعرف الضبع، ينثالون علي من كل جانب(37)، حتى لقد وطئ الحسنان، وشق عطفاي(38)، مجتمعين حولي كربيضة الغنم(39) ، فلما نهضت بالامر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وفسق آخرون(40)، كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه وتعالى يقول: " تلك الدار الآخرة نجعها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمقين(41) " بلى والله لقد سمعوها ووعوها، ولكن حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها(42).
اما والذي فلق الحبة وبرئ النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما اخذ الله على اولياء الامر: ان لايقروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لالقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس اولها، ولالفيتم دنياكم عندي اهون من عفطة عنز.
قال: فقام إليه رجل من أهل السواد فناوله كتابا فقطع كلامه، فاقبل ينظر اليه فرغ من قرائته، قال ابن عباس: قلت له: ياأمير المؤمنين لو اطردت مقالتك من حيث افضيتها.
قال: يابن عباس هيهات هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت.
قال ابن عباس: فما اسفت على شئ ولا تفجعت كتفجعي على مافاتني من كلام امير المؤمنين عليه السلام.
ومما يوضح ماأثبتناه ماروي عن ام سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه واله انها قالت: كنا عند رسول الله تسع نسوة، وكانت ليلتي ويومي من رسول الله صلى الله عليه واله فأتيت الباب فقلت ادخل يارسول الله صلى عليه واله؟ فقال: لا. قالت: فكبوت كبوة شديدة، مخافة ان يكون ردني من سخط او نزل في شئ من السماء، ثم لم البث ان اتيت الباب ثانية فقلت ادخل يارسول الله صلى الله عليه واله فقال: لا.
فكبوت كبوة أشد من الاولى. ثم لم ابث ان اتيت الباب ثالثة فقلت: ادخل يارسول الله صلى الله عليه واله؟ فقال ادخلي ياام سلمة.
فدخلت وعلي جاث بين يديه وهو يقول: فداك أبي وامي يارسول الله صلى الله عليه واله اذا كان كذا وكذا فما تأمرني فقال: آمرك بالصبر، ثم اعاد عليه القول ثانية، فامره بالصبر، ثم اعاد عليه القول ثالثة فامره بالصبر، ثم اعاد عليه القول رابعة فقال له: ياعلي ياأخي اذا كان ذلك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك، واضرب به قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم.
ثم التفت الي وقال: ماهذه الكآبة ياام سلمة، قلت: للذي كان من ردك اياي يارسول الله، فقال لي والله مارددتك الا لشئ خبرت من الله ورسوله، لكن اتيتني وجبرئيل يخبرني بالاحداث التي تكون من بعدي، وامرني ان اوصي بذلك عليا، ياام سلمة اسمعي واشهدي، هذا علي بن أبى طالب عليه السلام وزيري في الدنيا، ووزيري في الآخرة، ياام سلمة اسمعي واشهدي، هذا علي بن ابى طالب، وصيي، وخليفتي من بعدي، وقاضي عداتي، والذائد عن حوضي، اسمعي واشهدي، هذا علي بن أبى طالب، سيد المسلمين، وامام المتقين، وقائد الغر المحجلين، قاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، قلت: يارسول الله من الناكثون قال: الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة قلت: من القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه من أهل الشام قلت: من المارقون؟ قال: أصحاب نهروان.
وروي ان امير المؤمنين (ع) قال في اثناء خطبة خطبها بعد فتح البصرة بايام: حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه واله قوله. ياعلي انك باق بعدي، ومبتلى بامتي ومخاصم بين يدي الله، فأعدد للخصومة جوابا، فقلت: بأبي وامي أنت بين لي ما هذه الفتنة التي ابتلى بها؟ وعلى مااجاهد بعدك؟ فقال: لي انك ستقاتل بعدي الناكثة، والقسطة، والمارقة، وحلاهم وسماهم رجلا رجلا، وتجاهد من امتي كل من خالف القرآن وسنتي، ممن يعمل في الدين بالرأي، ولا رأي في الدين انما هو أمر الرب ونهيه، فقلت: يارسول الله فأرشدنى إلى الفلح عند الخصومة يوم القيامة.
فقال: نعم. اذا كان ذلك كذلك فاقتصر على الهدى، اذا قومك عطفوا الهدى على الهوى، وعطفوا القرآن على الرأي، فتأولوه برأيهم بتتبع الحجج من القرآن لمشتهيات الاشياء الطارية عند الطمأنينة إلى الدنيا، فاعطف أنت الرأي على القرآن، واذا قومك حرفوا الكلمة عند مواضعه عند الاهوال الساهية، والامراء الطامحة، والقادة الناكثة، والفرقة القاسطة، والاخرى امارقة اهل الافك المردي والهوى المطغى، الشبهة الخالفة، فلا تنكلن عن فضل العاقبة، فان العاقبة للمتقين.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت: " ياايها النبي جهد الكفار والمنافقين الخ(43) " قال النبي صلى الله عليه واله: لاجاهدن العمالقة، يعني الكفار والمنافقين فأتاه جبرئيل فقال: انت او علي عليه السلام.
وعن جابر بن عبدالله الانصاري
44) قال: اني كنت لادناهم من رسول الله صلى الله عليه واله في حجة الوداع بمنى فقال: لاعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم الله لو فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم، ثم التفت إلى خلفه، فقال، أو علي، أو علي، أو علي، ثلاث مرات، فرأينا على أثر ذلك ان جبرئيل عليه السلام غمزه، فأنزل الله تعالى على اثر ذلك: " فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون او نرينك الذي وعدنا هم فانا عليهم مقتدرون(45) ".
وعن ابن عباس: أن عليا عليه السلام كان يقول - في حياة رسول الله - ان الله يقول: " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم(46) " والله لا ننقلب على أعقابنا بعد اذ هدانا الله والله، لئن مات او قتل لاقاتلن على ماقاتل عليه حتى اموت، لاني اخوه وابن عمه، ووارثه، فمن أحق به مني .
وعن احمد بن همام قال: أتيت عبادة بن الصامت في ولاية أبى بكر، فقلت: ياعبادة اكان الناس على تفضيل أبى بكر قبل ان يستخلف، فقال: ياأبا ثعلبة اذا سكتنا عنكم فاسكتوا، ولاتبحثونا، فوالله لعلي بن أبى طالب كان احق بالخلافة من أبي بكر، كما كان رسول الله صلى الله عليه واله أحق بالنبوة من أبي جهل، قال: وازيدكم انا كنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه واله فجاء علي عليه السلام، وابوبكر وعمر إلى باب رسول الله صلى الله عليه واله، فدخل أبوبكر، ثم دخل عمر، ثم دخل علي عليه السلام على أثرهما، فكأنما سفي على وجه رسول الله الرماد، ثم قال: ياعلي ايتقدمانك هذان، وقد أمرك الله عليهما، فقال ابوبكر: نسيت يارسول الله، وقال عمر: سهوت يارسول الله، فقال رسول: مانسيتما ولا سهوتما، وكأني بكما قد سلبتماه ملكه، وتحاربتما عليه، وأعانكما على ذلك اعداء الله، واعدء رسوله، وكأني بكما قد تركتما المهاجرين والانصار يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف على الدنيا ولكأني بأهل بيتي وهم المقهورون المشتتون في اقطارها، وذلك لامر قد قضي ، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه واله حتى سالت دموعه، ثم قال: ياعلي الصبر الصبر حتى ينزل الامر، ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم، فان لك من الاجر في كل يوم مالا يحصيه كاتباك، فاذا امكنك الامر: فالسيف السيف، القتل القتل، حتى يفيئوا إلى أمر الله، وامر رسوله، فانك على الحق ومن ناولك على الباطل، وكذلك ذريتك من بعدك إلى يوم القيامة.
وعن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال: كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه واله في المسجد بعد ان صلى الفجر، ثم نهض ونهضت معه، وكان رسول الله صلى الله عليه واله اذا اراد ان يتجه إلى موضع أعلمني بذلك، وكان اذا ابطأ في ذلك الموضع صرت اليه لاعرف خبره، لانه لايتصابر قلبي على فراقه ساعة واحدة فقال لي: انا متجه إلى بيت عائشة، فمضى صلى الله عليه واله ومضيت إلى بيت فاطمة الزهراء عليها السلام فلم أزل مع الحسن والحسين فانا وهي مسروران بهما، ثم اني نهضت وسرت إلى باب عائشة، فطرقت الباب فقالت: من هذا؟ فقلت لها: انا علي فقالت: ان النبي راقد، فانصرفت، ثم قلت: النبي راقد وعائشة في الدار، فرجعت وطرقت الباب فقالت لي عائشة: من هذا؟ فقلت لها: انا علي فقالت: ان النبي صلى الله عليه واله على حاجة فانثنيت مستحييا من دق الباب، ووجدت في صدري مالا استطيع عليه صبرا، فرجعت مسرعا فدققت الباب دقا عنيفا، فقالت لي عائشة: من هذا؟ فقلت: انا علي فسمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ياعائشة افتحي له الباب، ففتحت ودخلت، فقال لي: اقعد ياأبا الحسن أحدثك بما أنا فيه، أو تحدثني بابطاءك عني، فقلت يارسول الله حدثني فان حديثك أحسن، فقال: ياأبا الحسن كنت في أمر كتمته من ألم الجوع، فلما دخلت بيت عائشة، واطلت القعود ليس عندها شئ تأتي به، فمددت يدي وسألت الله القريب المجيب، فهبط علي حبيبي جبرئيل عليه السلام ومعه هذا الطير ووضع اصبعه على طائر بين يديه، فقال: ان الله عزوجل أوحى الي: ان آخذ هذا الطير وهو أطيب طعام في الجنة فاتيك به يامحمد، فحمدت الله عزوجل كثيرا، وعرج جبرئيل فرفعت يدي إلى السماء فقلت: " اللهم يسر عبدا يحبك ويحبني يأكل معي من هذا الطير " فمكثت مليا فلم أر أحدا يطق الباب، فرفعت يدي ثم فلت: " اللهم يسر عبدا يحبك ويحبني وتحبه واحبه يأكل معي من هذا الطير " فسمعت طرق الباب وارتفاع صوتك، فقلت لعائشة: أدخلي عليا فدخلت، فلم أزل حامدا لله حتى بلغت الي اذ كنت تحب الله وتحبني ويحبك الله وأحبك، فكل ياعلي، فلما أكلت أنا والنبي الطائر، قال لي: ياعلي حدثني فقلت: يارسول الله لم ازل منذ فارقتك أنا وفاطمة والحسن والحسين مسرورين جميعا، ثم نهضت اريدك فجئت فطرقت الباب فقالت لي عائشة: من هذا؟ فقلت: انا علي فقالت: ان النبي راقد، فانصرفت، فلما ان صرت إلى بعض الطريق الذي سلكته رجعت.
فقلت: النبي صلى الله عليه واله راقد وعائشة في الدار لا يكون هذا، فجئت فطرقت الباب فقالت: لي من هذا؟ فقالت لها: انا علي فقالت: ان النبي صلى الله عليه واله على حاجة فانصرفت مستحييا، فلما انتهيت إلى الموضع الذي رجعت منه أول مرة، وجدت في قلبي ما لاأستطيع عليه صبرا وقلت: النبي صلى الله عليه واله على حاجة وعائشة في الدار، فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته، فسمعتك يارسول الله وأنت تقول لها: ادخلي عليا فقال النبي: صلى الله عليه واله أبى الله الا أن يكون الامر هكذا، يا حميراء ما حملك على هذا؟ قالت: يا رسول الله اشتهيت أن يكون أبي يأكل من هذا الطير فقال لها: ماهو بأول ضغن بينك وبين علي، وقد وقفت لعلي - ان شاء الله – لتقاتلنه ، فقالت: يارسول الله وتكون النساء يقاتلن الرجال؟ فقال لها: ياعائشة انك لتقاتلين عليا، ويصحبك ويدعوك إلى هذا نفر من أهل بيتي وأصحابي ، (47) فيحملونك عليه، وليكونن في قتالك له أمر يتحدث به الاولون والاخرون، وعلامة ذلك انك تركبين الشيطان، ثم تبتلين قبل ان تبلغي إلى الموضع الذي يقصد بك اليه، فتنبح عليك كلاب الحوأب، فتسئلين الرجوع فتشهد عندك قسامة أربعين رجلا: ما هي كلاب الحوأب، فتنصرفين إلى بلد أهله انصارك، (48) وهوابعد بلاد على الارض من السماء، وأقر بها إلى الماء ولترجعن وانت صاغرة بالغة ما تريدين، ويكون هذا الذي يردك مع من يثق به من اصحابه، وانه لك خير منك له، ولنذرنك بما يكون الفراق بيني وبينك في الآخرة، وكل من فرق علي بيني وبينه بعد وفاتي ففراقه جائز.
فقالت يارسول الله ليتني مت قبل ان يكون ما تعدني.
فقال لها: هيهات هيهات ! والذي نفسي بيده ليكونن ما قلت، حق كأني أراه ثم قال لي: قم ياعلي فقد وجبت صلاة الظهر، حتى آمر بلالا بالاذان فأذن بلال واقام وصلى وصليت معه ولم يزل في المسجد.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) النهروان: وهى ثلاث نهروانات، اعلى واوسط واسفل، وهو: كورة واسعة اسفل من بغداد من شرقى تامرا، منحدرا إلى واسط، فيها عدة بلاد متوسطة منها اسكاف وجرجرايا، والصافية، وديرقنى وقير ذلك.
مراصد الاطلاع ج 3 ص 1407.
(2) استأثر بالشئ على الغير: استبد به وخص به نفسه.
(3) القمر: - 10.
(4) هود: - 80.
(5) مريم: - 48 (*)
(6) الشعراء: - 21.
(7) الاعراف: - 150.
(8) اسحاق بن موسى: عده الشيخ في اصحاب الامام الرضا " ع " وكان يلقب بالامين كما في عمدة الطالب وتوفى سنة " 240 " كما في منتهى الآمال للشيخ عباس القمى.
(9) تيم: في قريش رهط ابى بكر وهو تيم بن مرة.
(10) عدى: قبيلة من قريش وهم رهط عمر بن الخطاب.
(11) آليت: اقسمت.
(12) العفطة من الشاة: كالعطس من الانسان.
(13) تجد هذه الخطبة في ج 1 من نهج البلاغة ص 25 وهي الخطبة المعروفة ب " الشقشقية " لقوله " ع " في جواب ابن عباس: " هيهات هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت " وتعرف ايضا " بالمقمصة " لقوله عليه السلام: " اما والله لقد تقمصها ابن ابى قحافة " تسمية للشئ باشهر الفاظه كما هو الحال في اسماء سور القرآن الكريم كسورة آل عمران، والرحمن، والواقعة، ويس وغيرها. وهذه الخطبة الجليلة في حسن اسلوبها، وبديع نظمها، وفصاحة ألفاظها، دليل لايقبل التردد، ولا يتطرق اليه الشك في كونها صادرة عن مركز الثقل الالهى، ومعدن
الوصاية والامامة، فهي حقا كما قيل: " فوق كلام المخلوق دون كلام الخالق " وقد رواها الشيخ المفيد في الارشاد ص 137 وقال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ص 69 ج 1: حدثني شيخي ابوالخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة " 603 " قال: قرأت على الشيخ أبي محمد بن عبدالله بن احمد المعروف بابن الخشاب هذه الخطبة.
إلى ان قال: فقلت له: أتقول انها منحولة؟ فقال: لا والله، وإني لاعلم: صدورها منه كما اعلم: أنك " مصدق " قال: فقلت له: ان كثيرا من الناس يقولون: انها من كلام الرضى رحمه الله تعالى فقال: اني للرضى ولغير الرضى هذا النفس وهذا الاسلوب؟ قد وقفنا على رسائل الرضى وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في " خل ولا خمر " ثم قال: والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل ان يخلق الرضى بمائتي سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط اعرفها، واعرف من هو من العلماء واهل الادب قبل ان يخلق النقيب ابو احمد ولد الرضى قلت: وقد وجدت انا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي امام البغداد بين من المعتزلة، وكان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضى بمدة طويلة، ووجدت ايضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر ابن قبة احد متكلمي الامامية، وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب " الانصاف" وكان ابوجعفر هذا من تلامذة الشيخ ابي القاسم البلخي رحمه الله تعالى، ومات في ذلك العصر قبل ان يكون الرضى رحمه الله تعالى موجودا
(14) تنفس الصعداء - بضم الصاد وفتح المهملتين -: المدفوع من التنفس يصعده المتلهف الحزين.
(15) ابن ابي قحافة ابوبكر واسمه عبدالله وفي الجاهلية عتيق واسم ابيه عثمان والضمير في تقمصها عائد إلى الخلافة وانما لم يذكرها للعلم بها وتقمصها جعلها مشتملة عليه كالقميص كناية عن تلبسه بها.
(16) قطب الرحا مسمارها الذي عليه تدور فكما ان الرحى لا تدور إلى على القطب وبغيره لا يستقيم لها دوران، فكذلك الخلافة محله منها محل القطب من الرحى: لاتستقيم حركتها ولا نأخذ استقامتها بغيره وهو وحده القادر على تدبير شؤنها وادارتها حسب المصلحة العامة ووفق الخطة الالهية الحكيمه.
(17) سدلت: ارخيت. كناية عن اعراضه عنها، واحتجابه عن طلبها.
(18) الكشح: ما بين الخاصرة والجنب. انزل الخلافة منزلة المأكول الذي منع نفسه عنه، فلم يشتمل عليه كشحه.
(19) طفقت: جعلت، واخذت، وشرعت، وأرتاى افكر طلبا للرأي الصائب وصال: حمل نفسه على الامر بقوة.
والطخية،: قطعة من الغيم. اي: جعلت ادير الفكر واجيله في امر الخلافة، واردده في طرفي نقيض اما ان اشهر السيف واصول على الغاصبين للخلافة، والمعتدين على حقي، او اترك واصبر، وفى كلا الحالين خطر فاما القيام والثورة فبيد مقطوعة من غير ناصر ولا معين، واما الثاني فلما يؤل اليه الحال: من اختلاط الامور، وعدم انتظام الحياة، والتمييز بين الحق والباطل، فكما ان الظلمة والعمى لا يهتدي معهما للتمييز بين اللاشياء، فكذلك اضطراب الهيئة الاجتماعية، وتشابك المشاكل وازدحامها لا يهتدي معه لوجه الحق.
(20) الهرم: شدة كبر السن. والكدح: سعى المجهود وتلك الشدة، وذلك الاضطراب، وهاتيك الاحوال المظلمة وطول مدتها ادت إلى ان: يهرم فيها الكبير، ويشيب الصغير، ويتعب المؤمن في تمييز الحقائق وتمحيصها وما يبذله من جهد في سبيل الدفاع عن الحق حتى يلقى ربه.
(21) هاتا: هذه واحجى اقرب للحجى وهو العقل.
فرأيت الصبر على هذه الحال وترك المقاومة اقرب للعقل، والصق بنظام الاسلام واحفظ لبيضته سيما وهو بعد غض لم ترسخ له قدم في نفوس اتباعه، والثورة في هذه الحال ربما تؤدي إلى خلاف الغرض، وتعكس النتيجة، وتكون سببا للردة، والرجوع عن الدين، فترك المقاومة احجى واضمن لسلامة الاسلام، وتحمل الشر الحادث من جراء ذلك اهون.
(22) القذى: الرمد. والشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. اي صبرت ولكن على مضض كما يصبر الارمد وهو يحس بوجع العين، وكما يصبر من غص بشئ فهو يكابد الخنق.
(23) يريد بتراثه: الخلافة.
(24) ادلى بها: القى بها اليه. والاقاله: فك العهد والاستقالة: طلب ذلك.اشار بقوله عليه السلام: " يستقيلها " إلى قول ابي بكر: اقيلوني لست بخيركم "
(25) شد الامر: صعب وعظم.وتشطرا: اقتسما. والضرع: للحيوانات مثل الثدي للمرأة.
(26) هو أعشى قيس واسمه ميمون بن جندل من بني قيس من قصيدة أولها:
علقم ما أنت إلى عامر *** الناقص الاوتار والواتر
(27) الكلم: الجرح. كني عن طباع عمر بن الخطاب " بالناحية الخشناء " لانه كان يوصف بالجفاوة وسرعة الغضب، وغلظ الكلام، حتى روى انه امران يؤتى بامرأة لحال اقتضت ذلك - وكانت حاملا - فلما دخلت عليه اجهزت جنينا لما شاهدته من غلظ طبيعة أبي حفص وظهور القوة الغضبية على قسمات وجهه وشدته في الكلام، وذلك ما اراده أمير المؤمنين من قوله " في ناحية خشناء " ثم انه عليه السلام وصف تلك الطبيعة بوصفين: احدهما: غلظ المواجهة بالكلام وقد قيل: جرح اللسان اشد من وخز السنان.وثانيهما: جفاوة المس المانعة من ميل الطباع اليه.
(28) عثر: اذا اصابت رجله حجر او نحوه.فيه اشارة إلى ماكان عليه عمر بن الخطاب من التسرع في اصدار الاحكام غير الصائبة كأمره برجم المرأة الحامل وطلاق الحائظ، وغيرها من الامور التى كانت تدعوه للاعتذار بعد ان يتبين له الخطأ بارشاد امير المؤمنين عليه السلام، وقد تكرر قوله: " لو لا على لهلك عمر " و (لاكنت لمعضلة ليس لها ابوالحسن) و (لاعشت لمعضلة لاتكون لها ياابا الحسن).
(29) الصعبة من الابل: الغير المذللة. واشنق لها بالزمام: اذا جذبه إلى نفسه وهو راكب ليمسكها عن الحركة العنيفة. والخرم الشق. واسلس لها: ارخى لها. وتقحم في الامر: القى نفسه فيه بقوة.فصاحبها أى: صاحب تلك الطباع الخشنة مثله - وهو يتولى شئون الرعية وتدبير امورهم - كمثل راكب الناقة الصعبة التى لم تذلل، فهو بين خطرين ان جذبها اليه شق انفها، وان ارخى لها القياد القت به في المهالك والناقة الصعبة هى الرعية لانها لم تألفه وتنفر من طباعه فلا تسقيم له بحال.او يكون المراد بالناقة الصعبة هو صاحب تلك الطباع، وحينئذ يكون المقصود من قوله (ع) ان اشنق لها خرم، وان اسلس لها تقحم ان الذى يريد اصلاح صاحب تلك الطباع واقع بين خطرين فان انكر عليه وقع الانشقاق والاختلاف بينهما، وان تكره وشأنه ادى به الامر إلى الاخلال بالواجب.ووجه ثالث يمكن ان يكون المقصود بالناقة الخلافة فاذا استرجعها بالقوة شق عصا المسلمين واوقع الخلاف في صفوفهم مما يؤدى بالنتيجة إلى الردة. وان تركها وسكت عنها، سارت في غير اتجاهها فهو منها بين خطرين.
(30) منى الناس: ابتلوا.والخبط الحركة على غير استقامة، والشماس - بكسر الشين - كثرة النفار والاضطراب.
والتلون: اختلاف الاحوال. والاعتراض ضرب من التلون واصله المشى في عرض الطريق.
(31) خلاصة حديث الشورى: ان عمر بن الخطاب لما طعنه ابولؤلؤه وايقن بالموت دعا وجوه الصحابة، وعرض عليهم موضوع الخلافة، واشير فيما اشير عليه بابنه عبدالله فقال: لا لا يليها رجلان من ولد الخطاب حسب عمر ماحمل، حسب عمر ما احتقب، لا اتحملها حيا وميتا، ثم قال: ان رسول الله مات وهو راض عن هذه الستة (على، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن ابى وقاص، وعبد الرحمن بن عوف) فاما سعد فلا يمنعنى منه الاعنفه وفضاضته، واما من عبدالرحمن فلانه قارون هذه الامة واما من طلحة فتكبره ونخوته، واما من الزبير فشحه، ولقد رأيته بالبقيع يقاتل على صاع من شعير، ولايصلح لهذا الامر الا رجل واسع الصدر واما من عثمان فحبه لقومه وعصبيته لهم، واما من على فحرصه على هذا الامر ودعابة فيه.
ثم قال: يصلى صهيب بالناس ثلاثة ايام، وتخلوا الستة نفر في البيت ثلاثة ايام ليتفقوا على رجل منهم، فان استقام امر خمسة وابى رجل فاقتلوه، وان استقر امر ثلاثة وابى ثلاثة فكونوا مع الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف.
(32) اسف الطائر: اذا دنى من الارض في طيرانه.
(33) صغا: مال. والضغن: الحقد. والهن: على وزن اخ كناية عن شئ قبيح الذى مال لحقده هو: سعد بن أبى وقاص. والذى مال لصهره عبدالرحمن بن عوف حيث مال إلى عثمان لمصاهرة بينهما.وروى الشيخ المفيد في الارشاد عن جيش الكنانى قال: لما صفق عبدالرحمن على يد عثمان بالبيعة في يوم الدار قال له امير المؤمنين " ع ": حركك الصهر وبعثك على ما صنعت، والله ما أملت منه الا ما أمل صاحبك من صاحبه، دق الله بينكما عطر منشم وعطر منشم هو عطر صعب الدق والمراد به هنا الموت.وهكذا كان فقد بلغ الحال في الخلاف بينهما ان اعلن عثمان تحريم مجالسة عبدالرحمن، ووجوب نبذه، وابرأ الذمة ممن يكلمه او يعاطيه معاطاة اى مواطن يتمتع بحقوقه الاجتماعية.
(34) النفج: النفخ. والنثل: الروث والمعتلف: موضع الاعتلاف.
(35) الخضم: الاكل بجميع الفم وقيل المضغ باقصى الاضراس.قال بان ابى الحديد - في شرحه على النهج ج 1 ص 66 -: وصحت فيه فراسة عمر بن الخطاب، اذ قد اوطأ بنى امية رقاب الناس، واولادهم الولايات واقطعهم القطايع، وافتتحت ارمينيا في ايامه، فاخذ الخمس كله فوهبه لمروان إلى ان قال: وطلب منه عبدالله بن خالد بن أسيد صلة فأعطاه اربعمائة الف درهم واعاد الحكم بن أبى العاص بعد ان سيره رسول الله " ص " بموضع سوق بالمدينة يعرف " بنهروز " على المسلمين، فاقطعه عثمان الحارث بن الحكم اخا مروان بن الحكم، واقطع مروان فدكا وقد كانت فاطمة طلبتها بعد وفاة أبيها رسول الله تارة بالميراث، وتارة بالنحلة فدفعت عنها إلى آخر ماذكره ابن ابى الحديد فاليراجع وعمل الحجة الامينى في ج 9 من كتاب الغدير قائمة بمصروفاته على قومه وذويه فالتراجع ايضا.
(36) انتكث: انتقض. والفتل: برم الحبل. وكبا الفرس: اسقط لوجهه. والبطنة: شدة الامتلاء من الطعام.
واجهز - على المريض -: قتله واسرع.
(37) الروع الخلد والذهن واراعنى: افزعنى، وانثال - الشئ - اذا وقع يتلو بعضه بعضا.
(38) العطاف: الرداء، وعطفا الرجل: جانباه من لدن رأسه إلى وركيه. اى شق قميصه من جانبيه من شدة الازدحام عليه.
(39) ربيضة الغنم: المجتمعة برعاتها.
(40) مروق السهم: خروجه من الرمية.المراد بالناكثين للبيعة هم: طلحة والزبير بايعوا ثم نكثوا البيعة.
والمارقين هم: الخوارج والفاسطين أصحاب معاوية.
(41) القصص: 83.
(42) الزبرج - بكسر الزاء والراء -: الزبنة.
(43) التوبة - 73.
(44) جابر بن عبدالله من اصحاب رسول الله " ص " شهد بدرا وادرك الامام محمد الباقر عليه السلام، وبلغه سلام رسول الله " ص "، وكان من السابقين الذين رجعوا إلى امير المؤمنين عليه السلام وممن انقطع لاهل البيت.روى عن ابى عبدالله " ع " انه قال: ان جابر بن عبدالله كان آخر من بقى من اصحاب رسول الله " ص "، وكان رجلا منقطعا الينا اهل البيت، وكان يقعد في مسجد رسول الله " ص " وهو معتم بعمامة سوداء، وكان ينادى ياباقر العلم، ياباقر العلم وكان اهل المدينة يقولون: جابر يهجر فكان يقول لا والله لا اهجر ولكنى سمعت رسول الله " ص " يقول: " انك ستدرك رجلا من اهل بيتى، اسمه اسمى، وشمائله شمائلى، يبقر العلم بقرا " فذاك الذى دعانى إلى مااقول. رجال العلامة ص 34 رجال الكشى ص 42 - 54
(45) الزخرف - 41.
(46) آل عمران – 144
(47) يريد باهل بيته المعنى العام لاهل بيت الرجل اى: اقاربه والمقصود هنا هو: الزبير بن العوام، وليس المقصود وليس المقصود من أهل البيت المعنى الخاص المقصور على الخمسة من أصحاب الكساء، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
(48) وفي نسخة " فتصيرين " بدل تنصرفين.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام
أكتب لكم عن سببب قعود امير المؤمنين ( ع ) عن قتال أبي بكر وغيره
وفيه الرد الكامل على من تسول له نفسه أن قعوده ( ع ) كان لسبب آخر .
احتجاجه (ع) في الاعتذار من قعوده عن قتال من تأمر عليه من الاولين...
وقيامه إلى قتال من بغي عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين.
روي ان امير المؤمنين عليه السلام كان جالسا في بعض مجالسه بعد رجوعه من نهروان(1) فجرى الكلام حتى قيل له: لم لا حاربت أبا بكر وعمر كما حربت طلحة والزبير ومعاوية؟ فقال علي عليه السلام اني كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقي(2) فقام اليه الاشعث بن قيس فقال: ياأمير المؤمنين لم لم تضرب بسيفك، ولم تطلب بحقك؟ فقال: ياأشعث قد قلت قولا فاسمع الجواب وعه، واستشعر الحجة، إن لي أسوة بستة من الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين.
اولهم نوح حيث قال: " رب انى مغلوب فانتصر(3) " فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
وثانيهم لوط حيث قال: " لو ان لي بكم قوة او آوى إلى ركن شديد(4) " فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
وثالثهم ابراهيم خليل الله حيث قال: " واعتزلكم وما تدعون من دون الله(5) "
فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي اعذر.
ورابعهم موسى عليه السلام حيث قال: " ففررت منكم لما خفتكم(6) " فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
وخامسهم أخوه هارون حيث قال: " يابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني(7) " فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
وسادسهم أخي محمد خير البشر صلى الله عليه واله حيث ذهب إلى الغار ونومني على فراشه فان قال قائل: انه ذهب إلى الغار لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
فقام اليه الناس بأجمعهم فقالوا: ياامير المؤمنين قد علمنا ان القول قولك ونحن المذنبون التائبون، وقد عذرك الله.
وعن اسحاق بن موسى(8) أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام خطبة بالكوفة فلما كان في آخر كلامه قال: ألا واني لاولى الناس وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه واله فقام اليه أشعث بن قيس فقال: ياامير المؤمنين لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق الا وقلت: " والله اني لاولى الناس بالناس فما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله " ولما ولي تيم (9) وعدي (10) الا ضربت بسيفك دون ظلامتك؟ فقال أمير المؤمنين: يابن الخمارة قد قلت قولا فاسمع مني والله مامنعني من ذلك الا عهد أخي رسول الله صلى الله عليه واله أخبرني وقال لي: " ياابا الحسن ان الامة ستغدر بك وتنقض عهدي، وانك مني بمنزلة هارون من موسى " فقلت يارسول الله فما تعهد الي اذا كان ذلك كذلك، فقال: " ان وجدت أعوانا فبادر اليهم وجاهدهم وان لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوما " فلما توفي رسول الله صلى الله عليه واله اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه ثم آليت يمينا(11) اني لاأرتدي الا للصلاة حتى أجمع القرآن ففعلت، ثم اخذته وجئت به فاعرضته عليهم قالوا: لا حاجة لنا به، ثم أخذت بيد فاطمة، وابني الحسن والحسين، ثم ردت على أهل بدر، وأهل السابقة، فأنشدتهم حقي، ودعوتهم إلى نصرتي، فما أجابني منهم الا أربعة رهط: سلمان، وعمار والمقداد، وأبوذر، وذهب من كنت أعتضد بهم على دين الله من أهل بيتي، وبقيت بين حفيرين قريبي العهد بجاهلية عقيل والعباس.
فقال له الاشعث: كذلك كان عثمان لما لم يجد أعوانا كف يده حتى قتل.
فقال له امير المؤمنين: يابن الخمارة ليس كما قست، ان عثمان جلس في غير مجلسه، وارتدى بغير ردائه، صارع الحق، فصرعه الحق، والذي بعث محمدا بالحق لو وجدت يوم بويع أخوتيم أربعين رهط لجاهدتهم في الله إلى ان أبلي عذري ثم قال: ايها الناس ان الاشعث لايزن عند الله جناح بعوضة، وانه اقل في دين الله من عفظة عنز(12).
وروى جماعة من اهل النقل من طرق مختلفة عن ابن عباس قال: كنت عند امير المؤمنين بالرحبة(13) فذكرت الخلافة وتقدم من تقدم عليه فتنفس الصعداء (14) ثم قال: اما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة(15) وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى(16) ينحدر عني السيل، ولا يرقى الي الطير، فسدلت ودونها ثوبا(17) وطويت عنها كشحا(18) وطفقت أرتأي بين ان اصول بيد جذاء او أصبر على طخية عمياء(19)، يشيب فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه(20)، فرأيت ان الصبر على هاتا احجى(21)، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا(22) ارى تراثي نهبا(23) حتى اذا مضى الاول لسبيه فادلى بها إلى عمر من بعده، فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته، اذ عقدها لآخر بعد وفاته (24)، لشد ما تشطرا ضرعيها(25)، ثم تمثل بقول الاعشى (26)،
شتان ما يومي على كورها *** ويوم حيان أخى جابر
فصيرها في ناحية حشناء يجفو مسها، ويغلظ كلمها (27) ، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها(28)، فصاحبها كراكب الصعبة ان اشنق لها خرم، وان اسلس لها تقحم(29)، فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس، وتلون واعتراض (30) ، فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة ! حتى اذا مضى لسبيله ، فجعلها شورى في جماعة زعم اني احدهم (31) فيالله وللشورى، متى اعترض الريب في مع الاول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر، لكنني اسففت اذ اسفوا، وطرت اذ طاروا (32) ، فصبرت على طول المحنة، وانقضاء المدة، فمال رجل منهم لضغنه، وصغى الآخر لصهره، مع هن وهن (33) إلى ان قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثليه ومعتلفه(34)، وقام معه بنو ابيه يخضمون مال الله خضم الابل نبتة الربيع(35)، إلى ان انتكث عليه فتله، وكبت به بطنته، واجهز عليه عمله(36)، فما راعني الا والناس رسل الي كعرف الضبع، ينثالون علي من كل جانب(37)، حتى لقد وطئ الحسنان، وشق عطفاي(38)، مجتمعين حولي كربيضة الغنم(39) ، فلما نهضت بالامر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وفسق آخرون(40)، كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه وتعالى يقول: " تلك الدار الآخرة نجعها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمقين(41) " بلى والله لقد سمعوها ووعوها، ولكن حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها(42).
اما والذي فلق الحبة وبرئ النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما اخذ الله على اولياء الامر: ان لايقروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لالقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس اولها، ولالفيتم دنياكم عندي اهون من عفطة عنز.
قال: فقام إليه رجل من أهل السواد فناوله كتابا فقطع كلامه، فاقبل ينظر اليه فرغ من قرائته، قال ابن عباس: قلت له: ياأمير المؤمنين لو اطردت مقالتك من حيث افضيتها.
قال: يابن عباس هيهات هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت.
قال ابن عباس: فما اسفت على شئ ولا تفجعت كتفجعي على مافاتني من كلام امير المؤمنين عليه السلام.
ومما يوضح ماأثبتناه ماروي عن ام سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه واله انها قالت: كنا عند رسول الله تسع نسوة، وكانت ليلتي ويومي من رسول الله صلى الله عليه واله فأتيت الباب فقلت ادخل يارسول الله صلى عليه واله؟ فقال: لا. قالت: فكبوت كبوة شديدة، مخافة ان يكون ردني من سخط او نزل في شئ من السماء، ثم لم البث ان اتيت الباب ثانية فقلت ادخل يارسول الله صلى الله عليه واله فقال: لا.
فكبوت كبوة أشد من الاولى. ثم لم ابث ان اتيت الباب ثالثة فقلت: ادخل يارسول الله صلى الله عليه واله؟ فقال ادخلي ياام سلمة.
فدخلت وعلي جاث بين يديه وهو يقول: فداك أبي وامي يارسول الله صلى الله عليه واله اذا كان كذا وكذا فما تأمرني فقال: آمرك بالصبر، ثم اعاد عليه القول ثانية، فامره بالصبر، ثم اعاد عليه القول ثالثة فامره بالصبر، ثم اعاد عليه القول رابعة فقال له: ياعلي ياأخي اذا كان ذلك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك، واضرب به قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم.
ثم التفت الي وقال: ماهذه الكآبة ياام سلمة، قلت: للذي كان من ردك اياي يارسول الله، فقال لي والله مارددتك الا لشئ خبرت من الله ورسوله، لكن اتيتني وجبرئيل يخبرني بالاحداث التي تكون من بعدي، وامرني ان اوصي بذلك عليا، ياام سلمة اسمعي واشهدي، هذا علي بن أبى طالب عليه السلام وزيري في الدنيا، ووزيري في الآخرة، ياام سلمة اسمعي واشهدي، هذا علي بن ابى طالب، وصيي، وخليفتي من بعدي، وقاضي عداتي، والذائد عن حوضي، اسمعي واشهدي، هذا علي بن أبى طالب، سيد المسلمين، وامام المتقين، وقائد الغر المحجلين، قاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، قلت: يارسول الله من الناكثون قال: الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة قلت: من القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه من أهل الشام قلت: من المارقون؟ قال: أصحاب نهروان.
وروي ان امير المؤمنين (ع) قال في اثناء خطبة خطبها بعد فتح البصرة بايام: حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه واله قوله. ياعلي انك باق بعدي، ومبتلى بامتي ومخاصم بين يدي الله، فأعدد للخصومة جوابا، فقلت: بأبي وامي أنت بين لي ما هذه الفتنة التي ابتلى بها؟ وعلى مااجاهد بعدك؟ فقال: لي انك ستقاتل بعدي الناكثة، والقسطة، والمارقة، وحلاهم وسماهم رجلا رجلا، وتجاهد من امتي كل من خالف القرآن وسنتي، ممن يعمل في الدين بالرأي، ولا رأي في الدين انما هو أمر الرب ونهيه، فقلت: يارسول الله فأرشدنى إلى الفلح عند الخصومة يوم القيامة.
فقال: نعم. اذا كان ذلك كذلك فاقتصر على الهدى، اذا قومك عطفوا الهدى على الهوى، وعطفوا القرآن على الرأي، فتأولوه برأيهم بتتبع الحجج من القرآن لمشتهيات الاشياء الطارية عند الطمأنينة إلى الدنيا، فاعطف أنت الرأي على القرآن، واذا قومك حرفوا الكلمة عند مواضعه عند الاهوال الساهية، والامراء الطامحة، والقادة الناكثة، والفرقة القاسطة، والاخرى امارقة اهل الافك المردي والهوى المطغى، الشبهة الخالفة، فلا تنكلن عن فضل العاقبة، فان العاقبة للمتقين.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت: " ياايها النبي جهد الكفار والمنافقين الخ(43) " قال النبي صلى الله عليه واله: لاجاهدن العمالقة، يعني الكفار والمنافقين فأتاه جبرئيل فقال: انت او علي عليه السلام.
وعن جابر بن عبدالله الانصاري

وعن ابن عباس: أن عليا عليه السلام كان يقول - في حياة رسول الله - ان الله يقول: " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم(46) " والله لا ننقلب على أعقابنا بعد اذ هدانا الله والله، لئن مات او قتل لاقاتلن على ماقاتل عليه حتى اموت، لاني اخوه وابن عمه، ووارثه، فمن أحق به مني .
وعن احمد بن همام قال: أتيت عبادة بن الصامت في ولاية أبى بكر، فقلت: ياعبادة اكان الناس على تفضيل أبى بكر قبل ان يستخلف، فقال: ياأبا ثعلبة اذا سكتنا عنكم فاسكتوا، ولاتبحثونا، فوالله لعلي بن أبى طالب كان احق بالخلافة من أبي بكر، كما كان رسول الله صلى الله عليه واله أحق بالنبوة من أبي جهل، قال: وازيدكم انا كنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه واله فجاء علي عليه السلام، وابوبكر وعمر إلى باب رسول الله صلى الله عليه واله، فدخل أبوبكر، ثم دخل عمر، ثم دخل علي عليه السلام على أثرهما، فكأنما سفي على وجه رسول الله الرماد، ثم قال: ياعلي ايتقدمانك هذان، وقد أمرك الله عليهما، فقال ابوبكر: نسيت يارسول الله، وقال عمر: سهوت يارسول الله، فقال رسول: مانسيتما ولا سهوتما، وكأني بكما قد سلبتماه ملكه، وتحاربتما عليه، وأعانكما على ذلك اعداء الله، واعدء رسوله، وكأني بكما قد تركتما المهاجرين والانصار يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف على الدنيا ولكأني بأهل بيتي وهم المقهورون المشتتون في اقطارها، وذلك لامر قد قضي ، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه واله حتى سالت دموعه، ثم قال: ياعلي الصبر الصبر حتى ينزل الامر، ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم، فان لك من الاجر في كل يوم مالا يحصيه كاتباك، فاذا امكنك الامر: فالسيف السيف، القتل القتل، حتى يفيئوا إلى أمر الله، وامر رسوله، فانك على الحق ومن ناولك على الباطل، وكذلك ذريتك من بعدك إلى يوم القيامة.
وعن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال: كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه واله في المسجد بعد ان صلى الفجر، ثم نهض ونهضت معه، وكان رسول الله صلى الله عليه واله اذا اراد ان يتجه إلى موضع أعلمني بذلك، وكان اذا ابطأ في ذلك الموضع صرت اليه لاعرف خبره، لانه لايتصابر قلبي على فراقه ساعة واحدة فقال لي: انا متجه إلى بيت عائشة، فمضى صلى الله عليه واله ومضيت إلى بيت فاطمة الزهراء عليها السلام فلم أزل مع الحسن والحسين فانا وهي مسروران بهما، ثم اني نهضت وسرت إلى باب عائشة، فطرقت الباب فقالت: من هذا؟ فقلت لها: انا علي فقالت: ان النبي راقد، فانصرفت، ثم قلت: النبي راقد وعائشة في الدار، فرجعت وطرقت الباب فقالت لي عائشة: من هذا؟ فقلت لها: انا علي فقالت: ان النبي صلى الله عليه واله على حاجة فانثنيت مستحييا من دق الباب، ووجدت في صدري مالا استطيع عليه صبرا، فرجعت مسرعا فدققت الباب دقا عنيفا، فقالت لي عائشة: من هذا؟ فقلت: انا علي فسمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ياعائشة افتحي له الباب، ففتحت ودخلت، فقال لي: اقعد ياأبا الحسن أحدثك بما أنا فيه، أو تحدثني بابطاءك عني، فقلت يارسول الله حدثني فان حديثك أحسن، فقال: ياأبا الحسن كنت في أمر كتمته من ألم الجوع، فلما دخلت بيت عائشة، واطلت القعود ليس عندها شئ تأتي به، فمددت يدي وسألت الله القريب المجيب، فهبط علي حبيبي جبرئيل عليه السلام ومعه هذا الطير ووضع اصبعه على طائر بين يديه، فقال: ان الله عزوجل أوحى الي: ان آخذ هذا الطير وهو أطيب طعام في الجنة فاتيك به يامحمد، فحمدت الله عزوجل كثيرا، وعرج جبرئيل فرفعت يدي إلى السماء فقلت: " اللهم يسر عبدا يحبك ويحبني يأكل معي من هذا الطير " فمكثت مليا فلم أر أحدا يطق الباب، فرفعت يدي ثم فلت: " اللهم يسر عبدا يحبك ويحبني وتحبه واحبه يأكل معي من هذا الطير " فسمعت طرق الباب وارتفاع صوتك، فقلت لعائشة: أدخلي عليا فدخلت، فلم أزل حامدا لله حتى بلغت الي اذ كنت تحب الله وتحبني ويحبك الله وأحبك، فكل ياعلي، فلما أكلت أنا والنبي الطائر، قال لي: ياعلي حدثني فقلت: يارسول الله لم ازل منذ فارقتك أنا وفاطمة والحسن والحسين مسرورين جميعا، ثم نهضت اريدك فجئت فطرقت الباب فقالت لي عائشة: من هذا؟ فقلت: انا علي فقالت: ان النبي راقد، فانصرفت، فلما ان صرت إلى بعض الطريق الذي سلكته رجعت.
فقلت: النبي صلى الله عليه واله راقد وعائشة في الدار لا يكون هذا، فجئت فطرقت الباب فقالت: لي من هذا؟ فقالت لها: انا علي فقالت: ان النبي صلى الله عليه واله على حاجة فانصرفت مستحييا، فلما انتهيت إلى الموضع الذي رجعت منه أول مرة، وجدت في قلبي ما لاأستطيع عليه صبرا وقلت: النبي صلى الله عليه واله على حاجة وعائشة في الدار، فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته، فسمعتك يارسول الله وأنت تقول لها: ادخلي عليا فقال النبي: صلى الله عليه واله أبى الله الا أن يكون الامر هكذا، يا حميراء ما حملك على هذا؟ قالت: يا رسول الله اشتهيت أن يكون أبي يأكل من هذا الطير فقال لها: ماهو بأول ضغن بينك وبين علي، وقد وقفت لعلي - ان شاء الله – لتقاتلنه ، فقالت: يارسول الله وتكون النساء يقاتلن الرجال؟ فقال لها: ياعائشة انك لتقاتلين عليا، ويصحبك ويدعوك إلى هذا نفر من أهل بيتي وأصحابي ، (47) فيحملونك عليه، وليكونن في قتالك له أمر يتحدث به الاولون والاخرون، وعلامة ذلك انك تركبين الشيطان، ثم تبتلين قبل ان تبلغي إلى الموضع الذي يقصد بك اليه، فتنبح عليك كلاب الحوأب، فتسئلين الرجوع فتشهد عندك قسامة أربعين رجلا: ما هي كلاب الحوأب، فتنصرفين إلى بلد أهله انصارك، (48) وهوابعد بلاد على الارض من السماء، وأقر بها إلى الماء ولترجعن وانت صاغرة بالغة ما تريدين، ويكون هذا الذي يردك مع من يثق به من اصحابه، وانه لك خير منك له، ولنذرنك بما يكون الفراق بيني وبينك في الآخرة، وكل من فرق علي بيني وبينه بعد وفاتي ففراقه جائز.
فقالت يارسول الله ليتني مت قبل ان يكون ما تعدني.
فقال لها: هيهات هيهات ! والذي نفسي بيده ليكونن ما قلت، حق كأني أراه ثم قال لي: قم ياعلي فقد وجبت صلاة الظهر، حتى آمر بلالا بالاذان فأذن بلال واقام وصلى وصليت معه ولم يزل في المسجد.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) النهروان: وهى ثلاث نهروانات، اعلى واوسط واسفل، وهو: كورة واسعة اسفل من بغداد من شرقى تامرا، منحدرا إلى واسط، فيها عدة بلاد متوسطة منها اسكاف وجرجرايا، والصافية، وديرقنى وقير ذلك.
مراصد الاطلاع ج 3 ص 1407.
(2) استأثر بالشئ على الغير: استبد به وخص به نفسه.
(3) القمر: - 10.
(4) هود: - 80.
(5) مريم: - 48 (*)
(6) الشعراء: - 21.
(7) الاعراف: - 150.
(8) اسحاق بن موسى: عده الشيخ في اصحاب الامام الرضا " ع " وكان يلقب بالامين كما في عمدة الطالب وتوفى سنة " 240 " كما في منتهى الآمال للشيخ عباس القمى.
(9) تيم: في قريش رهط ابى بكر وهو تيم بن مرة.
(10) عدى: قبيلة من قريش وهم رهط عمر بن الخطاب.
(11) آليت: اقسمت.
(12) العفطة من الشاة: كالعطس من الانسان.
(13) تجد هذه الخطبة في ج 1 من نهج البلاغة ص 25 وهي الخطبة المعروفة ب " الشقشقية " لقوله " ع " في جواب ابن عباس: " هيهات هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت " وتعرف ايضا " بالمقمصة " لقوله عليه السلام: " اما والله لقد تقمصها ابن ابى قحافة " تسمية للشئ باشهر الفاظه كما هو الحال في اسماء سور القرآن الكريم كسورة آل عمران، والرحمن، والواقعة، ويس وغيرها. وهذه الخطبة الجليلة في حسن اسلوبها، وبديع نظمها، وفصاحة ألفاظها، دليل لايقبل التردد، ولا يتطرق اليه الشك في كونها صادرة عن مركز الثقل الالهى، ومعدن
الوصاية والامامة، فهي حقا كما قيل: " فوق كلام المخلوق دون كلام الخالق " وقد رواها الشيخ المفيد في الارشاد ص 137 وقال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ص 69 ج 1: حدثني شيخي ابوالخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة " 603 " قال: قرأت على الشيخ أبي محمد بن عبدالله بن احمد المعروف بابن الخشاب هذه الخطبة.
إلى ان قال: فقلت له: أتقول انها منحولة؟ فقال: لا والله، وإني لاعلم: صدورها منه كما اعلم: أنك " مصدق " قال: فقلت له: ان كثيرا من الناس يقولون: انها من كلام الرضى رحمه الله تعالى فقال: اني للرضى ولغير الرضى هذا النفس وهذا الاسلوب؟ قد وقفنا على رسائل الرضى وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في " خل ولا خمر " ثم قال: والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل ان يخلق الرضى بمائتي سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط اعرفها، واعرف من هو من العلماء واهل الادب قبل ان يخلق النقيب ابو احمد ولد الرضى قلت: وقد وجدت انا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي امام البغداد بين من المعتزلة، وكان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضى بمدة طويلة، ووجدت ايضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر ابن قبة احد متكلمي الامامية، وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب " الانصاف" وكان ابوجعفر هذا من تلامذة الشيخ ابي القاسم البلخي رحمه الله تعالى، ومات في ذلك العصر قبل ان يكون الرضى رحمه الله تعالى موجودا
(14) تنفس الصعداء - بضم الصاد وفتح المهملتين -: المدفوع من التنفس يصعده المتلهف الحزين.
(15) ابن ابي قحافة ابوبكر واسمه عبدالله وفي الجاهلية عتيق واسم ابيه عثمان والضمير في تقمصها عائد إلى الخلافة وانما لم يذكرها للعلم بها وتقمصها جعلها مشتملة عليه كالقميص كناية عن تلبسه بها.
(16) قطب الرحا مسمارها الذي عليه تدور فكما ان الرحى لا تدور إلى على القطب وبغيره لا يستقيم لها دوران، فكذلك الخلافة محله منها محل القطب من الرحى: لاتستقيم حركتها ولا نأخذ استقامتها بغيره وهو وحده القادر على تدبير شؤنها وادارتها حسب المصلحة العامة ووفق الخطة الالهية الحكيمه.
(17) سدلت: ارخيت. كناية عن اعراضه عنها، واحتجابه عن طلبها.
(18) الكشح: ما بين الخاصرة والجنب. انزل الخلافة منزلة المأكول الذي منع نفسه عنه، فلم يشتمل عليه كشحه.
(19) طفقت: جعلت، واخذت، وشرعت، وأرتاى افكر طلبا للرأي الصائب وصال: حمل نفسه على الامر بقوة.
والطخية،: قطعة من الغيم. اي: جعلت ادير الفكر واجيله في امر الخلافة، واردده في طرفي نقيض اما ان اشهر السيف واصول على الغاصبين للخلافة، والمعتدين على حقي، او اترك واصبر، وفى كلا الحالين خطر فاما القيام والثورة فبيد مقطوعة من غير ناصر ولا معين، واما الثاني فلما يؤل اليه الحال: من اختلاط الامور، وعدم انتظام الحياة، والتمييز بين الحق والباطل، فكما ان الظلمة والعمى لا يهتدي معهما للتمييز بين اللاشياء، فكذلك اضطراب الهيئة الاجتماعية، وتشابك المشاكل وازدحامها لا يهتدي معه لوجه الحق.
(20) الهرم: شدة كبر السن. والكدح: سعى المجهود وتلك الشدة، وذلك الاضطراب، وهاتيك الاحوال المظلمة وطول مدتها ادت إلى ان: يهرم فيها الكبير، ويشيب الصغير، ويتعب المؤمن في تمييز الحقائق وتمحيصها وما يبذله من جهد في سبيل الدفاع عن الحق حتى يلقى ربه.
(21) هاتا: هذه واحجى اقرب للحجى وهو العقل.
فرأيت الصبر على هذه الحال وترك المقاومة اقرب للعقل، والصق بنظام الاسلام واحفظ لبيضته سيما وهو بعد غض لم ترسخ له قدم في نفوس اتباعه، والثورة في هذه الحال ربما تؤدي إلى خلاف الغرض، وتعكس النتيجة، وتكون سببا للردة، والرجوع عن الدين، فترك المقاومة احجى واضمن لسلامة الاسلام، وتحمل الشر الحادث من جراء ذلك اهون.
(22) القذى: الرمد. والشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. اي صبرت ولكن على مضض كما يصبر الارمد وهو يحس بوجع العين، وكما يصبر من غص بشئ فهو يكابد الخنق.
(23) يريد بتراثه: الخلافة.
(24) ادلى بها: القى بها اليه. والاقاله: فك العهد والاستقالة: طلب ذلك.اشار بقوله عليه السلام: " يستقيلها " إلى قول ابي بكر: اقيلوني لست بخيركم "
(25) شد الامر: صعب وعظم.وتشطرا: اقتسما. والضرع: للحيوانات مثل الثدي للمرأة.
(26) هو أعشى قيس واسمه ميمون بن جندل من بني قيس من قصيدة أولها:
علقم ما أنت إلى عامر *** الناقص الاوتار والواتر
(27) الكلم: الجرح. كني عن طباع عمر بن الخطاب " بالناحية الخشناء " لانه كان يوصف بالجفاوة وسرعة الغضب، وغلظ الكلام، حتى روى انه امران يؤتى بامرأة لحال اقتضت ذلك - وكانت حاملا - فلما دخلت عليه اجهزت جنينا لما شاهدته من غلظ طبيعة أبي حفص وظهور القوة الغضبية على قسمات وجهه وشدته في الكلام، وذلك ما اراده أمير المؤمنين من قوله " في ناحية خشناء " ثم انه عليه السلام وصف تلك الطبيعة بوصفين: احدهما: غلظ المواجهة بالكلام وقد قيل: جرح اللسان اشد من وخز السنان.وثانيهما: جفاوة المس المانعة من ميل الطباع اليه.
(28) عثر: اذا اصابت رجله حجر او نحوه.فيه اشارة إلى ماكان عليه عمر بن الخطاب من التسرع في اصدار الاحكام غير الصائبة كأمره برجم المرأة الحامل وطلاق الحائظ، وغيرها من الامور التى كانت تدعوه للاعتذار بعد ان يتبين له الخطأ بارشاد امير المؤمنين عليه السلام، وقد تكرر قوله: " لو لا على لهلك عمر " و (لاكنت لمعضلة ليس لها ابوالحسن) و (لاعشت لمعضلة لاتكون لها ياابا الحسن).
(29) الصعبة من الابل: الغير المذللة. واشنق لها بالزمام: اذا جذبه إلى نفسه وهو راكب ليمسكها عن الحركة العنيفة. والخرم الشق. واسلس لها: ارخى لها. وتقحم في الامر: القى نفسه فيه بقوة.فصاحبها أى: صاحب تلك الطباع الخشنة مثله - وهو يتولى شئون الرعية وتدبير امورهم - كمثل راكب الناقة الصعبة التى لم تذلل، فهو بين خطرين ان جذبها اليه شق انفها، وان ارخى لها القياد القت به في المهالك والناقة الصعبة هى الرعية لانها لم تألفه وتنفر من طباعه فلا تسقيم له بحال.او يكون المراد بالناقة الصعبة هو صاحب تلك الطباع، وحينئذ يكون المقصود من قوله (ع) ان اشنق لها خرم، وان اسلس لها تقحم ان الذى يريد اصلاح صاحب تلك الطباع واقع بين خطرين فان انكر عليه وقع الانشقاق والاختلاف بينهما، وان تكره وشأنه ادى به الامر إلى الاخلال بالواجب.ووجه ثالث يمكن ان يكون المقصود بالناقة الخلافة فاذا استرجعها بالقوة شق عصا المسلمين واوقع الخلاف في صفوفهم مما يؤدى بالنتيجة إلى الردة. وان تركها وسكت عنها، سارت في غير اتجاهها فهو منها بين خطرين.
(30) منى الناس: ابتلوا.والخبط الحركة على غير استقامة، والشماس - بكسر الشين - كثرة النفار والاضطراب.
والتلون: اختلاف الاحوال. والاعتراض ضرب من التلون واصله المشى في عرض الطريق.
(31) خلاصة حديث الشورى: ان عمر بن الخطاب لما طعنه ابولؤلؤه وايقن بالموت دعا وجوه الصحابة، وعرض عليهم موضوع الخلافة، واشير فيما اشير عليه بابنه عبدالله فقال: لا لا يليها رجلان من ولد الخطاب حسب عمر ماحمل، حسب عمر ما احتقب، لا اتحملها حيا وميتا، ثم قال: ان رسول الله مات وهو راض عن هذه الستة (على، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن ابى وقاص، وعبد الرحمن بن عوف) فاما سعد فلا يمنعنى منه الاعنفه وفضاضته، واما من عبدالرحمن فلانه قارون هذه الامة واما من طلحة فتكبره ونخوته، واما من الزبير فشحه، ولقد رأيته بالبقيع يقاتل على صاع من شعير، ولايصلح لهذا الامر الا رجل واسع الصدر واما من عثمان فحبه لقومه وعصبيته لهم، واما من على فحرصه على هذا الامر ودعابة فيه.
ثم قال: يصلى صهيب بالناس ثلاثة ايام، وتخلوا الستة نفر في البيت ثلاثة ايام ليتفقوا على رجل منهم، فان استقام امر خمسة وابى رجل فاقتلوه، وان استقر امر ثلاثة وابى ثلاثة فكونوا مع الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف.
(32) اسف الطائر: اذا دنى من الارض في طيرانه.
(33) صغا: مال. والضغن: الحقد. والهن: على وزن اخ كناية عن شئ قبيح الذى مال لحقده هو: سعد بن أبى وقاص. والذى مال لصهره عبدالرحمن بن عوف حيث مال إلى عثمان لمصاهرة بينهما.وروى الشيخ المفيد في الارشاد عن جيش الكنانى قال: لما صفق عبدالرحمن على يد عثمان بالبيعة في يوم الدار قال له امير المؤمنين " ع ": حركك الصهر وبعثك على ما صنعت، والله ما أملت منه الا ما أمل صاحبك من صاحبه، دق الله بينكما عطر منشم وعطر منشم هو عطر صعب الدق والمراد به هنا الموت.وهكذا كان فقد بلغ الحال في الخلاف بينهما ان اعلن عثمان تحريم مجالسة عبدالرحمن، ووجوب نبذه، وابرأ الذمة ممن يكلمه او يعاطيه معاطاة اى مواطن يتمتع بحقوقه الاجتماعية.
(34) النفج: النفخ. والنثل: الروث والمعتلف: موضع الاعتلاف.
(35) الخضم: الاكل بجميع الفم وقيل المضغ باقصى الاضراس.قال بان ابى الحديد - في شرحه على النهج ج 1 ص 66 -: وصحت فيه فراسة عمر بن الخطاب، اذ قد اوطأ بنى امية رقاب الناس، واولادهم الولايات واقطعهم القطايع، وافتتحت ارمينيا في ايامه، فاخذ الخمس كله فوهبه لمروان إلى ان قال: وطلب منه عبدالله بن خالد بن أسيد صلة فأعطاه اربعمائة الف درهم واعاد الحكم بن أبى العاص بعد ان سيره رسول الله " ص " بموضع سوق بالمدينة يعرف " بنهروز " على المسلمين، فاقطعه عثمان الحارث بن الحكم اخا مروان بن الحكم، واقطع مروان فدكا وقد كانت فاطمة طلبتها بعد وفاة أبيها رسول الله تارة بالميراث، وتارة بالنحلة فدفعت عنها إلى آخر ماذكره ابن ابى الحديد فاليراجع وعمل الحجة الامينى في ج 9 من كتاب الغدير قائمة بمصروفاته على قومه وذويه فالتراجع ايضا.
(36) انتكث: انتقض. والفتل: برم الحبل. وكبا الفرس: اسقط لوجهه. والبطنة: شدة الامتلاء من الطعام.
واجهز - على المريض -: قتله واسرع.
(37) الروع الخلد والذهن واراعنى: افزعنى، وانثال - الشئ - اذا وقع يتلو بعضه بعضا.
(38) العطاف: الرداء، وعطفا الرجل: جانباه من لدن رأسه إلى وركيه. اى شق قميصه من جانبيه من شدة الازدحام عليه.
(39) ربيضة الغنم: المجتمعة برعاتها.
(40) مروق السهم: خروجه من الرمية.المراد بالناكثين للبيعة هم: طلحة والزبير بايعوا ثم نكثوا البيعة.
والمارقين هم: الخوارج والفاسطين أصحاب معاوية.
(41) القصص: 83.
(42) الزبرج - بكسر الزاء والراء -: الزبنة.
(43) التوبة - 73.
(44) جابر بن عبدالله من اصحاب رسول الله " ص " شهد بدرا وادرك الامام محمد الباقر عليه السلام، وبلغه سلام رسول الله " ص "، وكان من السابقين الذين رجعوا إلى امير المؤمنين عليه السلام وممن انقطع لاهل البيت.روى عن ابى عبدالله " ع " انه قال: ان جابر بن عبدالله كان آخر من بقى من اصحاب رسول الله " ص "، وكان رجلا منقطعا الينا اهل البيت، وكان يقعد في مسجد رسول الله " ص " وهو معتم بعمامة سوداء، وكان ينادى ياباقر العلم، ياباقر العلم وكان اهل المدينة يقولون: جابر يهجر فكان يقول لا والله لا اهجر ولكنى سمعت رسول الله " ص " يقول: " انك ستدرك رجلا من اهل بيتى، اسمه اسمى، وشمائله شمائلى، يبقر العلم بقرا " فذاك الذى دعانى إلى مااقول. رجال العلامة ص 34 رجال الكشى ص 42 - 54
(45) الزخرف - 41.
(46) آل عمران – 144
(47) يريد باهل بيته المعنى العام لاهل بيت الرجل اى: اقاربه والمقصود هنا هو: الزبير بن العوام، وليس المقصود وليس المقصود من أهل البيت المعنى الخاص المقصور على الخمسة من أصحاب الكساء، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
(48) وفي نسخة " فتصيرين " بدل تنصرفين.
تعليق