[frame="10 80"]أعرف أن العنوان بلا معنى . .
وللقصة عنوان آخر أكتبه عندما أُنهيها . .
نظرت إليه بازدراء . . معتوه ويستحقّ أن أتفل في وجهه . . لماذا يوصيني الله به ؟! حتى أكفر الكافرين يمكن أن يصبح أباً . . !! إنه لا يتوقف عن النعيق كالغراب . .
((استغفر الله العظيم . . والدك ابتلاء من رب العالمين يا مجيد . . هل ستكفر؟))
الشيخ لم ينتظر جوابي . . قال هذا وانصرف مقطب الجبين . .
أما أنا فبقيت مستنداً على الجدار المصنوع من الحجارة والطين أعبث بالرمل الناعم وأتذكّر وجه والدي القبيح . .
أحفظ كلام الشيخ كما يُحفظ القرآن . . أحمل له الأسئلة . . واحتجاجاتٍ كثيرة . . أُثير ما أُثيره وأعود أجر أذيال الخيبة وأنا عارفٌ سلفاً بما سيقول . . يطفىء ناري بالرمال . . والرمل يطفىء اللهيب والنار ولكن لا سلطة له على الجمرات لأنها تبقى متوهجة وتُشعلها أي نسمة . . أي نسمة !!
العودة للبيت بعد غياب ساعات كالذهاب للجحيم . . الآن هو ينتظرني قبالة الباب وبالعصا . . وسأنطّ كالقرد كما يصفني . . وسأضحك وداخلي يبكي . . سيقول لي يا ابن الكلب متناسياً أنه أبي فيتدارك الأمر بطريقة مضحكة . . أبوك كلب أنا لست أبوك . . أحياناً تأخذه العصبية فتطال أمي وشرف أمّي . . أضحك علناً وفي سرّي أبكي . .
في تلك الفترة من حياتي كانت عصبية والدي هي هاجسي الوحيد . . يشغلني الأمر عن كلّ شيء . . أذكر أن الشيخ قال لي بعد أن طردت من المدرسة لتدنّي مستواي قال لي: أنت ستُطرد حتى من رحمة الله . . رأيتك في الجامع تصلّي بتململ . . قلت له: أنا أشكو لله ظلم والدي منذ مدة وما زال والدي ظالماً . . فعضّ الشيخ على شفتيه ومضى مهرولاً بعصاه وهو يصيح: لا يأس من رحمة الله لا يأس من رحمة الله !!
ونظرت إلى طيفه يختفي والجميع حولي يهزون رؤوسهم مستنكرين . . ماذا يستنكرون ؟ هل أخطأت ؟ جميعنا نخطىء !!
كنت أبلغ السابعة عشر من عمري ولكني أفكّر بعقلٍ كبير . . المدرسين ومدير المدرسة والشيخ وأبي . . كلهم أغبياء !
وفي تلك الفترة أيضاً مزّقت كتاب التاريخ وسط ذهول الطلبة والأستاذ وتطاولت على المدرسين جميعاً والمدير . .
وأصبحت ((مفصول لتدنّي مستواه التعليمي والأخلاقي الناتج عن الإهمال)) . . لكنهم كذبوا !! لم أكن مهملاً . . كنت أقوم بتأدية واجباتي أولاً بأوّل . . صحيحٌ أنني لم أكن أملك كراساً واحداً ولا قلم ولكني أجيب على الأسئلة جميعها في عقلي . . وأحفظ الأجوبة قلبياً . .
جميع المدرّسين غير متفهمين . . حتى أنهم قدموا لي الكراس والقلم بالمجان فرفضت محتجاً لماذا عليّ أن أدوّن كلّ شيء ؟!!
والدي أفرحه أمر فصلي كما أفرحني التخلّص من عبء الدراسة . . لكنه حوّل الأمر إلى صالحه حين صار يطلب منّي أن أنفّذ جميع طلباته بلا سؤال بحجة أني عالةٌ عليه . . وكنت أشعر بالذل وهو يشتمني ويهينني أمام جميع أفراد العائلة . . لكنني ما فكرت في ترك البيت والانفصال عن العائلة على الرغم من الأذى النفسي الذي أصابني . .
أُكمِل متى ما أُتيحت لي الفرصة . .[/frame]
وللقصة عنوان آخر أكتبه عندما أُنهيها . .
نظرت إليه بازدراء . . معتوه ويستحقّ أن أتفل في وجهه . . لماذا يوصيني الله به ؟! حتى أكفر الكافرين يمكن أن يصبح أباً . . !! إنه لا يتوقف عن النعيق كالغراب . .
((استغفر الله العظيم . . والدك ابتلاء من رب العالمين يا مجيد . . هل ستكفر؟))
الشيخ لم ينتظر جوابي . . قال هذا وانصرف مقطب الجبين . .
أما أنا فبقيت مستنداً على الجدار المصنوع من الحجارة والطين أعبث بالرمل الناعم وأتذكّر وجه والدي القبيح . .
أحفظ كلام الشيخ كما يُحفظ القرآن . . أحمل له الأسئلة . . واحتجاجاتٍ كثيرة . . أُثير ما أُثيره وأعود أجر أذيال الخيبة وأنا عارفٌ سلفاً بما سيقول . . يطفىء ناري بالرمال . . والرمل يطفىء اللهيب والنار ولكن لا سلطة له على الجمرات لأنها تبقى متوهجة وتُشعلها أي نسمة . . أي نسمة !!
العودة للبيت بعد غياب ساعات كالذهاب للجحيم . . الآن هو ينتظرني قبالة الباب وبالعصا . . وسأنطّ كالقرد كما يصفني . . وسأضحك وداخلي يبكي . . سيقول لي يا ابن الكلب متناسياً أنه أبي فيتدارك الأمر بطريقة مضحكة . . أبوك كلب أنا لست أبوك . . أحياناً تأخذه العصبية فتطال أمي وشرف أمّي . . أضحك علناً وفي سرّي أبكي . .
في تلك الفترة من حياتي كانت عصبية والدي هي هاجسي الوحيد . . يشغلني الأمر عن كلّ شيء . . أذكر أن الشيخ قال لي بعد أن طردت من المدرسة لتدنّي مستواي قال لي: أنت ستُطرد حتى من رحمة الله . . رأيتك في الجامع تصلّي بتململ . . قلت له: أنا أشكو لله ظلم والدي منذ مدة وما زال والدي ظالماً . . فعضّ الشيخ على شفتيه ومضى مهرولاً بعصاه وهو يصيح: لا يأس من رحمة الله لا يأس من رحمة الله !!
ونظرت إلى طيفه يختفي والجميع حولي يهزون رؤوسهم مستنكرين . . ماذا يستنكرون ؟ هل أخطأت ؟ جميعنا نخطىء !!
كنت أبلغ السابعة عشر من عمري ولكني أفكّر بعقلٍ كبير . . المدرسين ومدير المدرسة والشيخ وأبي . . كلهم أغبياء !
وفي تلك الفترة أيضاً مزّقت كتاب التاريخ وسط ذهول الطلبة والأستاذ وتطاولت على المدرسين جميعاً والمدير . .
وأصبحت ((مفصول لتدنّي مستواه التعليمي والأخلاقي الناتج عن الإهمال)) . . لكنهم كذبوا !! لم أكن مهملاً . . كنت أقوم بتأدية واجباتي أولاً بأوّل . . صحيحٌ أنني لم أكن أملك كراساً واحداً ولا قلم ولكني أجيب على الأسئلة جميعها في عقلي . . وأحفظ الأجوبة قلبياً . .
جميع المدرّسين غير متفهمين . . حتى أنهم قدموا لي الكراس والقلم بالمجان فرفضت محتجاً لماذا عليّ أن أدوّن كلّ شيء ؟!!
والدي أفرحه أمر فصلي كما أفرحني التخلّص من عبء الدراسة . . لكنه حوّل الأمر إلى صالحه حين صار يطلب منّي أن أنفّذ جميع طلباته بلا سؤال بحجة أني عالةٌ عليه . . وكنت أشعر بالذل وهو يشتمني ويهينني أمام جميع أفراد العائلة . . لكنني ما فكرت في ترك البيت والانفصال عن العائلة على الرغم من الأذى النفسي الذي أصابني . .
أُكمِل متى ما أُتيحت لي الفرصة . .[/frame]
تعليق